هدير الضمير
أبو مروان في الذكرى العاشرة لوفاته !!
ياسين عبد الله السعدي
تحل اليوم الذكرى العاشرة لرحيل (عملاق الصحافة الفلسطينية)، كما وصفته في مقالتي في (القدس) يوم رحيله بتاريخ 28-3- 2005م. ولقد عزَّ نعيه على من عرفه وعرف إخلاصه وتفانيه في سبيل (القدس) اسماً ومسمى، وعرف تمسكه وحرصه على (القدس) وتطويع الكلمة وتوظيفها في خدمة الاسم الكبير.
الموت حق. وإن كان الموت يغيِّب الأجساد في التراب لكل كائن حي، إلا إن من الناس من تبقى سيرته حية في النفوس ومغروسة في القلوب مهما طال بها الزمن كما يقول أمير الشعراء، أحمد شوقي:
الناس صنفان: موتى في حياتهمُ *** وآخرون ببطن الأرض أحياءُ
هذه ظاهرة ندركها كلنا. فكم من الشعراء والأدباء والعلماء وأهل الفكر والمصلحين ورجال الفضل والقادة التاريخيين ظلوا خالدين في ضمائر الذين يعرفون الفضل لأهل الفضل، ويقدرون أثر ما يتركه هؤلاء المخلصون لشعبهم وأمتهم.
كثيراً ما نقرأ عن إقامة (الذكرى) المئوية أو حتى الألفية لميلاد هذا العالم أو الأديب أو الشاعر أو الفيلسوف أو القائد تخليدا وتمجيدا لما قدمه من فكر أو عمل.
اليوم تحل الذكرى العاشرة لوفاة رجل من أهل الفكر ورجال الصحافة المتميزين الذين كان لهم فضل كبير في تنوير الشعب الفلسطيني والعمل على تواصله مع العالم عبر صفحات (القدس) الغراء، المنبر الإعلامي الذي لا يزال منارة لما يزيد عن ستة عقود من الزمن، وسيدوم إن شاء الله.
كانت مرحلة طافحة بالأحداث الكبيرة ومليئة بالمستجدات السياسية الجسيمة التي تشبه المحيط الهادر بالأمواج العاتية. لكن أبا مروان استطاع أن يعبر ب (القدس) إلى بر السلامة ويجعلها النبراس الذي يضيء لنا السبيل إلى الصدق وإلى الحقيقة.
كان أبو مروان صاحب فكر صائب ورأي سديد لا يخضع لتوجيه معين ولا يتنازل لجهة؛ وإنما كان هدفه خدمة الحقيقة الصحفية التي لا تتلون أو تتشكل حسب الظروف.
تمر اليوم الذكرى السنوية العاشرة لوفاة هذا الرجل الذي كان يعطي الناس أقدارهم ويضعهم في أحجامهم عبر (ميزانه) الذي لا يخطئ في قراءة واقعهم حسبما يراه هو وليس حسب ما يريده الآخرون.
أكتب من خلال تجربة ذاتية ومن خلال معرفة شخصية (... وما شهدنا إلا بما علمنا...) يوسف: 81
كنت قد قلت في الذكرى الثامنة لوفاته، رحمه الله:
ذو الفضل تبقى على الأيام سيرته *** محمودةً، ويظلُّ الفضلُ ممدودا
مضى كذلك (محمود) تزف به *** مآثر الفضل تتلو الذكر محمودا
فأين من ك (أبي مروان) خطَّ لنا *** منهاج فضل يعيش الدهر موجوداً
أما في الذكرى التاسعة فنشرت هذه الأبيات التي أعتبرها شهادة حق لرجل عشق الحقيقة، وكان نصيراً لها فعاش حياً في نفوس محبيه ومقدري فضله:
(بمناسبة الذكرى التاسعة لوفاة المرحوم، أبي مروان)
كل الخلائق في الدنيا لها أَجَلٌ *** بذا قضى اللهُ في القرآن من سُنَنِ
فكلُّ مَنْ فوقَها فانٍ ومرتَحِلٌ *** والذّكْرُ يبقى له من فِعْلِهِ الحَسَنِ
ما كان من نافعٍ للناس قدَّمّهُ *** قبلَ الرحيلِ، وقبل القبرِ والكَفَنِ
كذاك ذكرى أبي مروانَ عاطرةٌ *** ذكرى الأكارمِ تبقى طيلةَ الزمنِ
وكيف ننساك والأيامُ شاهدةٌ *** قد كانت (القدسُ) للكتَّابِ كالفننِ
في دوحة القدس كم من شاعرٍ نَبًهًت *** منهُ المواهبُ، كم مِنْ كاتبٍ فَطِنِ
طوبى لمن كان للأقلام يمنحها *** صدق الوِداد بلا كِبْرٍ ولا منن
دنيا الصحافة يا من كنتَ فارسَها *** كنتَ المُصَلِّي ، فلم تقعدْ ولم تهُنِ
عليكَ مني سلامُ الله أُرسلُهُ *** ما دمتُ حيّاً، وتسري الروحُ في بدني
مهما تقادمت الأيامُ يا عَلَماً *** تعيشُ ذِكراكَ في سِرّي وفي العلنِ
بوركْتَ، بوركَ ما قدَّمْتَ من أَثَرٍ*** له الخلودُ على الأيام والزمنِ
أحْيَيْتَ للقدس ذِكْراً خالداً أبداً *** رغمَ المكائدِ والأحقادِ والمِحَنِ
ندعو إلى الله يحميها ويحفظُها *** وعاشت (القدسُ) في أمْنٍ من الفِتَنِ
تهفو القلوبُ إليها وهي واجفةٌ *** ف (القدسُ) في القلب مِنّا، دُرَّةُ الوطنِ
وتاجُها المسجدُ الأقصى يُزَيِّنُها *** نفديه بالروح مهما جَلَّ من ثمنِ
كم ذا نحنُّ إليها دائماً أبداً *** نفديكِ يا قدسنا، يا زهرة المُدُنِ !!
[email protected]
أبو مروان في الذكرى العاشرة لوفاته !!
ياسين عبد الله السعدي
تحل اليوم الذكرى العاشرة لرحيل (عملاق الصحافة الفلسطينية)، كما وصفته في مقالتي في (القدس) يوم رحيله بتاريخ 28-3- 2005م. ولقد عزَّ نعيه على من عرفه وعرف إخلاصه وتفانيه في سبيل (القدس) اسماً ومسمى، وعرف تمسكه وحرصه على (القدس) وتطويع الكلمة وتوظيفها في خدمة الاسم الكبير.
الموت حق. وإن كان الموت يغيِّب الأجساد في التراب لكل كائن حي، إلا إن من الناس من تبقى سيرته حية في النفوس ومغروسة في القلوب مهما طال بها الزمن كما يقول أمير الشعراء، أحمد شوقي:
الناس صنفان: موتى في حياتهمُ *** وآخرون ببطن الأرض أحياءُ
هذه ظاهرة ندركها كلنا. فكم من الشعراء والأدباء والعلماء وأهل الفكر والمصلحين ورجال الفضل والقادة التاريخيين ظلوا خالدين في ضمائر الذين يعرفون الفضل لأهل الفضل، ويقدرون أثر ما يتركه هؤلاء المخلصون لشعبهم وأمتهم.
كثيراً ما نقرأ عن إقامة (الذكرى) المئوية أو حتى الألفية لميلاد هذا العالم أو الأديب أو الشاعر أو الفيلسوف أو القائد تخليدا وتمجيدا لما قدمه من فكر أو عمل.
اليوم تحل الذكرى العاشرة لوفاة رجل من أهل الفكر ورجال الصحافة المتميزين الذين كان لهم فضل كبير في تنوير الشعب الفلسطيني والعمل على تواصله مع العالم عبر صفحات (القدس) الغراء، المنبر الإعلامي الذي لا يزال منارة لما يزيد عن ستة عقود من الزمن، وسيدوم إن شاء الله.
كانت مرحلة طافحة بالأحداث الكبيرة ومليئة بالمستجدات السياسية الجسيمة التي تشبه المحيط الهادر بالأمواج العاتية. لكن أبا مروان استطاع أن يعبر ب (القدس) إلى بر السلامة ويجعلها النبراس الذي يضيء لنا السبيل إلى الصدق وإلى الحقيقة.
كان أبو مروان صاحب فكر صائب ورأي سديد لا يخضع لتوجيه معين ولا يتنازل لجهة؛ وإنما كان هدفه خدمة الحقيقة الصحفية التي لا تتلون أو تتشكل حسب الظروف.
تمر اليوم الذكرى السنوية العاشرة لوفاة هذا الرجل الذي كان يعطي الناس أقدارهم ويضعهم في أحجامهم عبر (ميزانه) الذي لا يخطئ في قراءة واقعهم حسبما يراه هو وليس حسب ما يريده الآخرون.
أكتب من خلال تجربة ذاتية ومن خلال معرفة شخصية (... وما شهدنا إلا بما علمنا...) يوسف: 81
كنت قد قلت في الذكرى الثامنة لوفاته، رحمه الله:
ذو الفضل تبقى على الأيام سيرته *** محمودةً، ويظلُّ الفضلُ ممدودا
مضى كذلك (محمود) تزف به *** مآثر الفضل تتلو الذكر محمودا
فأين من ك (أبي مروان) خطَّ لنا *** منهاج فضل يعيش الدهر موجوداً
أما في الذكرى التاسعة فنشرت هذه الأبيات التي أعتبرها شهادة حق لرجل عشق الحقيقة، وكان نصيراً لها فعاش حياً في نفوس محبيه ومقدري فضله:
(بمناسبة الذكرى التاسعة لوفاة المرحوم، أبي مروان)
كل الخلائق في الدنيا لها أَجَلٌ *** بذا قضى اللهُ في القرآن من سُنَنِ
فكلُّ مَنْ فوقَها فانٍ ومرتَحِلٌ *** والذّكْرُ يبقى له من فِعْلِهِ الحَسَنِ
ما كان من نافعٍ للناس قدَّمّهُ *** قبلَ الرحيلِ، وقبل القبرِ والكَفَنِ
كذاك ذكرى أبي مروانَ عاطرةٌ *** ذكرى الأكارمِ تبقى طيلةَ الزمنِ
وكيف ننساك والأيامُ شاهدةٌ *** قد كانت (القدسُ) للكتَّابِ كالفننِ
في دوحة القدس كم من شاعرٍ نَبًهًت *** منهُ المواهبُ، كم مِنْ كاتبٍ فَطِنِ
طوبى لمن كان للأقلام يمنحها *** صدق الوِداد بلا كِبْرٍ ولا منن
دنيا الصحافة يا من كنتَ فارسَها *** كنتَ المُصَلِّي ، فلم تقعدْ ولم تهُنِ
عليكَ مني سلامُ الله أُرسلُهُ *** ما دمتُ حيّاً، وتسري الروحُ في بدني
مهما تقادمت الأيامُ يا عَلَماً *** تعيشُ ذِكراكَ في سِرّي وفي العلنِ
بوركْتَ، بوركَ ما قدَّمْتَ من أَثَرٍ*** له الخلودُ على الأيام والزمنِ
أحْيَيْتَ للقدس ذِكْراً خالداً أبداً *** رغمَ المكائدِ والأحقادِ والمِحَنِ
ندعو إلى الله يحميها ويحفظُها *** وعاشت (القدسُ) في أمْنٍ من الفِتَنِ
تهفو القلوبُ إليها وهي واجفةٌ *** ف (القدسُ) في القلب مِنّا، دُرَّةُ الوطنِ
وتاجُها المسجدُ الأقصى يُزَيِّنُها *** نفديه بالروح مهما جَلَّ من ثمنِ
كم ذا نحنُّ إليها دائماً أبداً *** نفديكِ يا قدسنا، يا زهرة المُدُنِ !!
[email protected]