تساؤلات مشروعة حول عاصفة الحزم
زياد الشيخلي
وصلني ايميل من احد الاصدقاء الاعزاء يتساءل فيه عن عاصفة الحزم ومن خلال سبعة اسئلة وكونه رجل لا يرغب الخوض في التعليقات السياسية او الاراء المبنية على اساس سياسي كونه كالكثير من الاشخاص الذين لايجدون أجوبة في خاطرهم لهذة التساؤلات اوانهم يعلمون بهذة الاجابات الا انهم في حيرة من امرهم لما شاب الوضع العام واللغط الكبير في الاوساط السياسية والعربية خاصة والصبغة التي احاطت بهذة العملية عاصفة الحزم بأنها حرب طائفية مابين الشيعة والسنة....
وانا من جانبي ومن خلال رؤيتي للمعطيات الموجودة على ارض الواقع ومن وجهة نظر عسكرية لا سياسية احببت ان اجيب على هذة الاسئلة من خلال الواقع الموجود على الارض ومن خلال رؤيتي للحالة واتمنى ان اكون قد اصبت في اجاباتي لهذة التساؤلات...
السؤال الاول ..
هل عاصفة الحزم لها شبه مثل عاصفة الصحراء؟
بالتأكيد ان عاصفة الحزم ليس لها اي تشابه مع عاصفة الصحراء من حيث المشاركة الفعلية لجيوش الدول, حيث ان المشاركون في عاصفة الصحراء كانت اكثر من ثلاثة وثلاثون دولة عربية واجنبية وبقيادة الولايات المتحدة الامريكية, اما عاصفة الحزم فالمشاركين فيها فقط جيوش عربية ومن تسع دول او اكثر وبقيادة عربية صرف وهي المملكة العربية السعودية, كما ان الفرق مابينهما فعاصفة الصحراء شكلت من اجل تغيير نظام سياسي, وعاصفة الحزم شكلت من اجل محاربة مجموعة خارجة عن سلطة الدولة ولغتهم قوة السلاح وعدم الاعتراف بالشرعية.
السؤال الثاني ..
هل عاصفة الحزم لها شرعية دولية وعربية ولماذا هذه الشرعية؟
بالنسبة للشرعية لهذة العمليات فهي جاءت من خلال طلب رسمي تقدم به الرئيس الشرعي لجمهورية اليمن السيد عبد ربه منصور هادي وطلبه من المملكة العربية السعودية بالتدخل من اجل ابداء المساعدة في ازاحة جماعة الحوثي, وكذلك من خلال شرعية الجامعة العربية, لذا، لم يكن مفر من المواجهة العسكرية. لم يدرك الحوثيون وشركاؤهم معنى اللقاء الخليجي برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز في العوجا بمنطقة الدرعية، قبل نحو اقل الشهر. لم يستمعوا إلى الأمير سعود الفيصل الذي لوح بأن دول الخليج ستتخذ الإجراءات وجدد ربط أمن اليمن بأمن دول مجلس التعاون كان لا بد من أن تخرج المملكة عن تحفظها وصبرها. لن تسمح بالمساس بأمنها الوطني وتعريض مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
السؤال الثالث ..
لماذا لا تعصف الحزم بهجوم بري؟
بدأت العاصفة بالحوار ومن خلال ما ورد في جواب السؤال الثاني وبعد ذلك قرر التحالف العربي بأن تكون الضربات جوية فقط وبمساعدة الموالين للشرعية داخل اليمن من مدنيين وعسكر, وفي حالة تطور الموقف اعتقد بأن التحالف سوف لن يتوانى من التدخل البري وهو الخيار الاخير واعتقد ان هذا الخيار مستبعد طبقا للظروف الراهنة وبعد تدخل مجلس الامن الدولي.
السؤال الرابع ..
هل التوقيت للعاصفة كان توقيتا مخطط له؟
لم يكن لعاصفة الحزم اي تخطيط مسبق الا بعد طلب الرئيس اليمني التدخل من قبل المملكة العربية السعودية, وكانت السعودية بأستطاعتها التدخل الفردي في هذة العملية الا ان التهديد ليس خليجي فقط بل هو تهديد أمن قومي لجميع دول المنطقة وخاصة ان اليمن موقعها مفتوح على دول الخليج بريا وبحريا وكذلك مصر والاردن من خلال البحر الاحمر ومن خلال هذا التهديد تم التخطيط لوجود تحالف عربي من اجل تغييره.
السؤال الخامس ..
هل السعودية وضعت في حساباتها في حال دخلت صواريخ الكاتيوشا المتطورة الحرب وتاثيرها على المشهد العسكري وماذا لو دخلت ايران الحرب؟
من المؤكد بأن لكل عملية عسكرية وخاصة كعملية عاصفة الحزم ان يكون مخطط لها بكل دقة ومدروسة من جميع المحاور بحيث بدأت بتقويض وتحييد القوة الجوية اليمنية بضرب مدارج المطارات العسكرية وضرب الطائرات التي تم أخراجها من مخابئها ووضعها بحالة تأهب, كما تم تغطية سماء اليمن وحمايتها بطلعات استطلاعية وهجومية كما تم السيطرة على جميع المقتربات البحرية بأتجاه اليمن, وجميع هذة التدابير قد أدت في النهاية الى تحجيم مستوى التهديد. أما من ناحية التدخل الايراني فلا اعتقد ان يكون هناك اي تدخل عسكري مباشر لايران على الاراضي اليمنية وهذا واضح من خلال التصريحات المسوؤلة لقيادات ايرانية حيث ان خطابهم يتجه الى الحوار وعدم زج اليمن في اتون حرب استنزاف.
السؤال السادس ..
من الخاسر ومن الرابح في حال جلس الاثنان على طاولة المفاوضات؟
لايوجد شيء افضل من الجلوس والتحاور على طاولة التفاوض وبالتأكيد هذا هو افضل الحلول, الا ان التفاوض مع من ؟؟ مع جماعات لغتها الوحيدة هي القتل والسلب وانتهاك حرية الغير ولغتها السلاح والقوة ؟؟ الحوار يجب ان يكون مع من يعرف لغة الحوار, ومع هذا نجد اليوم بأن تدخل مجلس الامن من خلال صدور القرار 2216 الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب ووقف العنف مع فرض عقوبات عليهم والمجيء الى طاولة الحوار بشروط الحوار التي بنيت على المشروع الخليجي السابق وعلى اتفاقية آذار 2013 وعلى بنود الحوار قبل الحملة العسكرية. واذا كان الحوثيون لا يزالون يعتبرون أنفسهم من المكوّن اليمني، عليهم ان يأتوا الى الحوار، لكن الاشكالية هي في الداخل اليمني. فهل ستقبل المكونات الاخرى بهم في المكون السياسي المستقبلي بعد هذه الحملة العسكرية والحرب والمواجهات مع المدنيين والقبائل؟؟؟.
السؤال السابع ..
هل الجلوس على طاولة المفاوضات اعتراف بالعدو ام الخروج من الازمة ؟
فيما سبق من اجابة على السؤال السادس هي نفس الاجابة على هذا السؤال فالحوار يجب ان يكون مع خصم يحترم لغة الحوار فهل يجوز الحوار مع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" مثلا؟؟ فهو لايختلف عن الحوثيين بشئ الفرق الوحيد ان الحوثيين عدو من الداخل بأجندات خارجية وداعش تنظيم خارجي بأجندات خارجية ايضا, والخصم هنا هو عدو والجميع معترف بهذا العدو والحوار هو اساسا رسم له من اجل الخروج من هذة الازمة وليس من اجل تأزيم الوضع الحالي اكثر مما هو عليه فعاصفة الحزم جاءت كقرصة أذن لهذا العدو ومن يختبئ خلفه من دول واجندات تريد باليمن والمنطقة شرا..
اتمنى ان اكون قد اجبت على جميع التسؤلات بمهنية علما انني لست بسياسي وانما تحليلي مبني على واقع الحال والمعطيات الموجودة على الارض ومن خلال رؤيتي وخبرتي العسكرية مرورا بعاصفة الصحراء في عام 1991 والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لاحتلال العراق عام 2003 والتحالف الدولي بقيادة الناتو عام 2011 على ليبيا واخرها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية عام 2015 على مايسمى بتنظيم الدولة الاسلامية" داعش ".
زياد الشيخلي
وصلني ايميل من احد الاصدقاء الاعزاء يتساءل فيه عن عاصفة الحزم ومن خلال سبعة اسئلة وكونه رجل لا يرغب الخوض في التعليقات السياسية او الاراء المبنية على اساس سياسي كونه كالكثير من الاشخاص الذين لايجدون أجوبة في خاطرهم لهذة التساؤلات اوانهم يعلمون بهذة الاجابات الا انهم في حيرة من امرهم لما شاب الوضع العام واللغط الكبير في الاوساط السياسية والعربية خاصة والصبغة التي احاطت بهذة العملية عاصفة الحزم بأنها حرب طائفية مابين الشيعة والسنة....
وانا من جانبي ومن خلال رؤيتي للمعطيات الموجودة على ارض الواقع ومن وجهة نظر عسكرية لا سياسية احببت ان اجيب على هذة الاسئلة من خلال الواقع الموجود على الارض ومن خلال رؤيتي للحالة واتمنى ان اكون قد اصبت في اجاباتي لهذة التساؤلات...
السؤال الاول ..
هل عاصفة الحزم لها شبه مثل عاصفة الصحراء؟
بالتأكيد ان عاصفة الحزم ليس لها اي تشابه مع عاصفة الصحراء من حيث المشاركة الفعلية لجيوش الدول, حيث ان المشاركون في عاصفة الصحراء كانت اكثر من ثلاثة وثلاثون دولة عربية واجنبية وبقيادة الولايات المتحدة الامريكية, اما عاصفة الحزم فالمشاركين فيها فقط جيوش عربية ومن تسع دول او اكثر وبقيادة عربية صرف وهي المملكة العربية السعودية, كما ان الفرق مابينهما فعاصفة الصحراء شكلت من اجل تغيير نظام سياسي, وعاصفة الحزم شكلت من اجل محاربة مجموعة خارجة عن سلطة الدولة ولغتهم قوة السلاح وعدم الاعتراف بالشرعية.
السؤال الثاني ..
هل عاصفة الحزم لها شرعية دولية وعربية ولماذا هذه الشرعية؟
بالنسبة للشرعية لهذة العمليات فهي جاءت من خلال طلب رسمي تقدم به الرئيس الشرعي لجمهورية اليمن السيد عبد ربه منصور هادي وطلبه من المملكة العربية السعودية بالتدخل من اجل ابداء المساعدة في ازاحة جماعة الحوثي, وكذلك من خلال شرعية الجامعة العربية, لذا، لم يكن مفر من المواجهة العسكرية. لم يدرك الحوثيون وشركاؤهم معنى اللقاء الخليجي برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز في العوجا بمنطقة الدرعية، قبل نحو اقل الشهر. لم يستمعوا إلى الأمير سعود الفيصل الذي لوح بأن دول الخليج ستتخذ الإجراءات وجدد ربط أمن اليمن بأمن دول مجلس التعاون كان لا بد من أن تخرج المملكة عن تحفظها وصبرها. لن تسمح بالمساس بأمنها الوطني وتعريض مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
السؤال الثالث ..
لماذا لا تعصف الحزم بهجوم بري؟
بدأت العاصفة بالحوار ومن خلال ما ورد في جواب السؤال الثاني وبعد ذلك قرر التحالف العربي بأن تكون الضربات جوية فقط وبمساعدة الموالين للشرعية داخل اليمن من مدنيين وعسكر, وفي حالة تطور الموقف اعتقد بأن التحالف سوف لن يتوانى من التدخل البري وهو الخيار الاخير واعتقد ان هذا الخيار مستبعد طبقا للظروف الراهنة وبعد تدخل مجلس الامن الدولي.
السؤال الرابع ..
هل التوقيت للعاصفة كان توقيتا مخطط له؟
لم يكن لعاصفة الحزم اي تخطيط مسبق الا بعد طلب الرئيس اليمني التدخل من قبل المملكة العربية السعودية, وكانت السعودية بأستطاعتها التدخل الفردي في هذة العملية الا ان التهديد ليس خليجي فقط بل هو تهديد أمن قومي لجميع دول المنطقة وخاصة ان اليمن موقعها مفتوح على دول الخليج بريا وبحريا وكذلك مصر والاردن من خلال البحر الاحمر ومن خلال هذا التهديد تم التخطيط لوجود تحالف عربي من اجل تغييره.
السؤال الخامس ..
هل السعودية وضعت في حساباتها في حال دخلت صواريخ الكاتيوشا المتطورة الحرب وتاثيرها على المشهد العسكري وماذا لو دخلت ايران الحرب؟
من المؤكد بأن لكل عملية عسكرية وخاصة كعملية عاصفة الحزم ان يكون مخطط لها بكل دقة ومدروسة من جميع المحاور بحيث بدأت بتقويض وتحييد القوة الجوية اليمنية بضرب مدارج المطارات العسكرية وضرب الطائرات التي تم أخراجها من مخابئها ووضعها بحالة تأهب, كما تم تغطية سماء اليمن وحمايتها بطلعات استطلاعية وهجومية كما تم السيطرة على جميع المقتربات البحرية بأتجاه اليمن, وجميع هذة التدابير قد أدت في النهاية الى تحجيم مستوى التهديد. أما من ناحية التدخل الايراني فلا اعتقد ان يكون هناك اي تدخل عسكري مباشر لايران على الاراضي اليمنية وهذا واضح من خلال التصريحات المسوؤلة لقيادات ايرانية حيث ان خطابهم يتجه الى الحوار وعدم زج اليمن في اتون حرب استنزاف.
السؤال السادس ..
من الخاسر ومن الرابح في حال جلس الاثنان على طاولة المفاوضات؟
لايوجد شيء افضل من الجلوس والتحاور على طاولة التفاوض وبالتأكيد هذا هو افضل الحلول, الا ان التفاوض مع من ؟؟ مع جماعات لغتها الوحيدة هي القتل والسلب وانتهاك حرية الغير ولغتها السلاح والقوة ؟؟ الحوار يجب ان يكون مع من يعرف لغة الحوار, ومع هذا نجد اليوم بأن تدخل مجلس الامن من خلال صدور القرار 2216 الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب ووقف العنف مع فرض عقوبات عليهم والمجيء الى طاولة الحوار بشروط الحوار التي بنيت على المشروع الخليجي السابق وعلى اتفاقية آذار 2013 وعلى بنود الحوار قبل الحملة العسكرية. واذا كان الحوثيون لا يزالون يعتبرون أنفسهم من المكوّن اليمني، عليهم ان يأتوا الى الحوار، لكن الاشكالية هي في الداخل اليمني. فهل ستقبل المكونات الاخرى بهم في المكون السياسي المستقبلي بعد هذه الحملة العسكرية والحرب والمواجهات مع المدنيين والقبائل؟؟؟.
السؤال السابع ..
هل الجلوس على طاولة المفاوضات اعتراف بالعدو ام الخروج من الازمة ؟
فيما سبق من اجابة على السؤال السادس هي نفس الاجابة على هذا السؤال فالحوار يجب ان يكون مع خصم يحترم لغة الحوار فهل يجوز الحوار مع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" مثلا؟؟ فهو لايختلف عن الحوثيين بشئ الفرق الوحيد ان الحوثيين عدو من الداخل بأجندات خارجية وداعش تنظيم خارجي بأجندات خارجية ايضا, والخصم هنا هو عدو والجميع معترف بهذا العدو والحوار هو اساسا رسم له من اجل الخروج من هذة الازمة وليس من اجل تأزيم الوضع الحالي اكثر مما هو عليه فعاصفة الحزم جاءت كقرصة أذن لهذا العدو ومن يختبئ خلفه من دول واجندات تريد باليمن والمنطقة شرا..
اتمنى ان اكون قد اجبت على جميع التسؤلات بمهنية علما انني لست بسياسي وانما تحليلي مبني على واقع الحال والمعطيات الموجودة على الارض ومن خلال رؤيتي وخبرتي العسكرية مرورا بعاصفة الصحراء في عام 1991 والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لاحتلال العراق عام 2003 والتحالف الدولي بقيادة الناتو عام 2011 على ليبيا واخرها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية عام 2015 على مايسمى بتنظيم الدولة الاسلامية" داعش ".
