الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التوافق هدفنا والحوار مخرجنا..بقلم:د. فرج دردور

تاريخ النشر : 2015-03-31
التوافق هدفنا والحوار مخرجنا..بقلم:د. فرج دردور
بقلم/ د. فرج دردور

  تعد ثقافة الحوار محوراً هاماً في بناء لبنة الديمقراطية القائمة على تعددية الفكر والتنوع الثقافي والسياسي. هذه الثقافة ترتكز على قدرة الانسان في التفاعل مع الآخرين والاستماع إلى الرأي الآخر، واحترام وجهة النظر المعارضة. وهو يهدف للوصول إلى القواسم المشتركة في أية قضية مطروحة للنقاش.

  ومن هنا فإن الحوار ظاهرة صحية يستطيع الفرد من خلاله ارسال ما يريده من أفكار للآخرين بالحجة والبرهان، ومناقشتهم بالوسائل الإنسانية المعهودة. وقد كان الحوار وسيلة أساسية للتواصل بين الانبياء وشعوبهم. قال تعالى: "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" (44).

  والحوار وسيلة للعيش المشترك رغم الاختلافات الفكرية والتثقافية في المجتمع الواحد، وبين المجتمعات المختلفة، وهو دليل على رقي الشعوب وتقدمها. كما أنه يساعد على تكوين الإنسان المنتج القادر على المشاركة في بناء الدولة بكل إخلاص. فمن خلال هذه الثقافة يعلم كل مواطن بأن له شركاء في الوطن يتفاعل ويتعامل معهم بعيداً عن الإقصاء والتفرد، واستخدام القوة لفرض وجهات النظر على الآخرين.

  وانطلاقاً من مبدأ "لا أحد يمتلك الحقيقة كاملة"، فإننا عندما نتحاور، سوف لن نحصل إلا على جزءٍ مما نريد، هذا الجزء قد يمثل مقدار الحقيقة التي نملكها، وما نتنازل عنه فهو نصيب الطرف المقابل من الحقيقة التي لا نملكها نحن.

  وقد كونت الحقبة الزمنية االماضية في ليبيا تراكماً سلوكياً يقوم على إلغاء الآخرين وشطبهم، واللجوء إلى استعمال الخطابات الحماسية البعيدة عن المنطق، واتباع سياسة التخوين والتكفير وكيل الاتهامات جزافاً، وتعنيف المخالفين بشتى الوسائل، ومحاولة احتواء المثقفين، في بوثقة الولاء التام للنظام القائم. وهو ما أفسد الحياة الفكرية والثقافية والسياسة للمواطن الليبي. وما نشاهده اليوم من محاولة بعض المجموعات فرض وجهة نظرها بالقوة على شعب بأكمله، إلا دليلا ً على انعدام ثقافة الحوار عند هذه المجموعات، وهو ما أدى إلى انحراف الحراك الاجتماعي والسياسي نحو منحدر خطير قد يصب في مستنقع العنف بين الاطراف المتصارعة على السلطة.

  وعليه فإن اللجوء للحوار هو الخيار المناسب للخروج من آثار وترسبات الماضي، وحصاده الحالي، ولنجاحه لابد من الالمام  ببعض متطلباته، التي سوف نحاول عرضها في هذا المقال المتواضع تحث المحاور الآتية:

   مفهوم الحوار:

  الحوار وفق بعض العلماء، هو نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب.

           متطلبات ما قبل الحوار:

       ·            الاقتناع بالحوار كوسيلة للتواصل بين الناس.

       ·            الاقتناع بقيمة رأي الآخرين.

       ·            الإقرار بحق الآخرين في التعبير عن رأيهم.

       ·            فهم أساسيات التحلي بآداب الحوار.

       ·            الاقتناع بأن الحوار قد لا يحقق كل ما نريد.

           أسس نجاح الحوار:

       ·            الاستعداد لتبادل الآراء والأفكار من أجل الوصول إلى أفضل البدائل الممكنة.

       ·            الاستعداد لتعديل وجهة النظر في ضوء ما يستجد من أدلة ومعلومات.

       ·            تجنب الإساءة للآخرين مهما كانت حدة الخلاف معهم.

       ·            إتاحة الفرصة للآخرين عند طرح أفكارهم دون مقاطعة.

       ·            إجادة استخدام فن السؤال في الوقت المناسب.

       ·            عدم السخرية من المخالفين وعد الاستخفاف بآرائهم.

       ·            عدم الانسياق وراء ما يشاع حتى تتوفر الأدلة والحجج الكافية.

       ·            تحري الدقة في اختيار الكلمات والعبارات التي تعبر عن الرأي.

       ·            تجنب المراوغة والتلاعب بالمصطلاحات.

       ·            ترك الحوار بكل أدب إذا جنح الطرف الآخر إلى الانفعال والغضب.

           كيف نؤسس للحوار؟

       ·            موضوع الحوار في ضوء القضايا والأحداث الآنية.

       ·            تهيئة المشاركين في الحوار ذهنياً كأن يحدد عنوان معبر عن المضمون.

       ·            جمع البيانات وبعض المعلومات المتصلة بالموضوع.

       ·            تحديد المحاور الرئيسية والفرعية لموضوع الحوار.

       ·            إعداد وسائل الإيضاح التي تساعد على التبسيط.


           تنفيذ الحوار:

       ·            التعريف بأطراف الحوار كأن يعرف كل عضو بنفسه.

       ·            الإنصات الجيد لما يطرح في الحوار وتجنب المقاطعة.

       ·            توزيع الكلمات بين المشاركين بحيث لا يستأثر طرف بالحديث.

       ·            استخدام لغة مباشرة تعبر عن الموضوع دون مراوغة.

       ·            الهدوء وعدم رفع الصوت أو الحماس الزائد.

       ·            الحذر من تحول الحوار إلى جدل عقيم.

       ·            تدوين الملاحظات التي تطرح، تمهيداً للرد عليها في وقتها.

           معوقات الحوار:

       ·            عدم شعور أحد الاطراف بالأمان.

       ·            التمسك بالرأي والتعصب له وضيق الأفق.

       ·            سوء الظن بالآخرين.

       ·            الإحساس المسبق بعدم قيمة الحوار.

       ·            قلة الحصيلة العلمية والثقافية للأفراد.

       ·            الخوف والخجل من التحدث أمام الناس.

       ·            الغرور وعدم الاعتراف بالتعددية والاختلاف.

  لذلك نقول بأن الحوار هو الأساس السليم لنشأة مواطن صالح، وهو السبيل القويم  لبناء الأوطان، ويبدأ من الأسرة وتدعمه المدرسة بمناهجها، وتلح عليه وسائل الاعلام في برامجها.


أتمنى من الله أن يحفظ البلاد والعباد من كل سوء
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف