الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأنبار بارومتر الانفجار والاستقرار في العراق بقلم:د. عمران الكبيسي

تاريخ النشر : 2015-04-25
الأنبار بارومتر الانفجار والاستقرار في العراق بقلم:د. عمران الكبيسي
الأنبار بارومتر الانفجار والاستقرار في العراق

  د. عمران الكبيسي

محافظة الانبار: بوابة العراق الغربية، تطل على ثلاثة أقطار عربية، سوريا، والأردن، والسعودية، وتحاذي ست محافظات عراقية، جنوبية ووسطى وشمالية، النجف وكربلاء وبابل وبغداد وصلاح الدين ونينوى، تشكل الانبار نحو ثلث مساحة العراق، وهي اكبر المحافظات بسعة أرضها، وعدد سكانها نحو مليوني نسمة، يخترقها نهر الفرات الذي ينبع من تركيا ويمر بسوريا ويدخلها عند القائم، ويلتقي بدجلة عند القرنة، ليكونا شط العرب الذي يصب في الخليج، وكانت تدعى في العهد الملكي ب:"لواء الدليم" وللأنبار تاريخ عريق تعود سماها المناذرة، أنبار جمع نبر "المخزن" وكانت على عهدهم مخزناً للعدد الحربية والحنطة والشعير، ومركزا حربيا مهما لحماية العاصمة المدائن من هجمات الروم. وفي العصر العباسي  اتخذها الخليفة أبو العباس سنة 134هـ عاصمته الثانية  بعد الكوفة، وأقام فيها المنصور حين شيد بغداد 145هـ. وتشكل وسطا برياً يربط  الفرات والبحر المتوسط  بالخليج العربي، ومن أقدم مدنها التاريخية هيت، وعنه،وهلها من العرب الخلص.

الأنبار أول من استقبلت الملك فيصل الأول عام 1921وعد استقبالها له بحفاوة استفتاء شرعيا على تتويجه ملكا للعراق، وفي عام 1956كنت طالبا في الابتدائية وشاهدت نعوش الشهداء ممن سقطوا في التظاهرات الشعبية المؤيدة لعبد الناصر في حرب القناة، منتفضة على موقف رئيس الوزراء المتخاذل نوري السعيد آنذاك تعبر الفلوجة إلى سائر مدن الانبار، وفي حكم عبد الكريم قاسم أيام المد الشيوعي بعد انتفاضة الشواف في الموصل كانت أول محافظة تنتفض على الشيوعية وتطهر أرضها منهم. وشكلت البداية لانحسار المد الشيوعي الملتحق بالركب الروسي. وفي التجربة الأولى لحكم البعثيين للعراق قام عدد من ضباط الانبار بحركة أقصت البعثيين عن الحكم،  وحدثت مصادمات دامية بين أبناء القبائل والبعثيين في إحدى مقرات الحرس القومي، فأبيد من كان فيه عن آخرهم، وحتى أيام الرئيس صدام حسين تظاهر الانباريون وقاموا بشبه عصيان وطردوا المحافظ ولكن معرفة صدام حسين بطباع الانباريين واحترامه لرجالها احتواهم بود وكسب تعاطفهم وثقتهم، وبعد حرب الخليج الثانية كان أول خروج للرئيس صدام حسين في جامعة الانبار حيث التف أهلها حوله فكانت بارومتر أكد ولاءهم له ووقوفهم خلفه مما رفع معنوياته إلى درجة كبيرة. فالانبار بارومتر  الاستقرار والانفجار في العراق منذ القدم.

وأصبحت الأنبار معقلا للمقاومة ضد الاحتلال الأمريكي عام 2003 وشهدت الفلوجة اشد ملاحم الفداء كبدت الغزاة خسائر فادحة، واستعصت على الاحتلال وباء هجوم المحتلين الأول بالفشل نتيجة لمقاومتهم الشرسة ولم يدخلوها إلا في الهجوم الثاني بعد سنة استخدام فيه مختلف الأسلحة المحرمة والكيماوية باعتراف جنودهم، وخاضت مدن حديثة والقائم وهيت وكبيسة معارك كبدت الأمريكيين خسائر جسيمة، فأطلقوا عليها "مثلث الموت" وقيل الرئيس صدام حسين فضل أن يدفن فيها تقديرا لعروبة أهلها ومقاومتهم للاحتلال، وتكبد  الأمريكيون فيها40% من خسائر جنودهم والياتهم العسكرية، وحين أساء مقاتلو القاعدة التعامل مع الانباريين استغل الأمريكان الفجوة وسلحوا القبائل فطردوا القاعدة، وهو ما عجزت عنه القوات الأمريكية، وأول محافظة عراقية سحب الأمريكان قواتهم منها.

وأبان حكم المالكي سيئ السمعة بأسلوبه فرق تسد، جار وبغى هب أهل الانبار تظاهروا واعتصموا وانتفضت على وقعهم ست محافظات واستمر الاعتصام عاما ونصف العالم دون بارقة أمل باستجابة المالكي لمطالبهم، بل ومنح داعش فرصة التسلل بين الصفوف بتآمره حين مهد لهرب قادة القاعدة وداعش من السجون ليجد عذرا في توجيه السلاح إلى صدور الأنباريين، ولكن عاصفة داعش كانت اقوي منه، استولت على نصف العراق وهددت باجتياح بغداد وانهيار الجيش، مما فتح المجال أمام عودة الأمريكان ثانية وتغلغل الإيرانيون كالجراد، وأجبر على ترك منصبه.

الأنباريون رواد المساجد أهل المضايف والدواوين، الكرماء النجباء، اضطرتهم العمليات العسكرية، وتلكؤ العبادي بتسليح الأهالي وأبناء العشائر لم يعد بوسعهم  مقاومة داعش بأيديهم، ولم ترحم قوات الحكومة المدنين في قصفها للمدن بحجة طرد داعش، فصاروا هدفا للقتل من كلا الطرفين، ولم يعد أمامهم خيار غير ترك المدن والخروج منها ليس جبنا ولا فرارا ولكن ضحوا بأموالهم ومساكنهم حفاظا على أعراضهم وأبنائهم أن يحصل لهم ما حصل لأهل تكريت من القتل والحرق والسلب والاغتصاب، فأمعن السياسيون الطائفيون المتنفذون في التنكيل بالأسر النازحة، وبدلا من استقبالهم ومساعدتهم وتخفيف معاناتهم منعوا دخولهم إلى العاصمة بغداد والمحافظات إلا بشروط تعجيزية ظلما وعدوانا كأنهم ليسوا عراقيين لهم الحق العيش أينما رغبوا في بلدهم، وهكذا تركوا على أسوار بغداد والمحافظات فريسة للجوع والعطش والمرض ولم يدرك أصحاب القرار أبعاد سلوكهم المشين وتعاملهم الفظ، غضب الانباريين غضب الأحرار، ولن يستقر العراق ولن يهنأ الساسة الخونة بامتيازاتهم قبل إن يهنأ الانباريون بالاستقرار، والأيام بيننا شواهد.

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف