الأخبار
إعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حرب
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سلاحٌ فتاك لم يستخدم بعد بقلم توفيق أبو شومر

تاريخ النشر : 2015-03-26
سلاحٌ فتاك لم يستخدم بعد  بقلم توفيق أبو شومر
*سلاحٌ فتاك لم يستخدم بعد ** بقلم/ توفيق أبو شومر*

إن  عصر حروب الجيوش، والدبابات، والطائرات، والغواصات آخذٌ  في الانقراض،وحلَّتْ محلَّهُ حروبٌ جديدة سهلة، قليلة التكلفة، تُدارُ عن بُعد!

لا يرجع سببُ انتهاء عصر الحروب العسكرية التقليدية إلى الخسائر البشرية الباهظة، التي تدفعها دولُ الغزو والاحتلال، بل يعود إلى أن الشعوبُ المقهورة، التي كانت تتصدى للاحتلال، استطاعتْ تحويل الهزائم إلى انتصارات، والنكسات إلى انطلاقات، تبعث الحميَّة  والنخوة في النفوس!

أما حروب الجيل الجديد، فهي حروبٌ مختلفة، لا، لأنها تُدارُ عن بعد، بالروموت كونترول، ولكن لأنها تُسبب القهرَ النفسيَ والإحباط، وكرهَ الأوطان، وهي مجموعة خلائط من الأمراض النفسية، صعبة الإزالة، فهي تحوِّلُ مواطنيها إلى مجموعة من القُطعان، سهلةُ القيادة والتطويع!

ولكن ما أشكالُ هذه الحروبُ الجديدة؟

اكتشف مخطِّطو العالم،  وتجَّارُه، وأباطرتُه، ومسيروه، أن هناك حروبا أخرى جديدة، أرباحها، أضعافُ أرباح الاحتلالات التقليدية الغابرة، والاستعمارات المذمومة السابقة!

من أبرز أشكال الحروب الجديدة، حروب مياه الشُرب، وهذه الحروب يجري الإعدادُ لها، لتكون هي ضمن مسلسل الحروب في الألفية الثالثة، فالنزاعُ على المياه، تراثٌ أزليٌ، يعود إلى نشأة الإنسان، غير أن المياه، كسلاحٍ جديدٍ، لم يُستخدم بعدُ استخداما واسعا، بعد أن اعتاد البشرُ على استهلاك كمياتٍ ضخمة من المياه كل يوم،ليعتادوا الاستهلاك المفرط، حتى تكونَ حروب المياه أكثر فعالية!

وهذا يجعل من سلاح المياه في المستقبل القريب سلاحا فعَّالا، أكثر تأثيرا من الأسلحة التقليدية!

أما السلاحُ الثاني، فهو بلا شك سلاحُ الكهرباء والغاز، وهذا السلاح لا يقلَّ في عالم اليوم عن سلاح المياه، وقد شُرع في استخدامه بفعالية في الدول العربية، في زمن (الخريف العربي) ! لدرجة أن كثيرين من مواطني بعض الدول العربية، المنتجة للنفط، وضعوا الكهرباء والغاز في الدرجة الأولى من اهتماماتهم، قبل التعليم، والوظيفة والقضايا السياسية والوطنية، وتحولت الكهرباء عندهم من نعمةٍ ورفاهية، إلى بؤرة نزاعٍ وقتال، وإلى قهرٍ نفسي وخلاف!

ولا يجب أن نُغفل سلاح التواصل الاجتماعي، وهو أيضا من أقوى الأسلحة، وأكثرها فعالية، لأنه أثبتَ قدراتِهِ على قلب الأنظمة والإطاحة بالحكومات والأحزاب، وتغيير جغرافيا البلدان، وإثارة النُّعرات.

وهناك سلاحٌ فتَّاكٌ آخرُ لم يُستعمل بعدُ، يجري الإعدادُ له بعناية في بلاد الاحتكارات، وهو من أخطر الأسلحة وأمضاها، إنه سلاحُ (القمح)، وهذا السلاح قادرٌ على الإطاحة بأقوى الدول وأعظمها، وما يزال العملُ جاريا على هذا السلاح، لكي يُحدث الانقلاب الأخير في عالم اليوم، ليُعيدَ صياغة العالم من جديد، على مقياس دول الاحتكارات التجارية.

وأخيرا، ليس صعبا تحديدُ الدول والمؤسسات المُنتجة لهذه الحروب الجديدة، حروب القهر والإحباط، فمن السهل أن نعرفَ زعماءَها، ومحركيها، وجاني ثمارها، ونكتشف أماكنهم، بالنظر إلى منتجاتهم من هذه السلع، وإلى أعوانهم ممن يُعرقلون منتجات الدول الصغيرة من هذه الأسلحة الجديدة، ومن شركاتهم التي تُسوِّق تلك المُنتجات!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف