الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ذكري رحيل "الخليل".. بقلم محمود سلامة سعد الريفي

تاريخ النشر : 2015-04-17
في ذكري رحيل "الخليل".. بقلم محمود سلامة سعد الريفي
في ذكري رحيل "الخليل"..
بقلم / محمود سلامة سعد الريفي
في مثل هذا اليوم قبل 27 عاماً استيقظت فلسطين علي خبر اصابها بالحزن الشديد بعدما اقدمت وحدة من الكوماندوس الاسرائيلي علي اغتيال "القائد خليل الوزير" بعد تنفيذها عملية مُحكمة شاركت بها اذرع الامن والقوات البحرية والجوية على الاراضي التونسية حيث يقيم الخليل والتسلل الي مكان سكناه في احد احياء العاصمة التونسية ومباغتته برصاصات حقدٍ فاقت 70 رصاصة اخترقت جسده الطاهر وبقيت شاهدة علي سياسة دولة الاحتلال الاجرامية بحق الدم الفلسطيني , رصاصات اطلقتها فوهات بنادق امتهنت القتل ولم يحول البعد المكاني امامها من الوصول الى لأي بقعة جغرافية مهما بعدت لتنفذ سياساتها العدوانية دون الأخذ بعين الاعتبار دخول بلد آخر واستباحة اراضيه لتحقيق ما تتطلع له اجهزة القتل والاغتيال الاسرائيلية دون أي رادع اخلاقي وهذا ما اعتادت عليه سياسات الدولة المحتلة التنكر وعدم الامتثال للمعاهدات و القوانين الدولية التي تنظم العلاقات الدبلوماسية و تمنع أي نشاط لدولة على اراضي الدولة الأخرى دون علم ومعرفة و تنسيق مع الاخيرة وهذا فى الوضع الطبيعي يخضع لسلسة من الاجراءات و التفاهمات المنظمة لوجود احلاف عسكرية و امنية وهذا ما لم يكن قائماً مع تونس التى اغتيل على اراضيها " خليل الوزير" ما يعكس واقع دولة الاحتلال القائمة على القتل و الغدر و اسكات الاصوات المقاومة و الفاعلة والمؤثرة وهي بذلك ظنت انها بتغيب "القائد خليل الوزير" عن واجة الحدث ان هذا من شأنه ان يؤثر على مسار المقاومة و المواجهة ويفتت من عضدها ولكنها اكتشفت لاحقاً ان الاغتيال و تغيب الجسد اشعل النار من جديد ولم يؤثر على جذوة الانتفاضة المشتعلة و انما صبت حادثة الاغتيال الزيت على النار واستمرت الاوضاع تتجه نحو التصعيد المتواتر, واذكر يومها كم كانت الاجواء مشحونة و حالة الحزن و الغضب التى تركت بظلالها على كل ناحية و زقاق ومخيم , وكل ما تراه فى عيون الغاضبين دموع حارة عبرت بحرارة عن ترجل ابن فلسطين التى كانت كلماته الاخيرة الموجة لانتفاضة الداخل "لنستمر بالهجوم حتى النصر" كلمات اخيرة خطتها يد الوزير تركت روحه حاضرة فى كل فلسطيني مهما اختلف طيفه ولونه السياسي و انتمائه الحزبي حتى بعد مرور الذكري السابعة و العشرين على رحيله .
"الخليل" شخصية قيادية لها كاريزما وحضور حتى بعد موتها لما مثلته من حضور قوي ومؤثر فى الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها الاولي وما سبقها من مراحل للإعداد و التجهيز للحدث الكبير مع الشهيدين القائدين "ياسر عرفات وصلاح خلف وغيرهم من قادة الصف الاول" خلال منتصف خمسينيات القرن المنصرم وما واكبه من جهد وتعب افضي لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة يوم 1/1/1965م , والاعلان عن انطلاقة الرصاصة الاولي التى غيرت وجه التاريخ واقرت واقع جديد افرز معادلات جديدة فى المنطقة , والاعلان عن بداية محطة من النضال الوطني الفلسطيني بعدما اعتقدت اسرائيل ان الوضع السائد من الهدوء والاستقرار الذي استمر ل 17 عاماً منذ اعلنت قيام دولتها منتصف شهر مايو 1948م سيستمر ولكن هذا المفهوم سرعان ما تبدد وتلاشي مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ورصاصة فتح الاولي .
امير الشهداء هو خليل وصديق وأخ وقريب من روح كل الثائرين والمناهضين للعنصرية والباحثين عن لحرية وتحقيق العدالة لشعوبهم , وقدوة المقاتلين والمدافعين عن الاوطان , ومعجم العمل العسكري و الامني وهذا ما اكتسبه بفعل المبادئ الثورية و النضالية التي رسم خطوطها ورفاق دربه من قادة اللجنة المركزية والصف الاول لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ممن قضوا على طريق تحرير الارض و الانسان و انتماءهم لفكرة فلسطينية متأصلة تمكنت من الحفاظ على حضورها الواسع على الرغم من كل محاولات الطمس و التغير والتقزيم والاحتواء والاستيعاب لكنها وقفت بعنادها المعتاد ترفض كل محاولات النيل منها ومن وحدتها , وسرعان ما تعيد بناء ذاتها من جديد وتتغلب على كل المعيقات و الرهانات المتهاوية للمتربصين وتغدو فتح قوية متماسكة وحتى وان اختلف ابناءها فيما بينهم تبقي مظلتها تتسع لكل الآراء , وحاضنة دافئة للكل الفلسطيني على اختلاف انتماءاته ,.
"خليل الوزير" اسم لطالما ارتبط بالثورة الفلسطينية وفلسطين معاً كل ما عرف هذا الرجل عن قُرب وعايشه وعمل معه يَشتم رائحة الرملة واللد وحيفا و يافا و القدس وغزة والنقب المحتل حيث حملت بصماته الاخيرة واحدة من اهم الاختراقات الامنية و العسكرية لمنطقة "ديمونا" حيث المفاعل النووي الاسرائيلي وتم ذلك بتاريخ 7 مارس من العام 1988م حيث توجهت مجموعة فدائية تتبع لحركة فتح عبر الصحراء وبتوجيهات منه الي جنوب فلسطين هدفها الوصول الى مفاعل ديمونا و احتجاز رهائن لمبادلتهم بأسرى ومعتقلين في السجون الاسرائيلية وهذا مالم يحدث وانتهت العملية الفدائية النوعية بسقوط الفدائيين الثلاثة وخمسون من الفنيين و العاملين والجنود الإسرائيليين ما شكل صدمة قوية لدولة الاحتلال وجعلها تعيد حساباتها وتقرر فى اجتماعها المصغر اغتيال "القائد ابوجهاد" وهذا ما تم بعد الاشارة مباشرة للرجل بالمسؤولية عن العملية النوعية و غيرها من العمليات التى تركت اثرا فى العقلية الاحتلالية الاسرائيلية التى لم تنسي دور الرجل فى كل معارك الثورة الفلسطينية التى خاضتها ضد دولة الاحتلال منذ ما قبل الانطلاقة الاولي حيث تفجير خزان "زوهر" فى العام 1955م , والانطلاقة المجيدة, وما تلاها من بناء الخلايا الفدائية فى الداخل والخارج ومعارك الاستنزاف بعد حرب 1967م واحتلال الضفة الغربية و قطاع غزة مرورا بمعركة الكرامة في مارس من العام 1968م , بفندق "سافوي"1975م, وعملية الشهيدة "دلال المغربي" 1978م , وحرب لبنان 1982م , والتخطيط لتفجير وزارة الدفاع الاسرائيلية , بالإضافة الى الدور البارز والهام الذي اضطلع به الخليل كنائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية ومهندس الانتفاضة الشعبية الاولي التى انطلقت فى شهر ديسمبر من العام 1987م , وما حمله من فكر ثوري مقاتل و عنيد كان سبباً لتضعه اسرائيل في دائرة الاستهداف و التغيب ويواري الثري فى مقبرة الشهداء فى مخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية دمشق في موكب جنائزي مهيب تابعه كل العالم ليختلط اديمه بأديم الاف الشهداء ممن قضوا على الطريق الحرية و الانعتاق من الاحتلال في جزء من بلاد الشام حيث اليرموك اليوم ينزف من خاصرته وتستبيح ازقته آلة القتل وتنهكه الحروب الطائفية و تقض مضجعه الفتن السوداء ويعيش اهله حالة النزوح و التشرد الاولي.
في ذكري رحيل القادة العظام يجب ان تتجدد مع الذكري الدعوة الصادقة للوحدة الوطنية الفلسطينية وان نحتذي بهؤلاء ونمشي على ذات الخطوات ونتبع ذات الطريق الذي عمده الراحلون بأجسادهم وبدمائهم الطاهرة وتبقي ارواحهم تحيط بنا تدفعنا نحو التطبيق الأمين و الصادق لفكر ونهج كل من عمل لأجل فلسطين وشعبها ونفض يده من الحزبية و الفئوية و العصبية الا لها ولها فقط رغم مرور 27 من السنون على الرحيل الكبير بقيت هذه الهامه والقامة حاضرة وحية في كل محطات النضال الفلسطيني لما تركته من ارث نضالي مقاوم وادبيات ومنطلقات للعمل الثوري علي مساحة الوطن الممتد في الفكر والوعي الفتحاوي من النهر الي البحر , وتعدته الي مساحات وفضاءات الفعل الثوري في كل دول العالم التي يعيش احراره ودعاة الحرية موعدا للنصر استلهموا الكثير من الثورة الفلسطينية وتعلموا من قادتها ان الطريق الي الاوطان مُعبد بالدماء وان الخنوع والركوع لا يجلب الا مزيدا من الوهن و الضعف وعلينا استكمال مشوار وطني مهما طال حتماً سيبلغ مبلغه مهما طال الزمن او قصر.. لروحك الف الف سلام يا امير الشهداء ولروحك سيد الشهداء الرمز ياسر عرفات ولروح كل شهداء الثورة الفلسطينية على اختلاف انتماءاتهم الفصائلية والحزبية جميعهم ابناء فلسطين وولدوا من رحم المعاناة وقضوا لأجلها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف