الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مجزرة قانا وكل المجازر ستظل وصمه عار في جبين الإنسانية بقلم عباس الجمعه

تاريخ النشر : 2015-04-19
مجزرة قانا وكل المجازر ستظل وصمه عار في جبين الإنسانية بقلم عباس الجمعه
  مجزرة قانا وكل المجازر ستظل وصمه عار في جبين الإنسانية

بقلم / عباس الجمعه

الذكرى السنوية لمجزرة قانا ، الذي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بعدوانه على مقر الامم المتحدة عام 1996، فعمد إلى إشباع شهواته الدموية عبر جريمة نكراء بحق الإنسانية من خلال مجازر متنقلة، كانت إحداها مجزرة قانا، التي سقط ضحيتها العشرات من الشهداء حيث ارتوت الأرض بدمائهم التي سالت امام اعين المجتمع الدولي الشاهد العيان على الجريمة ، ولم يختلف المشهد كثيراً بين ما ارتكبه العدو الصهيوني من مجازر ، وما يتم اليوم من مجازر ترتكبها عصابات الارهاب التكفيري المسى بعصابات داعش والنصرة وغيرها والتي تأتي ضمن سياق ما خطط للمنطقة .

إن مجازر الكيان الصهيوني أكثر من ان تحصى وتعد، فقد فاقت النازية قتلاً وإجراما ، فمن فلسطين إلى لبنان، عناوين كثيرة، ليس أولها دير ياسين، وليس آخرها مجزرة قانا الشهيرة، التي تعد محطة من محطات الإجرام الصهيوني ، حيث سبقت مجزرة قانا وعادلتها في هولها، بل فاقتها إجراماً، بالزمن مجزرة صبرا وشاتيلا الشهيرة، وقبلها دير ياسين وبيت حانون وبحرالبقر ومن قم المجازر التي ارتكبت بقطاع غزة، ، حيث يذخر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بالمجازر الوحشية التي ارتكبت في أية بقعة من بقاع العالم وبشكل خاص تفوق جرائم النازية،فمجزرة قانا ارتكبها العدو  بأحدث القنابل الانشطارية عن سابق عمد وتصميم ضد أطفال ونساء وشيوخ هربوا من جحيم حرب إسرائيل العدوانية على وطنهم لبنان ولجأوا إلى مقر القوات الدولية ، وهنا السؤال اين العديد من العهود والمواثيق و الاتفاقات الدولية التي تحرم الإبادة الجماعية وتعاقب عليها وتعتبرها من أفظع الجرائم ضد الإنسانية .

إن المجتمع الدولي الذي عاقب النازيين على جرائمهم لا يجوز أبداً أن يكيل بمكيالين ولا يعاقب قادة العدو وجيشه على جرائمهم تجاه العرب , بل يجب أن يعاقبهم تماماً كما عاقب النازيين على مكانة المفاهيم  والمبادئ التي ترسخت في العهود والمواثيق الدولية.

من هنا نقول لقد أنبتت هذه المجازر بعظمة الشهداء، عنواناً لصمودنا وتضحياتنا ووحدتنا ومقاومتنا ، وأيقن شهداؤنا أن اللجوء إلى المحافل الدولية، واستعطاف الدول الكبرى لن يؤدي إلى أية نتيجة سوى إمعان هذه الدول في السيطرة على الارض والانسان، وأن الحل الوحيد هو التمسك بالنضال بكافة اشكاله لاستعادة الحقوق الوطنية الشروعة مهما غلت التضحيات .

إن القوى الغاشمة لا تقيم للإنسان قيمة ولا لحرية الشعوب احتراماً، فها هو سِجل القرارات الدولية حول فلسطين ولبنان والجولان لم تنفذه "إسرائيل" ولا مرة واحدة، والمجتمع الدولي لم يضغط لتنفيذها، بل إن دماء الشهداء والتفاف الشعب اللبناني حول مقاومته الوطنية والاسلامية هي التي دحرت العدو وأجبرته على الخروج من لبنان، فأين كانت المؤسسات الحريصة على الأمن والسلم الدوليين؟ أين كان المجتمع الدولي؟ إن المجتمع الدولي لا يقبل إلاّ مصالحه ولا يعمل إلاّ لمصالحه، وهو لا ينتج سوى الصناعة السياسية الخادمة لمصالحه.

واليوم ما يجري في المنطقة من سياسة عدوانيّة للقوى الامبريالية والصهيونية والرجعية من خلال دعم قوى الارهاب التكفيري وخاصة ما يجري في مخيم اليرموك من جريمة وفق المصلحة والمهمة المطلوبة منها من قبل المشغل والممول،من قبل عصابات الارهاب المسمى داعش والنصرة او المسميات الاخرى اكناف بيت المقدس او جند الشام او جند الإسلام او السلفية الجهادية او انصار بيت المقدس،عصابات يجري توظيفها وفق الحاجة والهدف، فهذا المخطط والمشروع يحمل أبعاداً استراتيجية لسوريا ولفلسطين وكل الأمة العربية،مشروع يستهدف فكفكة الجغرافيا العربية واعادة تركيبها من جديد على أسس مذهبية وطائفية ، كذلك ما يحصل في فلسطين منذ ما يقارب سبعين سنة، كلها مجازر وجرائم  تضاف لسجلهم الأسود المليئ بصفحات الغدر والأنتقام، ورغم ذلك لابد للحق أن ينتصر وستبقى قوى المقاومة قادرة على المواجهة حتى تحقيق اهداف شعوبها.

لقد صم الجميع آذانهم أمام هول المجازر في لبنان وفلسطين ودول المنطقة وعصبوا عيونهم المفتوحة ، وهذا يؤكد تواطؤ المجتمع الدولي التي تتزعمه قوى الامبريالية  في مؤامرة الصمت تجاه انتهاكات كيان العدو المستمرة للقانون الدولي وللشرعة الدولية لحقوق الإنسان في فلسطين، بل يعطي حكومة الاحتلال جرؤه بغطرسة القوة الاستعمارية على الاعتداء على نشطاء التضامن الدولي .

إن حماية الكيان الاسرائيلي من قبل الادارة الامريكية وحلفائها  بالمحافل الدولية كشف طبيعة الترابط العضوي بين إسرائيل وبين النظام الرأسمالي العالمي حيث أثبتت تجربة الادارة الامريكية أنها لا تستطيع الخروج عن دائرة المؤسسة الحاكمة ذات العلاقة المصلحية باللوبي الصهيوني رغم شعاراتها البراقة عن الديمقراطية وحرية الشعوب ورفض العبودية ، حيث المصلحة المشتركة في السيطرة على الموارد والثروات العربية ومنع استنهاض أي فعل تحرري عربي مقاوم داعم لفلسطين والعمل على تبديد معالم الهوية الفلسطينية وتجزئة التركيبة القومية العربية إلى تجمعات اثنية وطائفية بما ينسجم مع فلسفة الشرق الأوسط الجديد الرامي إلى سيطرة اسرائيل على المنطقة بوصفها دولة امبريالية صغرى تسمى دولة اليهود في العالم ، حيث أصبح من الواضح ان إسرائيل لا تستهدف فقط الشعب الفلسطيني بل ايضاً الشعوب العربية وهويتها القومية الواحدة، وان الكيان الصهيوني ككيان استعمار استيطاني واخر نظام عنصري وفاشي في العالم يمارس سياسة التطهير العرقي والعنصرية والتمييز العنصري وتزوير وسرقة التاريخ والتراث، باعتبارها قاعدة للامبريالية الاميركية في فلسطين قلب الوطن العربي لا يمكن القبول والاعتراف به والتعايش معه على الاطلاق .

إن ثمة أخطاراً حقيقية تتهددنا جميعاً في هذه المنطقة عنوانها الاستراتيجيا الأميركية ـ الصهيونية الرجعية ومشاريعها الجهنمية المتناسلة من خلال ادوات ارهابيه تدعمها دول معروفة بارتباطها مع المشاريع الامبريالية ، بين التحضر والتخلف ، بين الاستبداد والديمقراطية ، بين التحرر والتبعية، بين الاستقلال والهيمنة المغمسة بالدم ، بين اجساد الأطفال المحروقة بالقنابل ونفاق الياقات البيضاء ، لا مجال للاختيار وأن اتجه النقاش ورغما عن الترهيب والترغيب وبضائعه الرائجة ، إن للحرية وللديمقراطية معنى واحد هو الانحياز للشعوب في فلسطين وسوريا وليبيا والعراق واليمن في مقاومة المشروع الامبريالي الصهيوني الرجعي  فكفى رياء وخنوعا ودجلا وترددا، فكغى مديح نسمعه عبر وسائل اعلام بدلا من الموقف المبدئي في اللحظات السياسية الحرجة حيث يبرع البعض باللف والدوران والتفتيش عن الكلمات على ميزان الرضا والقبول أمام هجمة استعمارية تقودها دول وعصابات تفتقد إلى المشروعية السياسية والأخلاقية بينما تظهر نتائجها في تعداد يومي لضحايا أبرياء من مواطنين اليمن التي تلاحقهم وحشية المجازر وتترك حروقا لا تمحى آثارها على أجساد الأطفال الذين تحاول غرف العمليات الإعلامية تحت حجج واهية  لتبرير قتلهم جماعيا ولإضعاف مفاعيل الصور التي بثها الإعلام لضحايا الغارات والتي لا تشبه غير صور المجازر الغارات الصهيونية  في فلسطين وسوريا وهي ستظل وصمه عار في جبين الإنسانية، لذلك لا بد من رفع الصوت من اجل أنهاء الأزمة في اليمن وإيقاف جميع العمليات العسكرية والعودة للحوار الوطني بين جميع الأطراف اليمنية لإنجاز تسوية سياسية مستديمة ،وضمان وحدته والحفاظ على مقدراته وتوافق جميع أبنائه بشكل ديمقراطي وبإرادة شعبية حرة.

لذلك لا بد من تعزيز وحدتنا من أجل مواجهة الخطر الذي يتهدد الجميع، وهنا أعني المشروع الصهيوني ، والذي تتعدل وتيرته ومراحله وفقاً للظروف والمتغيرات والأولويات، إن رؤية هذا الخطر وبالتالي مواجهته هي التي تحمينا شعباً وأرضاً وكرامة. كل ما عدا ذلك لهو بالقشور ومفاقمة للأخطار القادمة التي لن ترحم أحداً. ان ما نراه اليوم بفعل صمود الحركة الاسيرة المناضلة التي اكدت اكثر من اي وقت مضى صدقية الانتماء للوطن والقضية تتطلب من جميع القوى والفصائل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة سياسات الاحتلال ومشاريعه واجراءاته وممارساته العدوانية المتواصلة بحق الشجر والحجر والبشر .

ختاما : تحية وفاء لشهداء مجزرة قانا ولشهداء لبنان وفلسطين ولا بد من القول ان الشهداء هم اكرم من في الدنيا وانبل بني البشر انهم الرجال الذين تنحني لهم الهامات إجلالاً وإكباراً لما بذلوه من أجل عزة الاوطان وقدسية ترابها فهم الخالدون في الضمائر ، وهم رمز وعنوان العنفوان والإباءالذين علمونا دروساً في التضحية.

كاتب سياسي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف