مع الأرض في يوم الأرض الفلسطيني
بقلم: عاصم كمال الأغا
باحث في الشأن الفلسطيني
مع بزوغ فجر الثلاثين من مارس/أذار من كل عام يجتمع الفلسطينيون على واحدة من أهم المشتركات التى تشكل كينونة وجودهم الراسخ على مر الأيام، فلقد جسد يوم الأرض، فكرة التحام الفلسطيني بأرضه وعدم الإنكسار أمام جبروت الإحتلال الصهيوني، ففى كفاحهم الطويل ضد الصهيونية ومشروعها الكبير من أجل الإستيلاء على أرض فلسطين وخلق واقع الكيان الصهيوني إسرائيل، وبالتالي إسكات فلسطين، عل حد تعبيركيث وايتلام، فتدمير فلسطين شرط لقيام إسرائيل، قدم الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام دفاعاً عن أرض الأجداد.
كان الإستيلاء على الأرض أهم هدف للصهيونية، فمنذ إنعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا في عام 1897 وإتخاذهم شعار'أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ' للترويج لسرقة أرض فلسطين وطرد أهلها منها، غير أنه وعبر السنوات الطوال لم يعرف الفلسطينيون الإستكانة، ولم يرفعوا الراية البيضاء أمام الغطرسة الصهيونية. ففي الثلاثين من أذارمن العام 1976 إنفجر الفلسطينين فى ثورة أمام المحتل دفاعاً عن أم القضايا، ألا وهى الأرض، محط الصراع الحقيقي والتي ما فتأ الأعداء بالإستيلاء عليها ومصادرتها وقدم أبناء الشعب العربي الفلسطيني، في هذا اليوم العديد من الشهداء، في هذا اليوم من العام 1976 في مناطق الجليل والمثلث في فلسطين المحتلة. فسقط برصاص الإحتلال الإسرائيلي عدد من الشهداء خلال مظاهرات نُظمت آنذاك إحتجاجاً على مصادرة إسرائيل لألاف الدونمات (الدونم يساوي 1000 متر مربع) من أراضي السكان العرب وخاصة في منطقة الجليل (شمال فلسطين) بعد أن أعلن المواطنون العرب إضراباً شاملاً دفع الجيش الإسرائيلي إلى إقتحامها بعد إندلاع مواجهات مع أبنائها. كان ذلك بعد إقامة ثلاث مدن تطوير يهودية ما بين الأعوام ١٩٥٧-١٩٦٤ لاستيعاب اليهود المهاجرين، وهى ”نتسيرت عيليت وكرميئيل ومعالوت‘‘ على أراض عربية. وكان الهدف منها هو خلق واقع جغرافي يمنع التواصل الجغرافي بين القرى والبلدات العربية.
خلال ذلك اليوم التاريخي إستشهد ستة من العرب وجُرح تسعة وأربعون شخصاً وأعتقل ثلاثمائة عربي، و وقع بالمحتلين العديد من الإصابات (شرطة وجنود). أول الشهداء الستّة: خير محمد سليم ياسين من عرّابة ، ميساء رجا حسين أبو ريّا من سخنين، خضر عيد محمود خلايلة من سخنين، خديجة قاسم شواهنة من سخنين، رأفت علي زهيري من مخيّم نور شمس في قضاء طولكرم وأستشهد في الطيبة، محسن حسن سيد طه، ابن من كفر كنّا. كما لحقت بهم إبنة سخنين شيخة يوسف أبو صالح التي إستشهدت في ١٩٧٦/٣/٣٠ في أرض الجميجمة، بسبب إستنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجنود الإسرائيليون. وقد أقام أهالي طيبة بني صعب نصباً تذكارياً في الساحة العامّة حيث تجري إحتفالات ذكرى يوم الأرض فيها سنوياً.ولتبقى ذكراهم عنواناً خالداً للعزة والكرامة تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل على درب تحرير الأرض والإنسان.
تفاعل مع يوم الأرض العديد من الشعراء، فكتب توفيق زيّاد:
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
هنا … على صدوركم باقون كالجدار
وفي عيونكم، زوبعة من نار
.......................................................
وكتب محمود درويش:
بقلم: عاصم كمال الأغا
باحث في الشأن الفلسطيني
مع بزوغ فجر الثلاثين من مارس/أذار من كل عام يجتمع الفلسطينيون على واحدة من أهم المشتركات التى تشكل كينونة وجودهم الراسخ على مر الأيام، فلقد جسد يوم الأرض، فكرة التحام الفلسطيني بأرضه وعدم الإنكسار أمام جبروت الإحتلال الصهيوني، ففى كفاحهم الطويل ضد الصهيونية ومشروعها الكبير من أجل الإستيلاء على أرض فلسطين وخلق واقع الكيان الصهيوني إسرائيل، وبالتالي إسكات فلسطين، عل حد تعبيركيث وايتلام، فتدمير فلسطين شرط لقيام إسرائيل، قدم الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام دفاعاً عن أرض الأجداد.
كان الإستيلاء على الأرض أهم هدف للصهيونية، فمنذ إنعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا في عام 1897 وإتخاذهم شعار'أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ' للترويج لسرقة أرض فلسطين وطرد أهلها منها، غير أنه وعبر السنوات الطوال لم يعرف الفلسطينيون الإستكانة، ولم يرفعوا الراية البيضاء أمام الغطرسة الصهيونية. ففي الثلاثين من أذارمن العام 1976 إنفجر الفلسطينين فى ثورة أمام المحتل دفاعاً عن أم القضايا، ألا وهى الأرض، محط الصراع الحقيقي والتي ما فتأ الأعداء بالإستيلاء عليها ومصادرتها وقدم أبناء الشعب العربي الفلسطيني، في هذا اليوم العديد من الشهداء، في هذا اليوم من العام 1976 في مناطق الجليل والمثلث في فلسطين المحتلة. فسقط برصاص الإحتلال الإسرائيلي عدد من الشهداء خلال مظاهرات نُظمت آنذاك إحتجاجاً على مصادرة إسرائيل لألاف الدونمات (الدونم يساوي 1000 متر مربع) من أراضي السكان العرب وخاصة في منطقة الجليل (شمال فلسطين) بعد أن أعلن المواطنون العرب إضراباً شاملاً دفع الجيش الإسرائيلي إلى إقتحامها بعد إندلاع مواجهات مع أبنائها. كان ذلك بعد إقامة ثلاث مدن تطوير يهودية ما بين الأعوام ١٩٥٧-١٩٦٤ لاستيعاب اليهود المهاجرين، وهى ”نتسيرت عيليت وكرميئيل ومعالوت‘‘ على أراض عربية. وكان الهدف منها هو خلق واقع جغرافي يمنع التواصل الجغرافي بين القرى والبلدات العربية.
خلال ذلك اليوم التاريخي إستشهد ستة من العرب وجُرح تسعة وأربعون شخصاً وأعتقل ثلاثمائة عربي، و وقع بالمحتلين العديد من الإصابات (شرطة وجنود). أول الشهداء الستّة: خير محمد سليم ياسين من عرّابة ، ميساء رجا حسين أبو ريّا من سخنين، خضر عيد محمود خلايلة من سخنين، خديجة قاسم شواهنة من سخنين، رأفت علي زهيري من مخيّم نور شمس في قضاء طولكرم وأستشهد في الطيبة، محسن حسن سيد طه، ابن من كفر كنّا. كما لحقت بهم إبنة سخنين شيخة يوسف أبو صالح التي إستشهدت في ١٩٧٦/٣/٣٠ في أرض الجميجمة، بسبب إستنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجنود الإسرائيليون. وقد أقام أهالي طيبة بني صعب نصباً تذكارياً في الساحة العامّة حيث تجري إحتفالات ذكرى يوم الأرض فيها سنوياً.ولتبقى ذكراهم عنواناً خالداً للعزة والكرامة تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل على درب تحرير الأرض والإنسان.
تفاعل مع يوم الأرض العديد من الشعراء، فكتب توفيق زيّاد:
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
هنا … على صدوركم باقون كالجدار
وفي عيونكم، زوبعة من نار
.......................................................
وكتب محمود درويش:
أنا الأرض . يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها |
لن تمرّوا |
لن تمرّوا |
لن تمرّوا |