قراءة في نتائج انتخابات جامعة بيرزيت
هل أصبحت الايديولوجيا تحكم الانتخابات؟
الكاتب : د. علي الاعور
لم تكن انتخابات الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية انتخابات نقابية طلابية فحسب، بل أيضا كانت دوما تعبر عن انتخابات سياسية مصغرة للمجتمع الفلسطيني والحالة التي تعيشها الكتل والأحزاب والحركات الوطنية والإسلامية الفلسطينية ، على اعتبار أن كل حركة أو حزب فلسطيني له تمثيل نقابي في الجامعات الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
يوم أمس فازت الكتلة الإسلامية في انتخابات جامعة بيرزيت فوزا كبيرا ، وبالأمس القريب تعادلت الأصوات بين فتح وحماس في جامعة البوليتكنيك ، وهذا مؤشر واضح وصريح على أن الفكر أو الأسلوب أو النهج الذي تقوده حماس وخيارها مقبول لدى شريحة كبيرة في المجتمع الفلسطيني وان ظهرت في شريحة المثقفين ، فما بالك في شريحة عامة الشعب والفلاحين والعمال عندما تتعامل معهم من خلال برامج اجتماعية ودينية سوف يكون الإقبال على حركة حماس بشكل اكبر.
هذا لا يعني أن حركة الشبيبة الطلابية ومن خلفها حركة فتح قد خسرت شعبيتها ، بالعكس مازالت حركة فتح لديها شعبية كبيرة في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية وفي قطاعات عديدة من المجتمع الفلسطيني وخاصة قطاع الموظفين في الوظيفة العمومية الذين يشكلون نسبة كبيرة جدا أكثر من 90% تدعم وتؤيد و تمثل حركة فتح ، بالإضافة إلى قطاعات التربية والتعليم والصحة التي تمثل حركة فتح.
على أية حال ، فوز الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت قد يعكس واقعا تعيشه حركة الشبيبة الطلابية وحركة فتح ، ولكن هناك مزيد من الوقت من اجل العمل وتفاعل حركة فتح مع الجماهير بشكل اكبر في المجال الاجتماعي والسياسي والنقابي ، ولتكن صافرة إنذار إلى حركة فتح بضرورة العودة إلى الجماهير والبحث عن آليات وأساليب تكتيكية في العمل السياسي وان يتناسب الخطاب السياسي وطبيعة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية بشكل خاص والمنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام.
ولكن في المقابل لو عدنا إلى الوراء شهر ونيف وقرأنا نتائج انتخابات البرلمان الإسرائيلي ( الكنيست) لوجدنا أن اليمين الإسرائيلي واليمين المتطرف قد فازوا في الانتخابات وان اليسار في المجتمع الإسرائيلي قد تراجعت قوته السياسية ، واليوم تفوز الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت ، اعتقد أن هناك علاقة فكرية ايديولوجية بين فوز نتانياهو واليمين في إسرائيل وبين فوز الكتلة الإسلامية ومن خلفها حركة حماس في جامعات الضفة الغربية ، وكان توقف عملية السلام في الشرق الأوسط قد أنتجت فكرا جديدا وايديولوجية جديدة بدأت تفرض نفسها في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية ، وبالتالي كان الواقع يشير إلى أن المعركة أصبحت صراع فكري ايديولوجي في العمل والسياسة وهذا يشكل خطر كبير على القضية الفلسطينية ويشكل خطر اكبر على مستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.
من هنا ...على الحكومة الإسرائيلية القادمة بزعامة نتانياهو أن تبدأ مفاوضات جادة مع السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية ممثلة في الرئيس أبو مازن وإشراك حركة فتح وحركة حماس وكل مكونات المجتمع الفلسطيني والحركة الوطنية الفلسطينية في تلك المفاوضات، من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، قبل أن يتحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع فكري ايديولوجي في المجتمع الإسرائيلي والمجتمع الفلسطيني.
هل أصبحت الايديولوجيا تحكم الانتخابات؟
الكاتب : د. علي الاعور
لم تكن انتخابات الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية انتخابات نقابية طلابية فحسب، بل أيضا كانت دوما تعبر عن انتخابات سياسية مصغرة للمجتمع الفلسطيني والحالة التي تعيشها الكتل والأحزاب والحركات الوطنية والإسلامية الفلسطينية ، على اعتبار أن كل حركة أو حزب فلسطيني له تمثيل نقابي في الجامعات الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
يوم أمس فازت الكتلة الإسلامية في انتخابات جامعة بيرزيت فوزا كبيرا ، وبالأمس القريب تعادلت الأصوات بين فتح وحماس في جامعة البوليتكنيك ، وهذا مؤشر واضح وصريح على أن الفكر أو الأسلوب أو النهج الذي تقوده حماس وخيارها مقبول لدى شريحة كبيرة في المجتمع الفلسطيني وان ظهرت في شريحة المثقفين ، فما بالك في شريحة عامة الشعب والفلاحين والعمال عندما تتعامل معهم من خلال برامج اجتماعية ودينية سوف يكون الإقبال على حركة حماس بشكل اكبر.
هذا لا يعني أن حركة الشبيبة الطلابية ومن خلفها حركة فتح قد خسرت شعبيتها ، بالعكس مازالت حركة فتح لديها شعبية كبيرة في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية وفي قطاعات عديدة من المجتمع الفلسطيني وخاصة قطاع الموظفين في الوظيفة العمومية الذين يشكلون نسبة كبيرة جدا أكثر من 90% تدعم وتؤيد و تمثل حركة فتح ، بالإضافة إلى قطاعات التربية والتعليم والصحة التي تمثل حركة فتح.
على أية حال ، فوز الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت قد يعكس واقعا تعيشه حركة الشبيبة الطلابية وحركة فتح ، ولكن هناك مزيد من الوقت من اجل العمل وتفاعل حركة فتح مع الجماهير بشكل اكبر في المجال الاجتماعي والسياسي والنقابي ، ولتكن صافرة إنذار إلى حركة فتح بضرورة العودة إلى الجماهير والبحث عن آليات وأساليب تكتيكية في العمل السياسي وان يتناسب الخطاب السياسي وطبيعة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية بشكل خاص والمنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام.
ولكن في المقابل لو عدنا إلى الوراء شهر ونيف وقرأنا نتائج انتخابات البرلمان الإسرائيلي ( الكنيست) لوجدنا أن اليمين الإسرائيلي واليمين المتطرف قد فازوا في الانتخابات وان اليسار في المجتمع الإسرائيلي قد تراجعت قوته السياسية ، واليوم تفوز الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت ، اعتقد أن هناك علاقة فكرية ايديولوجية بين فوز نتانياهو واليمين في إسرائيل وبين فوز الكتلة الإسلامية ومن خلفها حركة حماس في جامعات الضفة الغربية ، وكان توقف عملية السلام في الشرق الأوسط قد أنتجت فكرا جديدا وايديولوجية جديدة بدأت تفرض نفسها في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية ، وبالتالي كان الواقع يشير إلى أن المعركة أصبحت صراع فكري ايديولوجي في العمل والسياسة وهذا يشكل خطر كبير على القضية الفلسطينية ويشكل خطر اكبر على مستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.
من هنا ...على الحكومة الإسرائيلية القادمة بزعامة نتانياهو أن تبدأ مفاوضات جادة مع السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية ممثلة في الرئيس أبو مازن وإشراك حركة فتح وحركة حماس وكل مكونات المجتمع الفلسطيني والحركة الوطنية الفلسطينية في تلك المفاوضات، من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، قبل أن يتحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع فكري ايديولوجي في المجتمع الإسرائيلي والمجتمع الفلسطيني.