ريتا عودة تحاول اللغة وتحاورها
______________________ ابراهيم جوهر
الأديبة ريتا عودة وهي تهدي شعرياتها التي حملت عنوان (سأحاولك مرة أخرى) إلى (اللغة التي كلما حاولتها باغتتني باحتمالاتها) إنما تعنون كتابها ليصل إلى المرسل إليه بوضوح عنوان بعيدا عن ضبابية الحيرة. اللغة هي المرسل إليه وهي تتشيّأ في دلالة على سلاح التغيير والتعبير المستخدم في معركة الحياة الجديدة التي تنادي بها الأديبة ريتا عودة.
إنها تعتني باللغة وتلاطفها وتفجّرها وتفاجئها وتعيد صياغة جملتها اللغوية بوعي وتقصّد لتبني معمارها على هواها تماما كما خططت له هندستها المسبقة وفق مشروعها الفني الخاص.
هذه أديبة تسير في حقل الأشواك لا تتسلّح بغير اللغة والعاطفة، وبهما معا تواصل سيرها لتومئ للآخرين المنتظرين بلغة القدوة لا التصريح: اتبعوني إن أردتم. سيروا على وقع خطاي في درب المحاولة والتجريب ولا تغرّنّكم المقاعد الجاهز ولا الغرف المؤثثّة فهي تصادر فراشات تجربتكم وتسلمكم إلى التقليد.
من هنا كانت الأديبة ريتا عودة تحاور الآخرين وتتناص معهم: شعراء وأنبياء وأساطير وحكايات خيالية لتعلي من مكانة المرأة الأنثى والمرأة المبدعة والمرأة الذكية التي تغلّبت على سادية شهريار.
يمكن للدارس الوقوف عند حدود لغة الأديبة ريتا عودة في معمارها الفني الذي شكّلته شعرياتها في كتاب (سأحاولك مرة أخرى). إنها لغة هادئة حينا، مراوغة حينا آخر، ذكية واثقة حينا ، متحدّية حينا. تبني جملتها المفيدة بصياغة مفاجئة لتدهش قارئها. سريعة الإيقاع ذات إيحاءات متطاولة شاسعة المساحة حينا، حزينة الوقع مجزّأة التشكيل حينا آخر.
اعتمدت الأديبة هنا على الأحرف المجزأة لتشكّل صورتها في عدد من المواقف لتعبّر عن الحالة الموصوفة فصار تشكيل الجملة زاوية حادة، وفراشة وشجرة وبحيرة ماء، وصار التشكيل اتجاهات مرور وإشارات اختلاف.
إنها ترسم لوحتها باللغة والتشكيل والمعنى، ولا تنتظر طويلا بل تسرع في التعبير القلق كأن الريح تحت قلمها تؤرجحه في فضاء اللغة والحياة.
______________________ ابراهيم جوهر
الأديبة ريتا عودة وهي تهدي شعرياتها التي حملت عنوان (سأحاولك مرة أخرى) إلى (اللغة التي كلما حاولتها باغتتني باحتمالاتها) إنما تعنون كتابها ليصل إلى المرسل إليه بوضوح عنوان بعيدا عن ضبابية الحيرة. اللغة هي المرسل إليه وهي تتشيّأ في دلالة على سلاح التغيير والتعبير المستخدم في معركة الحياة الجديدة التي تنادي بها الأديبة ريتا عودة.
إنها تعتني باللغة وتلاطفها وتفجّرها وتفاجئها وتعيد صياغة جملتها اللغوية بوعي وتقصّد لتبني معمارها على هواها تماما كما خططت له هندستها المسبقة وفق مشروعها الفني الخاص.
هذه أديبة تسير في حقل الأشواك لا تتسلّح بغير اللغة والعاطفة، وبهما معا تواصل سيرها لتومئ للآخرين المنتظرين بلغة القدوة لا التصريح: اتبعوني إن أردتم. سيروا على وقع خطاي في درب المحاولة والتجريب ولا تغرّنّكم المقاعد الجاهز ولا الغرف المؤثثّة فهي تصادر فراشات تجربتكم وتسلمكم إلى التقليد.
من هنا كانت الأديبة ريتا عودة تحاور الآخرين وتتناص معهم: شعراء وأنبياء وأساطير وحكايات خيالية لتعلي من مكانة المرأة الأنثى والمرأة المبدعة والمرأة الذكية التي تغلّبت على سادية شهريار.
يمكن للدارس الوقوف عند حدود لغة الأديبة ريتا عودة في معمارها الفني الذي شكّلته شعرياتها في كتاب (سأحاولك مرة أخرى). إنها لغة هادئة حينا، مراوغة حينا آخر، ذكية واثقة حينا ، متحدّية حينا. تبني جملتها المفيدة بصياغة مفاجئة لتدهش قارئها. سريعة الإيقاع ذات إيحاءات متطاولة شاسعة المساحة حينا، حزينة الوقع مجزّأة التشكيل حينا آخر.
اعتمدت الأديبة هنا على الأحرف المجزأة لتشكّل صورتها في عدد من المواقف لتعبّر عن الحالة الموصوفة فصار تشكيل الجملة زاوية حادة، وفراشة وشجرة وبحيرة ماء، وصار التشكيل اتجاهات مرور وإشارات اختلاف.
إنها ترسم لوحتها باللغة والتشكيل والمعنى، ولا تنتظر طويلا بل تسرع في التعبير القلق كأن الريح تحت قلمها تؤرجحه في فضاء اللغة والحياة.