الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نجيب الريحانى وفلسفة الضحك بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2015-03-06
نجيب الريحانى وفلسفة الضحك بقلم:وجيه ندى
نجيب الريحانى وفلسفة الضحك

وجيــه نــدى المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى و الحياه الفنيه للمبدع والمفن نجيب الريحانى - نادراً ما يستطيع الإنسان إضحاك الآخرين ( من قلوبهم ) . وفى منطقة ( البين بين ) نجد الكثيرين الذين يملكون القدرة على إثارة الضحكات بداية من البلياتشو أو المهرج فى السيرك ومروراً بالمنولوجيست الذى يلقى (الإفيهات والنكت) ، وانتهاء بالغالبية العظمى من الممثلين الكوميديين الذين يعتمدون إما على (الإفيهات اللفظية) أو ( كوميديا العاهات) كل هؤلاء يحترفون ( مهنة الإضحاك ) أما عندما يرتقى الضحك ويتحول نتيجة التعليق التهكمى إلى قمة يحرسها النقد والاستبصار بحقائق الحياة فإننا لا نجد إلا قلة شديدة الندرة مثل نجيب الريحانى وشارلى شابلن، ورغم أن ساحة الفن العربى قد شهدت العشرات من نجوم الكوميديا إلا أن نجيب الريحانى يظل دوماً أمير الضحك وفيلسوف المضحكين وتتسم فلسفة الضحك لديه بأنها رسالة تتسم بالجدية والإخلاص وعشق الوطن ، ولذلك ظل حتى الآن (النموذج الأمثل ) لما يجب أن يكون عليه الفنان صاحب الرسالة خاصة وهو يمتلك العمق والصراحة اللامحدودة ، تلك الصراحة التى دفعته - عندما كتب مذكراته إلى كشف كل الأوراق مهما كانت جارحة أو مليئة بالسلبيات حيث يقول: «خلقت صريحاً لا أخشى اللوم فى الحق ولا أميل المواربة والمداراة وأذكر الواقع مهما كانت مرارته وأسجل الحقائق مهما كان فيها من ألم ينالنى أو ينال غير بل إننى كلما سردت واقعة فيها ما يشعر بالإقلال من شأنى أحس السعادة الحقة .. سعادة الرجل الصادق المؤمن الذى يقف أمام منصة القضاء ليدلى بشهادته الصحيحة ثم يغادر المكان مستريح .ومثل هذا الكلام لا يعنى أن نجيب الريحانى ( شخص ماسوشى ) يستعذب (الإقلال من الذات ) ولكنه يعنى أن صاحبه ( شخص متصالح مع نفسه ) وهكذا كان فى كل مراحل حياته التى تحمل الكثير من ( الدروس والعبر ) لكل من يطمح فى وضع اسمه داخل ( لوحة الشرف ) للتاريخ وقد ولد نجيب إلياس ريحانا 1890فى فى حارة درويش مصطفى فى حى باب الشعرية بالقاهرة من أب ينحدر من أصول عراقية وديانته المسيحيه الكاثوليكيه السريانيه وكان والده يعمل بالتجارة وأم مصرية اسمها لطيفة .. وعندما وصل الطفـــل إلــى ســـن الـمدرسة أدخلــه والــده مدرســــة ( الخرنفش ) حيث تعلم اللغة الفرنسية وأجادها وحيث استهواه فن التمثيل فالتحق بالفرقة المسرحية بالمدرسة بعد أن عشق التمثيل من خلال دروس الإلقاء التى كان يلقيها ( الشيخ بحر ) الذى جعل الريحانى يعشق اللغة العربية والتمثيل وقد توفى والده وهو فى سن الخامسة عشرة فترك المدرسة ليصبح مسئولاً عن الأسرة خاصة وأن شقيقه ( جورج ) لم يكن من النوع الذى يمكن الاعتماد عليه وكانت أسرة الريحانى تعده منذ البداية لكى يكون (موظفاً محترماً) ولذلك سعدت كثيراً عندما وجد فرصة للعمل فى بنك التسليف الزراعى وتصادف أن يكون معه فى البنك الشاب عزيز عيد الذى كان هو الآخر عاشقاً للفن بشكل عام وللإخراج المسرحى بشكل خاص .. وكانا كثيراً ما يذهبان لكى يعملا ( كومبارس ) مع الفرق الأجنبية التى تقدم عروضها على مسرح دار الأوبرا. كما التحق الريحانى بالعديد من فرق الهواة المسرحية مما جعله يتغيب كثيراً عن البنك وانتهى الأمر بفصله . فالتحق الريحانى بفرقة إسكندر فرح وتركها سريعاً وراح يتنقل بين الفرق الصغيرة ثم قرر أن ينشئ فرقة خاصة به وأن يحترف التمثيل فغضبت أمه وقررت مقاطعته لأنها تحتقر التمثيل والمهم أنه استأجر ( جراجاً ) وحوله إلى مسرح بدائى وقدم أول مسرحية بعنوان ( خلى بالك من إبليس ) وكان الإيراد اليومى من 50 - 60 قرشاً يقتسمها مع عزيز عيد بعد خصم المصروفات وسرعان ما فشلت التجربة وعاد الريحانى ليعمل مع الفرق الأخرى . واتسمت شخصيته منذ البداية بأنه لم يكن ممثلاً يكسب (لقمته) من مهنة التمثيل ولكنه كان فيلسوفاً وفناناً أصيلاً عاش لفنه فقط، وقد لقى الاضطهاد والحرمان وشظف العيش فى سبيل فنه . وكان منذ البداية أيضاً يعشــق ( التراجيديا) ولكن الجمهور أجبره على أداء الكوميديا فاستطاع أن يغلف أداءه الكوميدى بذلك الشجن الشفيف الذى أعطاه طعماً خاصاً وقد تولد هذا الشجن من صراعاته الطويلة مع الحياة ومن العديد من الأحداث المؤلمة التى مر بها . ورغم تفوقه الهائل فى الكوميديا إلا أن حنينه الدائم للتراجيديا كان يجر عليه الكثير من الويلات مثل الاستدانة وهجوم الصحافة وكتب فى مذكراته كل هذا لأننى تجاسرت على قدس الدراما المهم أن مشواره مع الاحتراف بدأ من خلال علاقته بالفنان عزيز عيد فكون فرقة مع الممثل سليمان الحداد وقدمت الفرقة عروضها على مسرح إسكندر فرح بشارع عبد العزيز وكانت تقدم مسرحيات (الفودفيل) المترجمة عن الفرنسية مثل (ضربة مقرعة - الابن الخارق للطبيعة - عندك حاجه تبلغ عنها - ليلة الزفاف) ولم تستطع هذه العروض أن تحقق النجاح المطلوب . وفى ظل هذه الحالة الضنك قابل أمين عطا الله الذى عرض عليه السفر معه للإسكندرية للعمل فى فرقة شقيقه سليم عطا الله بمرتب أربعة جنيهات كاملة. ووجد الفرقة تستعد لتقديم مسرحية (شارلمان الأول ) فأخذ الريحانى دور شارلمان وهو الدور الثانى ونجح كثيراً وكان يحاول التجديد والتجويد كل ليلة . ودعا عطا الله مجموعة من الأدباء والفنانين لمشاهدة العرض وتفوق الريحانى على عطا الله فحظى بثناء كل الأدباء والفنانين وتوقع أن عطا الله سوف يكافئه ولكن المكافأة أنه استغنى عنه . فعاد إلى القاهرة عاطلاً ليجلس على مقهى الفن . ونجح خاله فى توظيفه بشركة السكر فى نجع حمادى فسافر على الفور وتفوق فى عمله ولكنه ارتبط بعلاقة عاطفية مع الزوجة الشابة للباشكاتب العجوز وانفضح الأمر فتم طرده من الشركة وعاد إلى القاهرة لتطرده أمه من البيت وضاقت به الدنيا لدرجة أنه كان ينام فى الحديقة بجوار قصر النيل وفيها التقى بالكاتب المعروف محمود صادق سيف النزيل مغه فى الفندق وبعد عدة أيام أخبره سيف بأن صاحب مكتبة المعارف كلفه بترجمة رواية بوليسية فرنسية اسمها ( نقولا كارتر ) مقابل 120 قرشاً عن كل جزء وشاركه الريحانى فى الترجمة ورغم أن (الحالة أصبحت ميسرة ) إلا أن حنينه إلى المسرح كان يملك عليه حياته ولذلك فرح كثيراً بالعرض الذى قدمه له ( مصطفى سامى ) فى أن يترجم بعض روايات الفودفيل الفرنسية لفرقة شقيقه الشيخ أحمد الشامى وعمل الريحانى ممثلاً ومترجماً مقابل أربعة جنيهات فى الشهر وكانت هذه الفرقة جوالة تلف المدن وتطلب من أعضائها أن يحملوا معهم المراتب والألحفة وبعد انتهاء جولة الصعيد ذهبت الفرقة إلى الوجه البحرى وفى طنطا فوجئ نجيب الريحانى بوالدته أمامه ذات صباح ومعها خطاب بعودته إلى شركة السكر فى نجع حمادى فعاد إلى الشركة وزاد مرتبه إلى 14 جنيهاً . ورغم هذا ظل تفكيره طوال الوقت فى المسرح . وفى عام 1912 أرسل إليه عزيز عيد رسالة يؤكد فيها بأن فن التمثيل قد ارتفع شأنه وأن جورج أبيض قد عاد من أوروبا وينوى تأليف فرقة مسرحية ومع ذلك ظل الريحانى فى عمله ولكن الصحافة اهتمت كثيراً بالتمثيل والممثلين فخارت مقاومته وطلب إجازة لمدة شهرين وعاد إلى القاهرة ليشاهد تمثيل جورج أبيض وانتهت إجازته وقد تملكه شيطان التمثيل تماماً وقد خفف عنه نقل محمد عبد القدوس إلى مدرسة الصنايع فى نجع حمادى وراح كل منهما يمارس فن التمثيل أمام الآخر وفجأة عاد محمد عبد القدوس إلى القاهرة وراح الريحانى يمثل لنفسه و ( على نفسه ) وفى عام 1913 زار نجع حمادى منوم مغناطيسى فرنسى ومعه زوجته التى تجيد قراءة الكف وفى محاولة لكسر الملل ذهب الريحانى إليها لتقرأ كفه فقالت له (حياتك ستكون ضجة صاخبة وأموالاً كثيرة وستنتقل من الغنى إلى الفقر ثم إلى الغنى ) . وفجأة استغنت عنه الشركة وأعطوه ثلاثة أشهر مكافأة فعاد إلى القاهرة عام 1914 ومعه 70 جنيهاً فذهب لمشاهدة رواية (أوديب الملك) لجورج أبيض . وقد اتفق سلامة حجازى مع جورج أبيض على تكوين فرقة مسرحية وعرضا على الريحانى الانضمام إليها فوافق ووجد بالفرقة (روزاليوسف (زوجة محمد عبد القدوس) - سرينا إبراهيم (شقيقة نجمه)- نازلى مزراحى - عبد العزيز خليل - عبد المجيد شكرى - محمود رحمى - فؤاد سليم ) وقدمت الفرقة رواية ( صلاح الدين الأيوبى ) وقام جورج أبيض بدور ريتشارد قلب الأسد أما الريحانى فكان مجرد كومبارس متكلم فى شخصية ملك النمسا .وقامت الحرب العالمية الأولى ونشرت الصحف صورة ملك النمسا وأعد الريحانى المكياج ليحاكى الملك الحقيقى مما أثار الضحك ولكن الفرقة استغنت عن خدماته بحجة أنه لا يصلح للتمثيل نهائياً ورغم هذه الشهادة القاسية إلا أنه فكر فى إنشاء فرقة مسرحية وتحمس للفكرة عزيز عيد - أمين عطا الله - أمين صدقى - استيفان روستى - حسن فايق - روزاليوسف - عبد اللطيف جمجوم ولكن الحماس اصطدم بحالة الإفلاس التى يعيشون فيها وعلم الخواجة صاحب المقهى الذى يجلسون عليه بمشكلتهم فأقرضهم عشرة جنيهات ليكونوا فرقة (الكوميدى العربى) على مسرح دار التمثيل العربى واختاروا مسرحية ( خلى بالك من إميلى) تمصير أمين صدقى وقام عزيز عيد بتوزيع الأدوار وأعطى الريحانى دور (برجيه ) خفيف الظل فاعتذر الريحانى لأنه ممثل تراجيدى وليس له فى الكوميديا . وأصر عزيز عيد وقبل الريحانى على اعتبار أنها مرة ولن يكررها ومع ذلك نجح نجاحاً كبيراً ورغم نجاح العرض طاردتهم الصعوبات وقرر الريحانى أن يجاهد لكى يعترف الناس بمهنة التمثيل وأنها مهنة تشرف أصحابها وتشرف المجتمع .. وتوفيراً للنفقات انتقلت الفرقة إلى مسرح الشانزلزيه فى الفجالة حيث قدمت أكثر من مسرحية وبدأت قدم الريحانى تثبت بعد أن أصبح يدرس الدور ويعرف كيف يتعمق فى الشخصية . واقترح على يوسف أن تستثمر الفرقة نجاحات منيرة المهدية فى الطرب لكى تمثل معها فاتفقوا معها على تقديم فصل من إحدى روايات الشيخ سلامة حجازى كل ليلة على أن يقتسما الإيراد ونجحت التجربة كثيراً ولكن فجأة قررت منيرة المهدية الانفصال عن الفرقة لتعود أيام الضنك والركود الشديد . وطلب الريحانى من عزيز عيد أن يضع اسمه فى إعلانات الفرقة فرفض وعلى الفور قرر الريحانى الانفصال عن الفرقة وقد وجد الريحــانــى فى شخصية جديده هى كشــكش بيــــه ( طوق النجاة ) تلك الشخصية الأشهر والأهم فى تاريخ نجيب الريحانى وربما فى تاريخ المسرح الكوميدى كله، وقد رسم الريحانى هذه الشخصية لتكون عمدة من الريف يبيع القطن لينزل إلى القاهرة وتلتف حوله الحسناوات حتى يضيع ماله ليعود إلى القرية نادماً . وعندما تفتق ذهن نجيب الريحانى عن هذه الشخصية الهزلية كان يقدم مع استيفان روستى عروضاً مرحة فى ملهى ( الأبيه دى روز ) فعرضا على صاحبه تقديم اسكتش فكاهى لمدة 20 دقيقة فوافق الرجل وأطلق الريحانى على هذا الإسكتش اسم تعالى لى يا بطه ، وقام بالتأليف والإخراج ووضع الألحان ومع ذلك لم يكن راضياً حتى قبل رفع الستار بدقائق ولكنه اقتحم المسرح ( يا قاتل يا مقتول ) ونجحت الشخصية ورفع صاحب المحل أجر نجيب الريحانى. وجاءت المسرحية الثانية بعنوان ( كشكش بيه وشيخ الغفر زعرب ) ولتنجح نجاحاً مدوياً فيقرر صاحب المحل إعطاء الريحانى 5 % من الدخل إضافة إلى الستين قرش اليومية . وعمل على كتابة مسرحية جديدة كل أسبوع مما أصابه بالتعب الشديد فعرض عليه الخواجة ( روزانى ) مدير الملهى أن يختار له مساعداً فاختار أمين صدقى وارتفع راتب الريحانى إلى 27 جنيهاً فى الشهر وهو أعلى راتب فى ذلك الوقت . وبعد نجاح التجربة حاولت الكازينوهات الأخرى أن تسير على نفس الدرب فاتفقت مدام مارسيل صاحبة كازينو ( دى بارى ) مع عزيز عيد على تكوين فرقة مسرحية ولكن الفرقة فشلت ولم تيأس مارسيل وراحت تغير وتبدل فى الفرق إلى أن وجدت ضالتها فى على الكسار ومصطفى أمين . ولمع اسم الكسار فى عماد الدين إلى جوار اسم الريحانى . ودأب الحاسدون والوشاة على الدس والوقيعة بين الريحانى وروزانى وطلب الريحانى رفع راتبه إلى ثلاثين جنيهاً ورفض روزانى فترك الريحانـــى الملهـــى واتفـــق مع الخواجة ( ديموكنجس ) ليعمل معه فى مسرح (الرينسانس ) فى شارع بولاق ( 26 يوليو الآن ) على أن يتقاضى راتباً قدره 120 جنيهاً فرفع روزانى قضية بعدم استخدام كشكش بيه فخسر القضية وألزمته المحكمة بدفع 100 جنيهاً قيمة الشرط الجزائى كما أكدت المحكمة على أن كشكش بيه من ابتكار الريحانى .وبدأ الريحانـــى على مسرح الرينسانــس بمسرحيـــة ( ابقى قابلنى ) ثم قدم كشكش بيه فى باريس واتفق الريحانى مع ديموكنجس على بناء مسرح جديد أطلقا عليه اسم ( الاجيبسيانه ) والذى تحول إلى أشهر مســرح فى عماد الدين ، وبدأ المسرح نشاطه بعرض ( أم أحمد ) فى 17 سبتمبر عام 1917 وانضم إلى الفرقة حسين رياض وفى نهاية هذا العام توفى الشيخ سلامة حجازى فقرر الريحانى إيقاف العرض حداداً على روح الشيخ ورفض ( ديموكنجس ) وانسحب الريحانى من الفرقة وأسند الخواجة دوره لحسين رياض فى مسرحية ( دقة بدقة ) ففشلت فشلاً كبيراً وذهب ( كنجس ) إلى الريحانى ليعود إلى الفرقة فاشترط عليه أن يترك كل أمور الفرقة على أن يتقاضى 30 % من الإيراد ومنذ هذا التاريخ بدأت رحلة الريحانى مع إدارة الفرقة المسرحية ليجمع ما بين التمثيل والتأليف والإخراج والإدارة وبدأ مشواره فى الإدارة بمسرحية ( حماتك تحبك ) ورغم نجاح العرض إلا أنه اكتشف أن الإقبال الجماهيرى يتزايد على مسرح الكسار فذهب ليعرف السبب واكتشف أن السر فى ( الاستعراض ) فقرر أن يحول مسرحه إلى (استعراضى) وأعد مع أمين صدقى مسرحية ( حمار وحلاوة ) التى حققت نجاحاً كبيراً وإيراداً ضخماً فطلب أمين صدقى رفع راتبه إلى الضعف ورفض نجيب الريحانى فترك امين صدقى الفرقة وجاء أكثر من كاتب يعرض خدماته إلى أن أعجب الريحانى بأزجال شاعر اسمه (جــورج ) وسرعــان ما اكتشـــف أن هـــذا الـ ( الجورج ) ليس إلا بديع خيرى الذى كان يصدر مجلة اسمها ( ألف صنف ) إلى جانب عمله كمدرس فى وزارة المعارف ولذلك يكتب باسم مستعار . واتفق معه على الاستقالة من عمله ليتقاضى عشرة أضعاف راتبه وليتفرغ لمشاركته فى الكتابة للفرقة وبدأ التعاون بينهما بمسرحية (على كيفك ) التى حققت نجاحاً كبيراً . وفى الوقت الذى كانت كوميديات الريحانى والكسار تحقق النجاحات الكبيرة كانت تراجيديات جورج أبيض لا تحقق إلا البوار .. فقرر جورج أن يمشى على دربهما فجاء بالمطرب حامد مرسى ليغنى بين الفصول فى رواية ( فيروز شاه ) وقد لفتت هذه المسرحية الأنظار إلى الألحان الجميلة للشاب سيد درويش ولأن الريحانى كان طوال الوقت يبحث عن المواهب الجديدة ويعمل على ضمها إلى فرقته فقد سارع إلى التعاقد مع سيد درويش والذى كان يتقاضى 18 جنيهاً مع جورج أبيض فأعطاه الريحانى 40 جنيهاً مرة واحدة . ووضع الثلاثى ( الريحانى - بديـع - درويش ) رواية ( ولو ) وبها لحن السقايين الشهير . وقد أدت النجاحات الكبيرة والمتوالية التى حققها الريحانى إلى حرصه على أن تخرج عروضه فى أكمل صورة مما جعل مسرحه قبلة لعلية القوم والمثقفين – والى ان نلتقى فى الصفحات التاليه لكم منى كل التوفيق المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى وجيــه نــدى [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف