اللا وضوح
قصة السيد الهبيان
ـــــــ
ــ 1 ــ
بالرغم من كثرة المصابيح المضاءة والمصممة بأحدث تصميمات العصر .. لا أستطيع أن أميز بين الأشياء بوضوح..لأنها تبدو لى من خلال غمامة كثيفة تجعل من المستحيل رؤيتها على حقيقتها .
بدا ذلك من اللحظة الأولى التى بدا فيها التأكد من أن الهزيمة حقيقة لاشك فيها..عجزت عن تحديد ما أصف به إحساسى تجاه ماحدث..وتكاثرت تساؤلاتى لنفسى :
" هل أصبت بالذهول من هول ماتكشف لى ؟.."
أجبت نفسى:
ربما .. لأننى أكاد لا أعى شيئا ."
" هل أعانى من كابوس ثقيل يكاد يزهق روحى؟."
أجبت نفسى أيضا:
"ربما أيضا ..لأننى لا أستطيع أن أصدق ماحدث."
ثم استسلمت لحيرتى التى لم يبد لى مخرجا منها .
*****
ــ 2 ــ
كان التحفز للوثبة الأخيرة فى ذلك السباق المميت من الأشياء الغير خافية على أحد..فقد بدا كل شىء واضحا للعيان..وبصورة توحى أن الانتصار حقيقة لا جدال فيها ..لكن قبل الشروع فى الوثبة المتوقعة حدثت الهزيمة المفاجئة ..وتقهقرنا إلى ماخلف نقطة البداية التى ضاعت معالمها.
صرت على الفور جامد الحس .. واستسلمت لدوامة شديدة من الحيرة أخذت تدور بى..وتجذبنى إلى قاع بلا نهاية ..فاستغرقت فى التساؤل حول ماحدث ببلاهة شديدة ..وبدا لى كأن الشلل أصاب تفكيرى .. وتحولت إلى هيكل بشرى يتحرك دونما إرادة منه .. أتطلع إلى الأشياء دون أن أعيها .. وإذا أردت الحديث فقدت القدرة على الكلام .
تساءلت :
فنان أنا ..
خالق لأشياء من نسج الخيال تقارب الحقيقة ..
ولدى القدرة على التفاعل مع الأحداث التى أراها أو أعيشها ؟ا.
تأكد لى تماما عجزى عن فعل أى شىء.. وأحسست بالخذلان يسيطر على نفسى.. ثم صار لسانى سجين الصمت المفروض عليه ..رغم أننى لم أستطع السيطرة على شفتى حتى لاتتشاركا مع يدى فى الارتعاشة التى مستهما.. بينما عينان تنظران إلى الأشياء دون أن تعيها..وأشعر أن قلبى تباطأت دقاته وكأنها ستتوقف .
همست لنفسى :
"ليت ذلك يكون فأهرب من الحقيقة ".
*****
ــ 3 ــ
واجهتنى حبيبتى بسطور الأسى على وجهها.. لاحظت أنها تبكى فى صمت ..تحركت شفتاها دون أن تتكلم,,بينما كان التعبير من الأشياء العاجزة عنها..لكننى أحسست بما تريد أن تقوله لى ..وحاولت التماسك أمامها.. ثم أخفضت رأسى إلى الأرض لأهرب من نظراتها..لكنها همست بصوت مخنوق من البكاء:
ـ هل ضاع الأمل ؟.
مضيت أحدق فى وجهها وأنا ألوذ بالصمت ...
استرسلت :
ـ خسارة فادحة..
ـ .........
صمتت هى الأخرى ..ثم تركتنى ومضت .
*****
ــ 4 ــ
وسط الضباب بدأت أبحث عن نفسى..صارت مشكلتى أن أستقر على سبب واحد يبرر الهزيمة ..لكن بدت لى الأسباب بكثرة غير محدودة.
*****
ــ 5 ــ
تواجهت بالسؤال الذى صار يتردد بين الكثيرين :
ـ ما رأيك فيما حدث؟.
أسأل ــ أنا ــ فى محاولة للهروب :
ـ ماحدث أو مايحدث ؟.
ـ الاثنان ..
تصنعت التفكير للحظات ثم أجبت :
ـ رأيى مثل رأى الآخرين
ـ شىء لم يكن يخطرببال.
ـ كان يبدو من المستحيلات
ـ وما العمل الآن ؟.
ـ لا أدرى .
&&&&&&&
السيد الهبيان
قصة السيد الهبيان
ـــــــ
ــ 1 ــ
بالرغم من كثرة المصابيح المضاءة والمصممة بأحدث تصميمات العصر .. لا أستطيع أن أميز بين الأشياء بوضوح..لأنها تبدو لى من خلال غمامة كثيفة تجعل من المستحيل رؤيتها على حقيقتها .
بدا ذلك من اللحظة الأولى التى بدا فيها التأكد من أن الهزيمة حقيقة لاشك فيها..عجزت عن تحديد ما أصف به إحساسى تجاه ماحدث..وتكاثرت تساؤلاتى لنفسى :
" هل أصبت بالذهول من هول ماتكشف لى ؟.."
أجبت نفسى:
ربما .. لأننى أكاد لا أعى شيئا ."
" هل أعانى من كابوس ثقيل يكاد يزهق روحى؟."
أجبت نفسى أيضا:
"ربما أيضا ..لأننى لا أستطيع أن أصدق ماحدث."
ثم استسلمت لحيرتى التى لم يبد لى مخرجا منها .
*****
ــ 2 ــ
كان التحفز للوثبة الأخيرة فى ذلك السباق المميت من الأشياء الغير خافية على أحد..فقد بدا كل شىء واضحا للعيان..وبصورة توحى أن الانتصار حقيقة لا جدال فيها ..لكن قبل الشروع فى الوثبة المتوقعة حدثت الهزيمة المفاجئة ..وتقهقرنا إلى ماخلف نقطة البداية التى ضاعت معالمها.
صرت على الفور جامد الحس .. واستسلمت لدوامة شديدة من الحيرة أخذت تدور بى..وتجذبنى إلى قاع بلا نهاية ..فاستغرقت فى التساؤل حول ماحدث ببلاهة شديدة ..وبدا لى كأن الشلل أصاب تفكيرى .. وتحولت إلى هيكل بشرى يتحرك دونما إرادة منه .. أتطلع إلى الأشياء دون أن أعيها .. وإذا أردت الحديث فقدت القدرة على الكلام .
تساءلت :
فنان أنا ..
خالق لأشياء من نسج الخيال تقارب الحقيقة ..
ولدى القدرة على التفاعل مع الأحداث التى أراها أو أعيشها ؟ا.
تأكد لى تماما عجزى عن فعل أى شىء.. وأحسست بالخذلان يسيطر على نفسى.. ثم صار لسانى سجين الصمت المفروض عليه ..رغم أننى لم أستطع السيطرة على شفتى حتى لاتتشاركا مع يدى فى الارتعاشة التى مستهما.. بينما عينان تنظران إلى الأشياء دون أن تعيها..وأشعر أن قلبى تباطأت دقاته وكأنها ستتوقف .
همست لنفسى :
"ليت ذلك يكون فأهرب من الحقيقة ".
*****
ــ 3 ــ
واجهتنى حبيبتى بسطور الأسى على وجهها.. لاحظت أنها تبكى فى صمت ..تحركت شفتاها دون أن تتكلم,,بينما كان التعبير من الأشياء العاجزة عنها..لكننى أحسست بما تريد أن تقوله لى ..وحاولت التماسك أمامها.. ثم أخفضت رأسى إلى الأرض لأهرب من نظراتها..لكنها همست بصوت مخنوق من البكاء:
ـ هل ضاع الأمل ؟.
مضيت أحدق فى وجهها وأنا ألوذ بالصمت ...
استرسلت :
ـ خسارة فادحة..
ـ .........
صمتت هى الأخرى ..ثم تركتنى ومضت .
*****
ــ 4 ــ
وسط الضباب بدأت أبحث عن نفسى..صارت مشكلتى أن أستقر على سبب واحد يبرر الهزيمة ..لكن بدت لى الأسباب بكثرة غير محدودة.
*****
ــ 5 ــ
تواجهت بالسؤال الذى صار يتردد بين الكثيرين :
ـ ما رأيك فيما حدث؟.
أسأل ــ أنا ــ فى محاولة للهروب :
ـ ماحدث أو مايحدث ؟.
ـ الاثنان ..
تصنعت التفكير للحظات ثم أجبت :
ـ رأيى مثل رأى الآخرين
ـ شىء لم يكن يخطرببال.
ـ كان يبدو من المستحيلات
ـ وما العمل الآن ؟.
ـ لا أدرى .
&&&&&&&
السيد الهبيان