بعد 12عاما من الاحتلال الأمريكي للعراق
د.عمران الكبيسي
الأعوام القاسية التي مرت على العراقيين منذ الاحتلال الأمريكي حتى اليوم، مرت طويلة ثقيلة مأساوية، بمرارتها حتى ليخيل إلى من عاشها قرنا بأكمله. فهل هذا هو العراق الحلم الذي وعدت به أمريكا العراقيين والعرب والعالم اجمع يوم انطلقت تحشد حملتها لغزو العراق؟ وهل حررت أمريكا العراقيين كما زعمت أم أذلت أهله وأنهكتهم؟ وهل نجحت في بناء شرق أوسط جديد ينعم بالرخاء والديمقراطية والسلام كما بشرت ووعدت أم دمرت البلد وأغرقت المنطقة بالنار والدم والحديد؟ وهل صحيح أن العراق بات موحدا متماسكا محصنا أكثر مما كان قبل الاحتلال؟ وهل المنطقة اليوم أضحت أكثر أمنا واستقرارا بغياب الرئيس صدام حسين كما يقول الأمريكان وحلفاؤهم؟ فمن الصادق؟ ومن الكاذب؟
أمريكا غزت العراق بتحالف دولي، حشدت له ما يقرب من نصف مليون مقاتل بين مجند ومرتزقة وعملاء، غزت العراق خارج مجلس الأمن، ومنذ اليوم الأول لدخولها العاصمة العراقية بغداد أعلنت أن الحرب انتهت، وأن العراق بلد محتل، ومرت كل هذه السنوات ولم تنته الحرب؟ فهل تعترف أمريكا وحليفاتها بفشلهم الكامل وإخفاقهم فيما سعوا لتحقيقه وبمسؤوليتهم عما جرى ويجري للعراقيين باعتبارهم بلدا محتلا يتحمل البلد الغازي مسؤولية ما يقع له من ظلم وإجحاف بحقوقهم؟ وهل أمريكا مستعدة أن تعوض العراقيين عما أصاب بنية وطنهم التحتية من تدمير، وما لحق بجيشهم من أضرار بشرية ومادية ومعنوية طيلة السنوات العجاف.
الشعب العراقي اليوم بلا مكابرة منقسم على نفسه، مزقته الطائفية والعصبية القبلية والعنصرية، كل قوم بما لديهم فرحون، وليتهم كذلك، بل يقتتلون، وخلافا لمن قتل بات نصفهم مهجرين، عشرة ملايين مهجر في الداخل وخمسة ملايين في الخارج، و70% من العراقيين تحت خط الفقر، وجيش العراق وشرطته وأجهزته الأمنية اضعف من أن توصف بعد أن كانت خامس قوة على الأرض، واليوم لم يشفع لها السلاح الأمريكي ولا الروسي، وليس أدل على ذلك من سيطرة داعش على نصف مساحة العراق خلال ساعات، ومنذ نحو سنة والحكومة عاجزة عن بسط نفوذها على المحافظات، أما البنية التحتية للبلد فمنهكة لا تيار كهربائي منتظم، ولا مياه صحية نقية، ولا مجاري سالكة للمياه الثقيلة، والاتصالات والمواصلات سيئة، الجسور مدمرة والطرق خربت وتعثرت، والوضع الصحي تراجع وازدادت نسبة الإصابات بالإمراض المزمنة والخبيثة، وانتشر تناول المخدرات والإدمان عليها بعد إن كان البلد خاليا منها، والتعليم الأساسي والجامعي تدنت مستوياته، بعد أن قضي على الأمية وكان العراق يمتلك اكبر قاعدة علمية وبحثية في المنطقة، يستقطب الطلبة العرب الدارسين ويصدر الأساتذة الجامعيين والمهندسين والأطباء والمدرسين إلى البلاد المجاورة، أما الفساد فيكفي رئيس الوزراء السيد العبادي الحديث عنه، وما يتداول بشأنه النواب تحت قبة البرلمان علنا، والسؤال الذي يعصر قلوب العراقيين ويدميهم جميعا أين كنا؟ وأين أصبحنا؟ وكيف؟
وبعد أن كان العراق خاليا من العناصر الإرهابية، وحارسا الجبهة الشرقية وضامنا لحدود الأردن وسوريا والسعودية ودول الخليج من تسلل الإرهاب، ولا يستطيع عصفور عبور الحدود لا في غفلة ولا في غيرها، أصبح العراق مرتعا ومصدرا للإرهاب، بعد أن سمحت إيران عن قصد وسبق إصرار وتعمد للإرهابيين بالعبور من أفغانستان واسيا كلها إلى دول المنطقة، فمهدت لفيضان الفوضى لتتخذ منه مظلة للتسلل مخابراتها وحرسها وسلاحها من تحته إلى الدول العربية، سيطرت على لبنان ثم سوريا والعراق وزحفت إلى اليمن وباتت تهدد الكويت والبحرين ثم استهداف السعودية - قبلة العالم الإسلامي- ترى لو كان الجيش العراقي وقواه الأمنية كما كانت قبل الاحتلال، أكان للإرهاب أن ينمو ويتكاثر ويتسع بهذه الطريقة المذهلة ليهدد دول المنطقة التي فقدت استقرارها بعد غزو العراق. إن كل ما جرى ويجري في العراق والمنطقة حوله من تجاوزات هو بفعل طموحات إيران التوسعية وكيدها وتدبيرها الحاقد على العرب، وجزء أساس من تبعات غزو العراق واحتلاله.
د.عمران الكبيسي
الأعوام القاسية التي مرت على العراقيين منذ الاحتلال الأمريكي حتى اليوم، مرت طويلة ثقيلة مأساوية، بمرارتها حتى ليخيل إلى من عاشها قرنا بأكمله. فهل هذا هو العراق الحلم الذي وعدت به أمريكا العراقيين والعرب والعالم اجمع يوم انطلقت تحشد حملتها لغزو العراق؟ وهل حررت أمريكا العراقيين كما زعمت أم أذلت أهله وأنهكتهم؟ وهل نجحت في بناء شرق أوسط جديد ينعم بالرخاء والديمقراطية والسلام كما بشرت ووعدت أم دمرت البلد وأغرقت المنطقة بالنار والدم والحديد؟ وهل صحيح أن العراق بات موحدا متماسكا محصنا أكثر مما كان قبل الاحتلال؟ وهل المنطقة اليوم أضحت أكثر أمنا واستقرارا بغياب الرئيس صدام حسين كما يقول الأمريكان وحلفاؤهم؟ فمن الصادق؟ ومن الكاذب؟
أمريكا غزت العراق بتحالف دولي، حشدت له ما يقرب من نصف مليون مقاتل بين مجند ومرتزقة وعملاء، غزت العراق خارج مجلس الأمن، ومنذ اليوم الأول لدخولها العاصمة العراقية بغداد أعلنت أن الحرب انتهت، وأن العراق بلد محتل، ومرت كل هذه السنوات ولم تنته الحرب؟ فهل تعترف أمريكا وحليفاتها بفشلهم الكامل وإخفاقهم فيما سعوا لتحقيقه وبمسؤوليتهم عما جرى ويجري للعراقيين باعتبارهم بلدا محتلا يتحمل البلد الغازي مسؤولية ما يقع له من ظلم وإجحاف بحقوقهم؟ وهل أمريكا مستعدة أن تعوض العراقيين عما أصاب بنية وطنهم التحتية من تدمير، وما لحق بجيشهم من أضرار بشرية ومادية ومعنوية طيلة السنوات العجاف.
الشعب العراقي اليوم بلا مكابرة منقسم على نفسه، مزقته الطائفية والعصبية القبلية والعنصرية، كل قوم بما لديهم فرحون، وليتهم كذلك، بل يقتتلون، وخلافا لمن قتل بات نصفهم مهجرين، عشرة ملايين مهجر في الداخل وخمسة ملايين في الخارج، و70% من العراقيين تحت خط الفقر، وجيش العراق وشرطته وأجهزته الأمنية اضعف من أن توصف بعد أن كانت خامس قوة على الأرض، واليوم لم يشفع لها السلاح الأمريكي ولا الروسي، وليس أدل على ذلك من سيطرة داعش على نصف مساحة العراق خلال ساعات، ومنذ نحو سنة والحكومة عاجزة عن بسط نفوذها على المحافظات، أما البنية التحتية للبلد فمنهكة لا تيار كهربائي منتظم، ولا مياه صحية نقية، ولا مجاري سالكة للمياه الثقيلة، والاتصالات والمواصلات سيئة، الجسور مدمرة والطرق خربت وتعثرت، والوضع الصحي تراجع وازدادت نسبة الإصابات بالإمراض المزمنة والخبيثة، وانتشر تناول المخدرات والإدمان عليها بعد إن كان البلد خاليا منها، والتعليم الأساسي والجامعي تدنت مستوياته، بعد أن قضي على الأمية وكان العراق يمتلك اكبر قاعدة علمية وبحثية في المنطقة، يستقطب الطلبة العرب الدارسين ويصدر الأساتذة الجامعيين والمهندسين والأطباء والمدرسين إلى البلاد المجاورة، أما الفساد فيكفي رئيس الوزراء السيد العبادي الحديث عنه، وما يتداول بشأنه النواب تحت قبة البرلمان علنا، والسؤال الذي يعصر قلوب العراقيين ويدميهم جميعا أين كنا؟ وأين أصبحنا؟ وكيف؟
وبعد أن كان العراق خاليا من العناصر الإرهابية، وحارسا الجبهة الشرقية وضامنا لحدود الأردن وسوريا والسعودية ودول الخليج من تسلل الإرهاب، ولا يستطيع عصفور عبور الحدود لا في غفلة ولا في غيرها، أصبح العراق مرتعا ومصدرا للإرهاب، بعد أن سمحت إيران عن قصد وسبق إصرار وتعمد للإرهابيين بالعبور من أفغانستان واسيا كلها إلى دول المنطقة، فمهدت لفيضان الفوضى لتتخذ منه مظلة للتسلل مخابراتها وحرسها وسلاحها من تحته إلى الدول العربية، سيطرت على لبنان ثم سوريا والعراق وزحفت إلى اليمن وباتت تهدد الكويت والبحرين ثم استهداف السعودية - قبلة العالم الإسلامي- ترى لو كان الجيش العراقي وقواه الأمنية كما كانت قبل الاحتلال، أكان للإرهاب أن ينمو ويتكاثر ويتسع بهذه الطريقة المذهلة ليهدد دول المنطقة التي فقدت استقرارها بعد غزو العراق. إن كل ما جرى ويجري في العراق والمنطقة حوله من تجاوزات هو بفعل طموحات إيران التوسعية وكيدها وتدبيرها الحاقد على العرب، وجزء أساس من تبعات غزو العراق واحتلاله.