الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مجموعة "مجد على بوابة الحرية" وليد الهودلي بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2015-04-01
مجموعة "مجد على بوابة الحرية" وليد الهودلي بقلم: رائد الحواري
مجموعة "مجد على بوابة الحرية"
وليد الهودلي
المجوعة من منشورات دار البشر، رام الله، طبعة أولى 2003، وتضمن خمسون قصة، موزعة على مواضيع الاعتقال، جيش الاحتلال، المقاومة الفلسطينية، الشيشان والمناطق السلامة المضطربة، قصص من التراث، قصص على لسان الحيوانات، قصص تحمل دعوة /فكرة دينية، وقصص رمزية.
ما يلفت النظر في هذه المجوعة وجود الخطاب الديني والثقافة الإسلامية بكل قوة، فنكاد لا نجد قصة بدون استحضار آية قرآنية فيها، كما نجد انعكاس الثقافة الدينية على العديد من الأحداث التي يتناولها الكاتب، فهي تمثل المعيار الذي يتحكم بسلوك الشخصيات ومسار الأحداث.
سنحاول إضاءة بعض الجوانب حسب ما جاء فيها من خلال المواضيع التي تناولها "وليد الهودلي" وسنبدأ بموضوع الاعتقال، حيث أنه طاغي بفكرته على المجموعة.
المعتقل
القصص التي تحدثت عن المعتقل هي:"1ـ نكبة في غياهب الإضراب، 2ـ خيار استراتيجي، 3ـ العزل المجنون، 4ـ لحظات مع الذين سبقوا، 5ـ نظافة، 6ـ صلاة في بركة ماء، 7ـ هموم رسام، 8ـ صخور الغيظ، 9ـ قليلا من الليل، 10ـ أحد أحد، 11ـ الخط المعاكس، 12ـ مجد على أبواب الحرية، 13ـ خمسون يوما قبل الإفراج، فهذه القصص بمجملها تتحدث عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ما يلفت النظر هو تكرار بعض التأثرات التي تناولها الكاتب في النص الروائي "ستائر العتمة" وأيضا على مجموعته القصصية، مثل "المجدرة" فقد تم ذكرها في الرواية وأيضا في المجموعة، "قرأها لي فقلت له: لقد ظلمت المجدرة، وفي تلك الليلة رآها في المنام فقام يكتب فيها شعرا بعنون "رؤيا"" ص71، فهنا يتأكد لنا غرام الكاتب بهذه الأكلة الشعبية التي يتغنى بها شعرا.
ونجد تأثر الكاتب بالمحقق "إيلان" الذي يذكره كأحد الشخصيات التي قامت بتعذيبه، فكان هذا المحقق يمتاز ببطشه الشديد اتجاه الفلسطينيين من هنا نجده حاضرا في كلا ما يكتبه "وليد الهودلي" فيقول عنه : "وقف "إيلان" ككتلة من الحقد الأسود ترقب بعيونها اللعينة ساحة السجن" ص57، فذكر الاسم يؤكد وجود تأثرات نفسية وجسدية تركها هذا الجلاد على المعتقلين الفلسطينيين، من هنا يذكر الكاتب اسم هذا الشخص تحديدا.
وأيضا نجد تأثر الكاتب بموقف بلال بن رباح أثناء التعذيب والذي يشكل له أهم نموذج للصمود فيكرر ما كتبه في "ستائر العتمة" قائلا : "ـ صف لي حال وقول بلال "قلت لها وأنا أحاول أن أتلمس حال بلال:
ـ أحد، أحد" ص93، فيعمل على الكاتب على استحضار نموذج من التراث العربي الإسلامي ليكون له نموذج يقتدى به، وهذا ناتج عن الثقافة الدينية التي يتمتع بها.
وتبقى موضوع الاعتقال والمعتقل موضوع حيوي بالنسبة للفلسطيني، وذلك لمعايشة المعتقل للعديد من المواطنين، وأيضا لوجود العديد من أقاربهم في غياهب سجون الاحتلال، فوجود الاحتلال جعل من المعتقلات حالة طبيعية على الفلسطيني أن يمر بها.
الاحتلال وصورة اليهودي
ويضم هذا الموضوع القصص التالية: "1ـ أطفال في فوهة البركان، 2ـ وظيفة الحساب، 3ـ أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب، 4ـ نقير يهود، في القصة الأولى والثانية يتحدث الكاتب عن تأثير أعمال جيش الاحتلال عن الأطفال تحديدا، وبالتأكيد سيكون التأثير سلبيا، لكن في القصة الثالثة نجد الكاتب يأخذ من سلوك أحد اليهود نموذجا يقتدى به ومحفزا له لكي يماثله فيما يقوم به، ففي هذا القصة يحدثنا الكاتب عن احد اليهود الذي يقود ابنه إلى الكنيس للصلاة فجرا، فيكون هذا العمل محفزا ودافعا لكي يقوم بطل القصة بمثل هذا السلوك ـ أخذ ابنه إلى صلاة الفجر ـ معتمدا على الآية القرآنية "أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب".
والقصة الرابعة ترسم لنا صورة اليهودي القذر الطماع الذي يحسب كل شيء بطريقة مادية صرفة، واعتقد بان قصة "نقير يهودي تستحق التوقف عندها لما فيها من رد على التصوير اليهودي للعربي، فالقصة تقول بان هناك يهودي يرتدي ثيابا ممزقة ويعمل خياطا، فيقوم احد الأشخاص بالإشفاق عليه، قائلا له: " ـ يا أخي، أنت خياط وتصلح ثياب الحي كله فلماذا لا تصلح ثيابك؟
ـ لا يوجد عندي متسعا من الوقت.
ـ لا يوجد متسعا لإصلاح ثيابك يا رجل؟!
ـ لقد تعودت أن لا اعمل بدون مقابل.
ـ أنها ثيابك، تريد عليها مقابل؟ حسنا... كم تريد لإصلاح حالها؟ اعتبرني زبونا عندك.
ـ يكفي منك روبلا، ناوله الرجل الروبل وبعد أسبوع عاد ليلقاه على باب الكنيس وإذا به على نفس الحال يلتفح نفس الثياب المتهرئة.
ـ لماذا لم تصلح ثيابك.. ألم تقبض مني الثمن؟
ـ لقد عدت إلى مخيطتي وتفحصت ثيابي في المرآة فوجدت أن الروبل غير كاف.. عليك يا عزيزي بدفع روبلا آخر.. عليك أن لا تغضب فالموقف يحتاج منك إلى بعض المرونة" ص33 و34، هذه القصة تحمل ردا على بعض ما جاء في الفكرة الصهيونية عن صورة العربي، وهي تمثل الطريقة الحساب الربحية التي يتعامل بها اليهودي. وتتفق مع العديد من الصور التي رسمها الكتاب الغربيين عن اليهودي.
المقاومة
وهذا الموضوع تحدث به الكاتب في قصص، "1ـ عرس في عليين، 2ـ عرس الانتفاضة" وكما نجد العنوان يمثل عرس/ فرح، لكنه يأخذ المعنى الديني، بمعنى أن العرس يكون في الجنة، بعد استشهاد البطلين، وهذا يمثل تماشيا مع احد أساليب المقاومة الفلسطينية التي وجدت فيه رد فعل موجع للاحتلال، ويستطيع من خلالها أن يوصل العديد من الرسائل للاحتلال عن طبيعة الشعب الذي يريد أن يبقيه تحت حكمه وقوانينه.
التراث الديني
ومن هذه القصص "1ـ براءة واعتذار، 2ـ رأي عين، 3ـ بيرحاء، 4ـ تقدم خطوة" فكل هذه القصص استخدم الكاتب قصص من التاريخ العربي الإسلامي ليوصل لنا فكرة نبيلة يأخذ الفكر الديني فيها العنوان الرئيس. لكنه في قصة "تقدم خطوة" زاوج بين التراث العربي الإسلامي وبين التراث الإغريقي، فهذه القصة منقولة عن الإغريق، والتي تتحدث عن أم أعطت ابنها سيفا ليقاتل وكان السيف قصير، فقال لأمه: "هذا السيف قصير يا أمي" فردت عليه "تقدم خطوة إلى الأمام" وهي قصة معروفة عالميا على ضرورة التقدم واخذ المبادرة التي تجعل من الإقدام أهم عناصر النصر في المعركة.
الرمزية
الكاتب يميل إلى القصص الواقعية لما مر به من تجربة مريرة في المعتقل، وفي مثل هذا الظرف يكون الكاتب ـ في العقل الباطن ـ يحمل مشاعر حامية تفرض عليه التحدث بواقعية، لكنه هنا جعل من قصة، "1ـ الصندوق الأسود، 2ـ خنفساء تحت الشمس" تأخذ شيئا من الرمزية، فالقصة الأولى تتحدث عن أهمية القراءة والعبادة في تنمية الفرد، فيجعل الكاتب من الشخصية التي تريد من البطل أن يتوقف/ يستريح من القراءة والعبادة، غرابا، فيرد على طلبه قائلا له:
ـ أغرب عن وجهي أيها الغراب.. ثم من قال لك بان القراءة والعبادة تتعبني.. بالعكس تماما إنها هي الوحيدة التي تروي ظمئي وتنعش روحي" ص35، فهنا كان البطل يخاطب الخصم على انه غراب رمز الشؤم.
والقصة الثانية تتحدث عن وجود خنفساء مقلوبة على ظهرها يقوم بطل القصة بوضعها على رجليها بواسطة قلم، وهنا يكتشف البطل دور القلم، قائلا: "كم من الرؤوس قلبها القلم؟! كم من الأفكار قلبها القلم رأسا على عقب" ص40 ويضيف "كم من الناس بحاجة إلى القلم... هل نحتاج إلى قلم يوقفنا على أقدامنا؟!!! يا إلهي لقد طارت الخنفساء وحلقت عاليا.. لم يساعدها احد" ص41 من خلال القلم جعل الكاتب من حياة كان من المفروض أن ستتوقف إلى الأبد إلى حياة جديدة، وحياة متألقة فعندما قال : "تحلق عاليا" كان يرمز إلى دور القلم في رفع الأمم عاليا.
العادية
هناك قصص عادية جدا وهي، "1ـ سعد وسعيد، 2ـ طريق العلم، 3ـ لحظة امتحان، 4ـ نزهة حكم" فهي القصص عادية جدا وتطرح أفكار حياته، كما أنها كتبت بطريقة ليس فيها ما يثير.
الدينية
الموضوع الثاني الأكثر تناولا وطرحا في هذه المجموعة هو الموضوع الديني، فالكاتب جعل منه ثاني أهم موضوع التي كتب فيه، علما بان كافة المواضيع الأخرى كان الفكر الديني حاضرا فيها من خلال الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو الثقافة الدينية، لكن الكاتب في هذا الموضوع، خصص قصصه للفكرة الدينية المجردة، "1ـ البطاقة الخضراء، 2ـ لقاء مع حبيبتي، 3ـ أنت غلطان، 4ـ مخططات خنزب، 5ـ سحابة سوداء، 6ـ أجنحة الخشوع، 7ـ أعظم هدية، 8ـ رياضة الجنة، 9ـ مواجهة دامية، 10ـ ملف احمر، 11ـ على الآلة الحدباء، 12ـ رحلة فريدة" نجد بان اهتمام الكاتب بالحديث عن الفكر الديني يتماثل مع حديثة عن موضوع الاعتقال، حتى أن الفكر الديني يعم كافة المواضيع التي تحدث عنها، وهذا يشير إلى الثقافة الدينية التي تلازم الكاتب وتعطيه دافعا لكي يقدم هذا النموذج من الكتابة.


المناطق الإسلامية الشيشان وكوسوفو
بما أن الكاتب يحمل فكرا إسلاميا، فلا بد له من تناول قضايا إسلامية عالمية تتماثل وتنسجم مع ما يعانياه الواقع الفلسطيني، من هنا الكاتب يأخذ نماذج من منطقة الشيشان وكوسوفو المضطربة حيث يجمع الهم الإسلامي في بوتقة واحدة، حيث أن الهم والمشروع والهدف الإسلامي واحد أينما كان ومهما اختلفت الجغرافيا تبقى الفكرة هي الجامعة للكل، "1ـ صفقة الأحرار، 2ـ العجوز الشيشانية المسبحة، 3ـ المفتاح، 4ـ شهيد الكويت" فكل هذه القصص تتحدث عن مناطق جغرافية إسلامية تسعى للتحرر من حكم الآخرين كما هو الحال بالنسبة لفلسطين، وما يلفت النظر أن قصة المفتاح، يتحدث فيها الكاتب عن "حسن سلامة" ودوره الفاعل في مقاومة الانجليز رابطا ما يحدث في كوسوفو مع ما حدث في فلسطين، وهي قصة توحد الحالتين لأن الجامع بينهما كبير، ففي فلسطين وكوسوفو كان هدف الآخر تهجير الجغرافيا من السكان وجعلها خالية من أصحابها، من هنا نجده يقول بطل القصة لأهل كوسوفو: " جيد أن لا تفرط بمفتاحك أخي المسلم في (كوسوفو) ولكن اعلم أن هناك مفتاحا آخر يجب أن نجده في نفوسنا وحياتنا... المفتاح الذي يفتح القلعة" ص96 و97.
إذن الكاتب يكتب ضمن الفكرة الإسلامية العالمية التي يجب أن تعم كل الأرض وليس فلسطين وحسب، من هنا نجده يستوحي الحالات النضالية الإسلامية ليدعم بها رؤيته الدينية نحو ما يجري من أحداث في العالم.
رائد الحواري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف