الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ألا يوجد بينكم طاهر ابن نجيبة ؟ بقلم : عباس الخفاجي

تاريخ النشر : 2015-03-29
ألا يوجد بينكم طاهر ابن نجيبة ؟  بقلم : عباس الخفاجي
 ألا يوجد بينكم طاهر ابن نجيبة ؟

بقلم : عباس الخفاجي
يبدو أن المظلومية في عراقنا الجديد في تصاعد مستمر ، وبدأت تأخذ أشكالا متنوعة دون أن تلقى مطالب المظلومين اليسيرة الآذان الصاغية من المسؤولين الحكوميين والنواب البرلمانيين ، الذين تسلقوا على أكتاف البسطاء والفقراء والمعدمين ، ليتربعوا على كراسي البرلمان ، دون أن يحققوا حلما واحدا من أحلام العصافير التي كان يحلم بها أولئك الفقراء ، فالكل منشغل بترتيب أوضاعه المعاشية التي تناسب مركزه الحكومي أو النيابي ، وكما قال أحدهم :

كلمن عرشه

وكلمن لاهي بجيبه وكرشه

والشعب إمدولب ما عنده

يمر إنهـاره .. وما يتغـدّه

ويعبر ليله .. وما يتعـشّه

ومن ينام فاتح عينه ... وتابوته املولح يم رمشه

يحجي ... يبجي ...

انطيتوه اذان الطرشه ...

وسائل الأعلام المختلفة تنقل تظاهرات شبه يومية لعمال فصلوا من عملهم لعدم وجود أنتاج في مصانعهم ذاتية التمويل ، موظفين مستمرين في خدمة البلد بدون رواتب لأشهر عدة ، خريجين أفنوا زهرة شبابهم في الدراسة ليحصلوا على شهادات علقوها في صالات بيوتهم ، دون أن يلتفت اليهم أحدا وينتشلهم من حالة الضياع النفسي والفكري الذي يعيشونه ، أرامل تبلغ بأخلاء الدور التي تشغلها تجاوزا ، دون أن يفكر من أصدر أمر التخلية ، أن هذه العائلة ستفترش أرض الله الواسعة وتلتحف السماء.

لقد ماتت المروءة والشهامة في أنفسنا ، وقتلت الرحمة فينا ، فكم من مظلوم يرفع كفيه وهو يناجي ربه ويدعو على من ظلمه ، وكم من دمعة سالت من عين طفلة يتيمة دون أن تتلمس يدا تمسح على رأسها ، وتهدأ من روعها.

في أيام العهد الملكي ، كان الأقطاع متسلطا على رقاب الفلاحين البسطاء ، كان الأقطاعي يستغل الفلاح أبشع أستغلال ، ربما لا يعطيه حتى أجور عمله ، في تلك الأثناء وصلت الأمور عند أحد الفلاحين الى حد لا يطاق ، فالفقر والجوع والبؤس والمرض أخذت من عائلته المسكينة مأخذها ، فتجرأ هذا الفلاح وذهب الى الأقطاعي الذي يعمل في أرضه ، وطالبه بأجوره ، أمتعض الأقطاعي من جرأة الفلاح وبدأ يماطله أياما ، ثم بدأ كلما طالبه الفلاح بأجوره ، يضربه ويهينه ويحتقره ، والفلاح يقول له أريد أن أطعم عائلتي ، أريد أن أعالج ولدي ، والأقطاعي الجشع لا يأبه لقول الفلاح ولا يرق له قلب أو شفقة أو رحمة ، ولم يعره أي أهتمام.

فما كان من بعض الرجال ألا أن نصحوا هذا الفلاح بالذهاب الى المضيف الذي يتردد عليه هذا الأقطاعي ويقص قصته أمام الجميع ...

ذهب هذا المسكين الى المضيف ، حيث يلتقي الأقطاعيون وكبار الشيوخ ووجهاء المدينة ، كان الأقطاعي الجشع جالسا بينهم ، فأرتجفت الكلمات من بين شفتيه ولم يستطع أن يتكلم ألا بعبارة واحدة قالها وجميع أوصاله ترتجف خوفا مما ستؤول اليه الأمور ، قال الفلاح ( ألا يوجد بينكم طاهر أبن نجيبة ؟)

التفت الجالسون أحدهم الى الآخر وبدأت الضحكات والقهقهات تتعالى من أرجاء المضيف سخرية بالفلاح و سؤاله.

ثم صاح الجميع : لا يوجد بيننا أحدا بهذا الأسم .

خرج الفلاح عائدا الى بيته ، بينما ظل من كان في المضيف يفكر بكلمات الفلاح ، حتى تنبه أحدهم وقال للحاضرين :

يا جماعة ، الفلاح لم يسأل عن شخص أسمه طاهر أبن نجيبة ، بل كان يقصد رجلا طاهرا ينصفه من الجور الذي وقع عليه ، لقد شتمنا أنفسنا بأنفسنا حينما قلنا له ، لا يوجد أحد بيننا طاهر أبن نجيبة .

فعلى كل مظلومي العراق ، على كل من يتظاهر ويعتصم وينادي ويطالب ، أدعو الله أن يظهر طاهر أبن نجيبه كي يحقق كل ما تطلبون ، فعلى ما يبدو أن طاهر لازال معتكفا حتى أشعار آخر ...

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف