الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عاصفة الحزم والتصدي للمشروع الإيراني في المنطقة بقلم منصور أبو كريم

تاريخ النشر : 2015-03-29
عاصفة الحزم والتصدي للمشروع الإيراني في المنطقة  بقلم منصور أبو كريم
  عاصفة الحزم والتصدي للمشروع الإيراني في المنطقة !!!

تشهد المنطقة  العربية عملية إعادة اصطفاف سياسي ومذهبي كبيرة جداً ، من خلال  تكوين تحالف عربي سني يحاول التصدي لتمدد المشروع الإيراني في المنطقة الذي يسعي للسيطرة  والهيمنة علي مقدرات الشعوب العربية وجعلها مجرد تابع لسياسة وأجندة إيران الدولية والإقليمية من خلال مجموعة من الأدوات والحركات التي تمؤلها إيران بالمال السلاح خدمة لأجندتها في المنطقة .

ولا يخفي علي احد خطورة المشروع الإيراني الفارسي في المنطقة من حيث الأهداف والأدوات التي تشكل عامل تهديد علي أمن و استقرار المنطقة العربية ، وضرب الأمن القومي العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص بالسيطرة علي دولة الخليج باعتبارها جزء من أراضي الإمبراطورية الفارسية التاريخية ، فخطورة المشروع  الإيراني تمكن أن المشروع الإيراني لا يقوم علي أساس التعاون المشترك بين الأمم وشعوب المنطقة !!!  بل يقوم علي أساس هيمنة وسيطرة وتبعية  الشعوب العربية للقيادة الإيرانية باعتبارها الدولة المركزية في المنطقة والتي يجب أن تقود العالم العربي دولاً وأنظمة وشعوباً من كافة الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بما يعني غياب الشخصية العربية واندماجها في الشخصية الإيرانية الفارسية و ودمج الدول العربية في المشروع الإيراني  والدولة الإيرانية , وهنا تمكن خطورة المشروع الإيراني الذي يعمل منذ الثورة الإسلامية عام 1979 لتصدير أفكار الثورة للدول العربية ، بما يضمن قيام إمبراطورية فارسية عظمي تضم جميع الدول العربية إلي هذه الإمبراطورية وتصبح الشعوب العربية مجرد رعايا لتلك الإمبراطورية الفارسية العظمي ، لذلك عملت ومازال تعمل إيران  نشر مشروعها الفكري والسياسي خارج إيران مستخدمة في ذلك بعض الحركات والتنظيمات الموالية لها ، مثل حزب الله في لبنان والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة الإسلامي في العراق بالإضافة إلي جماعة الحوثي في اليمن التي حاولت السيطرة علي كل الأراضي اليمنية بعد سيطرتها علي العاصمة صنعاء .

لذلك سعت المملكة العربية السعودية منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم إلي إحداث تغير جوهري ي السياسية الخارجية السعودية ، بإعطاء أولوية للتصدي لخطر تمدد المشروع الإيراني في المنطقة علي الملفات الأخرى التي أصبحت لا تشكل تهديد علي امن واستقرار المنطقة كظاهرة الإسلام السياسي التي تلقت ضربة موجعة بعد عزل مرسي وسقوط الإخوان في مصر وتونس ، لذلك سعي الملك سلمان بعد تولي الحكم تكوين جبهة عربية  سنية عريضة  لمواجهة الخطر الإيراني في ظل الاتفاق الأمريكي الإيراني القريب علي البرنامج النووي الإيراني ، وذلك بعد سيطرة جماعة عبد الملك الحوثي علي معظم الأراضي اليمينية بتواطؤ من الجيش اليميني الذي مازال يسيطر عليه الدكتاتور السابق علي عبد الله صالح ، من خلال تسهيل مهمة جماعة الحوثي السيطرة علي العاصمة صنعاء  من أجل تولي نجله منصب الرئيس  اليمني في أي عملية تسوية مستقبلية ، لذلك استشعرت العربية السعودية خطر تمدد المشروع الإيراني ووصوله لمدينة عدن التي تعتبر الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية المطلة علي مضيق باب المندب الذي يعطي من يسيطر عليه  القدرة  علي التأثير في حركة الملاحة البحرية مما يشكل خطر علي حركة السفن المتوجهة لقناة السويس المصرية  وحركة التجارة العالمية مما يشكل خطراً علي الأمن الاقتصادي المصري والسعودي باعتبار ان اليمن يعتبر الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية وسيطرة جماعة الحوثي عليها يشكل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار العربية السعودية .

من هنا جاءت عملية عاصفة الحزم  بتكوين جبهة عربية كبيرة من دول الخليج بالإضافة إلي مصر تركيا وباكستان للتصدي للمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة, و لكي تضع خطوط حمراء كبيرة  أمام التمدد الإيراني في المنطقة , ولكي ترسل رسالة قوية لإيران وكل حلفائها في المنطقة بان أمن واستقرار السعودية ودول الخليج خطر احمر ترسمه كل الدول العربية والإقليمية في وجهة إيران بقلم كبير!!! ، وترسل رسالة للولايات المتحدة الأمريكية بان العالم العربي قد دخل في فترة جديدة من العمل العربي المشترك من خلال تكوين قوة ردع عسكرية عربية بين عدد من جيوش الدول العربية المنضمة ضمن عملية عاصفة الحزم ، بما  يضمن أمن واستقرار  الوطن العربي والتصدي للتحريات التي تواجها الدول والأنظمة العربية ومواجهة الجماعات المتطرفة الإرهابية في سيناء وليبيا وسوريا وباقي المناطق التي تتطلب تدخل سريع فيها ، وبما يخدم أيضا  القضايا العربية بشكل عام  والقضية الفلسطينية بشكل خاص ، وبما يشكل رافعة حقيقية للأمن القومي العربي .

أخيرا أعتقد جازماً بأن إيران سوف تتراجع  عدة خطوات للخلف  بعد هذا الصدام الغير متوقع  والتي لم تحسب له حساب من قبل ، وسوف تقدم تنازلات سياسية وإعلامية عن طريق جماعة الحوثي في اليمن خلال الأيام القادمة بسحب عناصرها من العاصمة صنعاء والمدن الكبرى كمحاولة منها لامتصاص الغصب العربي الرسمي والشعبي علي تمددها في المنطقة ، وسوف تعمل علي إنهاء عملية عاصفة الحزم بشكل سريع من خلال الضغط الروسي في مجلس الأمن الدولي لأنه إيران لن تستطيع مواجهة كل القوي العربية والإقليمية و الدولية التي تساند عاصفة الحزم ، وبالتالي سوف نشهد خلال الأيام القادمة تراجع تكتيكياً للموقف الإيراني علي كافة الجبهات لضمان امتصاص العاصفة .

بقلم / منصور أبو كريم

باحث في الشؤون السياسية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف