الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فتياتٌ "يصارعن" موج البحر بلا رقيب في غزة! ! بقلم منذر المصري

تاريخ النشر : 2015-03-28
فتياتٌ "يصارعن" موج البحر بلا رقيب في غزة! ! بقلم منذر المصري

نظرت بعيناها كفراشة، وأطلقت لاحلامها العنان كي تحقق مرادها بعد التخرج .. نادت صديقتها من بعيد :"احلام، هاتي الورق، وتعالَي نتطوع معاً".. استجابت الفتاة، وهرولت تقتحم الواقع  بعد أن شمرت عن ذراعيها خشية أن يُثقل طرفُها من وزن الملابس القليل! ثم أمسكت بكفَّي صديقتها وبدأتا تفكران وتتحدثان بـ "صراخٍ" مفتعل كلما لطم الموج للشاطئ لعل أحداً يسمع افكارهما ولو لثانية!

هذا المشهد اعتياديا جداً ممن مرّ هنا بالقرب.. هنا في غزة.. حيث لا يخلو وقتٌ أبداً من وجود افكار لاعمار "العشرين"! أولئك الذين يبحثون –إلا من قنط من رحمة ربي منهم- عن فرصة عمل أو بطالة "مؤقتة" هنا أو هناك يكسبون من خلالها بعض الخبرات ويمارسون اثناءها كل ما درسوه سابقاً " فتنتشي في قلوبهم مشاعر "الرضا"..

المنطق هنا، يسأل بعفوية :"هل أصبح عادياً أن تطمس أحلام الفتاة "الصبيّة" بعد أن تخرجت من جامعتها وإلى وجهاتٍ مفتوحة أمام كل التوقّعات بخيرها وشرّها كـ "غزة" برفقة صديقةٍ لها –ووحدهما- من تطوع الى تطوع ومن تدريب الى تدريب ومن استغلال طاقتهن دونما حسيبٍ أو قانون أو رقيب يحمي لهن حقوقهن ؟ جولةٌ قصيرةٌ لأي انسان واعٍ وعاقل داخل مؤسسات قطاع غزة كانت كفيلةً في رصد الإجابة:

"معاناة" بالألوان!

بالقرب من المشاريع المحصلة حديثاً، وقفت فتايات يحملن حقائب من الواضح أنها تحتوي شهادات عظيمة ، لتلتقط كل منهن لنفسها فرصة عمل (بطالة) بدون أي واسطة ! سألت احدهم أخرى عما لو كانت تعرف اي واسطة  لتحظا بالفرصة ام انها وحدها هنا دون معرفة؟ فأجابت :"لا أعرف طبعاً، ولكنني أخبرت أمي أن تدعو لي ،  بصراحة، لا أدري ما الذي جعل أقدامي تسوقني إلى هنا رغم ادراكي أن الفرص دون واسطة ضئيلة  بل تكاد تكون معدومة".. وأضافت :"أنا مخنوقة".

الفتاة أكدت للتي سألتها انها تشعر بالضغط النفسي الذي تعاني منه  بسبب كثرة الضغوط من الحروب وقطع الكهرباء وفقدان الامل ، متحدثةَ عن ضغوطٍ نفسية أخرى ناتجة عن قلة فرص عمل والوضع الاقتصادي السيء  للاسرة، التي حاولت  أن تتحرر منه بالخروج ولو لنصف ساعة لقضاء مقابلة لن تجدي شيئاً ، لكنها تعمل على تحقيق ما عاهدت به أمها، أن تنجح وتحقق احلامها واحلام اسرتها بعد التخرج ، هذا العهد كان في تلك اللحظة التي لم تكن تدرك وتعرف أنها تعيش في واقع غزة!

ضَحِكت وأكملت رغم كل الضغوط :"أمشي بثقة هنا، ولكن بيني وبين نفسي أرتعد خشية أن يقال اني لا احسن المقابلة رغم اني الاولى على دفعتي (..) لا ينقصني مهارة، ولا أرتكب أي خطأ في المقابلة ، فما المانع إذن أن تكون الفرصة من نصيبي سوا أنني لا امتلك الواسطة؟".

ولكن هل كان سيختلف الوضع كثيرا لو كان لك واسطة ؟ سألتها الثانية، فأجابت بعد تفكيرٍ وتأكيد :"نعم ، سيختلف كثيراً، وبصراحة لو عرف أبي أو أحد من إخوتي، اي واسطة ، لعملت منذ زمن مثل ليلى "، منتقدةً ما أسمته "العلاقات" في مجتمعنا "المعتمدة على الواسطة" لمجرد أن الفرص  "ضئيلة" ولا يوجد اي قانون يحمي المتطوعين او العاملين بما يسمى البطالة..

سباقٌ فوق موج البحر !

وليس ببعيد، كانت تستعد ثلاث صديقات عشرينيات، لفتح مشروعهم الخاص في واقع يشبه إنشاء برج فوق موج البحر وبدون أساسات مخاطرات بمبالغ عالية وسط كساد الاسواق الاقتصادية ، يشجعن بعضهنّ البعض ربما لأن كلاً منهنّ تمنت أن تحقق طموحها بيوم من الايام ..

قالت واحدةٌ منهن :"قررت أن أخوض التجربة بعد أن حصلت على مبلغ من المال من الميراث الذي غالبا لا تحصل عليه النساء في غزة !!!!، فاستثمرت الفرصة انا وصديقاتي لتحقيق ما نصبو اليه  بافتتاح مشروعنا الخاص "، مؤكدةً أن الواقع لا يسعفها بشكل كبير ولكن اصرت أن تطلق مشروعها قبل أن يطبق احد غيرهن الفكرة لأن الفكرة هبّت في بالهنّ فجأة!

وكان السؤال :"ألا تخشين ان تفقدي ما يوجد بحوزتك من نقود ؟"، فأجابت ثانية :"لا يخلو الأمر من ذلك طبعاً، ولو كنا في أي بلد لتعرضنا للخسارة ربما أيضاً (..) سأكون صريحةً معك، أنا ندرك ان الواقع مرير، ولا حتى أي امل يشجع على الاستثمار ، ولو خسرنا سيكون وقعه وخيماً علينا، ولكنا قررنا أن نتحدى الموج ، وواثقة بأننا سنتحداه وحدنا اليوم تحديداً".

الثالثة خرجت عن صمتها، قائلةً بكلمات شديدة :"احنا جيلنا ضاع، ما حدا مدور علينا ، الانقسام دمرنا ، ومش عارفة ليش درسنا جامعات أصلاً، بعدين الاول هالايام مثل الاخير، فش فرق، بتتعلم وبتروح وبتيجي، وبتوقف كل امورك على واسطة (..) واللي عندها واسطة بتشتغل حتى وإن كانت في بيت أبوها.. ".

بدوري لم أجد احدا يقنعني بدوره لماذا لا يتحرك الشباب والشابات للمطالبة بحقوقهم !!!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف