الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أجسادٌ لمْ تمُتْ بذاكرتي بقلم: عطا الله شاهين

تاريخ النشر : 2015-04-24
أجسادٌ لمْ تمُتْ بذاكرتي
عطا الله شاهين
أعطِيني سبباً واحداً كيْ أذكرَكِ أكثر واتركُ ثائرتي تطغي على جسدِكِ وغُنجكِ وأنتِ تستلقين على فراشكِ الوثير..
ظُهوركِ كُلّ ليلةٍ لا يزالُ يسكُنُ ذاكرتي الممحية التي ما زالتْ عالقةً فيها مشاهِد قتل الأطفال بطائرات الاباتشي.. أطفالي أراهم الآن ينتظرون إيابي مِنْ نزواتي التي تنتهي عادةً بالاستسلامِ لأجسادِ النّساء العذراوات.. عشيقتي قتلتْ نفسها للمرّة الخامسة ومزّقتْ أُنوثتها بيديّها عليّ لا أذكرُها ، عشيقتي لمْ تعرف رجالاً وما زالتْ عذراء..
ضوءٌ رماديٌّ يشدُّني إلى دوامتي السّوداء في سماءٍ بعيدةٍ حينما يسكُنني القلق! قابلتني ذات ليلةٍ خلف معبدِ مغرورٍ بآلهته العابسة ، تركتُها تمسحُ بنهديّها الذابليّن أجزائي المُذنبة ، لمْ اشبعْ لكنّني أذكرُ أنّني كُنتُ نهماً أُمزّقُ سِرَّ الأُنوثة تَحْتَ جسدي..
هُناك ازدادَ إحساسي بالحنينِ فلمْ أتمالك أعصابي وقتلتُها بلثمةٍ مُميتةٍ.. لمْ يكُنْ قتلُها يحتاجُ لمهارةٍ واحترافٍ ، يكفي أنْ تغمضَ عينيّكَ وتلثمُها بشفتيّن مكبوتتيّن حرمتهما السّنين مِنْ ممارسة حُرّيّتهما للوصولِ إلى طعمِ الحياة..
الأزقّةُ الضّيقةُ التي تولجني إلى مكانٍ غامضٍ تؤلمُني كُلّ ليلةٍ أُسامحها على أمْلِ أنْ تولجَ غيري ذات ليلةٍ وأعودُ إلى هيجاني الجُنوني عندما تقتحمُ داخلي الغامض ولا تخرجُ..
عشيقتي غريبة السُّلوك ، شرسةٌ تَحْتَ ضوءِ القمر، ولا زالتْ عذراء .. يقتلُني العَبث في تفكيري المُتسلّط على الأجساد العارية لنساءٍ لمْ يمُتن بعد .. كُلّ فتياتي عذراوات والإشكالُ الوحيد يكمُنُ في أنّني لا أذكرُ وقائِعَ الفتاة الأولى التي رقدتُ بجانبها ذات شتاءٍ قارسٍ في سيبيريا ، وتركتُها عذراء ، حينما كُنتُ اصطادُ أسماكاً مِنْ تحت الثّلجِ لسدِّ جُوعي اللانهائي..
صديقي العجوز لمْ يكُنْ حكيماً، لكنّه قال لي : ستجِدُ مبتغاكَ يوما ، ابْحَثْ في فراشكِ عن شيءٍ لنْ تصلَ إليه أبداً واستيقظْ على خوارِ امرأتِكِ الممسوخة وستعرفه..
صديقي العجوز ماتَ بالثّلجِ ، الحادثة تركتني استجلبُ الذّكريات الواقفة على جدارِ قلبي المُشتعل لهفاً لعناقِ امرأةٍ تُثيرني بملابسها الضّيقة في صيفٍ حارٍّ في شوارعٍ غاصّةٍ بالرُّهبان..
الثّلجُ يتساقطُ بغزارةٍ والشّوارع بدتْ بيضاء ونظيفة.. صديقي العجوز يبكي.. أشجارُ التّنوب القريبة تصرخُ بحزنٍ ستموتُ أيها الجسد المُتجعّد ، عُدْ إلى كوخِكِ واحضن قارورة الفودكا وانْسَ نزواتكَ وانتصاراتها على أجسادِ النّازيات زمن الاحتلال النّازي .. انظرُ حولي وكأنّني أجِدُ نفسي في هذا المكانِ ولأوّلِ مرّة بلا هدفٍ سوى معرفة كيف يجوعُ الإنسانُ في بلادٍ يحكمها البرولتاريون ؟
صديقي العجوز ماتَ وبيديه شرابٌ مُسكِر ليس إلا..
عشيقتي ماتتْ أيضاً لا أذكُرُ سببَ رحيلها عنّي ، لكنّني أذكُرُ كيف قبّلتُ جسدَها العاري الميّت .. كانَ جسدُها ذابلاً حزيناً لمْ يبقَ مِنه سوى تجاعيد حفرها الزّمن..
أصحو مِنْ ثملي تَحْتَ الثّلجِ وأعودُ إلى ذاكرتي واحضنُ صورة أُمّي وأبكِي في رُكنِ غُرفتي دائمة الظُّلمة وألعنُ الموْتَ سارقَ الأجساد الفقيرة..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف