الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اسمهان الوديعه ورثاء الشعراء بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2015-03-29
اسمهان الوديعه ورثاء الشعراء بقلم:وجيه ندى
اسمهان الوديعه ورثاء الشعراء

وجيـــه نــــدى المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى ورثاء الشعراء للساحره اسمهان - رثاها الشاعر على احمد باكثير وتحت عنوان سلام الى اسمهان يوم 24 يوليو 1944..
وقد كان ذلك عشرة أيّام فقط من بعد رحيلها الفاجع والمفاجئ. غَرِقَتْ ؟ كَيْفَ يَغْرَقُ النُّورُ وَالْحُسْنُ وَفَنُّ الْخُلودِ في شِبْرِ ماءِ؟ ما تَقولونَ ؟ هَلْ تَجِدُّنَّ أَمْ تَلْهونَ أَمْ هَلْ يَجِدُّ صَرْفُ الْقَضاءِ؟ لَوْ حَواها الْبَحْرُ الْعَريضُ لَضاقَ الْبَحْرُ ذَرْعاً عَنْ روحِها الشَّمّاءِ أَوْ حَوَتْها الصَّحْراءُ لانْتَفَضَتْ ظِلاًّ وَماءً في جَنّةٍ خَضْراءِ لِمَ لَمْ تَغْرَقِ الْكَواكِبُ وَالشُّهْبُ وَشَمْسُ الضُّحى وَبَدْرُ السَّماءِ؟ صَوْتُها الْعَبْقَرِيُّ قَدْ كانَ يُغْني عَنْ ضِياءٍ يُنيرُ في الظَّلْماءِ
** مَنْ شَدا بَعْدَ أسْمَهانَ بِلَحْنٍ فَلأُذْنٍ عَنْ لَحْنِهِ صَمّاءِ ما عَزائي مِنْ بَعْدِها بِنَشيدٍ أَوْ غِناءٍ وَلاتَ حينَ عَزاءِ؟ ضَلَّةٌ قيلَ أَنَّها بُلْبُلٌ أَوْ كَرَوانٌ أَوْ عَنْدَليبُ غِناءِ
أَيْنَ مِنْ صَوْتِها حَناجِرُ طَيْرٍ أَوْ أَرانينُ آلَةٍ خَرْساءِ صَوْتُها الصَّوْتُ لِلْخُلودِ وَلِلْفِرْدَوْسِ لا لِلدُّنْيا لا لِلْفَناءِ أسْمَعَ اللهُ مِنْهُ لِلنّاسِ حيناً لِيَحْنوا شَوْقاً لِدارِ الْجَزاءِ لِيَرَوْا أَنَّ ما عَلى الأَرْضِ فانٍ وَالنَّعيمَ النَّعيمَ في الْفَيْحاءِ!
** ليت عينيَّ تذهبان ويُضحي خَطْبُها كاذِباً مِنَ الأنْباءِ شهرَ يوليو مَن يَردُّك أبريلََ وأعْطيه مُهْجَتي ودِمائي؟ شهرَ يوليو لا كنتَ يا شهرَ يوليو أنت شهرُ الدُّموع والأرزاءِ
** آهٍ يا أسمهانُ ! يا بهجةَ الدُّنيا وأغنيّةَ السَّنا والسَّناءِ خرَستْ بعدكِ الْبلابلُ في الرَّوْضِ وجفَّت جداولُ السَّرّاءِ وظِلال الْفًَنِّ الرَّفيع اضْمحلَّت وتولَّت بَشاشَةُ النُّدماءِ كنتُ أبْكي – إذا سمِعتُكِ تَشْدينَ – بدمعٍ يَندى على أحْشائي صِرتُ أبْكي – إذا سمِعتُكِ تَشْدين – بدمعٍ مُوَرَّدٍ بالدِّماء فاذْهَبي كالرّبيع .. كالكوكبِ الْهاوي .. كساري النَّسيمِ .. كالأنْداءِ واخْلُدي في الْقلوب ما خلَد الْفَنُّ وداشتْ بلابِلُ الشُّعراءِ وارْقُدي في ثَرى الْكِنانةِ واقْضي ما تشائين من هوىً ووفاءِ نضَّر اللهُ بالنّعيم مُحَيّاكِ وأوْلاكِ مَنْزِلَ الشُّهَداءِ ايضا ولدى رحيلها الفاجع.. و ايضا رثاها أحمَد رامي.. وممّا نظم : يا ضَياعَ الْمُنى عَلى أَسْمَهان ** ذَهَبَتْ في شَبابِها الرَّيّان
= أَنَّةٌ في الْفَضاءِ ضاعَ صَداها ** كَعَبيرٍ يَشيعُ في الأكْوان =
وايضا رثاها الأديب الكبير الشّاعر عليّ أحمد باكثير.. ولم يغفل عن رثاها الشّاعر الكبير بشارة الخوري – الأخطل الصّغير..
و «للصّوت الملائكيّ»..نظم الشّاعر نور الدّين جودت....كان يا ما كان في ماضي الزّمانْ
مُهرة شقراء سمراء حَرونْ -رَبْعة القامة خضراء العيونْ = اِسمُها بين الأسامي أسمهانْ...
وعن ولادتها فى عرض البحر يقول ذات ليلة، من ليالي حرب تركيا الحزينة - مخضتها الظّلمة الصّغرى على ظهر سفينة = وسْط بحر كان في عزّ الجُنونْ -=
فتلقّتها بأهداب الجُفونْ = كلّ جنّيّاته: من (فِرْتَنى) حتّى (الرَّبابْ) -
وأتت (مُرجانة) كَرمى لها بأعاجيب عُجابْ - واستماتت (لؤلؤة)،
فارْعوى البحر.. وثابْ وتابْ-
بل وأدنى مَرفَأهْ إذ رأى في ذلك الخدّ علامَة - هي في قاموس أهل الشّام شامة -
وعلى ذاك الجَبينْ بين إكليلَيْن من غارٍ ورَنْدْ -كُتِبَت آياتُ رسْت ونَوى -
... ومَقاماتُ صَبا...ونَجاوى نهوندْ...!
ثمّ شبّت.. فأطارت ألف آهْ من أصيل الطربِ - علّت الآذانَ منها والشفاهْ رقرقاتُ العُرْبِ
- ونَداواتُ القَرارْ وحَلاواتُ الجَوابِ!.. وصَحَوْنا.. فتناقلنا البِشارة: قد رُزِقنا اليومَ (ديڤا) عربِيّة-! اِسْقِني تلك الأغاني يا نَديمْ
اِسْقِنيها ذَوْبَ حبٍّ وهُيامْ ومُدامٍ وغَرامْ
أنا من ألحانها صُغْتُ الكَلامْ وملأتُ الكأسَ من آهاتِها حتّى الجُمامْ!
اِسْقِنيها فهي من روح شقيقة - حملتْ أنفاسُها للنّفس أصداءَ الحقيقة - أَوَلا تسمع في ترجيع غنّات السّرورْ رنّةَ الحزن العميقة ؟اِسْقِني تلك الأغاني..
اِسْقِنيها.. هي في أعماق أعماقي حَنينْ وأنينْ من قديم من بدايات الزّمانِ
- منذ سجن الروح في ماء وطينْ! آهٍ يا (آمال) يا بِدْعَ الإلهْ - يا ابنةَ الرّقّةِ والشّجْوِ وأشواقِ الحياهْ - نحن لا نحيا ولكنّا نعيش كلّنا في مَحبِسَيْنِ اثنَيْن: كونٍ وجسدْ
للأبدْ= ما عدا المرأةَ زيدتْ آخرَيْن مُحكَمَيْن منذ عهد الأزلِ: خَلْقُها أنثى... وحُكمُ الرّجلِ...!
ألِهذا كلِّه مُتِّ انْتقاماً - مثلما عِشتِ انتقاماً - لم تُراعي فيكِ جسمًا وعظاماً - وتهاويتِ فَراشاً... مُستهاماً - لم يَنلْ بالنّار من نورٍ سوى وَمْضٍ تراءى وتلاشى؟
ليته ما شاء عاشا... ثم ناما - نوم حلم كنتِه فينا... تنامى
عالياً - ثمّ هوى في لُجَّة الماء هَوِيّاَ - تاركًا في مَسمَع الدّنيا.. وفي الصّدر دَوِيّاَ.. يا عَروسَ النّيلِ - ماءُ النّيلِ في أعْيُنِنا صار ضِراماَ - فبماذا نُطفِئُ الحُرقةَ في القلبِ = ومَن يُحْيي الكلاماَ...؟ أيَظنّ الرّبُّ تَمّوزُ بأنّي سوف أسْلو أو أُراحْ - إنْ جلا لي سرّ ذَيّاك الصّباح؟
قال لي: كنتَ وإيّاها العطاءْ... والرّجاءْ - ثمّ عمّ الكونَ - كلَّ الكونِ - ليلُ الجَدبِ والحَربِ
وأضّحى لا مَناصْ... فانْتُدِبْنا للخلاصْ:
كنتُ لِلأرْضِ وكانت لِلسّماءْ!... بعد سِتّينَ تَوَلَّيْنَ على قصْفِ الشّبابْ - وانْكِسار النّفْسْ أتقرّى نعشَك السّاري بِلَمْسِ - أتُرى ذاك الغيابْ كان أمسِ...؟ - قبل أن تُشرِقَ فينا أسمهانْ
- خيرُ وصفٍ لجمالِ الصّوتِ كانْ: هو صوتٌ من ذهَبْ! )- ولَدى أن صدَحت... صاح الزّمانْ:
(يا لَثاراتِ الذّهَبْ! )- غير أنّي اليومَ إذْ أهْفو إلى صافي الطّرَبْ
في بلادي يَتوَلاّني الغضَبْ والنَصَبْ... ثمّ يَحْدوني التّمَنّي
فأنادي (ليْت لِلبرّاقِ عيْنًا فترى): خلَتِ السّاحةُ من صوتٍ سَماويّ خُلُوَّ السّاحِ من سيفٍ يَمانيّ
لم أعُدْ أسمعُ إلاّ صخَبًا فوق صخَبْ فوق جلَبْ قد تشكّت منه أوْتارُ الكمانِ واسْتغاث العودُ وانْشقّ القصَبْ وأراني... بعد أن غاب العِيار الأسمهانيّ...
أتَعزّى... بالذّهَبْ! رحمها الله و اسكنها فسيح جناته الغزير المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى وجيــه نـــدى [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف