الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقام التجلي ..بقلم محمود القاعود

تاريخ النشر : 2015-03-28
مقام التجلي .. قصة قصيرة

بقلم / محمود القاعود

أحقا كان ما كان ! فى الزمان والمكان .. أم  أن ما كان لم يكن قد كان ؟ لكنى أؤكد لك أن ما كان ، كان فى ذات الزمان وذات المكان !

قرأتُ ما كتبهُ .. فوجدته يكتب عنى .. كان يحكي تجربته .. لكنها تجربتى .. أنا هو .. وهو أنا .. وإن اختلف الناس حول من " هو " ومن " أنا " .. وإن شئت " أنا " أنا .. و هو " هو " !

يومها  أمسكت بقلمى .. أخذت أكتب ما كان .. أشكو نفسي إليّ .. وأشكوها إليها .. وتشكو إليّ .. كنت أكتب وهى تكتب .. والواقع  أنها كانت تكتب ولا تكتب !  وحدي الذى كنت أكتب ! لكن ألم أقل لك أنا هو وهو أنا ؟!

أحكى شيئاً من البدايات .. كان كل ما أذكره عنها طيف مشاهدات فى الطفولة .. بعد سنوات .. يوم أخبرونى عبر الهاتف أنها فى طريقها لزيارتنا هى ووالدتها ..وكنتُ بالخارج ..  شعرت بالرهبة الغير مفهومة .. أمسكت بتلابيب سنوات الطفولة .. استجوبها  عن ذكرياتى معها .. استطعت العثور على عدة إجابات كلها تؤدي إلى  دخول دقات القلب فى سباق الخفقان .. كانت المفارقة هى تزامن عودتى مع وصولها  !

صعدتُ الدرج بحذر .. قلبي يخفق بشدة .. كثيراً  ما أستطيع الكلام بلا تمهيد .. لكنى فى هذا اليوم احتاج إلى تمهيد وتجديد .. ماذا عساي أن أقول ؟ وأنّى لى بهذه الطاقة التى تمنحنى شعورا  يتجاوز الموقف ؟

فتحت الباب .. عيناي لا تعبآن بمن فى البيت ! ابحث عنها بلهفة .. فى ثوان حانت منها التفاتة .. ابتسمت عيناها فى ذات اللحظة التى ابتسم فيها قلبي .. صافحتها .. كنت أحدق فى عينيها اللتين أعادتانى لسنوات الطفولة .. كانت ذاكرتى تستحضر كل المواقف وكأنها آلة الزمن .. لاحظت ارتباكي وصمتى .. قالت برقتها المعتادة  : كل هذه السنوات .. تمر .. أكاد لا أصدق .. !

قلت بصوت متهدج : وأنا أيضا لا أصدق .. !

سكتت هنيهة ثم عاودت بذات الرقة : لا زلت كما أنت .. ! أومأت برأسي .. وقلت فى نفسي .. لكنى لم أعد أنا " أنا " بعد رؤياكِ .. وشعرت أنها فهمت حديثي لنفسي !  لمعت عيناها بابتسامة خجولة ..

ذات مرة كانت تقف فى البلكونة ولحظة تلويحها لى وأنا فى الشارع بدا معصمها وما بعده بشئ قليل .. شعرت بغضب ..صعدت على الفور .. عاتبتها .. أغار عليها بشدة .. لكن لا مبرر لى فى تلك الغيرة .. فلا أنا والدها  ولا زوجها ولا شقيقها !  أسعدتنى استجابتها لى .. ووعدت بأن ذلك لن يحدث مرة أخرى .. منذ تلك اللحظة لم تكن تقدم على خطوة إلا وتطلب رأيي .. أو بالأحري حتى آذنَ لها .

أضحك الآن .. لأنى تذكرتها وهى تضحك .. عندما أخبرتها إننا شئ واحد .. وشبهت حالتى وحالتها بالماء .. فكما فى المعادلة الكيميائية  الماء يتكون من الهيدروجين والأكسجين .. أخذت يدها وبسبباتى كنت أخط على باطن كفها المعادلة :

H2+ O = H2O

كانت تُصر أنى أنا الأكسجين الذى باختفائه يكون الموت  !  وكان ردى أنها الماء الذي يحوي الأكسجين .. وبدونه هو وما يحويه  .. فالموت أسرع  ! لا انفصام فى الماء وإن تباعدت الجزيئات فى الظاهر .. هى منى وأنا منها .. روح على شكلين .. وقلب في جسدين !

تتلاحق الصور فى ذهني .. متقاطعة .. متداخلة .. متشابكة ..صوتها ينساب فى أذناي ..  ذَيَّاكَ النغم المفقود .. بالذكري يعود .. ذلك الألق المنبثق من وجهها يحضر مُذ كنا معا فيحيل البعد والانفصال إلى قرب واتصال .. أراها ولا ترانى .. وتراني ولا أراها !

لا أريد الاسترسال .. فيوضات التجلي تمنعنى .. أكتب وهى معى .. وليست معى .. تسكن أضلعى .. بل تكتب معى  .. وتقرأ معى .. وتضحك معى ! و الآن .. تُكفكف أدمعى !

تمت فى 26 مارس 2015م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف