الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بكاء بعد انتصار - بقلم المهندس نواف الحاج علي

تاريخ النشر : 2015-03-25
بكاء بعد انتصار - بقلم المهندس نواف الحاج علي
استأذن الصحابي معاوية بن ابي سفيان والي الشام ، استأذن الخليفة عثمان بن عفان في تسيير اول اسطول بحري اسلامي في البحر المتوسط ، وقد وافق الخليفة بعد تردد على ان تكون الحملة البحرية بقيادة عبد الله بن قيس الفزاري ، اتجه الاسطول نحو قبرص ، هناك التقى مع اسطول اسلامي آخر قادما من مصر بقيادة عبد الله بن سعد ، ففتحت قبرص بالمصالحة مع البيزنطيين عام 28 هجريه وبشروط المسلمين ، وحملت غنائم الحرب الى المدينه ، وهناك اجتمع السلمون في فرح وغبطه ، الا ان احد الصحابة أخذ يبكي ؟؟؟ فدهش الناس من بكائه ؟؟ وسألوه كيف تبكي وقد انتصر المسلمون وفتحوا قبرص ؟؟ فاجاب بكل حكمة وبصيره وبعد نظر : ( ما أهون الخلق على الله ان هم تركوا أمره ؟؟ ) ، فكان يعلل الانهيارات السريعه الذي كانت تلاحق جيوش الروم من قبل جيوش المسلمين ، عزى ذلك الى انحراف في عقيدتهم ، وتمسكا بمتع الدنيا وزخارفها والتكالب عليها ، بعيدا عن القيم الروحيه والمنهج الصادق في الحق والعدل والمساواه والحريه ، فهانت تلك الاقوام على الله فأهانها .. لذا كان يخشى على المسلمين ان يغتروا بقوتهم وان ينساقوا وراء المتع والاموال ، فيتكالبوا على الدنيا ومغرياتها ، فتضعف علاقتهم بخالقهم ودينهم ، ويبتعدون عن تعاليم الاسلام وقيمه وتشريعاته ، فيصيبهم ما اصاب الروم من الهزائم والانكسار ؟؟ اليس هذا ما يحدث لامتنا هذه الأيام ؟؟؟ فكأنه كان يقرأ ببصيرته وبعد نظره المستقبل ؟؟ هذه اذن هي الأسباب الحقيقيه وراء ما يصيبنا من فتن وحروب بينيه لا تبقي ولا تذر ؟؟؟
حين يصل الانسان الى معرفة نفسه معرفة حقيقيه ، ويروضها على التقوى فيصل بها الى الهيام في محبة خالقها ، متفانية في ذكره والتوكل عليه والعمل بأوامره ؟؟ تاركة متع الدنيا وملذاتها ، متعففة مستغنية بمحبة الله عمن سواها ، فانها تصل الى ما يمكن ان نسميه شكل من اشكال التصوف المنضبط ، الذي لا يبتعد قيد انملة عما جاء في كتاب الله وسنة نبيه ، ولكنه احيانا يتخلى عن بعض الحلال ليهيم في محبة خالقه ومخافة ان يقع في الحرام ؟؟؟ ، كان يرى ان السعادة هي ان تملك الدنيا ولا تملكك . فلا تلهث خلفها بعيدا عن الاعتدال والقناعة ، كيف لا وهو : (( أبو الدرداء الانصاري )) ، تلميذ من تلامذة محمد صلى الله عليه وسلم ، والذي لقب بحكيم الأمه .
انه واحد من اولئك الذين باعوا انفسهم لله ، فقد توقف عن المتاجرة بعد ان مارس التجارة زمنا قبل اسلامه ، حيث أسلم يوم بدر ، واشترك في عزوة احد ، وقد تفرغ للعبادة والقاء المواعظ والحكم ، ( مع انه يقر بان التجارة عمل مباح لا غبار عليه ) ، ولكنه يريد ان يكون ممن قال الله فيهم : ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاه ، يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار ) .
كان يردد دائما على مسامع من حوله : ( الا اخبركم بخير اعمالكم وازكاها عند بارئكم ، وأنماها في درجاتكم ، وخير من ان تغزو عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربون رقابكم ، وخير من الدراهم والدنانير : ذكر الله ، ولذكر الله اكبر ) .
لقد وصل الى هذه القناعة والايمان العميق ، لدرجة ان كرس حياته لرب العالمين ، ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) ، لقد فكر طويلا وتدبر وتأمل في آيات الله الى ان وصل الى أعلى درجات الحكمة ، فأصبح صافي النفس نقي القلب طاهر السريره ، اذ يقول : ( تفكر ساعة خير من عبادة ليله ) ، فقد ادرك تماما قول الحق سبحانه وتعالى : ( فاعتبروا يا اولي الأبصار ؟؟ ) .
كتب لصاحبه يوما : ( أما بعد ، فلست في شئ من عرض الدنيا الا وقد كان لغيرك قبلك ، وهو صائر لغيرك بعدك ، وليس لك منه الا ما قدمت لنفسك ، ---- ) . كان ورعا زاهدا عابدا متسامحا ، وكان ابن عمر يقول لأصحابه : ( حدثونا عن العاقلين : معاذ بن جبل وأبي الدرداء ) .
خطب يزيد ابن معاوية ابنته " الدرداء " فرفض تزويجها له ، وزوجها لرجل من فقراء المسلمين خشية ان تغتر بزخارف الدنيا ومتعها ، فتبتعد عن ذكر ربها وعبادته ؟؟؟ فكان يقول : ( ليس الخير ان يكثر مالك وولدك ، ولكن الخير ان يعظم حلمك ، ويكثر علمك ، وان تباري الناس في عبادة الله تعالى ؟؟؟ ) ، فكان يحض على تعلم العلم والعمل به ، فكان شعاره ان الناس ثلاثه : ( عالم ومتعلم والثالث همج لا خير فيه ) ؟؟ وكان يقول : لن تكون عالمًا حتى تكون متعلمًا، ولن تكون متعلمًا حتى تكون بما علمت عاملاً ، إن أخوف ما أخاف إذا وقفت للحساب أن يقال لي : ما عملت فيما علمت ؟؟ .
توفي في خلافة عثمان في الاسكندريه عن عمر يناهز 72 عاما ، هذا هو ابو الدراء الذي باع نفسه لله بعد ان تعمق في آيات الله وتدبرها وتفقه في الاسلام فانار الله بصيرته , تجري الحكمة على لسانه ويطبقها على نفسه ، ما احوجنا هذه الايام لامثال اولئك الصحابة الكرام ، اولئك الرجال الرجال الذين فتحوا مشارق الارض ومغاربها باخلاقهم وحكمتهم وبصيرتهم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف