الأخبار
محمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداً
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ملاحظات على هامش عاصفة الحزم بقلم: هاني المصري

تاريخ النشر : 2015-03-31
ملاحظات على هامش عاصفة الحزم  بقلم: هاني المصري
قبل كل شيء، لا بدّ من الاعتراف، من دون مكابرة، أنّ الحرب التي اندلعت في اليمن وعلى اليمن تساهم في تهميش القضيّة الفلسطينيّة. فالمسألة بدأت بالمتغيّرات والثّورات وانتهت بالمؤامرات، وحوّلت القضيّة الفلسطينيّة من قضيّة العرب المركزيّة إلى قضيّة من القضايا التي لا تحظى بالأولويّة، وما حدث في قمة «شرم الشيخ» يؤكد ذلك، برغم المكابرة والعناد، من خلال القول إننا «حصلنا على كل شيء طلبناه في القمة». فما حصلنا عليه عبارات عاطفيّة تتردد في كل المؤتمرات، وقرارات يجري التأكيد عليها كل مرة ولا تنفذ في معظمها.
إنّ الصراع الدائر عندنا ليس صراعًا فلسطينيًا - إسرائيليًا وإنّما صراعٌ عربيٌ - صهيونيٌ، تتحالف فيه إسرائيل بشكل عضوي مع دول استعماريّة لتنفيذ مشروع يستهدف إبقاء الهيمنة والسيطرة الخارجيّتَين على المنطقة العربيّة، حتى تبقى أسيرة التخلف والفقر والتبعيّة والتجزئة. فوجود مشروع استعماري تساهم إسرائيل في تنفيذه، لا يعفي الحكام العرب من مسؤولياتهم عما جرى ويجري، لأنهم أقاموا دولًا استبداديّة فاسدة تابعة، ويتآمرون على كل القادة والمبادرات الشعبيّة التي أرادت النهوض بالأمة العربيّة، ما جعل المنطقة وشعوبها لقمةً سائغةً لكل أنواع التدخلات والمؤامرات.
كما يتطلب الوضع الفلسطيني «عاصفة حزم» عربية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في العودة وتقرير المصير الذي يشمل حقه في إقامة دولة فلسطينيّة على حدود العام 1967، والمساواة داخل أراضي 48 كخطوة على طريق الحل التاريخي الجذري للقضيّة الفلسطينيّة، من خلال إقامة دولة ديموقراطيّة بعد هزيمة وتفكيك المشروع الاستعماري ونظام التمييز العنصري.
تأسيسًا على ما سبق، فإن ما يجري في فلسطين في جوهره ليس صراعًا على السلطة ولا على الشرعيّة، برغم أنّه يظهر كذلك أحيانًا بسبب تصرفات طرفَي الانقسام، في حين أنّه صراعٌ ضد مشروعٍ استعماريٍّ استيطانيٍّ عنصريٍّ إحلاليٍّ. لذا، لا يمكن أن يحسم الصراع الداخلي من خلال هزيمة طرف للطرف الآخر، سواء عسكريًا وبقواه الذاتيّة، أو بالاعتماد على قوى أخرى خارجيّة عربيّة أو إقليميّة أو إسرائيليّة، وبالتالي لا محل على الإطلاق للدعوة إلى تعميم «عاصفة الحزم» على فلسطين، بحجة أنّ «حماس» انقلبت على الشرعيّة ولا مصالحة مع الانقلابيين، وأنّ المطلوب السعي لدحرهم بالقوة واستعادة الشرعيّة.
هنا، لا بد من توضيح أنّ ما قامت به «حماس» في قطاع غزة على بشاعته ليس انقلابًا، أو هو انقلاب من نوع خاص قامت به قوة هي جزء من الشرعيّة، فازت بالانتخابات ولم تمكنها إسرائيل وغيرها من الأطراف الإقليمية والدولية من الحكم، لأنها لم توافق على شروط اللجنة الرباعيّة الدوليّة. ولو كان ما حصل انقلابا عادي، لما جرى التعامل معه بالحوار واتفاقات المصالحة وتشكيل حكومه وفاق وطني.
إنّ المنطقة العربيّة بعد هزيمة حزيران العام 1967 وسقوط المشاريع الوطنيّة والقوميّة واليساريّة، أصبحت بلا مشروع قادر على توحيدها وقيادتها، وأصبحت أرضًا مستباحة من كل الأطراف الإقليميّة والدوليّة، التي تعاملت معها على أساس أنّ هناك فراغًا ورجلًا مريضًا يذكرنا بالإمبراطوريّة العثمانيّة في آخر عهدها، حين جرى تقاسم تركتها من قبل الدول الاستعماريّة.
الفرق هذه المرة أنّ التقاسم لا يجري أساسًا، ولا يقتصر على الدول الاستعماريّة، وإنما تساهم فيه بنشاط الدول الإقليميّة (إيران وتركيا وإسرائيل) التي تحاول الاستفادة من تجنب الدول الاستعماريّة التدخل العسكري البري المباشر بعد تراجع دورها، خصوصاً الدور الأميركي، وفي ضوء التكلفة الباهظة للتدخل في أفغانستان والعراق.
وبرغم الأبعاد الطائفيّة للصراع واستخدام الدين والمذهب لخدمة أغراض سياسيّة، إلا أنّه في جوهره صراع من أجل رسم خريطة جديدة للمنطقة، لا يمكن أن ينتهي لمصلحة شعوبها إذا لم تتعامل معه كصراع ضد الاستعمار ومشاريع التجزئة والتبعيّة. فالصراع ليس دينيًا بين المسلمين والمسيحيين واليهود ولا مذهبيًا بين السنة والشيعة، وإنما صراع من أجل التحرر والاستقلال والتنميّة والديموقراطيّة والعدالة الاجتماعيّة. والدليل على ما سبق أنّ من يتحارب في اليمن يتحالف في سوريا والعراق.
ولا بد من التفريق بين الدول الإقليميّة، خصوصًا بين إسرائيل التي تعتبر كيانًا غريبًا مزروعًا لخدمة مشروع استعماري استيطاني يشمل المنطقة بأسرها، ونحيل الذي لا يصدق ذلك إلى إحدى التوصيات التي خرج بها «مؤتمر هرتسيليا» في آذار 2013 التي دعت إلى ضرورة تكريس الصراع السني ـ الشيعي؛ وبين تركيا وإيران الدولتين الجارتين للمنطقة العربيّة اللتين يفترض إقامة علاقات تعاون وحسن جوار معهما، بعيدًا عن الأطماع التي تكبر في ضوء تحوّل المنطقة وشعوبها إلى لقمة سائغة يسهل التهامها، بسبب غياب مشروع عربي وقيادة عربيّة قادرة على الدفاع عن المصالح والأمن العربيَّين.
ومن الصحيح أيضًا ضرورة التفريق بين تركيا، عضو حلف «الناتو»، وإيران الدولة التي يختلط فيها التوجه المعادي للاستعمار مع سعي للتوسّع القائم على مصالح خاصة، أنهكها الحصار وتميل أكثر للحفاظ على مصالح الدولة بدلًا من دعم الثورة والقضايا المعادية للاستعمار. فكما نرى أن مناهضة الاستعمار ودعم القضيّة الفلسطينيّة لم يمنعا طهران من تورطها في مواقف أو اتفاقات لا تنتهي مع الولايات المتحدة، كما ظهر في أفغانستان والعراق، وكما بدأ يتحقق في سوريا، وفي الاتفاق الذي تم التوصل إليه مبدئيًا حول الملف النووي.
واذا انتقلنا إلى ما يجري في اليمن، علينا أن نقرّ بوجود ثورة على حكم علي عبد الله صالح انتهت بعزله مقابل الإبقاء على نظامه، الأمر الذي أنتج القلاقل والصراعات مرة أخرى، خصوصًا أنّ الاتفاق الذي أخرج صالح لم يلبِّ مصالح مختلف مكونات الشعب اليمني، تحديداً الحوثيين، ما أدى إلى انقلاب الموقف وتغيّر التحالفات، حيث أصبح صالح الفاسد المستبد على تحالف مع الحوثيين ضد منصور الرئيس الشرعي، علماً أنّ هذه الشرعيّة يجب التوقف عندها، لأنه رئيس انتخب بالتوافق لمدة سنتين ومددت ولايته حتى شهر شباط المنصرم.
لا يحق للحوثيين الاستيلاء على اليمن بدعم إيراني، ولا يحق للتحالف العربي المدعوم من الباكستان وتركيا وأميركا وأوروبا أن يستبعد الحوثيين الذين عانوا الأمرّين طوال العهود الماضية، فلا مفر من حل سياسي ديموقراطي تشارك فيه كل مكونات الشعب اليمني، من دون إقصاء أحد.
في ضوء ما سبق، ومع إدراك صعوبة البقاء على الحياد في ظل الاستقطاب الحاد وتعامل الأطراف المتصارعة على قاعدة إما معي أو ضدي، إلا أنّ مصلحة القضيّة الفلسطينيّة تقتضي عدم خسارة التحالف العربي ولا إيران أو تركيا، ولعب دور لإطفاء هذه الحرب قبل أن تطول كثيرًا، وقبل أن يتسع لهيبها ويحرق ما تبقى من أخضر ويابس لم تأكله النيران حتى الآن.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف