طرائف عربية محزنة 17-4-2015
بقلم : حمدي فراج
خلال الاسبوع الماضي ، كان هناك "طرفتان" من دول النفط العربي ، وما هما بطرفتين ، تتعلق الاولى بحفل زفاف حفيد الامير وزعت فيه على المدعويين خواتم ماس ، خاتم لكل مدعو ، ولم يستطع الصحفي ناقل الخبر ان يذكر لنا عدد المدعويين ولا ثمن كل خاتم لكي نعرف التكلفة النهائية او شبه النهائية لهذا الحفل الزفافي . ذلك انه بالتأكيد سيتحسس رقبته ، او على اقل تقدير، سيذهب الى تحضير حقيبته اليدوية التي ستصحبه الى السجن . ما همني هنا في هذا الخبر "الطرفة" ، جارتنا أم خليل ، التي كانت حريصة ان تحضر كل حفلات الاعراس ، بغض النظر ان دعيت او دعت نفسها اليها ، لكي تحصل على حبة البقلاوة او طاسة الكولا ، وكانت تنجح في كل عرس تقريبا الظفر بحصتين او ثلاثة لكي تضمن لاطفالها بعضا مما تقسّم . هل كانت ام خليل ستحصل على اكثر من خاتم في حفل زفاف حفيد الامير ، كان هذا سيخرجها ربما من الفقر وحضور الاعراس الى الابد . ولكني سرعان ما افقت من الحلم الجميل الى الواقع الاليم ، من ان ام خليل واشكالها لا يدعون الى هكذا حفلات ، وانه لا يكون امامها من سبيل لاجتياز حراسه وبواباته ، رغم انهن ، ام خليل واقرانها واترابها واشكالها ، تعج بهن الشوارع العربية من المحيط الى الخليج ، وتيقنت انه ما كان لظاهرتهن ان تطغى الا بسبب من هذه الاحتفالات وهؤلاء الامراء ، الذين امتد بهم الدرب منذ عشرات بل ومئات السنين .
كانت الطرفة الثانية ، الحكم على ناشط خليجي بالسجن خمس سنوات بتهمة "العيب بالذات الاميرية" ، وعندما ذهبت لتفحص "الطرفة" ، وما هي بطرفة ، وجدت ان الناشط شاب عشريني اسمه عياد الحربي ، جريرته انه اعاد نشر قصيدة للشاعر العراقي الكبير احمد مطر ، ولم تكن القصيدة سوى ثلاثة اسطر ، وهذا نصها : لا تكن حاكما كلبا فيتكالبون عليك، ولا حاكما ثورا فيثورون عليك، ولا حاكما أميرا فيتآمرون عليك، كن حاكما إنسان فسيستأنسون لك" . وقادني ذلك الى الطرفة الفضيحة التي اودت بالناشط السعودي رائف بدوي شباط الماضي بالسجن عشر سنوات وألف جلدة ، بواقع خمسين جلدة في كل اسبوع ، بتهمة الاساءة للاسلام ، ثم بالطرفة الجريمة للشاعر القطري محمد ابن الديب الذي حكم بالسجن الفعلي خمس عشرة سنة .
**** **** ****
ما أعظم ما صنع النفط العربي بنا / نتجشأ حتى التخمة جوعا / وهذا الغرب بكل تكامله وتفاضله الذريين / على النفط جميعا يجمعنا / وعلى النفط جميعا يذبحنا .... مظفر النواب .
بقلم : حمدي فراج
خلال الاسبوع الماضي ، كان هناك "طرفتان" من دول النفط العربي ، وما هما بطرفتين ، تتعلق الاولى بحفل زفاف حفيد الامير وزعت فيه على المدعويين خواتم ماس ، خاتم لكل مدعو ، ولم يستطع الصحفي ناقل الخبر ان يذكر لنا عدد المدعويين ولا ثمن كل خاتم لكي نعرف التكلفة النهائية او شبه النهائية لهذا الحفل الزفافي . ذلك انه بالتأكيد سيتحسس رقبته ، او على اقل تقدير، سيذهب الى تحضير حقيبته اليدوية التي ستصحبه الى السجن . ما همني هنا في هذا الخبر "الطرفة" ، جارتنا أم خليل ، التي كانت حريصة ان تحضر كل حفلات الاعراس ، بغض النظر ان دعيت او دعت نفسها اليها ، لكي تحصل على حبة البقلاوة او طاسة الكولا ، وكانت تنجح في كل عرس تقريبا الظفر بحصتين او ثلاثة لكي تضمن لاطفالها بعضا مما تقسّم . هل كانت ام خليل ستحصل على اكثر من خاتم في حفل زفاف حفيد الامير ، كان هذا سيخرجها ربما من الفقر وحضور الاعراس الى الابد . ولكني سرعان ما افقت من الحلم الجميل الى الواقع الاليم ، من ان ام خليل واشكالها لا يدعون الى هكذا حفلات ، وانه لا يكون امامها من سبيل لاجتياز حراسه وبواباته ، رغم انهن ، ام خليل واقرانها واترابها واشكالها ، تعج بهن الشوارع العربية من المحيط الى الخليج ، وتيقنت انه ما كان لظاهرتهن ان تطغى الا بسبب من هذه الاحتفالات وهؤلاء الامراء ، الذين امتد بهم الدرب منذ عشرات بل ومئات السنين .
كانت الطرفة الثانية ، الحكم على ناشط خليجي بالسجن خمس سنوات بتهمة "العيب بالذات الاميرية" ، وعندما ذهبت لتفحص "الطرفة" ، وما هي بطرفة ، وجدت ان الناشط شاب عشريني اسمه عياد الحربي ، جريرته انه اعاد نشر قصيدة للشاعر العراقي الكبير احمد مطر ، ولم تكن القصيدة سوى ثلاثة اسطر ، وهذا نصها : لا تكن حاكما كلبا فيتكالبون عليك، ولا حاكما ثورا فيثورون عليك، ولا حاكما أميرا فيتآمرون عليك، كن حاكما إنسان فسيستأنسون لك" . وقادني ذلك الى الطرفة الفضيحة التي اودت بالناشط السعودي رائف بدوي شباط الماضي بالسجن عشر سنوات وألف جلدة ، بواقع خمسين جلدة في كل اسبوع ، بتهمة الاساءة للاسلام ، ثم بالطرفة الجريمة للشاعر القطري محمد ابن الديب الذي حكم بالسجن الفعلي خمس عشرة سنة .
**** **** ****
ما أعظم ما صنع النفط العربي بنا / نتجشأ حتى التخمة جوعا / وهذا الغرب بكل تكامله وتفاضله الذريين / على النفط جميعا يجمعنا / وعلى النفط جميعا يذبحنا .... مظفر النواب .