نظرة عن كثب في أعمال زين العابدين الأمين
في معرضه الأخير بالدار البيضاء.
عزالدين بوركة
(ناقد جمالي مغربي)
أفتتح رواق Amber Art Center يوم الأربعاء 8 أبريل 2015، على الساعة السابعة، أبوابه لزوار معرض الفنان التشكيلي المغربي زين العابدين الأمين: على هامش رسيمات (اسكتشات esquisses) الفنانين، نظرة على كثب "زين العابدين الأمين". في حضور وازن لأسماء تشكيلية وأخرى ناقدة وفنية.
النهج التشكيلي المتبع منبل زين العابدين يتجلى أساسا تحت إشارات البناء الصباغي. دونما تقليل من أهمية الرسم. يتجه مساره الجمالي بشكل مستقيمي، نحو أفاق تشكيلية متجددة، داخل الساحة التشكيلية المغربية. عبر استعمال القدر الأقل من المواد. والبحث عن كل ما هو أساسي لدمجه في التجربة/الأفق الذي وصل إليه.
ينثر الأمين على اللوحة مجموعة من الموجودات الجمالية الاستيتيقية، غاية في الوصول إلى أقصى حدّ باللوحة من جمال فني داخل الأفق الذي توصل إليه.
زين العابدين الأمين (1976) ابن الجديدة مولداً، والدار البيضاء دراسةً. حصل على دبلوم الدراسات العليا للفنون الجميلة بمعهد الدار البيضاء. وأنجز عدة تداريب فنية في سنواته الأولى في ذات المعهد. يشتغل حاليا مدرسا للفن وتاريخه. كان له فرح أنجاز أول معرض تشكيلي فردي سنة 1999، وتلاه من بعد مجموعة من المعارض الفردية منها والجماعية، داخل وخارج المغرب.
تمتاز لوحات/أعمال زين العابدين الأمين الأخيرة بنوع جديد من روح الفن والاشتغال، فيحضر القماش لوحةً وسنداً لها، ليس نوع من فن الباشتووك، إنما هو تشكيل صباغي محض، يتخلله نوع من التجريب الحداثي داخل اللوحة.
وقد طلّ محافظا كما في آخر معارضه، على تيمة الدائرة، شكلا للوحة.. الدائرة تلك الشكل الذي اهتم به المتصوفة كلّ الاهتمام لشرح وتبليغ فهمهم للعالم ومذهبهم. «والدائرة ما لها من باب، والنقطة التي في وسط الدائرة هي معنى الحقيقة». كما هو الحال عند الحلاج.
وعن طرق إشتغاله يقول الناقد والفنان التشكيلي بينيونس عميروش: « تتنوع المادة من القماشة إلى الخشب المستعاد من طبيعته التجزيئية (قطع طولية) والمتلاشية. هذه الأخيرة تخضع للمعالجة والتجمع المتجاور، في تواز رائق مع تحميل العلامات المنتصبة والممتدة نحو الأعلى، ضمن تناسلية تحيل على خصوبة ولودة، حيث الحياة تتعدى دلالة الإشارات الخطية الواقفة والمتكررة، لتشمل دينامية التشكيلية الموجهة بإيقاع حركي يستجيب لصدى الذات المحمومة، وهي تنقش أنفاسها عبر وقع الفرشاة العريضة والمتناغمة مع كل شهيق وزفير. بذلك تنطبع تجريدية الجسد المتراقص والمتماهي مع طقوس الحك والدعك، واللمسة المسترسلة والمراوغة ما يدفع بنا لاستدراك «الصور» الكامنة في عمق اللوحات، خصوصاً الدائرية منها».
زين العابدين الأمين، فنانٌ لا تفارقه بسمة الحياة، متفائل إلى أقصى الوجود. سعادة القلب، ودفء الاحتضان، هكذا يلاقيك، لا يبخل عليك من دعابات ومن فرح.
اللا شكل هو مفتاح ولوج المعنى والحقيقة في الآن، عند صديقنا الفنان، زين العابدين الأمين. اللا شكل أقصى جسد الحداثة التشكيلية. إنه المعبر إلى تجاوزها إلى ما بعدها (ما بعد الحداثة). فنان عاشق للون، ومجذوب إليه. أنيق دائم الحضور. وهكذا الفنان.
في معرضه الأخير بالدار البيضاء.
عزالدين بوركة
(ناقد جمالي مغربي)
أفتتح رواق Amber Art Center يوم الأربعاء 8 أبريل 2015، على الساعة السابعة، أبوابه لزوار معرض الفنان التشكيلي المغربي زين العابدين الأمين: على هامش رسيمات (اسكتشات esquisses) الفنانين، نظرة على كثب "زين العابدين الأمين". في حضور وازن لأسماء تشكيلية وأخرى ناقدة وفنية.
النهج التشكيلي المتبع منبل زين العابدين يتجلى أساسا تحت إشارات البناء الصباغي. دونما تقليل من أهمية الرسم. يتجه مساره الجمالي بشكل مستقيمي، نحو أفاق تشكيلية متجددة، داخل الساحة التشكيلية المغربية. عبر استعمال القدر الأقل من المواد. والبحث عن كل ما هو أساسي لدمجه في التجربة/الأفق الذي وصل إليه.
ينثر الأمين على اللوحة مجموعة من الموجودات الجمالية الاستيتيقية، غاية في الوصول إلى أقصى حدّ باللوحة من جمال فني داخل الأفق الذي توصل إليه.
زين العابدين الأمين (1976) ابن الجديدة مولداً، والدار البيضاء دراسةً. حصل على دبلوم الدراسات العليا للفنون الجميلة بمعهد الدار البيضاء. وأنجز عدة تداريب فنية في سنواته الأولى في ذات المعهد. يشتغل حاليا مدرسا للفن وتاريخه. كان له فرح أنجاز أول معرض تشكيلي فردي سنة 1999، وتلاه من بعد مجموعة من المعارض الفردية منها والجماعية، داخل وخارج المغرب.
تمتاز لوحات/أعمال زين العابدين الأمين الأخيرة بنوع جديد من روح الفن والاشتغال، فيحضر القماش لوحةً وسنداً لها، ليس نوع من فن الباشتووك، إنما هو تشكيل صباغي محض، يتخلله نوع من التجريب الحداثي داخل اللوحة.
وقد طلّ محافظا كما في آخر معارضه، على تيمة الدائرة، شكلا للوحة.. الدائرة تلك الشكل الذي اهتم به المتصوفة كلّ الاهتمام لشرح وتبليغ فهمهم للعالم ومذهبهم. «والدائرة ما لها من باب، والنقطة التي في وسط الدائرة هي معنى الحقيقة». كما هو الحال عند الحلاج.
وعن طرق إشتغاله يقول الناقد والفنان التشكيلي بينيونس عميروش: « تتنوع المادة من القماشة إلى الخشب المستعاد من طبيعته التجزيئية (قطع طولية) والمتلاشية. هذه الأخيرة تخضع للمعالجة والتجمع المتجاور، في تواز رائق مع تحميل العلامات المنتصبة والممتدة نحو الأعلى، ضمن تناسلية تحيل على خصوبة ولودة، حيث الحياة تتعدى دلالة الإشارات الخطية الواقفة والمتكررة، لتشمل دينامية التشكيلية الموجهة بإيقاع حركي يستجيب لصدى الذات المحمومة، وهي تنقش أنفاسها عبر وقع الفرشاة العريضة والمتناغمة مع كل شهيق وزفير. بذلك تنطبع تجريدية الجسد المتراقص والمتماهي مع طقوس الحك والدعك، واللمسة المسترسلة والمراوغة ما يدفع بنا لاستدراك «الصور» الكامنة في عمق اللوحات، خصوصاً الدائرية منها».
زين العابدين الأمين، فنانٌ لا تفارقه بسمة الحياة، متفائل إلى أقصى الوجود. سعادة القلب، ودفء الاحتضان، هكذا يلاقيك، لا يبخل عليك من دعابات ومن فرح.
اللا شكل هو مفتاح ولوج المعنى والحقيقة في الآن، عند صديقنا الفنان، زين العابدين الأمين. اللا شكل أقصى جسد الحداثة التشكيلية. إنه المعبر إلى تجاوزها إلى ما بعدها (ما بعد الحداثة). فنان عاشق للون، ومجذوب إليه. أنيق دائم الحضور. وهكذا الفنان.
صور
صور
صور
صور
