الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دور القصة والرسم في شخصنة الطفل بقلم : أحمد قاسمي

تاريخ النشر : 2015-04-23
دور القصة والرسم في شخصنة الطفل بقلم : أحمد قاسمي
دور القصة والرسم في شخصنة الطفل

بقلم : أحمد قاسمي -الدريوش المغرب

لم يك إنشاء القصة وكتابتها وتداولها داخل الحقل الأدبي عبر مراحلها التاريخية وإضفاء الشرعية عليها من طرف العلوم الإنسانية عن طريق الصدفة أو الاجتهاد أو لكونها ترف وترفيه فكري .. وإنما للوظيفة الفعلية التي تلعبها القصة والرسم كأجناس أدبية وفنية في بناء سلوك التنشئة الطفولية التي هي الآفاق والأمل. فالقصة الصغيرة للطفل، هي أحد المصادر الهامة في بناء شخصية الطفل الوطنية والقومية وفي تقويم لسانه اللغوي من التعثر والزلل والاعوجاج، فهي تملك لغة بسيطة وسليمة ومفهومة تؤهل الطفل لكسب المزيد من الألفاظ والصور والرموز التي تساعده على طرح الأسئلة، مما تحرك وجدانه وذهنه لضبط فحواها ومغزاها، وعلى هذا أساس هذا التعامل الاستنباطي الدائر بين الطفل والقصة والرسم، ينمو مخيله ويتسع باعتبار القصة دوما تحوي بطلا أو أبطالا، سواء كانوا أفرادا أو حيوانات –كتاب كليلة ودمنة لأبن المقفع " وعن طريق الحوار القائم بين هذه المواد التي تشكل القصة، يزداد خصوب الطفل الذهني الذي يجعله يسرح في فك الرموز التي اصطدفته عن هذا السرد القصصي الحكائي..كما لقصة "الجدة " التاريخية التي من أهم الفنون الثقافية الشعبية تأثيرها الايجابي على بنية الطفل النفسية. فسلالة الحكي وبراءة " الجدة " التي تخرج على مقومات القصة المكتوبة والمقروءة، فهي لا تخضع –أي قصة الجدة – إلى ديباجة وحل وعقدة عن الإلقاء، وإنما تعتمد فقط على السرد الغير المتناهي الذي يترك الطفل متعطشا ومتتبعا لنهاية هذا السرد ( حكاية الجدة عن الغول والعفريت وعن لونجة...) فكل هذ ه القصص التي يرغب الطفل السماع إليها من الجدة الحنونة، ستزيد في إثراء مخيله وتوسيع شبكته التأملية، فسماعه إلى الحكي المنطوق سيدفعه إلى الاقتباس أولا وبعده إلى التقليد..مما يجعله يكتسب قدرة ومهارة على ترديد ذاك الحكي المأخوذ. ولا يتأتى هذا الترديد إلا عن طريق الحفظ والتخزين، وهذه العملية أيضا لها دورها في تطوير مخيل الطفل ومنظومته النفسية. فما يقال عن القصة المكتوبة والمسموعة، يقال عن الرسم كفن ثقافي وكلعبة وتعبير وكتابة ولغة وأيضا كرواية، فعن الرسم يروي الطفل عن مكبوتاته وما يؤثر في نفسه. عكس القصة التي لا يستطيع الطفل من خلالها التعبير، إلا أن كلاهما في خدمة نمو مخيل الطفل. وعلى هذا السياق سندرج أراء الباحثة بمعهد الفنون التشكيلية " بالدار البيضاء" حول وظيفة الرسم في معالجة نفسية الطفل. فقد لخصت الباحثة ملاحظاتها: أ ن الرسم ليس فنا ثقافيا فحسب، وإنما فن علاجي بالنسبة للطفل، وهو حكم قيمة وواقع وحصل هذا الحكم من خلال تجربتها وسط مرضاها التي لاحظت مدى تأثير هذا الفن على معالجة الطفل سيكولوجيا.فعلى ضوء ما قدم لابد من طرح السؤال التالي:
ماهي السبل المتبعة لاختراق نفسية الطفل وسط الفن الثقافي التشكيلي ؟
لإنجاح عملية الاختراق أو المرور إلى واقع الطفل والتي تعني المعالجة، لابد الإيمان بتلقائية الإبداع كمحطة أولى، أن نطلق العنان لعقل الطفل في التعبير والابتكار.. ولكي نصل إلى معرفة شمولية عن الطفل ومستواه، أهو سليم أم هو عليل ؟ من الضروري إذن إيجاد أطر تربوية ذو كفاءة في الميدان السيكولوجي، أطر تتحدث بلغة الطفل بدلا من لغتها وتنتقل من همومها إلى هموم الطفل مما يسهل مأمورية استقراءه من الداخل.
فالطفل ليس شيئا أو مادة تخضع لمراكز البحث العلمي أو المختبر للتحقيق من حالته، أو وعاء يصب فيه كل ما ينبغي صبه عن طريق فنون ومناهج مجهزة أو مقولبة أنفا والتي تحول الطفل من مبدع إلى مقلد يفكك فقط هذه الرموز أو تركيبها، وإنما هو مجموعة من المشاعر يكسوها العناد والغيرة وحب الاستطلاع وطرح الأسئلة، لذا سمي الطفل بالفيلسوف. فهو يسأل عن الجنة والنار وعن الله...الخ. وهي أسئلة تحتاج إلى أجوبة. ولا يتأتى ذلك إلا إذا كان الفن الثقافي التشكيلي الإطار العام الذي تتبلور فيه شخصية الطفل وتفرز مواهبه وأن توجد أيضا اطر مخصصة خصيصا لهذا الغرض. لكن الواقع أن أطرنا في هذا المجال أو في الكتابة في مجالها الأوسع، ليسوا إلا هواة، فهم يكتبون فقط في أوقات الفراغ والعطل مما زاد من هوة أزمة الثقافة في بعدها الشامل ومن ندرة القصة مثلا، فهي عبر الزمكان الذي يجسده التاريخ والأدب مازالت تعيش منذ الستينات إلى يومنا هذا مدا وجزرا، تختفي تارة وتظهر تارة أخرى وهي ملبوسة بخطاب وعظي إرشادي أو بخطاب عاطفي يغلب عليه من حين لآخر طابع العنف والإباحة أو الخوف والطاعة..فهذا النوع من القصص لا تخدم الطفل في شيء بقدر ما تزيد في عقده. فالقصة المرغوب فيها والغير المملة والتي لا تحرج الطفل، هي التي تؤنسه وتقترب إليه وتدغدغ وجدانه، وتكون مستمدة الجذور من واقع وخيال الطفل المغربي الذي هو جزء من الطفل العربي، قصص تروي عن سيرة الأبطال أو عن الفتوحات أو عن تربية.
فما يتطلب من القصة يتطلب أيضا في المعرض السنيمائي للطفل الذي غاب دوره منذ تأسيسه كما هو بالنسبة لمسرح الطفل.فما أنتج في هذا الشأن سوى أفلام معدودة ومنها فيلم ( من الواد ألهيه) وهذا راجع إلى قلة المعرض بل ماهو موجود ومستعمل فقط قاعات متمركزة في المدن الكبرى بالخصوص.أما جهاز الاتصال التلفزيوني كدعاية سوسيولوجي لم يخصص للطفل وشؤونه في برامجه سوى 5،20 في المائة وهي نسبة ضئيلة لاتغطي كل حاجيات الطفل حول المعرفة والإطلاع ،ورغم ذلك فالتليفزيون أشد وقعا من القصة والرسم وغيره على ذهنية التنشئة الطفولية لكون برامجه تجمع بين الصورة والصوت أولا والترفيه ثانيا –بين المشهد والترفيه –وهذا الائتلاف حتما له تأثيره ومعناه على الطفل ، وليس عمل اعتباطي ، وما الميوعة والإباحة والعنف الذي يتخلل برامج الطفل إلا دليلا على بعد هذا الجهاز الذي لا يخرج عن وسائل الإعلام العامة في خدمة الفضاء المساند وإعطاء طرازا جديدا لهذه التنشئة وللمجتمع المدني .فسلبيات التلفيزيون أكثر بكثير من قصة الجدة التي تقدمت إليها الدراسة الغربية بالنقد والاستخفاف من حيث أنها تشكل عقدا نفسية لدى الطفل لما تتضمنه من أسماء مجردة تخلق انفصاما ونكوصا ورعبا وخوفا على الطفل ومخيلته. أما الدراسة العربية حول قصة " الجدة " فهي عكس ما جاء بها التحليل الغربي، فهي تعتبر اللبنة الأولى لتحريك حواس الطفل وانضباطها قصد فهم هذا الحكي المجرد.مما يزيد في إذكاء مخيله كما سبقت الإشارة. واختلاف الرأيين إلا خدمة للطفل وشؤونه. كما هو الاختلاف أيضا حول صرخ الطفل عند الوضع.أيصرخ نتيجة الجهاز التنفسي وكمية الهواء المستنشقة ؟ أم أنه فقد موسيقى القلب التي استأنسها ؟ فالأول اعتمد على البحث العلمي والمختبر في تحليل علة هذا الصراخ، أما الثاني فقد تطرق إلى هذا الصراخ بدراسة سيكولوجية وبناء على وظيفة الموسيقى كفن ثقافي شعبي على نسيج الطفل. فبمجرد فقدانه لنبضات القلب التي آنسته قبل الوضع، صرخ على عدم توفرها كموسيقى.فالرأيان أيضا خدمة لعلم الطفل قبل الوضع وبعده. بيد أن ما كتب في موضوع الطفل وعلاقته بالفنون الثقافية التشكيلية وفي الطفل عامة، سوى تفسيرات لا أقل ، والمطلوب أن نكتب للطفل لا أن نكتب عنه ، ويحصل هذا في الوقت الذي تدرك فيه أطر التربية و( الانتليجينسيا ) فئة المثقفين أن البحث والثقافة مسؤولية والتزام وليست وظيفة .لكن في إطار الدعوة إلى العلم البرغماتي الذي يؤمن بالمنفعة والمصنعة، سيظل حظ علو الإنسانية ( علم النفس، والاجتماع والتاريخ والأدب..)والاهتمام بها قليلا بالمقارنة مع العلوم التطبيقية ( الطب، الفيزياء والكيمياء والتكنولوجيا..) التي تتغذى وتنمو ا هي الأخرى من العلوم الإنسانية.فالفيزيائي لابد من دراسة الجغرافية والتاريخ، والطبيب لابد من دراسة البيئة للمريض ،إذن لايمكن فصل هذ ه العلوم في ما بينها ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف