ـ كذلك الإبداع : صورة أخرى عن طرائف حلقات أهل الذكر !!
ـ كان أحد الظرفاء رجلا ميسورا وأراد ذات مرة أن يستفز شخصا آخر يلقب بالمحب لشدة ولعه الشديد بسماع القرآن الكريم من أفواه الحفظة أهل الذكر فأقام ذلك الرجل الميسور مأدبة عشاء لعله يفلح في إخراج صاحبنا من صمته ويستمع إلى دعاباته لأنه كان صاحب نكتة وطرافة٠ وحضر صاحبنا رفقة زمرة القراء إلى بيت الرجل وكان قد أعلمهم سرا بأنه يعزم على تدبير مقلب لطيف لصاحبهم ،، المحب ،، فأقروا فكرته وتحمسوا لمساعدته لحبك مؤامرته الخفيفة التي يقصد من ورائها الدعابة البريئة والتسلية والمرح ٠ وبعد أن أخذوا أمكنتهم في صدر البهو الكبير شرعوا في تلاوتهم لكتاب الله تعالى وكانوا إذا اكتفوا من قراءتهم تناولوا كؤوس الشاي وتجاذبوا أطراف الحديث في انتظار وجبة العشاء كما هي العادة ؛ وحانت ساعة الأكل ودعي القوم إلى الصوان لكن ما عرض بين أيديهم من أكل وشراب كان لا يسمن ولا يغني من جوع ٠ ونظرت المجموعة إلى صاحبنا،، المحب ،، نظرة ذات معنى وأبدوا طرفا من امتعاض مكذوب وسألوه أن يخص صاحب الوليمة بذكر أو دعاء أو بتلاوة مباركة لآي الذكر تكون منفردة فما تردد الرجل لحظة واحدة وأخذ يتلو من سورة ،، ص ،، قوله تبارك وتعالى :
،،..قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار ،،.. ولم تستطع المجموعة مشاركته في تلاوته لأنها كانت قد استرسلت في ضحك طويل وأقبل صاحب الوليمة ضاحكا هو الآخر وكان يستعيذ بالله من عذاب هول النار ثم قام يكرمهم غاية الإكرام ٠ ولما انتهوا وهموا بالإنصراف دعوا صاحبهم ،، المحب ،، مرة أخرى كي يذكر رب الدار بخير فقال لهم من فوره :
ـ إنما أطعمنا لكونه خاف من عذاب الضعف في النار.. !!
ثم إن الرجل دعا بإزار ناعم ومد رجليه فوق اللحاف واتكأ على أحد جنبيه وتلا عليهم من سورة فاطر قوله عز من قائل :
ـ ،، وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ..،، ثم إنه التفت إلى جماعة أصحابه وقال لهم :
ـ قوموا إلى بيوتكم إذا شئتم يرحمكم الله ..وذروني هاهنا فقد استعذبت المكان ..!!
وضحك رب الدار وضحك جميع ضيوفه ثم قاموا يجرون صاحبهم ،، المحب ،، وهو يبدي تثاقلا ورغبة في البقاء وودعوا مضيفهم بعد أن شكروه ومضوا متهامسين مسرورين !!
ـ إنتهى ـ
ـ مع تحيات ؛ عصفور من الغرب : محسن حكيم٠
ـ كان أحد الظرفاء رجلا ميسورا وأراد ذات مرة أن يستفز شخصا آخر يلقب بالمحب لشدة ولعه الشديد بسماع القرآن الكريم من أفواه الحفظة أهل الذكر فأقام ذلك الرجل الميسور مأدبة عشاء لعله يفلح في إخراج صاحبنا من صمته ويستمع إلى دعاباته لأنه كان صاحب نكتة وطرافة٠ وحضر صاحبنا رفقة زمرة القراء إلى بيت الرجل وكان قد أعلمهم سرا بأنه يعزم على تدبير مقلب لطيف لصاحبهم ،، المحب ،، فأقروا فكرته وتحمسوا لمساعدته لحبك مؤامرته الخفيفة التي يقصد من ورائها الدعابة البريئة والتسلية والمرح ٠ وبعد أن أخذوا أمكنتهم في صدر البهو الكبير شرعوا في تلاوتهم لكتاب الله تعالى وكانوا إذا اكتفوا من قراءتهم تناولوا كؤوس الشاي وتجاذبوا أطراف الحديث في انتظار وجبة العشاء كما هي العادة ؛ وحانت ساعة الأكل ودعي القوم إلى الصوان لكن ما عرض بين أيديهم من أكل وشراب كان لا يسمن ولا يغني من جوع ٠ ونظرت المجموعة إلى صاحبنا،، المحب ،، نظرة ذات معنى وأبدوا طرفا من امتعاض مكذوب وسألوه أن يخص صاحب الوليمة بذكر أو دعاء أو بتلاوة مباركة لآي الذكر تكون منفردة فما تردد الرجل لحظة واحدة وأخذ يتلو من سورة ،، ص ،، قوله تبارك وتعالى :
،،..قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار ،،.. ولم تستطع المجموعة مشاركته في تلاوته لأنها كانت قد استرسلت في ضحك طويل وأقبل صاحب الوليمة ضاحكا هو الآخر وكان يستعيذ بالله من عذاب هول النار ثم قام يكرمهم غاية الإكرام ٠ ولما انتهوا وهموا بالإنصراف دعوا صاحبهم ،، المحب ،، مرة أخرى كي يذكر رب الدار بخير فقال لهم من فوره :
ـ إنما أطعمنا لكونه خاف من عذاب الضعف في النار.. !!
ثم إن الرجل دعا بإزار ناعم ومد رجليه فوق اللحاف واتكأ على أحد جنبيه وتلا عليهم من سورة فاطر قوله عز من قائل :
ـ ،، وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ..،، ثم إنه التفت إلى جماعة أصحابه وقال لهم :
ـ قوموا إلى بيوتكم إذا شئتم يرحمكم الله ..وذروني هاهنا فقد استعذبت المكان ..!!
وضحك رب الدار وضحك جميع ضيوفه ثم قاموا يجرون صاحبهم ،، المحب ،، وهو يبدي تثاقلا ورغبة في البقاء وودعوا مضيفهم بعد أن شكروه ومضوا متهامسين مسرورين !!
ـ إنتهى ـ
ـ مع تحيات ؛ عصفور من الغرب : محسن حكيم٠