الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مخيم اليرموك يعتصر ما تبقى من حياة بقلم:ريما كتانة نزال

تاريخ النشر : 2015-04-20
مخيم اليرموك يعتصر ما تبقى من حياة بقلم:ريما كتانة نزال
كما في كل الحكايات لا بد من مقدمة عن أبطالها الرئيسيين وشخوصها الثانويين. وفي حكاية «اليرموك»، يحتكر المخيم البطولة الحصرية للحكاية، بوجود مؤدين لا حصر لهم يؤدون أدواراً هامشية ذات طاقة منخفضة تهبط بمستوى الحكاية.
مخيم اليرموك ينام متأهباً، ينتظر شيئاً ما دون تقدير لطبيعة ما ينتظر، المخيم ينام خلف الأبواب جاهزا للخروج، فلم يعد يحتاج إلى التأنق بملابس النوم.

المخيم يرثي نفسه، دموعه غير كافية لبلوغ وجعه، لقد رسم الزمن شكلا جديدًا للخراب، وكلحت ألوان الدهان، وتغيرت الشوارع ما بين أكوام الأسمنت مع الوقت، لقد اختفت مشاهد وأضيفت مشاهد، لكن المخيم لا يزال على أهبة الاستعداد لتلبية دعوات لا أحد يخمن ما هي، والمخيم، إن أمهلته القذائف، يلملم ما تبقى منه باحثا عن أشلاء يدفنها، وإن رفع عنه حظر التجول، يخرج لتوزيع الدماء والذنوب على الطوائف والقبائل، وفي الغالب، يصفن منتظرا موعده مع الموت الأخير.

ما تبقى من أبطال المخيم، منهمك في اعتصار ما تبقى من حياة، دون رهان على المفاجآت السعيدة، انهم الأبطال الذين يصلحون لكل الأدوار، أبطال الانتصار على الجوع وأبطال الانكسار منه، أبطال المخيم الزاهدون في الحياة، قرروا ترك التباكي والتباهي على الانتصارات والانكسارات، وصمموا الاستمرار في حراكهم بين الفرص المتاحة بين أنماط الموت جوعا وغرقا وانفجاراً، فلم تعد تعني لهم الانتصارات الوهمية لمحترفي الزعامة، ولا الانكسارات المعتادة، واعتبروا بأن مسؤوليتهم تنحصر في اختيار زاوية الموت والتقاط الصورة الأخيرة.

ما تبقى من سكان المخيم، يزجون وقتهم في استذكار الدلال الذي مضى والتمهيد لابتلاع المذلات، إنهم يتنقلون في الأمكنة التي شهدت عزّا مستحقاً في الزمان والمكان، يودعون بعضهم كل يوم ومن ثم ينصرفون لحفلات الندب لحاضرهم وماضيهم، ولا يفوتهم استقبال وفود المعزين بين الأطلال.

المخيم يخاطب نفسه مغادرا قبل فوات الأوان: لا بد لي ألا أنسى أخذ ضلوعي وجوعي ودمائي، المخيم يحذر من تبقى من ساكنيه: لا تنسوا تسجيل شهاداتكم بأننا تُركنا وحدنا، وبأن دماءنا ما زالت مطلوبة لكل من يعبر رصيفنا، ولا يزال هناك من يريد وطء شرف مخيم قد تدمر وغادر أهله على مهل.

وقبل أن يُسْدلَ الستار، يدخل المؤدون المخيم وهو خال وفي شبه الظلام، يظهرون بكل تنوعهم دون مناظر أو ديكور، فيتفاجؤون بأن صندوق الملقن ليس في مكانه المعتاد، ينسى المؤدون أدوارهم ونصوصهم، ويبدؤون بالاعتذار بلغة الجسد، اعتذروا من القبور والساحات والجدران والشوارع، وسارعوا إلى تحية عظام المشاهدين، وعندما أضيئت الأنوار كان المخرج يبحث عن مؤلف نص جديد وعن مواهب جديدة يقدمها. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف