الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أوسلو : اتفاق ولِدَ مشوهاً فعجز عن المشي على قدميه بقلم ياسر عبدالله

تاريخ النشر : 2015-04-21
أوسلو : اتفاق ولِدَ مشوهاً فعجز عن المشي على قدميه  بقلم ياسر عبدالله
  أوسلو : اتفاق ولِدَ مشوهاً فعجز عن المشي على قدميه   ... بقلم ياسر عبدالله

عقدت منظمة التحرير اتفاقية أوسلو، والمعروف رسميا باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي في  مدينة واشنطن الأمريكية في العام 1993، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.وقع الاتفاقية عن الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في حينه محمود عباس في حين وقع عن الجانب الإسرائيلي  وزير الخارجية الاسرائيلية في حينه شمعون بيريز، وشكل إعلان المبادئ والرسائل المتبادلة نقطة فارقة في شكل العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، التزم بموجبها الأطراف بالآتي (بالترتيب):" بحق دولة إسرائيل في العيش في سلام وأمن والوصول إلى حل لكل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة من خلال المفاوضات، وأن إعلان المبادئ هذا يبدأ حقبة خالية من العنف، وطبقا لذلك فإن منظمة التحرير تدين إستخدام الإرهاب وأعمال العنف الأخرى، وستقوم بتعديل بنود الميثاق الوطني للتماشى مع هذا التغيير، كما وسوف تأخذ على عاتقها إلزام كل عناصر أفراد منظمة التحرير بها ومنع إنتهاك هذه الحالة وضبط المنتهكين."

وبين الاتفاق والاتفاق هناك الاستراتجية العرفاتية والاستراتجية العباسية فقد عاش القائد أبو عمار يحلم بالتحرير، وخاض معارك مع العدو على مدى سنوات، وكان قد وافق على قرار 242 وحل الدولتين بعد هزيمة 1967 والدخول في مفاوضات سرية مع الحكومة الاسرائيلية  . وقد استلم  الرئيس محمود عباس رئاسة السلطة عام 2005 وما زال حتى يومنا يمارس أعماله رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتبنى  استرتيجية تقوم على نهج السلام ونبذ العنف واقتصرت المقاومة على التوجه للمؤسسات الدولية  والمقاومة الشعبية في فلسطين، وكان سبق وقاد المفاوضات التي أدت إلى إعلان مبادئ السلام على أساس الحل بإقامة دولتين والمعلنة في 1 يناير 1977 ،وشارك في المحادثات السرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال وسطاء هولنديين عام 1989، وقام بتنسيق المفاوضات أثناء مؤتمر مدريد للسلام والذي عقد عام 1991. وأشرف  على المفاوضات  ووقع اتفاق أوسلو عام 1993 ، كما قاد المفاوضات التي جرت في القاهرة وأصبحت ما يعرف باسم اتفاق غزة -أريحا.

ابرز مشاهد هذه الحقبة هو اعتبار فلسطين الدولة 194 في هيئة الامم المتحدة والانضمام الى عضوية محكمة الجنايات الدولية   ، واكثر شيء اوجع راس الفلسطينيون هو بقاء الشعب الفلسطيني منقسما جغرافيا وأيديولوجيا قد يكون من المستحيل إنهاء آثاره في ظل المواقف المتراخية من الطرفين، وشهدت الفترة نفسها بناء جدار الفصل العنصرية وتوسع في المستوطنات ، محاصرة وأزمات مالية متتالية، اعتقالات من قبل الطرفين . يعتقد البعض أن هناك إنجازات على الصعيد الدولي حصلت غير أن هذه الانجازات لم تمنع بناء المستوطنات والجدار ولم تغير مواقف امريكا اتجاه القضية الفلسطينية وتعاطفها مع اسرائيل وحمايتها بحقها في الفيتو .

امتازت الاستراتيجية العرفاتية بازدواجية الفكر والايديولوجية فقد كان يعلن ابو عمار عن رغبته بالسلام الفلسطني  - الإسرائيلي ولكنه كان في الوقت نفسه دائما يلمح للسلاح ولم تخلو خطابتها من عبارة " لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي " مشيراً إلى أن إمكانية العودة للكفاح المسلحة هي خيار فلسطيني لا يمكن التخلي عنه . وقد امتازت المفاوضات الفسطينية عهد عرفات بالتمسك بالقضايا الوطينة العليا " وهي الاستيطان والقدس والأمن والحدود واللاجئين والمياه، تمهيداً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو ما تهرّب منه الاحتلال، وعمد إلى سلب الأرض الفلسطينية، ونهبها، لاستكمال مخططاته، من دون الاكتراث بأي اتفاقٍ قد يقود إلى سلام.

وحول النوايا الاسرئيلية وبعد اتفاق مدريد وقبل توقيع اتفاق أوسلو أي بين العام 189-1993 "أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن طرح مخططات هيكلية لجميع المدن والبلدات والقرى الفلسطينية في الضفة ألغربية والتي من خلالها تم وضع (وبشكل أحادي الجانب) حدود المناطق العمرانية لتلك التجمعات على أساس يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي والخطط الاستعمارية الرامية إلى تفريغ الأرض من سكانها الفلسطينيين عبر خنق حريتهم ، والضغط عليهم بشتى السبل وحرمانهم حتى من حقوقهم الأساسية، ومن كافة حقوقهم.

وقامت ببناء حوالي 44 مستوطنة بعد اتفاقية أوسلو، و27 مستوطنة بعد اتفاقية واي ريفر 11 منها تأسست في آذار 1999. وبلغ مجموع الأراضي الفلسطينية التـي صودرت منذ التوقيع 27,383 ألف دونم ، وكان عدد المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عند توقيع اتفاق أوسلو 105 آلاف، وفي 2013 بلغوا نحو 600 ألف مستوطن أي انهم تضاعفوا ست مرات خلال عشر سنوات  ، وتهدف إسرائيل من وراء ذلك إلى خلق واقع جغرافي وسياسي جديد يؤثر في مجريات  مفاوضات الوضع النهائي لخدمة مصالها  .

وأصبحت الأراضي الواقعة تحت السيادة الفلسطينية مقطعة الاوصال جغرافيا حيث تم تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث كنتونات تقطع اوصال جغرافيا فلسطين وهي : (الكنتون الأول: يضم نابلس، وجنين، وطولكرم، وقلقيلية، ويقطع هذه المناطق الحواجز الثابتة والمتحركة بحيث يكون من الصعوبة بمكان التنقل بينها، وليس هناك سيطرة للفلسطينيين على الطرق بينها . الكنتون الثاني : يضم منطقة جنوب الخليل، ومدينة الخليل، وبيت لحم، ولا تختلف مسألة التواصل بين هذه المدن عن سابقتها في الكنتون الأول.الكنتون الثالث: يضم منطقة أريحا وما يحيط بها.

ونحن ننتظر الحل من أمريكا تجدر الاشارة إلى أن تكلفة الجدار قد دفعت من المعونات الأمريكية إضافة إلى المعونات من البنك الدولي، وتشير المعطيات إلى أن تكلفة الكيلومتر الواحد من الجدار تقدر بحوالي 12 مليون شيكل جديد أو ما يعادل 2،8 مليون دولار أمريكي، وهذا يعني أن تكلفة الجدار بكليته ستكون حوالي (750 كم مضروبة ب 2،8 مليون دولار، وهذا يساوي 2100 مليون دولار).

ولا بد من الإشارة إلى أن محكمة لاهاي الدولية قد أصدرت قرارا بعدم شرعية إقامة الجدار لمخالفته جميع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق ألإنسان والحقوق الاقتصادية والاجتماعية وبوصفه إجراء يؤدي إلى تغيير الواقع على الأرض ألمحتلة وهو مخالف للقانون الدولي ، ورغم ذلك نحن ما زلنا نريد التوجه الي محكمة لاهاي من اجل مقاضاة اسرائيل على الرغم من القناعة لدى القيادة والشعب  بعدم الجدوى منها .ونخلص الى ما يلي :

أولا : هل أوسلو ما زال ملزماً للفلسطينيين رغم أن إسرائيل ضربت بعرض الحائط جميع بنوده بعد أن التزمت بها السلطة الوطنية وبعد أن ساهم ذلك في خلاف حاد بين فتح وحماس  أدى إلى قطيعة تحت مسمى الانقسام الفلسطيني

ثاينا :  هل أن رفع ملف الأسرى لمحكمة الجنايات الدولية هو الحل لإنهاء  ملف الأسرى  ؟ رغم صدور قرار بعدم شرعية الجدار من نفس المحكمة ، وما زال الجدار جاثماً على قلوب الفلسطينيين، وهل هذا ما سنفاوض عليه بعد أن كنا نفاوض على  " الاستيطان والقدس والأمن والحدود واللاجئين والمياه " ؟

ثالثا : هل المقاومة الشعبية والتوجه للمؤسسات الدولية هي السلاح المتبقى لدى الفلسطينيين في السعي نحو التحرير وإقامة دولة فلسطينية على حدود ال 67 ؟

رابعا : هل أصبح الانقسام معضلة الفلسطينيين ولا يوجد حلول من اجل استعادة الوحدة الفلسطينية ؟

عاش الرئيسين حياتهم في خطي متوازيان بين نهج السلام ونهج الكفاح المسلح وكنا حينها اقوياء وحين تركنا نهج السلاح اصبحت اسرائيل لا ترنى الى من ثقب ابره وافشلت المفاوضات وتوسعت  في المستوطنات .

ياسر عبدالله / باحث اجتماعي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف