الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشهداء الستة حكاية مجد يتوارثها المخيم .. بقلم هديب رضوان

تاريخ النشر : 2015-03-29
الشهداء الستة حكاية مجد يتوارثها المخيم .. بقلم هديب رضوان
  الشهداء الستة حكاية مجد يتوارثها المخيم        

ميدان الشهداء الستة .. لازال الاسم الذي يحمل ذكرى تمر جيل بعد جيل لأبناء شمال غزة ولمخيم جباليا على وجه الخصوص . كيف لا وهو منارٌ بدماء الشهداء القادة الذين لاتزال سيرتهم العطرة لسان أحبتهم وذويهم وكل من عاش زمن الأبطال.

جيل بعد جيل ..تمر السنين وتمضي الأيام ولازالت الذكرى تورث من الأب لابنه ، كيف لايعرف أبناء مخيم جباليا سيرة شهداء المقاومة  في هذه المنطقة والتي تعرفها غزة " الشهداء الستة " تلك الذكرى المؤلمة التي مازالت خالدة  في الوجدان وراسخة في القلوب,ذكرى أبرز قادة الجهاز السري لصقور الفتح الجناح العسكري لحركة فتح آنذاك في مخيم جباليا, بشاعة الجريمة لاتوصف تفجرت رؤسهم من اطلاق النار، الدم والبارود والسيول البشرية من أبناء مخيم الثورة الغاضبة التي تهتف للمقاومة وحركة فتح يوم الاثنين الموافق 28/3/1994م  فقد تمكنت القوات الخاصة الاسرائيلية وبمساعدة العملاء والمستعربين مع موعد أذان المغرب, من تنفيذ مهمة اغتيال القادة الشهداء الستة في كمين محكم ومطبق وتعتبر هذه الجريمة من أقسي الضربات الموجعة التي تلقاها الجناح العسكري السري لصقور الفتح .

رواية رفاق الشهداء وأبناء المخيم ..تحركت السيارات ومن بينهم سيارة الشهيد أحمد أبو ابطيحان 504 والتي كانت تقل الشهداء الستة وغيرهم من المناضلين الذين نجوا من الموت بأعجوبة وكتب لهم الله الحياة وقتها مثل القيادي وحيد صالح والشهيد القائد محمد غريب، كان الجميع متجهين إلى حي الشيخ رضوان ما بين الساعة الثالثة والرابعة عصراً,وعندما وصلوا إلى حي الشيخ رضوان, فقد جرى هناك اجتماع مغلق لكوادر حركة فتح وجناحها العسكري آنذاك " صقور الفتح " حيث أعدوا بيان عسكري لهذه المهمة بتنسيق مباشر مع قيادات التنظيم في حركة فتح وعلى رأسها الشهيد ياسر عرفات وكان الهدف من هذه المهمة المحدودة والتي أطلق عليها  " معركة التصحيح " هو تطهير التنظيم من بعض الشوائب والسلوكيات المشينة التي مورست باسمه وقد أساءت لسمعة الحركة وتاريخها فكان لابد من استئصالها من الجسم التنظيمي للحركة وعلاج ما تم إفساده في التنظيم, وبعد الانتهاء من اعداد المهمة شارك المناضلون بما فيهم الشهداء الستة في حضورحفل تأبين الشهيد سامي الغول والذي صادف على مرور ذكرى استشهاده عام,وهناك ألقى الشهيد أنورالمقوسي كلمة بهذه المناسبة، وبعد تقديم واجب العزاء فقد هم الرجال للرحيل إلى مخيم جباليا حيث المنشأ وحيث الرحيل .

الكمين المحكم ..وعند وصولهم من دوار "القطاطوه" ومعمل الخرابيشي للحجارة غرب مخيم جباليا تفاجئ راكبي السيارات من المناضلين بما فيهم الشهداء الستة بمجموعة من العملاء منتشرة بين جموع الناس وموزعين في أماكن متفرقة وقوات صهيونية خاصة تركب سيارات غزية وترتدي ملابس عربية ومن خلال إشارات فسفورية متفق عليها مع المنتشرين على الأرض بدأت اشارة التصفية من العملاء لتنفيذ المهمة ، وقفت القوات الخاصة في طريقهم وعطلت حركة السير وداهمتهم بشكل مباشر وقاموا بإطلاق الرصاص عليهم بغزارة نزل بعضهم من سياراتهم وتمكن آخرون منهم من الفرار من المكان وحوصر الشهداء الستة أمام وابل الرصاص والكمين المحكم  حيث رد عليهم الشهيد أحمد أبو ابطيحان باطلاق النار وأصاب العديد منهم.

التصفية والرحيل..  تم إعدامهم بطريقة بشعة حيث تم تصفيتهم بإطلاق الرصاص عليهم من نقطة الصفرعلى رؤوسهم وصدورهم لدرجة أن رؤوسهم تفجرت من شدة الرصاص وكان الشهداء الستة موزعين في أماكن استشهادهم وهذا كان واضح من غزارة دماء الشهداء الأبطال الستة الذين ترجلوا مساء الثامن والعشرين من مارس عام 1994، وسط مخيم جباليا، أربعة منهم من أبناء المخيم وهم الشهيد  ( أحمد سالم سليمان أبو ابطيحان والشهيد جمال سليم خليل عبد النبي والشهيد أنور محمد عبد الرحمن المقوسي و الشهيد ناهض محمد محمد عودة واثنان من حي الشجاعية شرق غزة وهم الشهداء عبد الحكيم سعيد فرج الشمالي و الشهيد مجدي يوسف علي عبيد وجميعهم أسرى محررين أعطوا حياتهم فداءً لوطنهم ورووا يوم استشهادهم تراب الوطن بدمائهم .

التأكد من انجاز التصفية ..وبعد أن تم الإجهاز على الشهداء الستة المضرجون بدمائهم والمثقوبة أجسادهم الطاهرة الفتية بالرصاص, فقد حضرت قوة معززة من قوات الجيش بسيارتهم العسكرية إلى مسرح الجريمة لوضع اللمسات الأخيرة للتأكد والاطمئنان من صحة خبر موت الشهداء الستة جميعاً,فتم تطويق المكان حول مسرج الجريمة وفرض منع التجول على كل مخيم جباليا فقاموا بطريقة هسترية بالاحتفال على طريقتهم بالرقص فوق جثث الشهداء ومصادرة الجثث بعد تفتيشها واخذ كل ما بحوزتهم من أوراق ثبوتية وغيرها من النقود وأجهزة الاتصال, وانسحبت القوات الخاصة مع قوات الجيش الصهيوني تاركة وراءها بركة من دماء الشهداء وأجزاء من كتل لحمية بيضاء خرجت من رؤوسهم.

غضب المخيم .. انتشر الخبر كالنار في الهشيم وبدء الغضب الجماهيري يعم قطاع غزة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب,وراح الإعلام الصهيوني عبر إذاعاته المرئية والمسموعة يروج لهذا الحدث والانتصار المهم بأنه قام بتصفية مجموعة مخربين كانوا يعدون لعمل عسكري خطير ضد المؤسسات والمنشآت المدنية والعسكرية لتبرير جريمتهم أمام الرأي العام وبدء مخيم جباليا وجماهيرغزة الغفيرة بالزحف نحو مكان الجريمة لتوديع الشهداء الستة ومعرفة ماذا جرى وكيف تم قتلهم ومن وراء عملية التصفية ومن المستفيد في هذا الوقت بالذات من التخلص منهم وإبعادهم عن قيادة العمل التنظيمي,وقامت الإدارة المدنية الإسرائيلية في مخيم جباليا باستدعاء ثلاثة أشخاص من كل عائلة لدفن الشهداء في المقبرة الشرقية,وتم دفن الشهداء الستة بجوار بعضهم بعض وعلى سطر واحد وأقيمت لهم بيوت العزاء وعم الحداد في قطاع غزة وارتفعت الرايات السوداء فوق المنازل حداداً على رحيل ستة أقمار من خيرة أبناء شعبنا الفلسطيني .

وفاءا للشهداء . سميَ ميدان الشهداء الستة غرب جباليا باسمهم ومنارة شاهدة على عطاء خيرة أبناء المخيم وجبروته على المحتل وأعوانه ، وهذا الميدان الذي يحمل صور الشهداء أصبح نقطة لتجمع مسيرات فصائل العمل الوطني والاسلامي في شمال غزة .

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
بقلم: هديب رضوان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف