الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عاصفة الحزم- - سبق السيف العذل بقلم : بديع عويس

تاريخ النشر : 2015-03-30
عاصفة الحزم- - سبق السيف العذل

الحزم أبو العزم ؛ أبو الظفرات ، والترك أبو الفرك ؛ ابو الحسرات : قول مأثور ؛ جاء على لسان خادم الحرمين الشريفين الراحل عبد الله بن عبد العزيز ؛ لا غبار عليه في المعنى العام ، اتخاذ القرار يتبعه التنفيذ ، التردد والتراجع لا يخلف سوى خيبة الأمل والهزيمة . اتخاذ القرار يقتضي الاعداد أولا" ؛ الاعداد المعنوي للمواجهة ، ثم تجهيز الادوات المادية للاستخدام .
في السادس والعشرين من آذار الجاري ؛ انطلقت حملة ( عاصفة الحزم ) تلبية لطلب رياض ياسين الوزير اليمني في حكومة عبد ربه منصور هادي ؛ لردع الحوثيين اليمنيين المتمردين . الحوثيون مدعومون من ايران ، تعارضت معادلات التحالف واختلطت الدوافع العرقية والمذهبية والاطماع الداخلية والخارجية ؛ الاقليمية والدولية على مسرح الأحداث العربي الاسلامي الدموي ؛ مما اثار الكثير من التساؤلات ، تآلفت الاسئلة وتنافرت ؛ مما ورد فيها : هل يعتبر اعلان الحوثيين عن سيطرتهم على البلاد انقلابا" ؛ يسوّغ لهم وضع دستور جديد ؟
اذا رفض عبد منصور هادي التسليم بشرعية الانقلاب ؛ هل يملك صلاحية استدعاء أيّ طرف خارجي للتدخل وردع التمرّد الحوثي ؛ أسوة بصلاحية الاسد استدعاء الخبراء والمقاتلين من لبنان وايران والعراق وباكستان و -- ؟
هل يجوز لهادي أن يستعين ب ( درع الخليج ) لوقف تمدد الحوثيين وتغلغل نفوذهم الى عدة مناطق في محافظة عدن العاصمة البديلة التي التجا اليها بعد صنعاء ؟
عبد ربه منصوركان نائب رئيس اليمن المخلوع علي عبد الله صالح قبل ان يطيح به الشعب اليمني بما فيهم الحوثيين ؛ بعد الاحتجاجات الواسعة والمظاهرات الصاخبة والتمرّد المسلح ؛ الى ان جاء التدخّل السعودي لصالح بقاء اعوان عبد الله صالح في الحكم والاكتفاء بتنحيته وتولي منصور الرئاسة خلفا" له ، الّا أن الموالين له تحالفوا مع الحوثيين – خصوم الأمس – وزحفوا يسيطرون على مناطق اليمن محافظة بعد محافظة حتى سيطروا على العاصمة صنعاء الى ان تمكنوا من السيطرة كذلك على عدن .
أمام هذا الواقع الجديد ؛ وقفت السعودية التي كانت تدعم الحوثيين بالسرّ بعد فوز الاخوان المسلمين في مصر ، وكذلك الامارات العربية التي كانت تدعم الحوثيين علنا" ؛ امام خيارات صعبة اما ان تبارك السيطرة الحوثية على البلاد وبذلك تزيد من فرص التغلغل وتوسيع حدود الامبراطورية الايرانية النشطة في البحرين والمناطق الشرقية من المملكة السعودية ، أو التسليم بفتح جبهة ساخنة في حدود المملكة والامارات ، وانتظار بقية البلدان المتحالفة في عاصفة الحزم الى قدرها المحتوم . المملكة السعودية تزعمت عاصفة الحزم ، وانقلبت على أتباع علي عبد الله صالح وعلى الحوثيين ، وصعّدت من ضرباتهاالجوية لمواقعهم العسكرية .
تنوعت المواقف المؤيدة والمعارضة من العملية ، على صعيد محلي وعربي ودولي ؛ حسب المصالح والاطماع في خيرات المنطقة .اذا قدّر لنا ان نحدّد أهداف الصراع الدائر في منطقة الشرق الاوسط ؛ بأنها عرقية او دينية أو مذهبية ؛ تختل المعايير ؛ يتوقف المعيار العرقي ( عربي ، فارسي ، كردي ، - - ) عندما يعترضه الدين او المذهب او العشيرة ؛ او التبعية الأجنبية من باب ( الحرص على المصالح العليا للوطن ) ، أو اذا انقلبت الصورة ؛ ابتداء" من الدين او المذهب او - - تكون النتيجة أن المعيار قد اختل كذلك .
الأبرياء من الشعوب يدفعون ثمن الربح او الخسارة في تجارة هواة رعاة البقر أو المتخمين برأسمالية لا حدود لها ، عندما تجرّ الدول الغازية أذيال خيبتها من الدول المستضعفة ؛ تبقي على حكّام بالوكالة عنها ، يتحدثون بلغة الأقوام المغلوبة ويرتدون أزياءهم ، وتلهج السنتهم بآمالهم وآلامهم ، ولكن قلوبهم غلف لا تنبض بآلام ولا بآمال ، تفرض عليهم شروط الاذعان من جهة ؛ والامتيازات الممنوحة اليهم على حساب استعباد العباد ؛ من جهة اخرى ، سرّية في حياتهم وفضائح تنشرها وزارات الخارجية بعد عقود من مماتهم ؛ فيزداد احفادهم قيودا" وخنوعا" أمام أسيادهم ، ويزدادون غرورا" وصلفا" في استعداء الغلابى من أبناء جلدتهم ، والتلذّذ على عذاباتهم .
غدت مشاهد المعتقلين والمختطفين جثثا" عارية ملقاة في العراء . قابيل قتل أخاه ؛ الّا انه آثر دفن جثته ؛ اقتداء" بسلوك طير ، أمّا الانسان المتوحّش في الحضارة والمدنية الحديثة ؛ فقد ادّعى أنه مصدر التمدّن والرقيّ والحامي لحقوق الانسان ؛ كذبا" ، وثبت ان بعض الحيوانات ارأف من كثير من شخصيات اعتبارية وقيادات ( انسانية ) على الحيوان حينا" وعلى الانسان أحيانا" .
مصطلحات القومية والوطنية والشرف والخيانة والتمدن والتخلف والعنصرية وجلالة العشائرية والحضارة والعصور الحجرية غدت معاني لا مذاق لها ثابت . الطغاة لا يعطون الحرية لمحاكمهم ان تطبق ادنى ما اقترب من قوانينها الى مصلحة الشعوب ، يؤثرون ان تطحن الشعوب ووتحرق اشلاؤهم على ان ينال احدهم عقابا" على خطيئة ارتكبها ، ثم يبقى مؤهلا" للفوز بانتخابات ( ديموقراطية ) .
مضيق باب المندب كبقية المضائق يخضع الى سيطرة وحماية دولية ؛ اشرف على ادارته الامام او الرئيس أو الملك او آيات الله ، والشعب اليمني يعيش في غابة البنادق ويعيش ايضا" مستوى معيشة لا يحسد عليه ، ولم ترأف بحاله كل ابواق الاعلام الخدّاعة ، آيات الله ثبتوا على دعم الحوثيين . الدعم السعودي للامام مرة ولعبد الله صالح مرة ثانية وللحوثيين مرة ثالثة ولعبد الله صالح واتباعه مرة رابعة ولعبد ربه منصور مرة خامسة ، والشعب اليمني يرزح تحت نير التسلّط والقهر والفقر والجهل والقتل قبل المرض .هل تاتي ( عاصفة الحزم ) بانقلاب دراماتيكي في حياة اليمنيين ، ويوفّر لهم الاستقرار المفقود ؛ منذ ان كانت اليمن ( بلاد اليمن السعيد ) ؟
ايران تحذّر من عواقب ( عاصفة الحزم ) وكأن مسعاها محفوف بغيمات من الرحمة والاستقرارلاهل اليمن . هل يوفّر تصعيد التدخّل الايراني الأمن لأهل اليمن ورفع مستوى معيشتهم الضنكى وترك الحرية لأبنائه للتعبير عن صدق انتمائهم لبلدهم ؟ لو كان التدخّل الخارجي يعمل على التآم الانقسامات الداخلية ؛ لكانت تدخلاتهم ضرورة ملحّة تستدعي العجلة والتاييد ، لكن ما يجري في اليمن عاصرته الشعوب المغلوبة في ليبيا والعراق وسوريا ومصر وما زالت تعاني .
عاصفة الحزم سبق سيفها العذل ، فكان الأجدر بالمساهمين فيها توطيد علاقاتهم مع شعوبهم ؛ وليس التحالف على قمع ثوراتهم المفتوحة لكل الاختراقات ، كما كان الأجدر بالامبراطورية الفارسية الا تدير رحى حربها على أنقاض بغداد والشام وصنعاء وعدن ، وأشلاء الأطفال والشيخ وعذابات الايتام والارامل ، كان الاجدر بالدول المتباكية على مصالح الشعوب المقهورة ؛ أن تؤسس لتربية شعوبها على فنون المعارضة المنضبطة بحدود مصالحها ، مصالحها ليست على حساب مصالح شعوب أخرى ، والأجدر كذلك أن تنال قسطا" من تربية القبول ؛ كيف يرضى الجبابرة التنحي عن عروشهم ؛ أو الرضا بكشف هوانهم و ضعفهم امام القوى الغازية لبلادهم ؛ حتى يترك الميدان لمن هو مؤهلّ لزعامة البلاد المحفوفة بالمخاطر ، ينهض من الأنفاق او من بين صخورالجبال العاتية ، لا يلبسون الحرير ، ولا تنعم جنوبهم على فراش وثير ؛ الّا بعد أن يرتوي العطشى ويشبع الجياع ومن كبتت انفاسه يتنفّس الصعداء ويشفى الجرحى ويتعافى المرضى.
المساهمون في ( عاصفة الحزم ، والمتدثرون طويلا" بعباءة ( الموت لامريكا ، الموت لاسرائيل ) سبق سيفهم العذل ، ولغت سيوفهم مسعورة بدماء الابرياء يتّمت الأطفال ورمّلت النساء وأزهقت أرواح الركّع السجود جوعا" وما زالت ، ثم يرفعون شعارات ( حبيبي يا رسول الله ) ، ( لبيك يا حسين ) وكأن رسول الله وسبطه الحسين – عليهما سلام الله – دعيا الى انتزاع الرأفة والرحمة من قلوب المسلمين على المسلمين !!
رحى الحرب تدور ،ولن يتوقّف عند العراق أو سوريا او اليمن دخلها قاسم سليماني او لم يدخلها ، ستكون الطامة الكبرى ؛ عندما تشتعل نارالحرب اشتعالا" مباشرا" بين طرفي النزاع ايران والسعودية ؛ بدون وكالة لأحد أو تمتد لأطراف !! تمنياتنا : ( لا قدّر الله ) .


بقلم : بديع عويس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف