الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غيَّنت !!بقلم: ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2015-04-19
غيَّنت !!بقلم: ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
غيَّنتْ !!
ياسين عبد الله السعدي
هذه كلمة مألوفة يستبشر بها الناس جميعا بالخير، وخصوصا الفلاحون والمزارعون، وإن كانت الحياة الاجتماعية مترابطة تضم فئات المجتمع كلها. فعندما يكون الموسم الزراعي جيدا تنتعش الحركة التجارية ويقبل الناس على الحياة والمناسبات السعيدة وتتفاعل الحياة الاقتصادية وينتفع الناس جميعاً.
كلمة (غيَّنت) توحي بقدوم المطر، وهي اصطلاح يفهم منه أن يستعد الناس لاستقبال ما يأتي به المطر من الحيطة والحذر خوفاً من الضرر؛ كأن يلم الناس أشياءهم من الخارج حتى لا تصاب بالبلل أو التلف، كما توحي الاستعداد من حرث أو بذار أو سماد، فالغين أو الغيم تحمل نذر الخير عندما يكون المطر هادئاً هيِّناً غير هادر كما قال الشاعر يدعو بالمطر الهادئ لديار محبوبته:
وسقى ديارك، غير متلفها *** صوب الغمام وديمةٌ تَهْمي
أما عندما يكون المطر متواصلاً بدرجة غير متوقعة فإنه يحدث الفيضانات ويغرق السهول ويتلف المزروعات ويحيل المناطق المنخفضة إلى بحيرات يستعمل سكانها القوارب المائية للتنقل؛ فذلك هو الطوفان كما حدث في غزة في المناطق المنخفضة قبل سنتين حيث بلغ ارتفاع منسوب المياه درجة كارثية في بعض المناطق.
فكلمة غَيْن مرادفة لكلمة غيم، وهما تعطيان المعنى المفهوم بين الناس ذاته. فكلمة (غيَّنت) كلمة صحيحة وسليمة لغويا، وليست كلمة عامية. يقول المنجد: (غامت السماء: طبَّقها الغيم، وغيَّنت السماء: طبقها الغيم، والغين لغة في الغيم وأغان السحاب السماء: غشّاها).
فالاصطلاح يفيد الانتباه والتحذير من قدوم المطر وأخذ الحيطة مما يحدثه من ضرر، حيث يقولها الناس تحذيراً لكي تلم المرأة غسيلها المنشور في الخارج مثلاً، أو لكي يحضروا حطب المواقد أو نحو ذلك.
الغيوم السياسية
لكن كثيراً ما نسمع أو نقرأ مصطلح الغيوم السياسية وتوتر العلاقات التي تلف أجواء الدول وتنذر بنشوب الحرب والاصطدام العسكري الذي يصيب ضرره أقطارا كثيرة، كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
ولا ننسى الأجواء السياسية التي كانت غائمة دائما فيما أطلق عليه الحرب الباردة حتى بلغت مرحلة الصدام النووي عندما حرك الاتحاد السوفييتي الصواريخ لزرعها في كوبا في خاصرة الولايات المتحدة؛ مما أثار رعباً نوويا عندما تصدى الرئيس الأمريكي، جون كندي، لذلك بحزم وتصميم، مما جعل خروتشيف يأمر بتغيير وجهة السفن التي تحمل الصواريخ تفاديا للصدام، وبذلك انقشعت الغيوم ولو إلى حين.
كثيرا ما كانت تتجمع الغيوم في الأجواء العربية حتى وصلت إلى درجة الصدام المسلح، كما نعلم من الحرب الجزائرية المغربية في ستينات القرن الماضي، وكما نعلم من الحرب اليمنية في بداية الستينات من القرن الماضي أيضاً عندما انحازت مصر إلى ثورة عبد الله السلال، بينما انحازت السعودية إلى الإمام البدر. وتداعيات اجتياج العراق للكويت سنة 1990م وما نتج عن ذلك من تداعيات مدمرة.
لقد تلبدت الغيوم فوق الأجواء اليمنية سنة 1994م في حركة الجنوب الذي كان يطالب بالانفصال عن الشمال في حينه.
لا نريد أن نستطرد كثيراً ولكنا نشير إلى الغيوم التي تمطر اليوم مطر السوء في سوريا والعراق وليبيا والصومال وأخيرا في اليمن الذي كان يوصف بالسعيد (سابقا).
لا نقول (غيَّنت) في الأجواء اليمنية المحلية وحدها، ولكن الغين أو الغيم الذي نقصده هو ما يغطي المنطقة العربية كلها من الجهات الأربع: في العراق شرقاً وفي سوريا شمالا وفي ليبيا غربا وبدرجة أقل في تونس. وفي في مصر والسودان والصومال وأخيرا في اليمن جنوبا.
لكن الذي نخشاه ونتمنى أن لا يحدث، هو رد الفعل الإيراني الذي نعتقد أنه يتحين الفرصة ويتصيد المناسبة المواتية لكي يتسلل إلى غير اليمن وسوريا والعراق، وذلك بأن يفتعل المظاهرات والمشاغبات في البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية حيث يكثر وجود الشيعة، فيكون مبرراً لتدخله بدعوى مساندة الشيعة الذين يطالبون بالعدالة الاجتماعية كما يزعمون، لا سيما وإن إيران قد هددت قبل أيام بالقيام بتفجيرات في الرياض.
إن الأجواء العربية كلها من المحيط الذي يوصف بالهادي يمكن أن لا يظل هادئاً، إلى الخليج الملتهب في طرفه العلوي في العراق. ولكن لا يستطيع المراقب أن يتنبأ بالمتغيرات والمواقف السياسية، كما يحدث من التقلبات الجوية تماماً، فنحن نعلم الدعم اللوجستي والمخابراتي الأمريكي المعلن (لعاصفة الحزم) التي تقودها السعودية، بينما أمدت روسيا إيران بالصواريخ المتطورة في حركة يبدو إنها رد على الدعم الأمريكي، وإن ادعت أن ذلك تنفيذ لاتفاقيات سابقة منذ 2011م.
يعتبر الإعلامي فيصل القاسم أحد أشهر الإعلاميين في فضائية الجزيرة، ومن ذوي الخبرة الواسعة والمقدرة التحليلية المتقدمة في قراءة الأجواء السياسية. فقد قال على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، (فيسبوك): (لن أتفاجأ اذا انهارت معظم الدول العربية في المدى المنظور. صحيح ان حجم التآمر والطمع الخارجي بالمنطقة كبير جداً، لكن كل بذور الانهيار موجودة داخل بلادنا).
نعرف التقلبات الجوية. وتحدث مثلها التقلبات السياسية عندما تتلبد الأجواء بالغيوم التي تحركها رياح المطامع الأجنبية كما نسمع في النشرة الجوية: (رياح غير مستقرة) فهل المنطقة مقبلة على أجواء غائمة تنذر بمطر السوء؟ سوف نرى !!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف