الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عـبقرية الفلسطيني العظيم ابو جهاد الوزير بقلم:أ . سامي ابو طير

تاريخ النشر : 2015-04-20
عـبقرية الفلسطيني العظيم ابو جهاد الوزير بقلم:أ . سامي ابو طير
عـبقرية الفلسطيني العظيم ابو جهاد الوزير
بقلم : أ . سامي ابو طير

إذا ما ذكر التاريخ العظماء فإنه حتماً سيذكر "ابو جهاد" خليل الوزير كقائد فلسطيني من أنبل وألمع أولئك العُظماء، وسيذكر أنه أحد القادة الأفذاذ الذين سطروا بأرواحهم ودمائهم أروع آيات المجد والخلود في ملاحم الحرية وحب الأوطان ، ولأن وزيرنا العظيم كان عاشقا للحرية وفلسطين الحبيبة فقد وهب روحه الطاهرة فداءً وعِشقا للوطن الغالي ليكتب المجد و يصنع الانتصارات على الأعداء حتى تعيش الأجيال القادمة من أبناء شعبنا الفلسطيني بحريةٍ وسلام .

لذلك فقد سجل التاريخ وكتب عظيم فلسطين وحركة فتح ابو جهاد في سجل الخالدين بأحرف نورانية مُضيئة ومرصعة بالفخر والاعتزاز على جبين الحرية وحب الأوطان ،وسجلت فلسطين على جبينها اسمه الغالي ليبقى خالداً في القلوب كأخيه ورفيق دربه في ملحمة الحرية والنضال أسطورة الأحرار العالمية الشهيد الخالد ياسر عرفات رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته مع الأنبياء والصديقيين والشهداء وحسُن أولئك رفيقا .

خليل الوزير العظيم هو ابن فلسطين العاشق الوطني الذي ترعرع منذ صباه على حبه وعِشقه لفلسطين ، ولذلك كان رفيقا لإخوانه العُظماء والأفذاذ في زمن العمالقة والثورة ،وعلى رأسهم الأسطورة الخالدة ياسر عرفات الذي كان يلازمه في حِله وتِرحاله ، ولهذا كفى ابو جهاد فخرا أنه إذا ما ذُكر أسم أحد أولئك العُظماء الذين عاشوا في زمن العمالقة الأوائل فإنه بالتأكيد سيتم ذكر الأخر لا محالة ، ولهذا يكفي ابو جهاد فخراً ومجدا أن يكون قريناً لياسر عرفات وإخوانه رحمهم الله الذين "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" .

هنا لن أتطرق كثيرا إلى المواقف العظيمة والأمجاد والانتصارات الخالدة التي حققها ابو جهاد دفاعاً عن حرية فلسطين لأنها أكثر من أن تُحصى في هذا الموضع ، ولكن أكتفي بأن أذكر أن شهيدنا خليل الوزير يُعتبر واحدا من أهم القادة الأفذاذ في تاريخ فلسطين ومن ألمع قمم العبقرية والنبوغ في النضال الفلسطيني .

يكفي ابو جهاد فخراً واعتزازا بأنه أول الرصاص أول الحجارة ويكفيه فخراً ومجدا بأنه القائد والمهندس للعديد من العمليات البطولية والاستشهادية التي أدمت قلب العدو الصهيوني وأصابته في مقتل ، وداست بكرامته وجبروته تحت أقدام الفرسان الأبطال الذين صنعهم ابو جهاد الوزير ، ولهذا كل الفخر والاعتزاز بك سيدي أمير الشهداء .
يكفي وزيرنا العظيم فخراً أنه مهندس عملية مفاعل ديمونا الشهيرة التي أعجزت العدو الصهيوني عن فك طلاسم وألغاز تلك العملية النوعية والفريدة في ذلك الوقت .
يكفي ابو جهاد فخرا أنه مهندس عملية الشهيد كمال عدوان "عملية دلال المغربي" التي أذهلت إسرائيل وحطمت كبريائها في عقر دارها بعد أن اجتازت الشهيدة دلال وإخوانها الأبطال حصون وأسوار العدو العالية ، وكانت تلك العملية كالصاعقة و الرد القوي المُزلزل على العدو الإسرائيلي في قلب فلسطين المحتلة وتل أبيب ومن حيث ما لم يتوقعه العدو الإسرائيلي على الإطلاق .
يكفي ابو جهاد فخرا أنه مهندس الانتفاضة المجيدة "انتفاضة الحجارة" التي أشعلت الأرض نارا تحت أقدام الغاصب المحتل في كل شبر وحارة وشارع على أرض فلسطين الحبيبة .

ابو جهاد الوزير هو أحد قمم النبوغ والعبقرية الفلسطينية الذي يُشعرك بالزّهو و الافتخار وأنت تتحدث عنه ، لأنه قائد حقيقي وميداني يقاتل مع جنوده و يُخطط ويُنفذ ويُتابع ويفعل كل شيء لتحقيق النصر على العدو ، و القضاء على فكرة المستحيل إيمانا منه بحتمية النصر على الأعـداء ،ولهذا فقد كان ابو جهاد رحمه الله لا يعترف بتلك الكلمة إلا في حدود الخيال .
تُعتبر العمليات العسكرية والبطولية التي خطط لها وتم تنفيذها بكل الفخر والاعتزاز الوطني إلا دليلا أكيداً على عدم اعتراف القائد الفذ بالمستحيل ، ولكم التخيل كم كانت تلك العمليات البطولية والفريدة من نوعها التي خطط لها ابو جهاد في قلب العدو الإسرائيلي مُدهشة وغير متوقعة بالنسبة للأعداء الصهاينة الذين أوجعهم واّلمهم ابو جهاد أشد الإيلام .

إذن العبقرية والنبوغ كانت من السمات البارزة لقائدنا العظيم وخصوصا أنه كان يواجه عدوا هو الأشرس في كل شيء على مستوى العالم ، ومع ذلك فقد كان ابو جهاد رحمه الله دائما ما يتفوق وينتصر على العدو الإسرائيلي في كل جولاته ومعاركة الحربية والاستخباراتية ، وتمكن من تكبيده خسائر فادحة في الأرواح والمعدات .
لأجل ذلك كان يُجن جنون بني صهيون وكانوا يبحثون عن حياته بأي ثمن !

أجزم بأني لن أكون مُخطئاً إذا ما أكدت بأن خليل الوزير ابو جهاد هو قمة العبقرية ،ولو كان يوجد مصطلحا أخر للنبوغ والعبقرية سوى تلك الكلمة لأطلقته لقباً أو وساماً أو تاجا يتزين به جبين وصدر ابو جهاد الوزير ذاك الفلسطيني العظيم الأخر .
ذلك اللقب ما كنت لأمنحه إياه بمفردي ولكن جميع الأحرار والثوار في العالم وكل من عاصر ابو جهاد أو تمعن في قراءة تاريخه العظيم كان بالتأكيد سيشاركني ويوافقني الرأي وهو مُغمض العينين وبدون تردد جازماً بأن ابو جهاد هو العبقرية نفسها .

كان الوزير العظيم يُعتبر ظاهرة فريدة للنبوغ والعقل البشري وكان ذلك النبوغ مُسخرا بالكامل لتحرير وطنه من دنس الغاصب و المحتل الإسرائيلي، ولهذا فإن المجد يركع تحت أقدام العُظماء وعُـشاق الحرية أمثال ابو جهاد الوزير ، وسأدلل لكم على عبقرية الفلسطيني ابو جهاد بهذا الفكر الثاقب الذي يملكه العمالقة أبناء حركة فـتـح الغراء الذين سيذكرهم التاريخ دوما بالعُـظماء صُناع التاريخ ومن خلال دوره الهام في الانتفاضة المجيدة .

الانتفاضة المجيدة "انتفاضة الحجارة المباركة" التي مثلت تاريخاً حافلا من الكفاح والنضال الوطني والشعبي الفلسطيني في تاريخ القضية الفلسطينية ، ولأنها تعتبر صفحة بيضاء خالدة في حياة شعبنا الفلسطيني المُعمدة بدماء الشهداء والعظماء الذين عطروا الأرض بدمائهم وأجسادهم الطاهرة دفاعاً عن حرية ثرى الأرض المباركة لتحريرها من دنس الغاصب المحتل ، وكان للشعب ما أراد وكانت العـودة الميمونة نِتاج الانتفاضة والمقاومة الشعبية بأدواتها البسيطة المُمثلة بالحجارة الربانية التي صنعت النصر ، وصنعت العودة للوطن وحطمت آمال وأحلام بني صهيون أجمعين وعلى غير أحلامهم بعد الخروج من بيروت الصمود والتحدي .

إذا ما ذُكرت الانتفاضة فإن التاريخ سيذكر صُناعها العُظماء الذين خططوا وساهموا في بقائها مُشتعلة يوما بعد الأخر وسنةً بعد أخرى لتحصد النجاح والنصر الأكيد تتويجاً للدماء التي روت الأرض الغالية خلال المسيرة الوطنية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .

لأجل ذلك فإن التاريخ سيذكر خليل الوزير العظيم ابو جهاد والأسطورة التاريخية ياسر عرفات رحمهما الله بأسمى آيات الفخر والاعتزاز والخـلود جراء ما قدموه لفلسطين ولأبناء شعبنا البطل ،والانتفاضة المجيدة كانت واحدة من الأعمال الخالدة الذي شارك ابو جهاد في صناعتها والقيام بها على أكمل وجه ، بل إنه يُعـتبر المهندس الحقيقي إن لم يكن الأوحد الذي اخترعها لتدب أقدامنا حقيقةً واقعة على الأرض الفلسطينية كنتيجة مباشرة للانتفاضة المباركة التي أسس وخطط ونفذ لها العظماء وعلى رأسهم العبقري ابو جهاد .

الخروج من بيروت الصمود والتحدي لم يكن مُستساغاً ومرغوبا من الجميع ، وقد فُرض علينا فرضاً كفلسطينيين لعدة عوامل أهمها تجنيب بيروت العزيزة الدمار الشامل من طرف العدو الصهيوني بعد الحصار الطويل لها ، وتحت ضغط الأصدقاء والأخوة العرب كان الخروج حِفاضا على بيروت وأهلها الصامدين .
ولم يكن الخروج بالمُطلق خوفا من الموت المُنتظر أو مواجهة العدو ، لأن الكل الفلسطيني كان يعشق الموت أو النصر كخيّار استراتيجي على الخروج من بيروت وللبقاء جغرافيا بالقرب من حدود فلسطين المحتلة .
أقول ذلك فقط حتى أرد كيد الحاقدين الذين يصطادون في المياه العكرة ،ودون ذلك فهو توضيح للأحبة والأجيال القادمة .

بعد الخروج من بيروت الصمود وتناثر قوات الثورة الفلسطينية بعيدا عن حدود فلسطين ، كان اليأس والإحباط والشعور بالضعف هم الإحساس الملاصق للفلسطيني في الخارج والداخل ، وأصبح الجميع في حالة يأس وإحباط و يزداد ذلك الإحباط يوما بعد الأخر نظرا للبُعد الجغرافي المتواجدة فيه قواتنا الفلسطينية بعد خروجها من لبنان ، وبالتالي فإن ذلك البُعد والمسافات الطويلة ألقى بظلاله على صعوبة المقاومة وعملياتها العسكرية نظرا للمسافات الفاصلة والبعيدة عن فلسطين ، وهذا ما كان يهدف إليه العدو بخروجنا من بيروت.
" إذن ذلك الشعور كان هو المسيطر على الأغلبية تقريبا ،ولكن القادة العظماء كان لهم رأيا أخر مخالفا للأخرين" .

ولأن ابو جهاد العاشق لفلسطين هو أحد أولئك العُظماء الذين لن ينساهم التاريخ أبدا ، فقد كان له رأياً مخالفا أخر وفكرا وهدفا أخر و كانت اتجاه بوصلته دوما يتجه نحو الهدف فلسطين فقط ، ولن يثنيه عن فلسطين أعتى القوى ولن تهزمه المسافات أبدا لأن إيمانه بالله وحتمية النصر لم تفارقه أبدا حتى في لحظة الخسارة والشعور بالمرارة ، فقد كان ابو جهاد يؤمن إيمانا كاملا بأن تلك اللحظة هي التي يُولد منها الانتصار ، وتلك اللحظة هي التي تصنع وتزيد من عزيمة المقاتل وتدفعه دفعا ليثور كالمارد مُحطما القيود والأغلال ليرفرف عاليا في سماء الحرية والانتصار .
لذلك أجزم بأن أي إنسان يملك تلك العقلية الرهيبة لا بد أن تنحني له هامات المجد احتراما وإجلالا وتقديرا ، وكذلك تنحني لك هامات الأحرار أيها الوزير العظيم "أمير الشهداء" ابو جهاد خليل الوزير ، ولهذا سلامٌ إلى روحك الطاهرة في كل وقتٍ وحين .

استقر مقام الحال للقائد ابو جهاد بعد بيروت في تونس الشقيقة برفقة أخيه وقائدة ياسر عرفات رحمهما الله ، وكان كثير الزيارات لقواته في أماكنها الجديدة بعد الخروج في الدول العربية .
جلس ابو جهاد يفكر برفقة أخيه ابو عمار الذي يبحث عن الإبداع دائماً لمفاجأة العدو الإسرائيلي المحتل بعملٍ خارق يُعيد للفلسطينيين عزتهم وكرامتهم والتي أصبحت على المحك بعد الخروج من بيروت ، وبينما هو يفكر ويُعيد شريط الأحداث في ذاكرته سريعا وإذا به يتوقف فجأةً عن متابعة الذكريات وقد تدفقت الدماء في عروقه وأحمر وجهه فرحاً وطربا بعد أن وجد الحل أو نصفه للخروج من حالة التوّهان بسبب الخروج الحزين من بيروت ، وليعود لحن الانتصارات عازفا من جديد في سماء فلسطين .

نعم ... ابو جهاد وجد نصف الحل والنصف الأخر عند ياسر عرفات ولهذا ذهب مُسرعا للحديث مع أخيه ابو عمار وقال له لقد وجدت المفتاح للعودة إلى فلسطين ، وتبادل العظيمان أطراف الحديث ومناقشة الحل السحري للعودة إلى فلسطين .
طلب ابو جهاد من أخيه وقائده ابو عمار أن يتذكر أخر ما قاله للصحافة عند خروجه من بيروت مُتجها إلى تونس ؟ فرد الزعيم مباشرة وبدون تردد : بالتأكيد إلى فلسطين ، وهنا قام ابو جهاد واستلم زمام الحديث وأوضح خطة المعركة الجديدة مع العدو الإسرائيلي من داخل الأرض الفلسطينية ،وليس من خارجها كما يتوقع العدو الذي لا زال ينتظر ما يفعله الفلسطينيين بذلك الخصوص بعد خروجهم من بيروت .

المعركة الجديدة كما أوضحها ابو جهاد واتفق عليها العظيمان "الوزير وعرفات" ستكون معركة الكل الفلسطيني على الأرض الفلسطينية ، وتتمثل بأبسط صورة من خلال مقاومة شعبية شاملة تتدرّج رويدا رويدا في عنفوانها ضد الاحتلال على الأرض ، وتسير بجانبها وتزامنياً معركة دبلوماسية في المحافل الدولية وعلى جميع الصُعد لتشكيل ضغط عالمي على إسرائيل لتركع مُجبرةً تحت وطأة الحق الفلسطيني .

المعركة الجديدة والخالدة هي مقاومة شعبية عارمة على الأرض لتتحول حبات القمح المزروعة في أرض فلسطين إلى قنابل حارقة تنفجر في وجه الأعداء ،وتجعل الأرض نارا تستعر تحت أقدام الغاصب المحتل الذي سيركع مُجبراً تحت إرادة الشعب الفلسطيني ، وذلك ما كان من انتفاضة الحجارة المباركة التي تفجرت كالبركان الغاضب في وجه الاحتلال الغاصب .

لذلك فقد تعانق القائدان العظيمان ابو عمار و ابو جهاد كثيراً ،واغرورقت عيونهما بدموع الفرح وهما يجدان أمام عيونهما حبات القمح التي زرعاها في أرض فلسطين قد أنبتت وأخرجت سنابلها التي تفجرت قنابلا حارقة في قلوب الأعداء .
وهكذا كانت انتفاضة الحجارة المباركة بكل عنفوانها الثوري الثائر كالبركان إلى عنان السماء ، والتي أدارها القائدان العظيمان ( ابو جهاد الوزير و ياسر عرفات ابو عمار رحمهما الله ) وإخوانهما من القادة العظماء الآخرين .

لقد كانت نظرية و إدارة الانتفاضة عن بُعد بمثابة العبقرية و الضربة القوية التي تم تسديدها بإحكام في قلب العدو الإسرائيلي الغاشم ، حيث كانت إدارة وطنية عالية الدقة والأهمية ، وكانت إدارة بمقدرة فائقة في التحكم ومتابعة الأحداث وصناعتها سواء على الساحة المحلية داخل الوطن التي كان يتولاها ابو جهاد العظيم ، أو على الساحة الدولية التي كان يتولاها الأسطورة عرفات الذي كان يحقق نصرا يتلوه أخر على العدو الصهيوني برفقة أخيه ابو جهاد وإخوانهم العُظماء الأخرين .
وكان الصوت الأعلى آنذاك هو" لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة " ولنستمر في الهجوم " كما كان ينادي ابو جهاد دائما ، ليزرع الحب الأبدي للوطن في نفوس الصِغار قبل الكبار.

جُن جنون إسرائيل وبني صهيون لأن أحلامهم قد تبخرت في الهواء بعد أن تأججت نار الانتفاضة في كل شبر وحارة وشارع من أرض فلسطين المحتلة ، ولذلك فقد استخدموا جميع وسائل القمع الهمجية لإخمادها وبشتى السُبل التي اتبعوها للنيل من إرادة أطفال الحجارة ،ولكن عجزوا عن إخمادها وفشلوا فشلا ذريعا في ذلك ...
ولأن نار الانتفاضة أصبحت حقيقة راسخة على الأرض ويزداد سعيرها وغضبها الحارق على الصهاينة يوما بعد الأخر وسنة بعد أخرى ، لذلك فقد تعمد العدو الإسرائيلي اللعين إلى سياسة تكسير عِظام الأحياء والزجّ بكل من يرفع علم فلسطين ومن يُلقي بحجرٍ في وجه الأعداء بأن يكون مصيره في سجون العذاب العنصرية و الصهيونية ليكسر إرادة أطفال الحجارة ويطفئ نار الغضب الفلسطيني ،ولكن هيهات ثم هيهات ذلك ...

هيهات ثم هيهات أن يعود المارد إلى القمقم بعد خروجه منه لأن نسيم الحرية أجمل ما في هذا الكون وشذى فلسطين وسحرها الوطني لا يُقاوم أبدا ، ولذلك لم ولن يُفلح العدو الصهيوني بكسر شوكة أطفال الحجارة أو إخماد نار انتفاضة المجد الخالدة التي غسلت بالدماء عار المحتل الغاصب للأرض ، وهكذا كانت النار الحارقة للانتفاضة تتأجج ناراً وسعيرا على إسرائيل ،ونوراً وهاجا على أبناء فلسطين يسيرون على إثره نحو الحرية .

لأجل ذلك جُن جنون الأعداء من الصهاينة وفكروا بالحل الأخير حسب فِكرهم المُتعطش للدماء لإسكات الحق الفلسطيني ، وكان فكرهم العقيم في اغتيال القائد الكبير ومهندس الانتفاضة الأبرز الوزير العظيم الذي تعرض للعديد من محاولات الاغتيال من قبل ، ولكن يوم "السادس عشر من أبريل" عام ثمانية وثمانين بعد التسعمائة وألف يختلف عما سبقه من أيام لأن الله أحب ابو جهاد واختاره ليكون شهيداً رفيقاً مع الأنبياء والصديقيين والشهداء في جنات الخلود والنعيم .

لذلك فقد قامت يد الغدر والخيانة الإسرائيلية بعد أن توغلت خِلسةً تحت جُنح الظلام وقامت باغتيال أمير الشهداء الوزير العظيم في مشهد يوضح الهستيريا والجنون الذي أصابهم به ابو جهاد سواء حياً أو ميتا .
لقد أطلقوا عليه وابلاً من الرصاص يصل إلى سبعين أو تسعين رصاصة من رصاص الغدر والحقد الهمجي ليتأكدوا أنه قد فارق الحياة ، و ليقتلوا بقتلهم لروحه الطاهرة حياة الشعب الفلسطيني ظناً منهم بذلك أن استشهاد القائد سيقتل الأمل ويُطفئ النور في عيون الشعب الفلسطيني الطامح للحرية ، وذلك حسب فكرهم العقيم الذي صور لهم ذلك ولكن خابوا وخسروا ...

خابوا وخسئوا لأن ابو جهاد زرع الأرض بحب الوطن و رواها بماء الحياة ودماء الشهداء ، وأنبتت البذور سنابلاً وسنابلا من الأبطال الشُجعان الذين خرجوا في ذلك اليوم الحزين عن بكرة أبيهم لفراق قائدهم و لمقاومة المحتل الغاصب والثأر لدماء القائد الحبيب ، ولذلك فقد أحرقوا الأرض تحت أقدام المحتل في مشهدٍ ثوري وحقيقي يتميز بالعنفوان اللامحدود لحب الأرض ونيل الحرية بأي ثمن كما خطط ابو جهاد رحمه الله .
خرجت الجموع الهدّارة في يوم الغضب حُباً للقائد وتأكيداً على مواصلة المسيرة على نهجة الوطني ، خرجت الجموع الغاضبة من كل بيت وحارة وشارع لأرض فلسطين انتقاماً لدم الشهيد القائد وأمير الشهداء ، خرجت الجموع العاشقة لأبي جهاد لتحرق قلوب الصهاينة فـداءً لأبو جهاد وفلسطين الحبيبة ، وخرجت استمراراً في الهجوم حتى النصر كما أراد القائد الكبير والشهيد الخالد .

لذلك جُن الصهاينة وتخبطوا في ردة فعلهم بعد أن عجزوا عن مواجهة أبناء وثوار ابو جهاد الغاضبين ،ولهذا سقط عشرات الشهداء في ذلك اليوم الوطني الفلسطيني الذي لن يُمحَ من ذاكرة الشعب الفلسطيني عندما ترجّل فارسنا الكبير وسلم الراية لأبنائه لمواصلة المسيرة والهجوم على العدو، وذلك أقصى ما كان يُريده ابو جهاد الاستمرار في الهجوم حتى الشهادة أو النصر .
وهكذا فقد كانت دماء ابو جهاد الطاهرة وقودا لاستمرار واشتعال الانتفاضة بصورة أكبر وأشد وطأةً على العدو الإسرائيلي وبعكس أمانيه تماما عندما قرر اغتيال القائد الكبير .

لذلك كان الاستمرار في الهجوم على خُطى الشهيد القائد البطل واستمرت طواحين الانتفاضة في الدوران حتى رضخ العدو الصهيوني لمطالب الشعب الفلسطيني ،وكانت العـودة الميمونة إلى أرض فلسطين تحقيقا لحلم ابو جهاد الوزير الذي أسس وخطط وحارب وناضل ليعود إخوانه وأبنائه ويعيش أبناء شعبه على أرضهم فلسطين في حرية وسلام .
أليست تلك هي قمة العبقرية والنبوغ الفلسطيني ؟

عبقرية الوزير كانت تتمثل في استخدام القوة لترجيح كفة السياسة للوصول إلى الحرية والعيش بسلام على الأرض ، ولهذا كان شعاره " أحارب وأفاوض على مائدة واحدة" وتلك هي عبقرية ابو جهاد لتحقيق الأهداف النبيلة .
عبقرية القائد العظيم ابو جهاد كانت تتمثل في استغلال المُتاح وعدم الاعتراف بالمستحيل ، ولهذا فقد تمكن من تحويل نقاط الضعف واليأس إلى قوة خارقة تنفجر في عمق العدو الصهيوني لإجباره إجبارا بالاعتراف بالحق الفلسطيني ، وذلك ما كان تماما بتحقيق العودة إلى فلسطين والنضال من على أرضها كنتيجة حتمية لانتفاضة الحجارة التي رسمها وخطط لها الوزير العظيم والأسطورة عرفات رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته .

سيذكر التاريخ دوماً ابو جهاد الوزير "أمير الشهداء" بالفخر والاعتزاز كفارس فلسطيني وفتحـاوي ترجّل عن صهوة جوادة من أجل حرية شعبه ، وضحى بدمائه الطاهرة من أجل هدفٍ وطني نبيل هو الأغلى في حياة الإنسان وهو نيل الحرية و التمسك بالكرامة الوطنية .
لأجل ذلك فإن ابو جهاد شهيدنا البطل لن و لم يمُت أبدا لأنه لا يزال حيا و خالدا ومتربعا في القلوب والعقول ،وسيذكره أحرار وثوار العالم العاشقين للحرية وحب الأوطان بأنه النبراس والنور الذي يسير عليه عُشاق الحرية ليصعدوا سلالم المجد والخـلود الأبدي .

لأجل ذلك فإن السيد الرئيس محمود عباس ابو مازن حفظه الله هو خير خلف لخير سلف ،ولذلك فهو يستمر في الهجوم على الكيان المسخ في شتى الميادين ، ويعتبر تحقيقه للانتصارات المتتالية على العدو الصهيوني المُتغطرس التزاما و وفاءً بعهد فلسطين وعهد إخوانه الشهداء الذين سبقوه إلى جنان الفردوس الأعلى .
لذلك فهو يواصل قيادة المسيرة الوطنية نحو القدس الشريف وفقاً لنهج إخوانه القادة العِظام بالاعتماد على المقاومة الشعبية الداعمة لقوة الحق الفلسطيني في المحافل الدولية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .

ابو جهاد الوزير أمير "الشهداء" كان ولا يزال عاشقا ومحبوبا لفلسطين ولكل أحرار العالم ، ولذلك سيبقى ابو جهاد ذلك الحب الأبدي الذي لا يموت على مر الأزمان، ومن عِشقي للشهيد القائد الكبير الذي زرع في نفوسنا حب فلسطين وحركة فتح الحبيبة مُذ كنا صِغارا ، فقد قمت بتأليف كتاب وطني يوضح مسيرة ذلك القائد الكبير وحبه اللامتناهي لفلسطين وحركة فتح ، حتى تهتدي بسيرته العطرة الأجيال الشابة من أبنائنا الأعزاء لتواصل المسيرة الخالدة على درب العُظماء ، وهذا المقال اقتباس من ذلك الكتاب الذي كتبته إهداءً إلى روح قائدنا الكبير "أمير الشهداء" ابو جهاد ، وإن شاء الله سيرى الكتاب النور قريبا بعد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة عليه .

أخيرا سيبقى ابو جهاد نبراساً وقمراً منيرا لفلسطين ولجميع الأحرار والثوار على هذه الأرض وسيبقى رمزاً وطنيا تعـتز وتفتخر به الأجيال القادمة على مر العصور والأزمان لأنه الشهيد الحي الخالد في العقول والقلوب أبد الدهر ، و يكفي ابو جهاد "أمير الشهداء" فخراً أنه شمس الحرية التي لا تغيب عن فلسطين .
ويكفي ابو جهاد فخراً أنه النور الفلسطيني الساطع والسراج الوهاج المنير الأخر الذي يُضيء لنا سماء الحرية وحب الأوطان لمواصلة المسيرة الوطنية نحو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

أ . سامي ابو طير
كاتب ومحلل سياسي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف