عاصفة الحزم- - سبق السيف العذل
الحزم أبو العزم ؛ أبو الظفرات ، والترك أبو الفرك ؛ ابو الحسرات : قول مأثور ؛ جاء على لسان خادم الحرمين الشريفين الراحل عبد الله بن عبد العزيز ؛ لا غبار عليه في المعنى العام ، اتخاذ القرار يتبعه التنفيذ ، التردد والتراجع لا يخلف سوى خيبة الأمل والهزيمة . اتخاذ القرار يقتضي الاعداد أولا" ؛ الاعداد المعنوي للمواجهة ، ثم تجهيز الادوات المادية للاستخدام .
في السادس والعشرين من آذار الجاري ؛ انطلقت حملة ( عاصفة الحزم ) تلبية لطلب رياض ياسين الوزير اليمني في حكومة عبد ربه منصور هادي ؛ لردع الحوثيين اليمنيين المتمردين . الحوثيون مدعومون من ايران ، تعارضت معادلات التحالف واختلطت الدوافع العرقية والمذهبية والاطماع الداخلية والخارجية ؛ الاقليمية والدولية على مسرح الأحداث العربي الاسلامي الدموي ؛ مما اثار الكثير من التساؤلات ، تآلفت الاسئلة وتنافرت ؛ مما ورد فيها : هل يعتبر اعلان الحوثيين عن سيطرتهم على البلاد انقلابا" ؛ يسوّغ لهم وضع دستور جديد ؟
اذا رفض عبد منصور هادي التسليم بشرعية الانقلاب ؛ هل يملك صلاحية استدعاء أيّ طرف خارجي للتدخل وردع التمرّد الحوثي ؛ أسوة بصلاحية الاسد استدعاء الخبراء والمقاتلين من لبنان وايران والعراق وباكستان و -- ؟
هل يجوز لهادي أن يستعين ب ( درع الخليج ) لوقف تمدد الحوثيين وتغلغل نفوذهم الى عدة مناطق في محافظة عدن العاصمة البديلة التي التجا اليها بعد صنعاء ؟
عبد ربه منصوركان نائب رئيس اليمن المخلوع علي عبد الله صالح قبل ان يطيح به الشعب اليمني بما فيهم الحوثيين ؛ بعد الاحتجاجات الواسعة والمظاهرات الصاخبة والتمرّد المسلح ؛ الى ان جاء التدخّل السعودي لصالح بقاء اعوان عبد الله صالح في الحكم والاكتفاء بتنحيته وتولي منصور الرئاسة خلفا" له ، الّا أن الموالين له تحالفوا مع الحوثيين – خصوم الأمس – وزحفوا يسيطرون على مناطق اليمن محافظة بعد محافظة حتى سيطروا على العاصمة صنعاء الى ان تمكنوا من السيطرة كذلك على عدن .
أمام هذا الواقع الجديد ؛ وقفت السعودية التي كانت تدعم الحوثيين بالسرّ بعد فوز الاخوان المسلمين في مصر ، وكذلك الامارات العربية التي كانت تدعم الحوثيين علنا" ؛ امام خيارات صعبة اما ان تبارك السيطرة الحوثية على البلاد وبذلك تزيد من فرص التغلغل وتوسيع حدود الامبراطورية الايرانية النشطة في البحرين والمناطق الشرقية من المملكة السعودية ، أو التسليم بفتح جبهة ساخنة في حدود المملكة والامارات ، وانتظار بقية البلدان المتحالفة في عاصفة الحزم الى قدرها المحتوم . المملكة السعودية تزعمت عاصفة الحزم ، وانقلبت على أتباع علي عبد الله صالح وعلى الحوثيين ، وصعّدت من ضرباتهاالجوية لمواقعهم العسكرية .
تنوعت المواقف المؤيدة والمعارضة من العملية ، على صعيد محلي وعربي ودولي ؛ حسب المصالح والاطماع في خيرات المنطقة .اذا قدّر لنا ان نحدّد أهداف الصراع الدائر في منطقة الشرق الاوسط ؛ بأنها عرقية او دينية أو مذهبية ؛ تختل المعايير ؛ يتوقف المعيار العرقي ( عربي ، فارسي ، كردي ، - - ) عندما يعترضه الدين او المذهب او العشيرة ؛ او التبعية الأجنبية من باب ( الحرص على المصالح العليا للوطن ) ، أو اذا انقلبت الصورة ؛ ابتداء" من الدين او المذهب او - - تكون النتيجة أن المعيار قد اختل كذلك .
الأبرياء من الشعوب يدفعون ثمن الربح او الخسارة في تجارة هواة رعاة البقر أو المتخمين برأسمالية لا حدود لها ، عندما تجرّ الدول الغازية أذيال خيبتها من الدول المستضعفة ؛ تبقي على حكّام بالوكالة عنها ، يتحدثون بلغة الأقوام المغلوبة ويرتدون أزياءهم ، وتلهج السنتهم بآمالهم وآلامهم ، ولكن قلوبهم غلف لا تنبض بآلام ولا بآمال ، تفرض عليهم شروط الاذعان من جهة ؛ والامتيازات الممنوحة اليهم على حساب استعباد العباد ؛ من جهة اخرى ، سرّية في حياتهم وفضائح تنشرها وزارات الخارجية بعد عقود من مماتهم ؛ فيزداد احفادهم قيودا" وخنوعا" أمام أسيادهم ، ويزدادون غرورا" وصلفا" في استعداء الغلابى من أبناء جلدتهم ، والتلذّذ على عذاباتهم .
غدت مشاهد المعتقلين والمختطفين جثثا" عارية ملقاة في العراء . قابيل قتل أخاه ؛ الّا انه آثر دفن جثته ؛ اقتداء" بسلوك طير ، أمّا الانسان المتوحّش في الحضارة والمدنية الحديثة ؛ فقد ادّعى أنه مصدر التمدّن والرقيّ والحامي لحقوق الانسان ؛ كذبا" ، وثبت ان بعض الحيوانات ارأف من كثير من شخصيات اعتبارية وقيادات ( انسانية ) على الحيوان حينا" وعلى الانسان أحيانا" .
مصطلحات القومية والوطنية والشرف والخيانة والتمدن والتخلف والعنصرية وجلالة العشائرية والحضارة والعصور الحجرية غدت معاني لا مذاق لها ثابت . الطغاة لا يعطون الحرية لمحاكمهم ان تطبق ادنى ما اقترب من قوانينها الى مصلحة الشعوب ، يؤثرون ان تطحن الشعوب ووتحرق اشلاؤهم على ان ينال احدهم عقابا" على خطيئة ارتكبها ، ثم يبقى مؤهلا" للفوز بانتخابات ( ديموقراطية ) .
مضيق باب المندب كبقية المضائق يخضع الى سيطرة وحماية دولية ؛ اشرف على ادارته الامام او الرئيس أو الملك او آيات الله ، والشعب اليمني يعيش في غابة البنادق ويعيش ايضا" مستوى معيشة لا يحسد عليه ، ولم ترأف بحاله كل ابواق الاعلام الخدّاعة ، آيات الله ثبتوا على دعم الحوثيين . الدعم السعودي للامام مرة ولعبد الله صالح مرة ثانية وللحوثيين مرة ثالثة ولعبد الله صالح واتباعه مرة رابعة ولعبد ربه منصور مرة خامسة ، والشعب اليمني يرزح تحت نير التسلّط والقهر والفقر والجهل والقتل قبل المرض .هل تاتي ( عاصفة الحزم ) بانقلاب دراماتيكي في حياة اليمنيين ، ويوفّر لهم الاستقرار المفقود ؛ منذ ان كانت اليمن ( بلاد اليمن السعيد ) ؟
ايران تحذّر من عواقب ( عاصفة الحزم ) وكأن مسعاها محفوف بغيمات من الرحمة والاستقرارلاهل اليمن . هل يوفّر تصعيد التدخّل الايراني الأمن لأهل اليمن ورفع مستوى معيشتهم الضنكى وترك الحرية لأبنائه للتعبير عن صدق انتمائهم لبلدهم ؟ لو كان التدخّل الخارجي يعمل على التآم الانقسامات الداخلية ؛ لكانت تدخلاتهم ضرورة ملحّة تستدعي العجلة والتاييد ، لكن ما يجري في اليمن عاصرته الشعوب المغلوبة في ليبيا والعراق وسوريا ومصر وما زالت تعاني .
عاصفة الحزم سبق سيفها العذل ، فكان الأجدر بالمساهمين فيها توطيد علاقاتهم مع شعوبهم ؛ وليس التحالف على قمع ثوراتهم المفتوحة لكل الاختراقات ، كما كان الأجدر بالامبراطورية الفارسية الا تدير رحى حربها على أنقاض بغداد والشام وصنعاء وعدن ، وأشلاء الأطفال والشيخ وعذابات الايتام والارامل ، كان الاجدر بالدول المتباكية على مصالح الشعوب المقهورة ؛ أن تؤسس لتربية شعوبها على فنون المعارضة المنضبطة بحدود مصالحها ، مصالحها ليست على حساب مصالح شعوب أخرى ، والأجدر كذلك أن تنال قسطا" من تربية القبول ؛ كيف يرضى الجبابرة التنحي عن عروشهم ؛ أو الرضا بكشف هوانهم و ضعفهم امام القوى الغازية لبلادهم ؛ حتى يترك الميدان لمن هو مؤهلّ لزعامة البلاد المحفوفة بالمخاطر ، ينهض من الأنفاق او من بين صخورالجبال العاتية ، لا يلبسون الحرير ، ولا تنعم جنوبهم على فراش وثير ؛ الّا بعد أن يرتوي العطشى ويشبع الجياع ومن كبتت انفاسه يتنفّس الصعداء ويشفى الجرحى ويتعافى المرضى.
المساهمون في ( عاصفة الحزم ، والمتدثرون طويلا" بعباءة ( الموت لامريكا ، الموت لاسرائيل ) سبق سيفهم العذل ، ولغت سيوفهم مسعورة بدماء الابرياء يتّمت الأطفال ورمّلت النساء وأزهقت أرواح الركّع السجود جوعا" وما زالت ، ثم يرفعون شعارات ( حبيبي يا رسول الله ) ، ( لبيك يا حسين ) وكأن رسول الله وسبطه الحسين – عليهما سلام الله – دعيا الى انتزاع الرأفة والرحمة من قلوب المسلمين على المسلمين !!
رحى الحرب تدور ،ولن يتوقّف عند العراق أو سوريا او اليمن دخلها قاسم سليماني او لم يدخلها ، ستكون الطامة الكبرى ؛ عندما تشتعل نارالحرب اشتعالا" مباشرا" بين طرفي النزاع ايران والسعودية ؛ بدون وكالة لأحد أو تمتد لأطراف !! تمنياتنا : ( لا قدّر الله ) .
بقلم : بديع عويس
الحزم أبو العزم ؛ أبو الظفرات ، والترك أبو الفرك ؛ ابو الحسرات : قول مأثور ؛ جاء على لسان خادم الحرمين الشريفين الراحل عبد الله بن عبد العزيز ؛ لا غبار عليه في المعنى العام ، اتخاذ القرار يتبعه التنفيذ ، التردد والتراجع لا يخلف سوى خيبة الأمل والهزيمة . اتخاذ القرار يقتضي الاعداد أولا" ؛ الاعداد المعنوي للمواجهة ، ثم تجهيز الادوات المادية للاستخدام .
في السادس والعشرين من آذار الجاري ؛ انطلقت حملة ( عاصفة الحزم ) تلبية لطلب رياض ياسين الوزير اليمني في حكومة عبد ربه منصور هادي ؛ لردع الحوثيين اليمنيين المتمردين . الحوثيون مدعومون من ايران ، تعارضت معادلات التحالف واختلطت الدوافع العرقية والمذهبية والاطماع الداخلية والخارجية ؛ الاقليمية والدولية على مسرح الأحداث العربي الاسلامي الدموي ؛ مما اثار الكثير من التساؤلات ، تآلفت الاسئلة وتنافرت ؛ مما ورد فيها : هل يعتبر اعلان الحوثيين عن سيطرتهم على البلاد انقلابا" ؛ يسوّغ لهم وضع دستور جديد ؟
اذا رفض عبد منصور هادي التسليم بشرعية الانقلاب ؛ هل يملك صلاحية استدعاء أيّ طرف خارجي للتدخل وردع التمرّد الحوثي ؛ أسوة بصلاحية الاسد استدعاء الخبراء والمقاتلين من لبنان وايران والعراق وباكستان و -- ؟
هل يجوز لهادي أن يستعين ب ( درع الخليج ) لوقف تمدد الحوثيين وتغلغل نفوذهم الى عدة مناطق في محافظة عدن العاصمة البديلة التي التجا اليها بعد صنعاء ؟
عبد ربه منصوركان نائب رئيس اليمن المخلوع علي عبد الله صالح قبل ان يطيح به الشعب اليمني بما فيهم الحوثيين ؛ بعد الاحتجاجات الواسعة والمظاهرات الصاخبة والتمرّد المسلح ؛ الى ان جاء التدخّل السعودي لصالح بقاء اعوان عبد الله صالح في الحكم والاكتفاء بتنحيته وتولي منصور الرئاسة خلفا" له ، الّا أن الموالين له تحالفوا مع الحوثيين – خصوم الأمس – وزحفوا يسيطرون على مناطق اليمن محافظة بعد محافظة حتى سيطروا على العاصمة صنعاء الى ان تمكنوا من السيطرة كذلك على عدن .
أمام هذا الواقع الجديد ؛ وقفت السعودية التي كانت تدعم الحوثيين بالسرّ بعد فوز الاخوان المسلمين في مصر ، وكذلك الامارات العربية التي كانت تدعم الحوثيين علنا" ؛ امام خيارات صعبة اما ان تبارك السيطرة الحوثية على البلاد وبذلك تزيد من فرص التغلغل وتوسيع حدود الامبراطورية الايرانية النشطة في البحرين والمناطق الشرقية من المملكة السعودية ، أو التسليم بفتح جبهة ساخنة في حدود المملكة والامارات ، وانتظار بقية البلدان المتحالفة في عاصفة الحزم الى قدرها المحتوم . المملكة السعودية تزعمت عاصفة الحزم ، وانقلبت على أتباع علي عبد الله صالح وعلى الحوثيين ، وصعّدت من ضرباتهاالجوية لمواقعهم العسكرية .
تنوعت المواقف المؤيدة والمعارضة من العملية ، على صعيد محلي وعربي ودولي ؛ حسب المصالح والاطماع في خيرات المنطقة .اذا قدّر لنا ان نحدّد أهداف الصراع الدائر في منطقة الشرق الاوسط ؛ بأنها عرقية او دينية أو مذهبية ؛ تختل المعايير ؛ يتوقف المعيار العرقي ( عربي ، فارسي ، كردي ، - - ) عندما يعترضه الدين او المذهب او العشيرة ؛ او التبعية الأجنبية من باب ( الحرص على المصالح العليا للوطن ) ، أو اذا انقلبت الصورة ؛ ابتداء" من الدين او المذهب او - - تكون النتيجة أن المعيار قد اختل كذلك .
الأبرياء من الشعوب يدفعون ثمن الربح او الخسارة في تجارة هواة رعاة البقر أو المتخمين برأسمالية لا حدود لها ، عندما تجرّ الدول الغازية أذيال خيبتها من الدول المستضعفة ؛ تبقي على حكّام بالوكالة عنها ، يتحدثون بلغة الأقوام المغلوبة ويرتدون أزياءهم ، وتلهج السنتهم بآمالهم وآلامهم ، ولكن قلوبهم غلف لا تنبض بآلام ولا بآمال ، تفرض عليهم شروط الاذعان من جهة ؛ والامتيازات الممنوحة اليهم على حساب استعباد العباد ؛ من جهة اخرى ، سرّية في حياتهم وفضائح تنشرها وزارات الخارجية بعد عقود من مماتهم ؛ فيزداد احفادهم قيودا" وخنوعا" أمام أسيادهم ، ويزدادون غرورا" وصلفا" في استعداء الغلابى من أبناء جلدتهم ، والتلذّذ على عذاباتهم .
غدت مشاهد المعتقلين والمختطفين جثثا" عارية ملقاة في العراء . قابيل قتل أخاه ؛ الّا انه آثر دفن جثته ؛ اقتداء" بسلوك طير ، أمّا الانسان المتوحّش في الحضارة والمدنية الحديثة ؛ فقد ادّعى أنه مصدر التمدّن والرقيّ والحامي لحقوق الانسان ؛ كذبا" ، وثبت ان بعض الحيوانات ارأف من كثير من شخصيات اعتبارية وقيادات ( انسانية ) على الحيوان حينا" وعلى الانسان أحيانا" .
مصطلحات القومية والوطنية والشرف والخيانة والتمدن والتخلف والعنصرية وجلالة العشائرية والحضارة والعصور الحجرية غدت معاني لا مذاق لها ثابت . الطغاة لا يعطون الحرية لمحاكمهم ان تطبق ادنى ما اقترب من قوانينها الى مصلحة الشعوب ، يؤثرون ان تطحن الشعوب ووتحرق اشلاؤهم على ان ينال احدهم عقابا" على خطيئة ارتكبها ، ثم يبقى مؤهلا" للفوز بانتخابات ( ديموقراطية ) .
مضيق باب المندب كبقية المضائق يخضع الى سيطرة وحماية دولية ؛ اشرف على ادارته الامام او الرئيس أو الملك او آيات الله ، والشعب اليمني يعيش في غابة البنادق ويعيش ايضا" مستوى معيشة لا يحسد عليه ، ولم ترأف بحاله كل ابواق الاعلام الخدّاعة ، آيات الله ثبتوا على دعم الحوثيين . الدعم السعودي للامام مرة ولعبد الله صالح مرة ثانية وللحوثيين مرة ثالثة ولعبد الله صالح واتباعه مرة رابعة ولعبد ربه منصور مرة خامسة ، والشعب اليمني يرزح تحت نير التسلّط والقهر والفقر والجهل والقتل قبل المرض .هل تاتي ( عاصفة الحزم ) بانقلاب دراماتيكي في حياة اليمنيين ، ويوفّر لهم الاستقرار المفقود ؛ منذ ان كانت اليمن ( بلاد اليمن السعيد ) ؟
ايران تحذّر من عواقب ( عاصفة الحزم ) وكأن مسعاها محفوف بغيمات من الرحمة والاستقرارلاهل اليمن . هل يوفّر تصعيد التدخّل الايراني الأمن لأهل اليمن ورفع مستوى معيشتهم الضنكى وترك الحرية لأبنائه للتعبير عن صدق انتمائهم لبلدهم ؟ لو كان التدخّل الخارجي يعمل على التآم الانقسامات الداخلية ؛ لكانت تدخلاتهم ضرورة ملحّة تستدعي العجلة والتاييد ، لكن ما يجري في اليمن عاصرته الشعوب المغلوبة في ليبيا والعراق وسوريا ومصر وما زالت تعاني .
عاصفة الحزم سبق سيفها العذل ، فكان الأجدر بالمساهمين فيها توطيد علاقاتهم مع شعوبهم ؛ وليس التحالف على قمع ثوراتهم المفتوحة لكل الاختراقات ، كما كان الأجدر بالامبراطورية الفارسية الا تدير رحى حربها على أنقاض بغداد والشام وصنعاء وعدن ، وأشلاء الأطفال والشيخ وعذابات الايتام والارامل ، كان الاجدر بالدول المتباكية على مصالح الشعوب المقهورة ؛ أن تؤسس لتربية شعوبها على فنون المعارضة المنضبطة بحدود مصالحها ، مصالحها ليست على حساب مصالح شعوب أخرى ، والأجدر كذلك أن تنال قسطا" من تربية القبول ؛ كيف يرضى الجبابرة التنحي عن عروشهم ؛ أو الرضا بكشف هوانهم و ضعفهم امام القوى الغازية لبلادهم ؛ حتى يترك الميدان لمن هو مؤهلّ لزعامة البلاد المحفوفة بالمخاطر ، ينهض من الأنفاق او من بين صخورالجبال العاتية ، لا يلبسون الحرير ، ولا تنعم جنوبهم على فراش وثير ؛ الّا بعد أن يرتوي العطشى ويشبع الجياع ومن كبتت انفاسه يتنفّس الصعداء ويشفى الجرحى ويتعافى المرضى.
المساهمون في ( عاصفة الحزم ، والمتدثرون طويلا" بعباءة ( الموت لامريكا ، الموت لاسرائيل ) سبق سيفهم العذل ، ولغت سيوفهم مسعورة بدماء الابرياء يتّمت الأطفال ورمّلت النساء وأزهقت أرواح الركّع السجود جوعا" وما زالت ، ثم يرفعون شعارات ( حبيبي يا رسول الله ) ، ( لبيك يا حسين ) وكأن رسول الله وسبطه الحسين – عليهما سلام الله – دعيا الى انتزاع الرأفة والرحمة من قلوب المسلمين على المسلمين !!
رحى الحرب تدور ،ولن يتوقّف عند العراق أو سوريا او اليمن دخلها قاسم سليماني او لم يدخلها ، ستكون الطامة الكبرى ؛ عندما تشتعل نارالحرب اشتعالا" مباشرا" بين طرفي النزاع ايران والسعودية ؛ بدون وكالة لأحد أو تمتد لأطراف !! تمنياتنا : ( لا قدّر الله ) .
بقلم : بديع عويس