الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عسر الذوق الفني بقلم توفيق أبو شومر

تاريخ النشر : 2015-04-19
عسر الذوق الفني  بقلم توفيق أبو شومر
عُسر الذَّوق الفني؟       بقلم/ توفيق أبو شومر

اشتكى أحدهم من كثرة حالات (الطفح) الجلدي الأدبية، الشعرية، والقصصية! وقال:

 أين زمان الإبداعات؟ وأين الفنون الجميلة؟ وأين العصرُ الذي كُنَّا ننتظرُ فيه صدورَ كتابٍ جديد، لنشتريه ونقرأه، وأين القصائد الجميلة المُغنَّاة؟

فقد اجترأ صِغارُ الكُتَّاب على النشر واستسهلوه،وليس في المطبوعِ، من الثقافة والوعي أيُّ مسحةٍ من الجمال!

قلتُ:

                             ما أكثر مَن يبكون زمانَ الأدب والفن الرائع، ويندبون حاضر  آداب وفنون التواصل الاجتماعي!

فهل سهولة النشر والتوزيع أسهمتْ في إفساد الآداب  والفنون؟

وهل سهولة التواصل الرقمي ومجانيته أسهمت في زيادة أعداد مَن يحسبون أنفسهم أُدباء؟

وهل تكنولوجيا العصر الرقمية،جعلت الأدب والفن سندوتشات مسلوقة، لا تُغني عن الوجبات، لها فقط نكهاتٌ وروائحُ صناعية؟

أم أن  التكنولوجيا الرقمية، أزالتْ هالة القدسية عن الإبداعات الأدبية التقليدية، فأطاحتْ بقدسية الكلمة المطبوعة؟

                                                      ارتضى كثيرون تغيير وجباتهم التقليدية، الثريد، والجميد، والمنسف، والكسكسي،  والعصيدة، والجريش، والملة،  والمندي، وأقبلوا على البيتزا، والهامبورغر، والهوت دوغ وغيرها، وارتضوا كلَّ جديد في الحياة، ولكنهم لم يستسيغوا تغيُّر الإبداعات الأدبية، إلى ومضات لحظية، وقصاصات فكرية وأدبية،وشحنات عاطفية، فأصبحتْ القصائد الشعرية الحديثة فلاشات ضوئية، أما القصصُ فصارت وَجبات مسافر، وكذلك الحال في الروايات والقصص، صارت مكعبات بطعم الشيكولاتة.
ولم تَعُدْ مقاديرُ الأطعمة الأدبية التقليدية القديمة تُلائم  الوجبات الشعرية والنثرية السريعة،وتمرَّد الشعراءُ على بحور الخليل بن أحمد الشعرية الستة عشر، وألفوا مقطوعاتٍ شعريةً حديثة، تناسب الرقصات والموسيقى الجديدة.

غير أن كثيرين ممن أدمنوا الأطباق الكلاسيكية القديمة، لا يجدون متعة في سندوتشات الإبداعات الجديدة، فشرعوا، من منطلق ذائقتهم التقليدية، في صبِّ جام غضبهم على الوجبات الأدبية السريعة، ذات الأخلاط الغريبة والعجيبة، لأنها إفسادٌ لما تربوا عليه، ولما حفظوه، فثورتهم ليست سوى محاولة للدفاع عن أنفسهم وإبداعاتهم!

كان مفروضا عليهم أن يقوموا بإرشاد النشء إلى تلك الوجبات الإبداعية السريعة، وأن يستحدثوا منها أدبا جديدا، وفنا أصيلا رائعا، بعد تفكيك عناصرها، وإظهار مواطن الجمال فيها، وأن يرشدوا الناشئين إلى النقص والخلل في محتويات السندوتشات الفنية والأدبية الجديدة، لتصحيح المسار، وإزالة الشوائب منها، تمهيدا لتطويرها، بدلا من الوقوف في وجهها وإلغائها!

أنا لا أُنكر وجود أخلاطٍ مَرضيَّة في سندوتشات العصر الأدبية السريعة، فكثير من الصبغات البرَّاقة في هذه الإبداعات هي منتجاتٌ فاسدة تُسبب مرض سرطان الأعصاب، وكثيرٌ من مكونات بعض هذه الأنماط الجديدة،المنسوبة للثقافة والفن تسبب مرض القهر، والضغط النفسي. ولكنّ الهجوم عليها وإنكارها، لن يُجديَ شيئا.

إن استحداث آداب وفنون راقية، أو إعادة إحياء التراث الفني والأدبي الرائع، بالإضافة إلى نشر الثقافات، وترجمة الإبداعات العالمية، ستظلُّ  كلُّها أفضل الوسائل للارتقاء بتجارب الشباب الواعدين، وإرشادهم إلى مواطن الجمال في الآداب والفنون، وتوظيف التواصل الرقمي في نشر الإبداعات الجميلة، لغرض علاج الذوائق الفنية المصابة بعُسر الذَّوق!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف