الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تهدئة في غزة... لكنها قائمة فعلاً بقلم:ماجد عزام

تاريخ النشر : 2015-04-25
تهدئة في غزة... لكنها قائمة فعلاً

ماجد عزام

تعرضت المساعي الأممية للتوصل إلى تفاهم أو اتفاق تهدئة بين حماس - وإسرائيل إلى حفلة مزايدات مختلفة الاتجاهات والأهداف، إن للرفض المبدئي والمطلق للتهدئة القائمة فعلا، أو لجهة القول أن التهدئة مضرة للمشروع الوطني وستؤدي إلى فصل نهائي لغزة عن الضفة وإنهاء أو تصفية المشروع الوطني الفلسطيني، مع الاحترام طبعاً لوجهات النظر السياسية الهادئة التي تقبل بالتهدئة القائمة أصلاً، ولكن ضمن توافق وطني ومع الحصول على ثمن معتبر وإجبار إسرائيل بشكل أو بآخر على الالتزام والقبول باستحقاقاتها.

بداية لا بد من التوضيح أن التهدئة قائمة فعلاً، وباتت هي القاعدة والتصعيد أو القتال هو الاستثناء منذ وثيقة القاهرة في مارس/آذار 2005، التي نصت أيضاً وللمفارقة على تشكيل الإطار القيادي الأعلى لمنظمة التحرير، وللمفارقة أيضاً فإنه يتم النظر إلى التهدئة باعتبارها مصلحة وطنية من قبل سلطتي الحكم الذاتي في الضفة؛ وغزة الأولى ترفض أي كفاح مسلّح أو عنيف وتتبنى الأساليب السياسية والديبلوماسية لاسترجاع الحقوق، ولا تقيم وزناً لأي أساليب أخرى بما في ذلك المقاومة الشعبية التي كانت وما زالت يتيمة ومتروكة وحدها في مواجهة الاحتلال، وتلجأ إلى فرضها بالقوة الجبرية وبشكل دائم. أما سلطة غزة فتعتبر التهدئة ناتجة عن توافق وطني، وكتقدير لظروف غزة الصعبة بل المأساوية، وهي تلجأ أحياناً حتى إلى القوة الجبرية لفرضها على بعض الفصائل المارقة وتحديداً تلك التي تنتمي إلى السلفية الجهادية، والتي تهدف إلى إحراج حماس ليس إلاّ.

أما فيما يخص النقاشات أو الوساطات الأممية الساعية للتوصل إلى اتفاق تهدئة مكتوب وملزم، فهي تأتي استمكالاً للمفاوضات غير المباشرة التي جرت في القاهرة الصيف الماضي، وأدت إلى وقف الحرب على أن يتم التوصل إلى إطار  نهائي للتهدئة واستحقاقاتها فيما بعد، وعندما تخلت القاهرة عن وساطتها غير المباشرة كما عن الملف الفلسطيني بشكل عام، كان من الطبيعي أن تدخل أطراف أخرى لملء الفراغ، كما لمنع انفجار غزة في وجه محتليها ومحاصريها.

الوساطات غير المباشرة أيضاً تتضمن نقاش حول بنود أو التزامات التهدئة، كما وردت في تفاهم القاهرة والذي يتضمن وقف الأعمال العسكرية بكافة أشكالها، ورفع الحصار، وفتح المعابر، وإدخال كل المواد والبضائع اللازمة إلى غزة دون اسثناء. كما إنشاء المطار والميناء وفق الاتفاقيات ذات الصلة وتتضمن وتتطرق النقاشات كذلك للمصالحة الفلسطينية وقيام حكومة التوافق بعملها، وهي الخطوة الضرورية والتي بدونها لا فائدة أو جدوى من أي تفاهمات أو اتفاقيات مكتوبة أو غير مكتوبة.

بعيداً عن المزايدات ومغسلة الكلمات، فإن أهم ما يطرح في نقد المشاورات السالفة الذكر، الحديث عن تفرد حماس وعدم وضع باقي الفصائل بالصورة. كما الخشية من أن تؤدي السيروة في ظل الانقسام إلى قيام دولة أو دويلة في غزة، وفصل نهائي لها عن الضفة الغربية، وبالتالي تصفية المشروع الوطني الفلسطيني، وهو ما ترفضه حماس بشكل رسمي رغم بعض التصريحات الخاطئة من أطراف وقيادات فيها، مع تأكيد الحركة الرسمي على الانفتاح على التهدئة القائمة فعلاً، والحصول على ثمن ملائم لها، ولكن ضمن توافق وطني جدّي وحقيقي يشبه ما حصل في القاهرة الصيف الماضي.

لا يمكن تصور التوصل إلى تهدئة جدية دون إنهاء الانقسام والمصالحة وتمكين حكومة التوافق من إداء عملها على قاعدة الشراكة السياسية، وهذا يمكن أن يتم أولاً بتشكيل موفد موحد ولو من فتح وحماس فقط، للتفاوض غير السرّي والمعلن عنه مع الوسطاء من أجل التوصل إلى تهدئة ملزمة وبكافة استحقاقاتها، بما في ذلك إعادة الإعمار والمطار والميناء وجعلها بالتالي أي التهدئة دافع للمصالحة وإنهاء الانقسام وليس العكس.

أما الحديث عن التهدئة بحد ذاتها بصفتها جريمة وطنية وتصفية للقضية فليس سوى مزايدات وإهانة للعقل الجمعي الفلسطيني، خاصة في غزة، وكأن تحسين أحوال الناس سينسيهم أمالهم وهمومهم الوطنية في الحرية السيادة الاستقلال والعودة، وهذا يشبه أيضاً النقاش اللبناني حول إعطاء اللاجئين الفلسطينيين لأبسط حقوقهم الإنسانية، والقول أنه سيؤدي إلى التوطين؛ وهو أيضاً إهانة للمشاعر الوطنية للاجئين في لبنان، وكأن الوطن وحق العودة يقايضان بالعيش الكريم واللائق.

طبعاً لا يمكن تصور أن يتم التوصل إلى تهدئة في غزة، دون أن يشمل ذلك الضفة الغربية ليس فقط للوحدة السياسية الحتمية بينهما مع إزالة الانقسام، ولكن لأن أي عملية أو حدث كبير في الضفة - كما جرى مع خطف المستوطنين الثلاثة - سيؤدي مباشرة إلى تدحرج الأمور نحو تصعيد، وحتى حرب في غزة التهدئة يمكن ويجب أن تكون شاملة ولكن دون التخلي عن المقاومة الشعبية الجماهيرية السلمية، كما في نموذجي القدس وبلعين.

إلى ذلك لا يجب أن يكون المدى الزمني طويل ومفتوح، وإنما محدّد ولفترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات، وهي المطلوبة لإعادة إعمار غزة المدمرة بشكل شبه كامل بعد ثلاث حروب، كما لإعادة ترتيب البيت الوطني وإعادة بناء المؤسسات المدمرة المهشمة والمهمشة أيضاً.

يجب الانتباه إلى أن القضية الفلسطينية لم تعد أولوية على جدول الأعمال الإقليمي والدولي في المدى القصير، وحتى المتوسط، ولا بد بالتالي من استغلال الفرصة وإدارة الصراع بوتيرة منخفضة دون الاستسلام لإسرائيل، ودون فتح معركة أو حرب واسعة معها، وانتظار متغيرات إقليمية ملائمة مع إيماني واعتقادي الراسخ بأن المقاومة الشعبية والجماهيرية بنموذج أقرب إلى نموذج الانتفاضة الأولى أنسب لنا، وأقدر على فضح الوجه البشع للاحتلال، وتسريع وتيرة عزله ومقاطعته والأهم أنه سيضمن الحفاظ على تماسك المجتمع الفلسطيني، كما الوحدة الوطنية بين مختلف فئاته وقواه السياسية.

·        كاتب فلسطيني
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف