الأخبار
وزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيرانيطهران: العمل العسكري كان ردا على استهداف بعثتنا في دمشقإيران تشن هجوماً جوياً على إسرائيل بمئات المسيرات والصواريخ
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ذكرى يوم الارض نستشعر بدقة المرحلة ازاء ما تمر به القضية الفلسطينية.. بقلم عباس الجمعه

تاريخ النشر : 2015-03-29
في ذكرى يوم الارض نستشعر بدقة المرحلة ازاء ما تمر به القضية الفلسطينية.. بقلم عباس الجمعه
في ذكرى يوم الارض نستشعر بدقة المرحلة ازاء ما تمر به القضية الفلسطينية..

بقلم / عباس الجمعه

يشكل يوم الأرض معلماً بارزاً في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني، باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الشعب الفلسطيني تمسكه بأرض آبائه وأجداده، ففي مثل هذا اليوم، يوم الثلاثين من آذارمن عام 1976، انتفض الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والمناطق المحتلة في سخنين , وعرابة ودير الأسد, والناصرة, وأم الفحم , وشفا عمرو عام 48 ، ليؤكد ان الأرض هي تجسيد للإرادة الوطنية والرباط الروحي الوثيق بين الإنسان الفلسطيني وأرضه ، حيث تصدى, لتهويد الارض الانتهاكات الصهيونية للأراضي الفلسطينية ، ليرسم صورة شعبنا الفلسطيني الراسخة في ثباته وتمسكه بأرضه و حقوقه وثوابته الوطنية، هذه المناسبة لما لها من معانٍ رمزية ودلالات بالنسبة لشعبنا الفلسطيني الصامد، ويوم الأرض يجسد الإرادة الوطنية والرباط الروحي الوثيق بين الإنسان الفلسطيني وأرضه ، ولتشكل هذه المناسبة نموذجاً لمعاني التضحية وعنواناً للاحتجاج والمقاومة والرد المستفيض على سياسة الاستيطان والتهويد .

إن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني في فرض سياسة الأمر الواقع ومصادرة الأراضي وعزل مدينة القدس وغور الأردن ومحيط غزة والنقب عن الضفة وإقامة مئات الحواجز مواصلة بناء جدار الفصل العنصري واستمرار سياسة القتل والتدمير والاغتيال والاعتقال الجماعي واقتلاع الأشجار ومصادرة المياه ، إنما يعطي دلالات واضحة عن حالة العجز العربي الرسمي, وكل ذلك يأتي في ظل ظروف ومناخات سياسية صعبة ومخاطر وأزمات تعصف في المنطقة العربية, ورغم ذلك تبقى صورة شعبنا الفلسطيني راسخة في ثباته وتمسكه بأرضه و حقوقه وثوابته الوطنية، ولتؤكد مناسبة يوم الأرض أحد هذه الثوابت, لما تحمله هذه المناسبة من معانٍ رمزية ودلالات بالنسبة لشعبنا الفلسطيني الصامد، باعتبارها مثلت نموذجاً لمعاني التضحية وعنوانا للاحتجاج والمقاومة والرد المستفيض على سياسة الاستيطان والتهويد .

 نستحضر مع شعبنا وأمتنا ومحبي الحرية والعدل في العالم هذه الذكرى، لنقول إن نضالنا يتطلب المزيد من التضامن وإعداد الخطط والبرامج والاستراتيجيات العربية على صعيد حركات التحرر والأحزاب العربية, والقوى الفلسطينية, ومراهنتنا دوما على قدرة وإرادة الجماهير العربية في تجاوزها للأزمات والعجز الذي بات يمثله النظام العربي الرسمي ،رهاننا على الجماهير العربية التي تؤيد المقاومة وتعتبرها إحدى الخيارات المشروعة, وأيضا رهاننا على المزيد من النضال العربي والقومي, لإفشال سياسة الإدارة الأمريكية في المنطقة , والوقوف في وجه الهيمنة وما تمثله السياسة الأمريكية من انحياز إلى جانب الكيان الصهيوني وداعم لهذا الكيان وتقف إلى جانبه بوجود شراكة أمريكية صهيونية .

ونحن لم نسمع في قمة شرم الشيخ العربيه موقفا عربيا اتجاه القضية الفلسطينية باستثناء البعض وفي مقدمتهم الرئيس المصري، لذلك كنا نأمل ان تكون قضية فلسطين في الاولوية وان تكون هناك  قرارات عربيه بعيدا عن التدخلات الأجنبية التي لم تنتج الا خرابا ودمارا للمنطقة منذ احتلال العراق واعلان الادارة الامريكية تعميم مشروع الفوضى الخلاقة والتي هو نتاج  سايكس – بيكو جديدة  بهدف الوصول الى تقسيم المنطقة الى كانتونات طائفية وأثنية مذهبية وعرقية وقبلية ، لأن الادارة الامريكية وحليفتها اسرائيل والقوى المتحالفة معهم تعتبر أنها فوق الجميع، لأنهم يريدوا ان تكون الانظمة العربيه مهما كان مسماها تحت سيطرتهم، وهذه  فرصة تاريخية للعرب كانت بعودة مصر روحا وحضورا وقوة، لأن تكون قاطرة فعل تغييري في مسار المنطقة بكامله، فليكن هناك ارادة سياسية عربيه تكسر حالة الرعب المسكون منذ زمن في النظام العربي وتعيد مجد وزمان الرئيس جمال عبد الناصر وكذلك تعطي القضية الفلسطينية واجهت الاهتمام الكلي .

لا شك أن الشعب الفلسطيني الذي واجه المؤامرات ضرب أروع الأمثلة في الصمود والتضحية والمقاومة والتشبث بالبقاء،هذا الشعب في ظل تلك الهجمة ،يتطلع إلى قياداته بأن ترتقي إلى مستوى المسؤولية،وأن تغلب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني على المصالح والأجندات الفئوية، وأن تنهي ظاهرة الانقسام المدمرة،تلك الظاهرة واستمرارها تشجع الاحتلال الإسرائيلي وتفتح شهيته على المزيد من التوسع والاستيطان،وإخراج مشاريع التهويد والتطهير العرقي الى حيز الوجود والتنفيذ،فها هي القدس تشن عليها حرب شاملة ومفتوحة،ولم تعد مسائل الطرد والترحيل وهدم البيوت فردية،بل أصبحت جماعية وتطال أحياء بكاملها،وكذلك ما يجري في النقب،حيث الهجمة شاملة وتستهدف تصفية الوجود العربي هناك، وخاصة ان  الاحتلال الذي يزداد تغولاً وتوحشاً وعنصرية،ويواصل شن حرب عدوانية شاملة على شعبنا الفلسطيني،تتجسد وتتمثل في حرب متواصلة على شعبنا في غزة،واستيطان وعدوان في الضفة الفلسطينية، يؤكد على سياسة وعمليات تطهير عرقي على مرآى ومسمع العالم .

ان ما يجري على الارض الفلسطينية يثبت  أن الحكومات الصهيونيه المتعاقبة بمختلف تلاوينها وتسمياتها،إن اختلفت في التفاصيل والجزئيات والهوامش والنبرة واللغة،فهي متفقة في الاستراتيجي،وهو مواصلة الاستيطان والأسرلة والتهويد،بينما نحن نواصل الاقتتال على سلطة ولا نبني ولا نمتلك أية استراتيجيات جدية لإنقاذ أرضنا من الأسرلة والتهويد ، ومصادرتها والاستيلاء عليها من قبل الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه ،لذلك نقول لا بد من تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني والعمل على رسم استراتيجيه وطنيه وبرامج وآليات تنفيذية تمكن من الدفاع عن الأرض وحمايتها،واستخدام كل وسائل المقاومة بكل أشكالها ومسمياتها وعدم العودة الى المفاوضات العبثية، ونقل ملف القضية الفلسطينية الى الامم المتحدة،وكذلك تصعيد النضال الجماهيري والشعبي،حيث تضرب المقاومة الشعبيه  أروع الأمثلة والتي يجب أن تتطور وتتوسع لتشمل كل قرى ومدن فلسطين،فما عاد الشجب والاستنكار والبيان والمهرجان والاحتفال من الوسائل الفعالة في مقاومة وردع ووقف غول الاستيطان،هذا الغول الذي يبتلع كل شيء له علاقة بفلسطين الوطن والارض والقضية ،وان التصدي لهجمة الاحتلال لن تكون بالخطب والشعارات الرنانة والتصريحات الإعلامية والتصوير أمام الكاميرات وفي الفضائيات ،بل ما يوقفه هو الوحدة الوطنيه الفلسطينية وإنهاء الانقسام ونضال جاد وحقيقي وشراكة وطنيه في منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها  ،

أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الرد على السياسة الصهيونية ، وهذا يتطلب التمسك بالثوابت الوطنية, والمراهنة على إرادة الجماهير وليس على اتفاقات من شأنها أن تختزل صورة النضال الفلسطيني, لأن قضية شعبنا عنوانها  الحرية والاستقلال , وحق العودة جوهر القضية الفلسطينية , وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والسيادة الكاملة غير المنقوصة , وفهمنا لطبيعة المشروع الصهيوني الاستيطاني الاستعماري هو على النقيض تماماً لحقوقنا و لمشروعنا الوطني التحرري الفلسطيني.

 ان الشعب العربي الفلسطيني سيبقى حاملا راية الدفاع عن ارض ابائه واجداده والدفاع عن وطنه الذي لا وطن له سواه ، ونحن على يقين ان يوم الارض الذي يحي ذكراه الشعب الفلسطيني ستحييه الجماهير العربية والعديد من احرار العالم باعتباره محطة هامة . ان ما نطلبه من القمة العربيه ليس بيان ولا كلام معسول ، نطالبهم  ان تبقى القضية الفلسطينية تحتل مركز الصدارة في اجتماعات القمم العربية، وان تقوم هذه القمم بأصدار قرارات الدعم السياسي والمالي فعلا وقولا وليس كلاما في مهب الريح ، و دعم مدينة القدس ، لهذا فإن قمة شرم الشيخ مطالبة باتخاذ موقف صريح وجاد من الاحتلال والتهويد العقوبات والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، والعمل من اجل تنفيذ كافة القرارات بشأن القضية الفلسطينية من خلال الضغط على المصالح، وعبر فرض عقوبات، فلا يجوز التعامل بمعايير مزدوجة بفرض عقوبات على أنظمة عربية ، بينما تستثنى دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تدوس على القانون الدولي ودعم  الاعتراف بدولة فلسطين وحق عودة اللاجئين من ابناء شعبنا الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 في الامم المتحدة ومجلس الامن دون تقديم مشاريع تستهدف شطب اي حق من الحقوق الفلسطينية المشروعه ، ودعم لمواقف القيادة الفلسطينية امام المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وقيادته ،وحتى تبقى فلسطين قضية العرب المركزية.

ختاما : لا بد من القول في ذكرى الأرض الخالد نستشعر بدقة المرحلة وما تمر به قضيتنا من منعرجات خطرة، ، لذا نتطلع ونأمل بكل الصدق أن تكون الذكرى عامل دفع وتحفيز للطاقات، موحدةً للهمم والسواعد، ولنبذ الخلافات والتعالي على كل ما يفرق بين أخوة الهدف والمصير الواحد، حتى تبقى فلسطين بوصلة كل عمل وتوجه ، ولذلك نوجه التحية إلى الشعب العربي الفلسطيني والجماهير العربية,والتحية إلى الجماهير الفلسطينية في المناطق المحتلة عام 1948 في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، ونقولً أن نضال شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة هو مكمل لمجمل النضال الوطني الفلسطيني, و أن نضالات الشعب الفلسطيني في مناطق 48 هي رافد أساسي على خارطة الصراع داخل الكيان الصهيوني , وفي  ذكرى يوم الأرض نوجه التحية لشهداء يوم الارض في سخنين , وعرابة ودير الأسد, والناصرة, وأم الفحم , وشفا عمرو, و شهداء الانتفاضة الباسلة وشهداء الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة ولكل الشهداء المقاوميين على الارض العربيه ، فقضية فلسطين عادلة وستنتصر مهما طال الزمان وعظمت التضحيات.

كاتب سياسي

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف