الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أيام العرب الجديدة بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2015-03-30
أيام العرب الجديدة بقلم : حماد صبح
سمى قدامى العرب حروبهم أياما ؛ لأنها كانت تحدث في يوم أو بعض يوم ، وكناية عن أهميتها في حياتهم نصرا أو هزيمة . ومع أن هذه التسمية اقترنت بالعصر الجاهلي أكثر من سواه من العصور الإسلامية التي عاقبته ( تلته ) بعد ذلك والتي ظهر فيها مصطلح " الغزوات " مثل غزوات الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ ومصطلح " الفتح " ، ومصطلحا " المعركة " و " الحرب " ؛ فإن بعض المؤرخين العرب واصل استعمال مصطلح " الأيام " تسمية للحرب . وعموما فإن مصطلح " الأيام " مشبع بالدلالة على حروب العرب في الجاهلية ذات الأسباب القبلية قبل أن يحول الإسلام العرب إلى مجتمع أو أمة موحدة التطلعات والوسائل لبلوغ تلك التطلعات مهما شاب توحدهم في ظلها من مظاهر تفكك وصراعات أحيت نزعاتهم القبلية القديمة . وقد يكون لهم عذر كبر أو صغر في ذلك الإحياء السيء المنافي لقيم الإسلام في الحث على ما هو خير وصالح للجماعة أو المجتمع . إنما الصادم في وقتنا الحالي هو عودة " أيام" العرب أو عودة العرب لأيامهم دون أن يكون لهم أصغر عذر في هذه العودة وهم في القرن الخامس عشر على ظهور الإسلام . أربع السنوات الأخيرة احتوت شرور أيام العرب الجديدة في صور متعددة جلية وخفية ، وخفيها أسوأ من جليها، شهدتها العراق وسوريا وليبيا واليمن ، ومصر إلى حد ما . وكأن ما كان من تلك الأيام السيئات على بشاعة ونكارة سوئها لم يكن كافيا للدلالة على أن العرب لم يبتعدوا جوهرا عن روح جاهليتهم وعقليتها ؛ فدهانا في 26 من الشهر الحالي يوم عربي جديد بالهجوم العشري على اليمن بحجة الدفاع عن شرعية حكم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي . ابتدأ اليوم المنحوس بهجوم جوي من 185 طائرة عربية على اليمن ، ولم يسبق لطائرات عربية أن هاجمت أحدا بمثل هذا العدد إلا في حرب 6 أكتوبر 1973 حين اندفعت 200 طائرة مصرية في هدير كاسح أين منه هدير المحيط في ليلة عاصفة ؛ لقصف المواقع الإسرائيلية في سيناء . ويا بعد ما بين هجوم يصنع التحرير والمجد وهجوم يصنع الخراب والعار ! تسع دول عربية عاشرتها باكستان تؤلف حلف شر لمهاجمة بلد عربي فقير أهلكته حرب أهلية في أربع سنوات . الدول الحقيقية لا المجازية لا تلجأ للحرب إلا في مسألة مصيرية تتعلق بالأمة والوطن ، ويحدد دستورها تحديدا صارما خصائص تلك المسألة . الحرب في ضوابط الدول الحقيقية ليست نزهة أو حالة انفعالية ، وإنما مسئولية مصيرية يتحكم في اتخاذ قرارها هيئات عديدة في الدولة . أسباب الحرب العربية ضد اليمن لا تصمد لأي نقاش ، وأهمها الدفاع عن الشرعية ؛ إذ لو كانت حقا دفاعا عن الشرعية لما سعت نفس الدول التي تهاجم اليمن لانتهاك شرعية رؤساء عرب آخرين . على كل حال أسباب السعودية القائدة لهذه الحرب معروفة ، وسبب الذين هبوا لمشاركتها فيها معروف ، والأسباب كلها سعودية وغير سعودية لا صلة بينها وبين الهدف المعلن وهو الدفاع عن شرعية الحكم في اليمن . الأسباب الحقيقية تنبع من كون الدول العربية ليست دولا حقيقية تتخذ قراراتها في القضايا الكبرى ومنها الحرب وفق ضوابط محددة سلفا لا يملك أي مسئول الخروج عنها ، وإنما هي في جملتها بعبارة هيكل قبائل تتخفى في ثياب دول ؛ لذا يبدأ الحاكم الحرب دون مشاورة هيئات داخل البلد لها الحق في إبداء الرأي اعتراضا أو موافقة . لا أحد يسأله: لماذا الحرب ؟ أليس من بديل سواها ؟ ولا أحد له الحق في سؤاله عن خسائرها . لا أحد له الحق في سؤاله أو معاقبته على ما تجلبه الحرب من خسائر ومصائب على البلد . وبدلا من ذلك ينهال عليه التمجيد من المسئولين في البلد الذين لا يزيدون عن كونهم موظفين لا رأي لهم ، ومن الإعلام المملوك للدولة أو التابع المؤيد لها إن كان خاصا . أيام العرب القديمة أعلت قبيلة فوق قبيلة أو عدة قبائل فوق عدة قبائل . أيامهم الجديدة ستجعلهم الأسفلين في الإقليم وفي العالم فوق أسفليتهم الحالية . وسابقا تساءلنا : أليس مما له دلالته الجلية الساطعة أن أقوى ثلاث دول في الإقليم وهي تركيا وإيران وإسرائيل ليس بينها دولة عربية ؟
وإذا تواصلت أيام العرب الجديدة ، والمقدر أنها ستتواصل لوفرة أسبابها ، قد لا نسمع عن دولة عربية ولو بالمعنى المجازي الحالي .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف