هنا يكمن السر ... بقلم : أحلام الجندى
خلق الحق سبحانة وتعالى خلقه على صنفين صنف بلا إرادة طائع يسير وفق قوانين الله فى كونه لا يحيد عنها ولا يخطئ ، لذا لا يختل نظامه ، و لا تتغير أدواره ، ولا يشذ منه ذرة عن ما أوجدها الله له ، و هو كل ما فى الكون .
وصتف جعله الله على جانبين كالإنسان فجانب فيه بلا إرادة وهو كل ما ليس له دخل فيه أو إمكانية فى تغييره ، كاختياره لوالديه ، أو الزمن الذى يوجد فيه ، أو المكان الذى يولد فيه ، او حتى وظائف جسده كدقات قلبه و عمل جميع أجهزته ، ونموه و هيئته وتدرجه من مرحلة إلى مرحلة ، و المرض الذى لا دخل له فى حدوثه – هناك أمراض نجترها على أنفسنا بأفعالنا كالأمراض الناجمة عن التدخين او تناول الخمور أو أطعمة ضارة ، أو التعرض لما قد يتلف أجسادنا – وغيرها مما يحدث للإنسان دون اختيار .
أما الجانب الآخر فهو جانب الإرادة فقد أعطى الله للإنسان إرادة اختيار أفعاله والقدرة على الموازنة بين الخير والشر والاعتقاد والإلحاد ، وأن يكون عظيما أو يكون حقيرا .
وبالرغم من اختلاف الصنفين من المخلوقات فى سلب الإرادة أو منحها – سننسبها الآن إلى القدرة الإلهية دون السفسطة فى كون أن الله خيرهما فاختاركل منهما لنفسه أن يكون على ما أصبح عليه بالحجة و البرهان وليس القهروالارغام – إلا أن سر الله فى كونه أن جعل نفس القوانين التى يعمل بها فاقد الإرادة ( كل ما فى الكون ) ومالكها ( الإنس والجن ) لا تختلف ، فإذا كان كل ما فى الكون يتناغم و يتكامل وفق نظام محكم من التجاذب والحركة و الوضع و التكامل لا يحيد عنه رغم ملايين السنين التى مرت عليه ، كذلك فإن نفس الخاصية أتيحت للإنسان خاصية " الجذب " فقد أعطى الله الإنسان القدرة على أن يفكر فيما يشاء ويحدد ما يريد من أهداف وغايات عظمت أو صغرت فليس هناك ثمة اختلاف فليس طالب المليار أعظم من طالب الدولار ، وليس هناك فرق بين طالب الجنة أو طالب النار ، فكلاهما طالب غير أن أحدهما عظم طلبه والآخر حقر طلبه ، فإذا فكر وقرر وركز و أصر وهم و سعى سخر الله له جميع الكون فينجذب إليه كل ما يساعدة على تحقيق ما طلب ، و سيجد كل ما يساعده على تحقيق ما أرد يحيط به ويجتمع حوله فالأفكار المتشابهة تتجاذب .
فكما أن الجاذبية الأرضية عادلة لا تفرق بين تأثيرها على ريشة وقعت من أعلى قمة أو حجر ، كذلك قانون الجذب الكونى لا يفرق بين أعلى غاية أو أدناها غير أنه هناك من البشر من يسلك سلوك الريشة التى لا يؤبه لها ولا يشعر بارتطامها ، بينما البعض الآخر يأبى إلا أن يكون حجرا ضخما يحدث ارتطامه أثرا وضجة وانتباها .
فالأول تمر عليه الحياة كأنه لم يوجد فيه رغم أن كل ظروفها كانت ميسرة له إلا أنه لم يفكر ، و ربما ظهر منه ضرر لا نفع كما قد تدخل الريشة فى عين قد تؤثر فيها ، بينما الأخر فكر وقدر وأحسن وعزم فجذب إليه كل ما يحقق طموحه ويصل به إلى غايته التى لا تنفعه وحده بل يشعر بها و يستفيد منها كل الخلق .
فما علينا إلا أن نفكر ونصدق ونسعى ونحسن التوكل فالإنسان من صنع أفكاره وأنت ما تفكر فيه ، فبإرادتك تفكر فى كل ما يجلب لك السعادة والرضا و العلو ، وبأفكارك أيضا تكون عالة و تَتعس وتُتعس من حولك ، فكما أن السعادة تنتشر وتؤثر ، كذلك الكآبة تفعل .
لذا قالوا المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ، والصاحب ساحب ، و من صاحب الكريم تعلم الكرم ومن صاحب اللئيم تعلم اللؤم .
فمن أراد أن يتغير فليغير أفكاره وسيسخر الله له الكون ، وليأخذ إلى ذلك كل سبيل بالابتعاد عن أصدقاء السوء ، و التزود بالعلم ، والاستشارة والاستخارة ، والهمة والجد و صدق التوجه ، وليستعن بالله فى كل أحواله و آوانه فلإن شكرتم لأزيدنكم .
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، و زدنا علما ، وارزقنا طموحا و آمالا عظاما ، تكون لنا معينا على حسن أداء رسالتنا ونهضة أمتنا والتمكين لديننا والزود عن شريعتنا .
أحلام الجندى
صباح الثلاثاء
31/3/2015م
11 جمادى الثانية 1436هـ
خلق الحق سبحانة وتعالى خلقه على صنفين صنف بلا إرادة طائع يسير وفق قوانين الله فى كونه لا يحيد عنها ولا يخطئ ، لذا لا يختل نظامه ، و لا تتغير أدواره ، ولا يشذ منه ذرة عن ما أوجدها الله له ، و هو كل ما فى الكون .
وصتف جعله الله على جانبين كالإنسان فجانب فيه بلا إرادة وهو كل ما ليس له دخل فيه أو إمكانية فى تغييره ، كاختياره لوالديه ، أو الزمن الذى يوجد فيه ، أو المكان الذى يولد فيه ، او حتى وظائف جسده كدقات قلبه و عمل جميع أجهزته ، ونموه و هيئته وتدرجه من مرحلة إلى مرحلة ، و المرض الذى لا دخل له فى حدوثه – هناك أمراض نجترها على أنفسنا بأفعالنا كالأمراض الناجمة عن التدخين او تناول الخمور أو أطعمة ضارة ، أو التعرض لما قد يتلف أجسادنا – وغيرها مما يحدث للإنسان دون اختيار .
أما الجانب الآخر فهو جانب الإرادة فقد أعطى الله للإنسان إرادة اختيار أفعاله والقدرة على الموازنة بين الخير والشر والاعتقاد والإلحاد ، وأن يكون عظيما أو يكون حقيرا .
وبالرغم من اختلاف الصنفين من المخلوقات فى سلب الإرادة أو منحها – سننسبها الآن إلى القدرة الإلهية دون السفسطة فى كون أن الله خيرهما فاختاركل منهما لنفسه أن يكون على ما أصبح عليه بالحجة و البرهان وليس القهروالارغام – إلا أن سر الله فى كونه أن جعل نفس القوانين التى يعمل بها فاقد الإرادة ( كل ما فى الكون ) ومالكها ( الإنس والجن ) لا تختلف ، فإذا كان كل ما فى الكون يتناغم و يتكامل وفق نظام محكم من التجاذب والحركة و الوضع و التكامل لا يحيد عنه رغم ملايين السنين التى مرت عليه ، كذلك فإن نفس الخاصية أتيحت للإنسان خاصية " الجذب " فقد أعطى الله الإنسان القدرة على أن يفكر فيما يشاء ويحدد ما يريد من أهداف وغايات عظمت أو صغرت فليس هناك ثمة اختلاف فليس طالب المليار أعظم من طالب الدولار ، وليس هناك فرق بين طالب الجنة أو طالب النار ، فكلاهما طالب غير أن أحدهما عظم طلبه والآخر حقر طلبه ، فإذا فكر وقرر وركز و أصر وهم و سعى سخر الله له جميع الكون فينجذب إليه كل ما يساعدة على تحقيق ما طلب ، و سيجد كل ما يساعده على تحقيق ما أرد يحيط به ويجتمع حوله فالأفكار المتشابهة تتجاذب .
فكما أن الجاذبية الأرضية عادلة لا تفرق بين تأثيرها على ريشة وقعت من أعلى قمة أو حجر ، كذلك قانون الجذب الكونى لا يفرق بين أعلى غاية أو أدناها غير أنه هناك من البشر من يسلك سلوك الريشة التى لا يؤبه لها ولا يشعر بارتطامها ، بينما البعض الآخر يأبى إلا أن يكون حجرا ضخما يحدث ارتطامه أثرا وضجة وانتباها .
فالأول تمر عليه الحياة كأنه لم يوجد فيه رغم أن كل ظروفها كانت ميسرة له إلا أنه لم يفكر ، و ربما ظهر منه ضرر لا نفع كما قد تدخل الريشة فى عين قد تؤثر فيها ، بينما الأخر فكر وقدر وأحسن وعزم فجذب إليه كل ما يحقق طموحه ويصل به إلى غايته التى لا تنفعه وحده بل يشعر بها و يستفيد منها كل الخلق .
فما علينا إلا أن نفكر ونصدق ونسعى ونحسن التوكل فالإنسان من صنع أفكاره وأنت ما تفكر فيه ، فبإرادتك تفكر فى كل ما يجلب لك السعادة والرضا و العلو ، وبأفكارك أيضا تكون عالة و تَتعس وتُتعس من حولك ، فكما أن السعادة تنتشر وتؤثر ، كذلك الكآبة تفعل .
لذا قالوا المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ، والصاحب ساحب ، و من صاحب الكريم تعلم الكرم ومن صاحب اللئيم تعلم اللؤم .
فمن أراد أن يتغير فليغير أفكاره وسيسخر الله له الكون ، وليأخذ إلى ذلك كل سبيل بالابتعاد عن أصدقاء السوء ، و التزود بالعلم ، والاستشارة والاستخارة ، والهمة والجد و صدق التوجه ، وليستعن بالله فى كل أحواله و آوانه فلإن شكرتم لأزيدنكم .
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، و زدنا علما ، وارزقنا طموحا و آمالا عظاما ، تكون لنا معينا على حسن أداء رسالتنا ونهضة أمتنا والتمكين لديننا والزود عن شريعتنا .
أحلام الجندى
صباح الثلاثاء
31/3/2015م
11 جمادى الثانية 1436هـ