الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشيعة العرب و الأمن القومي العربي بقلم:السيد محمد علي الحسيني

تاريخ النشر : 2015-03-28
الشيعة العرب و الأمن القومي العربي  بقلم:السيد محمد علي الحسيني
الامن القومي العربي، خطا أحمرا لا يمكن أبدا المساومة عليه أبدا ,وهو اساس و عماد الوجود العربي وان أي نيل او إنتقاص منه ينعكس على الواقع العربي، ولذلك فإن اشکالية إستغلال مسألة الاقليات العرقية و الدينية و الطائفية بإتجاهات تلحق أضرارا معينة"أو مطلوبة" بالامن القومي العربي، ماتزال تطرح نفسها بقوة على بساط البحث و تتخذ حيزا ملفتا للنظر من الاهتمام لدى الدوائر الامنية و الاستخباراتية العربية و الاقليمية، و يشکل الملف الشيعي العرب بشکل خاص لدى تلك الدول التي يتواجد فيها الشيعة حضورا بشکل او بآخر، واحدا من أهم الملفات الساخنة التي تثير قلق و توجس الدوائر و الاوساط الاستخباراتية العربية و الاقليمية.

الخلفية التأريخية التي تشغل مساحة مهمة و قابلة للملاحظة من تکوين و بلورة نظرة او موقف من الملف الشيعي العربي، والتي هي بنظرنا بأمس الحاجة لإعادة النظر و الرؤية فيها بما يخدم الحاضر و المستقبل، تعتبر"من وجهة نظر البعض"، حجر عثرة او عائق قوي لعامل الإطمئنان و الثقة بالشيعة العرب کشريك فعال في النسيج الاجتماعي للأمة العربية في مختلف الاقطار العربية، والذي ساهم و يساهم في ترسيخ و بقاء هذه الرؤية السلبية، هو السعي الحثيث و الدؤوب من جانب أطراف إقليمية و دولية لأدلجة و تسييس قضية الشيعة العرب بما يخدم مصالح و أجندة إقليمية و دولية معينة، وهذا الامر وبعد ثبوته بمختلف القرائن و الادلة، لفت نظر الکثير من المخلصين و الغيورين من الشيعة العرب من أولئك الذين يرفضون أن يکون هنالك حواجز او فواصل بين إنتمائهم المذهبي و الوطني و القومي و يحاولون بشتى الطرق و الوسائل و السبل لإثبات صدق و عمق إنتمائهم لأطانهم و شعوبهم.

وقطعا ليس بالامکان الاعتماد على الجهود و المشاعر و الاحاسيس الفردية او الجماعية غير الموجهة او المبرمجة لأنها لايمکن أن تشکل في النهاية حضورا ملموسا و مؤثرا على ارض الواقع، وان ضرورة وجود تيار او إتجاه فکري سياسي تنويري يغذي تلك الجهود او المشاعر و الاحاسيس الفردية او الجماعية قد بات من مسلمات و بديهيات صيانة الامن القومي للأمة العربية، ومن هنا فإننا وعند شروعنا بتأسيس المجلس الاسلامي العربي في لبنان  قد أخذنا على عاتقنا هذه الحقيقة و سعينا لتجسيدها و بلورتها على أرض الواقع و ترجمتها من مجرد أفکار و طروحات نظرية الى برامج عملية تطبيقية تؤکد نظرتنا هذه.

ومنذ الايام الاولى لتأسيس المجلس الاسلامي العربي، جابهتنا الکثير من المصاعب الجمة و واجهتنا مشاکل و ازمات متباينة عصفت بالمجلس بحيث أن بعضا منها قد هدد وجود المجلس بحد ذاته، لکننا وعلى الرغم من کل المصاعب و التحديات المذکورة، قد آلينا على أنفسنا الاستمرار في عملنا المضني و بقائنا برهن المسؤولية الکبيرة و الجسيمة التي ألقيناها على عاتقنا بصورة طوعية خدمة لمصالح و آمال و تطلعات امتنا العربية، وقد أثبتنا حضورنا و أدينا الدور المنوط بنا على الخارطة السياسية العربية و شکلنا تيارا فکريا سياسيا له ثقله و حضوره الذي لم يعد هينا او يسيرا تجاهله او التغاضي عنه، وان تعرضنا الى هجمات سياسية و تخرصات إعلامية متعددة الجوانب ناهيك عن حملات تخويننا او حتى تهميشنا، کان بحد ذاته شهادة قطعية على أننا قد بتنا نشکل رقما صعبا على طول الساحة و عرضها.

وبعد أن صار المجلس الاسلامي العربي يشکل المرجعية السياسية لشيعة العرب، فإن العمق العربي الذي أکتسبه و يکتسبه المجلس يوما بعد آخر في مختلف الاقطار العربية، قد أهلته لکي يصبح قوة فکرية سياسية بإمکانها مواجهة التحرکات المشبوهة المضادة لأدلجة و تسييس الملف الشيعي العربي و استخدامه لأغراض لاعلاقة لها من قريب او بعيد بالشيعة العرب او طموحاتهم بقدر کونها في خدمة الاهداف المضادة لآمال و طموحات امتنا العربية، وقد أوضحنا و نوضح مختلف الامور و القضايا التي تشکل للأعداء و المتربصين شرا بأمتنا مرتعا ينطلقون من خلاله لإلحاق الاضرار بها، خصوصا تلك الامور و القضايا التي تشکل تهديدا للأمن الاجتماعي العربي، وقد نجحنا بحمد الله و عونه و خفي ألطافه في مساعينا المخلصة وأثبتنا بأن قوة و عمق العلاقة التأريخية بين الشيعة العرب و اخوتهم من السنة أکبر بکثير من هکذا مخططات مشبوهة و محمومة وانه و بجهود مخلصة و مسؤولة يمکن دحض و إفشال تلك المخططات و کشف زيفها و وانها بزيادة الوعي الوطني و القومي و توضيح حقائق الامور و جوهرها، ستجعل من تلك المؤامرات و المخططات الخبيثة اوهن من خيط العنکبوت.

اننا وبعد ان طوى المجلس الاسلامي العربي سنينا صعبة و حساسة من عمره المديد و سجل دورا و حضورا مميزا على أرض الواقع، وبعد أن أصبحنا مرجعية اسلامية معروفة للشيعة العرب، وباتت مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية العربية تشير لنا بالبنان، مازلنا نعتبر الامن القومي للأمة العربية في مختلف أقطارها، من أهم أولوياتنا و خطنا الاحمر الذي لايمکن أن نتهاون او نتساهل فيه بأي وجه من الوجوه واننا لواثقون من أننا سنثبت للجميع أن الشيعة العرب لا ولن يفرطوا بإنتمائهم الوطني و القومي من أجل أجندة و مخططات مشبوهة، وقل اعملوا فسيرى الله عملکم و رسوله و المؤمنون.

العلامة السيد محمد علي الحسيني

الامين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف