الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

علاقة السياسي بالشعر الأدبي والسياسي بقلم عباس الجمعه

تاريخ النشر : 2015-04-21
علاقة السياسي بالشعر الأدبي والسياسي  بقلم عباس الجمعه
علاقة السياسي بالشعر الأدبي والسياسي
بقلم / عباس الجمعه
لا جدال في ان الشعر هو اللون الأدبي الأرقى الذي برز في الحركة الثقافية ، وذلك لقدرته السريعة على التقاط الحدث وتفاعله المباشر مع الجمهور العريض ، فقد ساد الشعر السياسي الملتزم بالقضايا الوطنية والهموم الكبيرة وألصغيرة ، وأخترق القلوب والحدود والسدود والنوافذ واستقر في الوجدان الشعبي ، واستطاع هذا الشعر التعبير عن الوجدان والحنين واللوعة والغربة، وأصرار الفلسطيني المهجّر والمشرد العودة الى وطنه والعربي الذي يتعرض للظلم، وقام بدوره التحريضي والتعبوي في حركة التغيير وخلق روح الصمود والمقاومة وشحن الجماهير بالحماس ضد ما تتعرض له القضية الفلسطينية والشعوب العربيه ،لذلك فقد كانت النيه في امسية شعرية لها ابعاد ومدلولات سياسية وثقافية وادبيه تحاكي الواقع من خلال شعراء هم مدرسة في الشعر والزجل .
ان الشعر السياسي في هذا العصر ، هو الشعر سياسي ثوري ادبي وكان الدافع الرئيس لهذا الشيء هو الحالة الجديدة الناهضة في فلسطين والوطن العربي فقد شارك الشعراء في اذكاء كل حركات التقدم الثورية العربية وقوى المقاومة والثورة الفلسطينية وكانوا مشتركين فعليا فيها فهم الاساس الاول في استنهاض طاقات الشعوب لذلك فالمطلع على شعر الشعراء ، يجد ان القصيدة الفلسطينية واللبنانية على وجه الخصوص تقطر دما في ثورة جامحة صارمة كأن ابيات قصائدهم سيوفا مصلطة او مسؤولة من اغمادها وهم قد ركبوا جيادهم من اجل شعبهم والذود عن وطنهم ، فهتفوا في الشعب ، هذا الشعب الذي هب كالمارد يشق طريقه الى الحرية و الانعتاق من الاستعمار وينشد النور بقدراته وروحيته الابية الطامحة الى العلو والارتقاء والثورة .
نحن اليوم نرى قتل البشر وتشريد وتهجير الشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني من مخيم اليرموك ومخيمات سوريا ، وهدم البيوت على الرؤس من قبل قوى ارهابية تكفيرية تسمى بداعش والنصرة وغيرهم وهم جزء من الحركة الصهيونية التي ارتكبت المجازر في دير ياسين وقانا والمنصوري مرتبطة مباشرة بالقوى الاستعمارية والرجعية التي تغذيها بهدف مد نفوذها الى كثير من البلاد العربيه للنهب الثروات والاموال وهدم الحضارات والقيم ، حيث البستهم قوى الامبريالية والصهيونية والاستعمارية جلبابا قشيبا جميلا مزركشا وسلطهم على رقاب الشعوب ليحكموهم بالنار والحديد وتكميم افواه الناس تحت راية الدين ، والدين منهم براء.
من هنا تميز الشعر بالثورية والكفاحية وبالرفض والتمرد على الشتات والمخيمات والاذعان كما الشعوب العربيه تنتفض بمواجهة الارهاب ، و الدفاع عنها بكل الأساليب المتاحة والمشروعة والممكنة، ومن شعرائنا الذين حملوا لواء النضال ومشعل الشعر السياسي الكفاحي والمقاوم الى خارج الحدود " محمود درويش، سميح القاسم، توفيق زياد ، معين بسيسو ، فدوى طوقان ، ونزا لر قباني ، كما العديد من الشعراء الاحياء اطال الله بعمرهم بلال شرارة وزاهي واهبي وأحمد دحبور وباسم عباس ومحمد سرور وتميم البرغوثي وليندا ابراهيم ولارا المحمد وكنده الخضر و احلام مستغانمي ومحمد درويش واسامة حيدر واسيل سقلاوي وغيرهم .
الشعرالسياسي يمثل الاحداث العربية تمثيلا صادقا فقد ذكرت فيه الصغيرة والكبيرة من الاحداث التي المت بالامة العربية وكان الشعراء صوت الشعب الهادر والمدوي فالشعر ثورة في نفس العربي تزيدها قوة واندلاعا فالشعراء كل الشعراء هتفوا لفلسطين والام وللتحرر العربي .
صحيح من الشعر الادبي يكون هناك شعر الغزل وجد منذ وجد الانسان بعاطفته وحبه اتجاه قرينته وحبيبته وفي الشعر العربي وجد في كل العصور الشعرية كما اسلفنا وتحدثنا عليها سابقا ، فهو تسجيل لعواطف الشاعر المحب اتجاه من يحب وما يكنه في قلبه الملتاع وفؤاده المكتوي بنار الحب ونفسه الحرى وروحه الحيرى وفكره المشغول وعقله المسلوب من شدة الوله والحب القاتل وتميز شعر الغزل في هذا العصر بتمثيل طبيعة النفس العربية النبيلة العفيفة فهو بعيد عن التبذل والتفسخ الخلقي الذي كان موجودا في شعر العصور العباسية وخاصة الاخيرمنها نتيجة للاختلاط مع الاعاجم شرقا وغربا وشمالا وفساد الاخلاق العربية تبعا لعادات وتقاليد رعاع الناس وشواذهم الاجتماعية التي انتقلت الى العرب ما يتميز ببعده عن المادية الابعض قصائد لشاعر او اكثر .
ان كتابة الشعر ، تتطلب الموهبة والتجربة، من جهة، والحساسية والإتقان، من جهة ثانية، و أن الكتابة الشعرية مغامرة ليست محسوبة النتائج سلفاً، وإلى جانب الموهبة والحساسية والإتقان، وخاصة ان الشاعر يعمل كثيراً على لغة قصيدته، حيث الكلمة الواحدة فيها تحمل معاني عدة ، و أن لا جمالية شعرية من خارج اللغة وأن على النص الشعري، باعتباره أرقى الأشكال اللغوية، أن يحمي اللغة العربية ويجددها .
لذلك نرى ان الخطاب السياسي هو مجموعة من المفردات والعبارات والمصطلحات والجمل التي تحتضن جملة من الأفكار والأيديولوجيات, وتهدف إلى إقناع الجمهور بأنّ ما يقوله السياسي هو الصحيح والمثالي، ولهذا فهو يتعامل مع التجريد وليس المادة، ذلك لأنّه يتعامل مع اللغة والثقافة والعادات والتقاليد.
ان اللغة ليست مجرد أصوات يطلقها البشر, بل هي رموز تحمل في طياتها معاني وألوانا متجانسة تطرب الآذان, وتدغدغ المشاعر, وتحرك العقول, وإلا تحولت إلى مجرد ضجيج يصم الآذان، ولهذا توجد لغة الأدب والشعر والحب والموسيقه والفن والموعظة والاقتصاد والسياسة, وحتى لغة الجسد والعيون، لكل من هذه الأجناس اللغوية مفردات وتعابير ومصطلحات وصيغ وتقنيات لنقل الفكرة, وجميعها تعكس ثقافة المتكلم أو الكاتب، وبالتالي تجسد ثقافة المجتمع ، فالرموز اللغوية هي الجسد, في حين أن الثقافة هي الروح التي تنفخ في ذلك الجسد.
ولهذا نرى ان الحديث عن أدب وثقافة المقاومة هو ترجمة للمشاعر والأحاسيس والتطلعات في مقاومة العدوان والاحتلال وكل أشكال الغطرسة، وهو جزء من ‏تجربة لشعوبنا المناضلة والرافضة لكلِّ أشكال الاحتلال والهيمنة والتبعية للسياسات الصهيونية والأمريكية والاستعمارية والارهابيه، تلك الشعوب التي آمنت بأن الشهادة في سبيل الوطن وصون "الأرض والهوية" والدفاع عن كينونته ووطنه وعقائده وثقافته وحضارته وتاريخه يشكل تعبيرا صادقا عن مشاعر الانسان ، وبات الشعر جزءاً لايتجزأ من فعاليات مهمة , ومستقبل الشموخ والكبرياء.
في سياق العلاقات الإنسانية المختلفة ومعطياتها العاطفية المتنامية الحارة، الحميمة، الصميمية ، أو الساكنة، الباردة، النائية، الجافية ، ومفرداتها الغنية بلا حدّ والمفتوحة دائماً هو موجود على الصعيد المعنوي للإنسان، في عقله وقلبه ووجدانه وسلوكه وثقافته، وحتى في لغته على شكل قصيدة في تكريس الحالة الوجدانية في إظهار الحقائق.
ختاما : أننا بحاجة لشعراء مسلحون بوعي علمي وثقافة شاملة ورؤية تقدمية وثورية ونظرة تفاؤلية تستشرف المستقبل المضيء،شعراء يمارسون دورهم الحضاري الحقيقي الفاعل في الشعر السياسي والادبي ،وتعرية التشويه الذي تتعرض له شعوبنا ثقافيا وتاريخيا ، ويسهمون في المعركة ضد القهر والقمع والظلم والاضطهاد والارهاب الممارس ضد الجماهير الفلسطينية والعربيه ، وما عبر عنه الشعراء ايمان شويخ ومحمود جمعه وجهاد الحنفي وعبد الكريم بحسون من امسية حيث حملت قصائدهم نكهة صادقة ذات مفهوم ثوري ونسق تعبوي وكفاحي وادبي لكي تلهب الشعور الوطني وتضيء طريق الجماهير في كفاحها الباسل من اجل مواجهة الارهاب وانتصار المقاومة والحرية والأسرى ، حيث امتزاج الشعراء اندماجه وطنية عبرت عن كل المناحي الذي يحملها شهر نيسان العطاء والمقاومة، بدون تكلف وتصنع ولاقت قصائدهم صدى من الحضور .
كاتب سياسي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف