الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انتخابات جامعة بيرزيت بقلم:منجد فريد القطب

تاريخ النشر : 2015-04-25
الديمقراطية يجب أن لا تخيف أحد. انتصار حركة حماس في انتخابات جامعة بيرزيت هو انتصار للديمقراطية و المشروع الوطني المستقل و انتصار للأرض التي تعمدت بدماء الشهداء و الأسرى البواسل الذين سطروا بطولات في التحدي و الاصرار و الصبر و هم يتحدون سياط الجلاد من خلف القضبان و في الكثير من الأحيان بأمعاء خاوية و ارادة فولاذية. هذا انتصار على الاحتلال الذي ما انقطع يوما في تأجيج الفتن و الاضطرابات لاغراق الشعب الفلسطيني في أتون حرب أهلية ضروس تدمر الارث التاريخي و تشرد الشعب و تهدر الثروات و يكون المستفيد الأكبر منها العدو الاسرائيلي و خصوم الشعب الفلسطيني.

هذا انتصار للشعب و بغض النظر عن اختلاف الأراء و تباين وجهات النظر تبقى حماس مشروع نضال ضحت بالعديد من أذكى أبنائها و شيوخها و قادتها و علمائها شهداء من أجل الحلم الفلسطيني الجميل بتحرير الأرض و بناء الدولة المستقلة و عاصمتها القدس الشريف.

الرئيس أبو مازن لم يخشى قط الديمقراطية الفلسطينية و هو من أسس نواة التعددية السياسية في انتخابات شاركت فيها كل أطياف الشعب الفلسطيني بمن فيها حماس و أول من دعا الى اعادة ترميم منظمة التحرير الفلسطينية لتكون قوس القزح الفلسطيني بألوانه الأخاذة مبشرة لمستقبل واعد في وطن يتسع للجميع تقوم فيه المواطنة الحقيقية على أساس العمل و الانجاز و يكون فيه الشباب فرسانا للتغيير و اعطاء الجميع فرص متساوية في مجتمع يعيش بسلام و أمن و ازدهار.

الديمقراطية الحقيقية لن تزيد الشعب الفلسطيني الا منعة و قوة و رفعة و كبرياء و صمود في وجه الاحتلال الاسرائيلي البغيض. الرئيس أبو مازن أول من دعا الى المزيد من التلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني سواء فتح أو حماس أو جبهة شعبية و جهاد اسلامي و فصائل أخرى كأساس للوحدة الوطنية و العيش السلمي و الاستقرار الأمني و الاقتصادي و التضامن و الاحترام المتبادل فلا مكان للنموذج السوري أو العراقي أو الليبي أو الجنوب سوداني في فلسطين و لا أحد يستطيع أن يزايد على فتح القلعة التي أطلقت منها الرصاصة الأولى و أنجبت الشهيد الأول و الأسير الأول و الأسيرة الأولى و الزعيم الرمز ياسر عرفات و الرئيس أبو مازن و مئات من القادة الشهداء و السواعد الطاهرة في مسيرة الكفاح الوطني وصولا لبناء الدولة الفلسطينية و الصلاة في المسجد الأقصى أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين في عاصمتنا القدس بوابة الأرض و معراج الرسول الى السماء. و لكن هذا لا يمنع من وجود خلل داخل فتح التي عانت ككل فصائل التحرر من وجود المنتفعين الذين يعملون من أجل جيوبهم و الفواتير و السفريات و فنادق الخمس نجوم و كاميرات التلفزيون و الاطلالة على شاشات الفضائيات من أجل المنفعة و المصلحة الشخصية. انتصار حماس بانتخابات جامعة بيرزيت هو انتصار للديمقراطية الفلسطينية بقدر ما هو ناقوس خطر لحركة فتح للبدء باصلاحات داخلية و البناء على الانتصارات الخارجية التي تحققت بالانضمام للمنظمات الدولية و محكمة الجنايات الدولية و اعتراف برلمانات العديد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية و مشروع وضع سقف زمني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي و قيام دولة فلسطينية مستقلة على التراب الفلسطيني المحرر بالأمم المتحدة حتى وان لم ينجح القرار و لكنه وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية و الأخلاقية و التاريخية بانهاء معاناة و تشرد و عذابات الشعب الفلسطيني داخل الوطن و في الشتات.

في النهاية و بعد سلسلة الأحداث الدامية التي عصفت بالمنطقة برمتها من سوريا و العراق و ليبيا و رؤية مشاهد مؤلمة من قرى تدمرت و أحلام تبددت و نساء و شيوخ و رجال و أطفال دفنوا تحت حطام منازلهم و تشردوا في العراء و حضارات تنهار وقد عانى الشعب الفلسطيني من هذه الويلات على مدى سبعة عقود ألم يحن الوقت للتفكير بمبدأ النضال السلمي لابراز وحشية الاحتلال المبدأ الذي دعا اليه الرئيس أبو مازن مرارا ففي الذاكرة الانسانية من مسيرة الشعوب مشاهد لرجال صنعوا التاريخ و غيروا مصائر أمم باستنهاض العزائم و الهمم و تجسيد مبادئ التعايش و الحرية و العدالة الاجتماعية و استتباب الازدهار فكانوا ايقونة للمؤمنين بنبل وعدالة قضيتهم و حتمية النصر و سمو الهدف

لقد أغنى هؤلاء الذاكرة الانسانية التاريخية بسمح عطائهم و لرمزية معركتهم ضد الظلم و البغي ببلورة استراتيجية اللاعنف و العصيان المدني كوسيلة لدحر الاحتلال و الاجحاف و التمييز العنصري

فقد قاد المهاتما غاندي مسيرة الملح لمسافة 230 ميل كرد على احتكار البريطانيين لصناعة و بيع الملح و توجت هذه المسيرة بعد سبعة عشر عاما باستقلال الهند عام 1947

ان ثورة غاندي ألهمت العالم حتى غدت أيقونة لجميع حركات التحرر السلمية و ثورات الشعوب و كانت النهج الذي انتهجه مارتن لوثر كينغ بمسيرة مشابهة اشترك بها أكثر من 260 ألف شخص منهم ستون ألف أمريكي أبيض للمطالبة بالمساواة في الحقوق المدنية بين البيض و السود و توجها بخطبته الشهيرة لدي حلم بأنه في يوم من الأيام سيعيش أطفالي الأربعة في ظل نظام لا يكون الحكم فيها على الناس بحسب ألوانهم و لكن بحسب أخلاقهم

الهند اليوم دولة عظمى يشار لها بالبنان في العلوم و الطب و السياسة كأحد الديمقراطيات العالمية الحقيقية و الجادة و الأكثر رقيا و تطبيقا للحريات السياسية و قبل أسابيع كرمت بريطانيا غاندي بتمثال في ساحة البرلمان البريطاني بجوار خصمه اللدود ونستون تشرشل كتقدير باعتراف الخصوم بنضال من يدافع لنصرة أرضه و شعبه و حقه و تقدير لأعظم عبقرية سياسية عرفتها الحضارة الانسانية

لقد لعبت الديمقراطية و مبدأ النضال السلمي دورا حيويا في نهضة الشعوب فلن يخرج أحد من أي حرب أهلية منتصرا ولن يجلب الاقتتال الداخلي الا مزيدا من البؤس و الدمار و الشقاء. علينا أن نستثمر الديمقراطية لنبني مستقبلا يستحقه شعبنا الفلسطيني و يتطلع اليه.

الدكتور منجد فريد القطب
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف