مستر شهريار سيصوت لمدام هيلاري
وبكبسة زر من (ريموت) تلفازه الياباني ... يقلب شهريار القناة ... الباب يُفتح بغطرسة ، وبركلة قدم يُصفع بعنف ، يدخل أبضاينا الأبضاي أبو قاسييم متوشحا بكوفية سوداء وبيضاء ، يفوح منها عبق الماضي المشبع بالعاهات والتخاليع ، أو كما يسميها البعض بالعادات والتقاليد ، يمشي صاحب الجلالة أبو قاسم مزهوا بذكوريته الفواحة ، مـمسـكا بغليونه المفضض ، ينفث دخانه من منخريه كتنين صيني غاضب ، يمشي قليلا ، يقف قليلا ، يمسك أطراف شاربه ويفتله بأطراف أصابعه ، شاربه غليظ سميك وكـأنـه قـرني ثور ، يتابع ذكرنا تبختره حتى يستقر به المقام بجانب نافـورة مـتـمـركـزة في مـركـز البيت ، ثم ينادي بصـوته الخـشـن الـمـترع بالفظاظة : يا حِسنييّه ... (بكسر الحاء ومط الياء) ... يصمت قليلا فلا يجيبه أحـد ، يـنـادي مـرة أخرى بـنـبـرة اعـتـراها الغضب : وينك يا ولييه ؟ بعد لحظة أو لحظتين ... تنهض الولية حُسنية مولولة مولـيـّة من على سريرها ، تحث خطاها مسرعة ، فتخرج من خلف باب ، من خلف باب الحارة ، تخرج وقد لفت أكتافها النواعم بمنديل حريري ناعم ، تحمل بين يديها طست غسيل مملوءا بالـماء المملح ، تـجـلس الولـيـة حـسـنـيـة تـحـت أقـدام مولاها أبو قاسم ، تنظر إلـيـه بعينيها الناعستين ، تنزع حـذاءه المتسخ بيديها الـطـريـتـيـن ، تنزع جواربه المنتنة أيضا ، ثم تمسك قدميه المشققتين فتضعهما داخل الطست ، وتشرع بغسلهما بالماء ، بعد لحظات من الآه والإيه ... يحس ذكرنا العتيد (العقيد) أن أقدامه بدأت ترتاح بفعل التدليك المملح ، يرفع صاحبنا قدميه خارج الماء لتقوم تلك الأنثى بتنشيفهما بالمنشفة القطنية ، (يا سلام ... مخلل أقدام ، ماركة أبو قاسييم) ، بعدها ينهض أبضاينا متثاقلا وينظر إلى حسنية وهي تـهـم بـدخـول مـطـبـخـها فـيـقـول : أنا داخيل جوا ، بديك شي أبل ما نااام ؟ ... كتـر خـيـرك ابن عمي ، بس كنت عايزتاك بموضوع ... ترد الولية حسنية ، يشيح ذكـرها أبو قاسم بـوجـهـه بـعـيـدا عنها ومواويل الأووف أووف تملأ شدقيه ، ثم يجيبها بضـجـر وهـو عـلى أعـتـاب غـرفـتـه : بعدين ... بعدين ... مو فاضيلك هلا ، يـدخـل صاحـب الفـخـامة إلى عرينه مختفيا خلف باب ، ويصفـع باب القذارة ... أقصد باب الـحارة بركلة من قدمه ... (cut)
وبكبسة زر ... يقلب شهريار القناة ... امرأة شقراء ، عيونها زرقاء ، تقف مبتسمة على خشبة مسرح ، تلوح بيديها من خلف منصة ، أمامها مجموعة من الذكور والإناث ، تمسك بيديها مكبرا للصوت ، تخطب وتصرّح ، تشجب أحيانا وتجرّح ، تمدح حزبها ، تحيي أنصارها ، تهين خصومها ، تضحك مع هذا وذاك ، تجيب على أسئلة هذا وذاك ، وتقول لهذا وذاك ... نعم وألف نعم ... أنا مستعدة لاستلام دفة قيادة أمريكا ، قادرة مثلكم معشر الذكور على قيادة أعظم دولة ، وإيصالها إلى قمة الجبروت والسعادة ، زوجها الرئيس يقف خلفها بلا خجل ، ويقول في كتابه وأمام الناس أيضا : مع أني كنتُ الرجل الأول في العالم لثـمانـي سنوات متتاليـة ، إلا إنني الآن أحمد الله فقط لأنه منحني زوجة كزوجتي هيلاري ... عجيب ...
وبكبسة زر ... يقلب شهريار القناة ... ملكة فرعونية ... شجاعة كريمة ، سياسية حكيمة ، استلمت حكمها بعد أن وطئت بقدميها على أنوف ذكور عصرها ، قادت فنجحت ، وحاربت فانتصرت ، وبنت فأبدعت ، أكرمت شعبها فأحبها ، ووسعت دولتها وحضارتها ، وألقت دول الجوار كنوزها تحت قدميها ، خشية من بطشها وجبروتها ، وبعد موتها ... يا إلهي ... أزال الذكور الحاقدين صورها ، وحطموا تمثالها ، ودنسوا معبدها ، ونبشوا قبرها ، وأزالوا من التاريخ اسمها ... وحرقوا ... وهدموا ... ودمروا ... وقتلوا... وشردوا ... و ... و ... و ...
وبكبسة زر ... يـقـلب شهريار القناة ... صـديـقـتـي وعـدوتي تجـلـس أمام مذيـع (وين هالغيبه) ، تقول له بفم ممتلئ ، وبجبين عابس متجعد ، وبصوت ضيعه الكِـبَـر والكبْر والكبرياء : أرجوك يا أخي ... لا تنادني نوال أحمد السعداوي ، فـأنـا مـنـذ الآن نوال زينب السعداوي ، قال لـهـا : ولـمـاذا هذا الخروج عن الفطرة أيتها الدكتورة الديكتاتورة ؟ ردت عليه المسكينة ، فقصت له قصتها الـحـزينة ، كان يا مـكـان ... منذ قديم الزمان ... طفلة بريئة تدعى نوال ، قال لها مدرسها ومقرئها يوما ، قـومـي يا صغيرتي فاكتبي ما تشائين على لوحنا الأسود ، قامت الطفلة البريئة نوال فكتبت اسـمـها : نوال زيـنـب السـعــداوي ، صـرخ شـيـخـهـا الـمـعـلم : ويـحـك يا نـوال ، لا بل قال : ويلك يا نوال ، ألا تخجـليـن ؟ هيا امسحي ما تـكـتـبـيـن ، ألا تعلمين أن نطق اسم المرأة في شرعنا جريمة من الجرائم ، وكبيرة من الكبائر ؟ ثم ضربها فأبكاها ، وقال لها عودي إلى مـكـانـكِ مـذمـومة مدحورة ، مـخـزية مـخـذولـة ... فتبسم شهريار ضاحكا من قولها ثم استعاذ وقال : " إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم ، وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين " ... يا مريم !!!
وبكبسة زر ... يقلب شهريار القناة ... ( cut ) مخرج باب (حيرتنا) الخطير يدلي بتصريحات خـطـيـرة ، يـقـول المُلا عـلى الـمـَلا وللـمَـلا ، لا تـقـلـقـوا ولا تـخافـوا ولا تحزنوا ، وأبشروا بالمسلسل الذي كنتم توعدون ، فنحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على جـزئـنـا الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع حتى المالانهاية ، فانتظرونا يا عشاق الـمـاضي فـإنـا قــادمــون ، ومــع كــل عــيـد إنا عــائـدون (بالزبط زي عودة سنبل) ، فلا تـذهـبـوا بـعـيـدا فـالــ ... (طاااخ) ... تـم إغـلاق باب الـحـارة إلى الأبـد ... (والباب اللي بجيك منه الريح ...) .
وبكبسة زر ... يقلب شهريار القناة ... جاءنا هذا الخبر العاجل : أمر مولانا المعظم شهريار ، أمير المحـبـيـن ، وسلـطـان العاشـقـيـن ، صاحب الـزمـان ... وناصر الـنـسـوان ، بإنشاء أول وزارة للحب في العالم ، وذلك ضمن جهوده السامية والرامية لتطوير قطاع الحب في الدولة ، ودفع عجلة المحبة بين أفراد الشعب وطبقاته المـخـتـلفة ، وقد عين مولانا شهريار ... الأميرة المبجلة شهرزاد كأول وزيرة للحب في الدنيا .
وبكبسة زر ... يقلب شهريار القناة ... رجب ... حوش صاحبك عني ... رجب ... صاحبك جنني ... قولو يسيب قلبي ...
إلحقيني يا مامي ... قبل ما أبوس الواوا ... دمتم
معاذ فراج - كاتب من الأردن
[email protected]
وبكبسة زر من (ريموت) تلفازه الياباني ... يقلب شهريار القناة ... الباب يُفتح بغطرسة ، وبركلة قدم يُصفع بعنف ، يدخل أبضاينا الأبضاي أبو قاسييم متوشحا بكوفية سوداء وبيضاء ، يفوح منها عبق الماضي المشبع بالعاهات والتخاليع ، أو كما يسميها البعض بالعادات والتقاليد ، يمشي صاحب الجلالة أبو قاسم مزهوا بذكوريته الفواحة ، مـمسـكا بغليونه المفضض ، ينفث دخانه من منخريه كتنين صيني غاضب ، يمشي قليلا ، يقف قليلا ، يمسك أطراف شاربه ويفتله بأطراف أصابعه ، شاربه غليظ سميك وكـأنـه قـرني ثور ، يتابع ذكرنا تبختره حتى يستقر به المقام بجانب نافـورة مـتـمـركـزة في مـركـز البيت ، ثم ينادي بصـوته الخـشـن الـمـترع بالفظاظة : يا حِسنييّه ... (بكسر الحاء ومط الياء) ... يصمت قليلا فلا يجيبه أحـد ، يـنـادي مـرة أخرى بـنـبـرة اعـتـراها الغضب : وينك يا ولييه ؟ بعد لحظة أو لحظتين ... تنهض الولية حُسنية مولولة مولـيـّة من على سريرها ، تحث خطاها مسرعة ، فتخرج من خلف باب ، من خلف باب الحارة ، تخرج وقد لفت أكتافها النواعم بمنديل حريري ناعم ، تحمل بين يديها طست غسيل مملوءا بالـماء المملح ، تـجـلس الولـيـة حـسـنـيـة تـحـت أقـدام مولاها أبو قاسم ، تنظر إلـيـه بعينيها الناعستين ، تنزع حـذاءه المتسخ بيديها الـطـريـتـيـن ، تنزع جواربه المنتنة أيضا ، ثم تمسك قدميه المشققتين فتضعهما داخل الطست ، وتشرع بغسلهما بالماء ، بعد لحظات من الآه والإيه ... يحس ذكرنا العتيد (العقيد) أن أقدامه بدأت ترتاح بفعل التدليك المملح ، يرفع صاحبنا قدميه خارج الماء لتقوم تلك الأنثى بتنشيفهما بالمنشفة القطنية ، (يا سلام ... مخلل أقدام ، ماركة أبو قاسييم) ، بعدها ينهض أبضاينا متثاقلا وينظر إلى حسنية وهي تـهـم بـدخـول مـطـبـخـها فـيـقـول : أنا داخيل جوا ، بديك شي أبل ما نااام ؟ ... كتـر خـيـرك ابن عمي ، بس كنت عايزتاك بموضوع ... ترد الولية حسنية ، يشيح ذكـرها أبو قاسم بـوجـهـه بـعـيـدا عنها ومواويل الأووف أووف تملأ شدقيه ، ثم يجيبها بضـجـر وهـو عـلى أعـتـاب غـرفـتـه : بعدين ... بعدين ... مو فاضيلك هلا ، يـدخـل صاحـب الفـخـامة إلى عرينه مختفيا خلف باب ، ويصفـع باب القذارة ... أقصد باب الـحارة بركلة من قدمه ... (cut)
وبكبسة زر ... يقلب شهريار القناة ... امرأة شقراء ، عيونها زرقاء ، تقف مبتسمة على خشبة مسرح ، تلوح بيديها من خلف منصة ، أمامها مجموعة من الذكور والإناث ، تمسك بيديها مكبرا للصوت ، تخطب وتصرّح ، تشجب أحيانا وتجرّح ، تمدح حزبها ، تحيي أنصارها ، تهين خصومها ، تضحك مع هذا وذاك ، تجيب على أسئلة هذا وذاك ، وتقول لهذا وذاك ... نعم وألف نعم ... أنا مستعدة لاستلام دفة قيادة أمريكا ، قادرة مثلكم معشر الذكور على قيادة أعظم دولة ، وإيصالها إلى قمة الجبروت والسعادة ، زوجها الرئيس يقف خلفها بلا خجل ، ويقول في كتابه وأمام الناس أيضا : مع أني كنتُ الرجل الأول في العالم لثـمانـي سنوات متتاليـة ، إلا إنني الآن أحمد الله فقط لأنه منحني زوجة كزوجتي هيلاري ... عجيب ...
وبكبسة زر ... يقلب شهريار القناة ... ملكة فرعونية ... شجاعة كريمة ، سياسية حكيمة ، استلمت حكمها بعد أن وطئت بقدميها على أنوف ذكور عصرها ، قادت فنجحت ، وحاربت فانتصرت ، وبنت فأبدعت ، أكرمت شعبها فأحبها ، ووسعت دولتها وحضارتها ، وألقت دول الجوار كنوزها تحت قدميها ، خشية من بطشها وجبروتها ، وبعد موتها ... يا إلهي ... أزال الذكور الحاقدين صورها ، وحطموا تمثالها ، ودنسوا معبدها ، ونبشوا قبرها ، وأزالوا من التاريخ اسمها ... وحرقوا ... وهدموا ... ودمروا ... وقتلوا... وشردوا ... و ... و ... و ...
وبكبسة زر ... يـقـلب شهريار القناة ... صـديـقـتـي وعـدوتي تجـلـس أمام مذيـع (وين هالغيبه) ، تقول له بفم ممتلئ ، وبجبين عابس متجعد ، وبصوت ضيعه الكِـبَـر والكبْر والكبرياء : أرجوك يا أخي ... لا تنادني نوال أحمد السعداوي ، فـأنـا مـنـذ الآن نوال زينب السعداوي ، قال لـهـا : ولـمـاذا هذا الخروج عن الفطرة أيتها الدكتورة الديكتاتورة ؟ ردت عليه المسكينة ، فقصت له قصتها الـحـزينة ، كان يا مـكـان ... منذ قديم الزمان ... طفلة بريئة تدعى نوال ، قال لها مدرسها ومقرئها يوما ، قـومـي يا صغيرتي فاكتبي ما تشائين على لوحنا الأسود ، قامت الطفلة البريئة نوال فكتبت اسـمـها : نوال زيـنـب السـعــداوي ، صـرخ شـيـخـهـا الـمـعـلم : ويـحـك يا نـوال ، لا بل قال : ويلك يا نوال ، ألا تخجـليـن ؟ هيا امسحي ما تـكـتـبـيـن ، ألا تعلمين أن نطق اسم المرأة في شرعنا جريمة من الجرائم ، وكبيرة من الكبائر ؟ ثم ضربها فأبكاها ، وقال لها عودي إلى مـكـانـكِ مـذمـومة مدحورة ، مـخـزية مـخـذولـة ... فتبسم شهريار ضاحكا من قولها ثم استعاذ وقال : " إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم ، وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين " ... يا مريم !!!
وبكبسة زر ... يقلب شهريار القناة ... ( cut ) مخرج باب (حيرتنا) الخطير يدلي بتصريحات خـطـيـرة ، يـقـول المُلا عـلى الـمـَلا وللـمَـلا ، لا تـقـلـقـوا ولا تـخافـوا ولا تحزنوا ، وأبشروا بالمسلسل الذي كنتم توعدون ، فنحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على جـزئـنـا الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع حتى المالانهاية ، فانتظرونا يا عشاق الـمـاضي فـإنـا قــادمــون ، ومــع كــل عــيـد إنا عــائـدون (بالزبط زي عودة سنبل) ، فلا تـذهـبـوا بـعـيـدا فـالــ ... (طاااخ) ... تـم إغـلاق باب الـحـارة إلى الأبـد ... (والباب اللي بجيك منه الريح ...) .
وبكبسة زر ... يقلب شهريار القناة ... جاءنا هذا الخبر العاجل : أمر مولانا المعظم شهريار ، أمير المحـبـيـن ، وسلـطـان العاشـقـيـن ، صاحب الـزمـان ... وناصر الـنـسـوان ، بإنشاء أول وزارة للحب في العالم ، وذلك ضمن جهوده السامية والرامية لتطوير قطاع الحب في الدولة ، ودفع عجلة المحبة بين أفراد الشعب وطبقاته المـخـتـلفة ، وقد عين مولانا شهريار ... الأميرة المبجلة شهرزاد كأول وزيرة للحب في الدنيا .
وبكبسة زر ... يقلب شهريار القناة ... رجب ... حوش صاحبك عني ... رجب ... صاحبك جنني ... قولو يسيب قلبي ...
إلحقيني يا مامي ... قبل ما أبوس الواوا ... دمتم
معاذ فراج - كاتب من الأردن
[email protected]
