الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عصفور فلسطين وحديقة مانديلا بقلم الأسير المحرر رأفت حمدونة

تاريخ النشر : 2015-03-06
عصفور فلسطين وحديقة مانديلا  بقلم الأسير المحرر رأفت حمدونة
*عصفور فلسطين وحديقة مانديلا / بقلم الأسير المحرر رأفت حمدونة*


 عند مطالعتى لمذكرات مانديلا التي نشرت في العام 1994 بعد خروجه من السجن ، ومحاكمته الشهيرة في ‘ريفونيا’ ، ثم نقله للسجن وتنقله حتى نقل إلى ‘جزيرة روبن’ التي قضى فيها الجزء الأكبر من الـ 27 عاما التي مكث فيها بالسجن ثم خروجه للحرية بعد انهيار النظام العنصري، لفت انتباهى بعض المحطات التى تؤكد على عظمة الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة ، وعلى ظروف الحياة القاسية والغير ممكنة في عزل السجون الاسرائيلية وأقسامها وعدم رحمة القائمين عليها .

كتب صديق الشعب الفلسطينى في مذكراته عن تجاربه في الزراعة حيث وافقت إدارة السجن السماح له بزراعة قطعة صغيرة بما يريد من الطماطم والفلفل، واهتم بها وكانت تجاربه في الزراعة محلا للاحتفال والذكر في رسائله لزوجته ويني حيث يقول ‘كانت المزرعة هي الشيء الوحيد الذي يمكن للسجين السيطرة عليه، أن تزرع حبة وتراقبها وهي تنمو وترعاها ثم تحصدها كان هذا يعطيك نوعا من الرضى وإن كان بسيطا’. ويقول ‘ لقد نظرت للحديقة باعتبارها رمزا او مجازا للكثير من ملامح حياتي .

وقارنت بين سجن نظام الفصل العنصرى وبين قيادات الحركة الصهيوينة التى تدعو لاعدام الأسرى الفلسطينيين ، ورميهم في البحر الميت ، وتركهم طوال الحياة في الزنازين حتى يتعفنوا كونهم بالرؤية العنصرية يمثلوا حيوانات بشرية على حد تصريح لنائب في الكنيست الاسرائيلى  ، والتضييق عليهم بكل تفاصيل الحياة .

وعدت بالذاكرة إلى الوراء لظروف الاعتقال في السجون الاسرائيلية التى تحرم الأسرى من كل معنى للحياة لأنها تريد قتل إرادة الحياة في قلب الأسرى الفلسطينيين ، فلم نحلم مرة بحديقة مانديلا ، أو شتلة الطماطم والفلفل ، كنا نتمنى ممارسة شىء من هذا القبيل ولكننا لم نتوقعه لادراكنا طبيعة القائمين على السجن بل على هذا المشروع بأكمله .

أستذكر عصفور الأسير الفلسطينى حسان الذى وقع لحظة مشيه في ساحة القسم في موسم تكاثر الطيور ، العصفور لم يغط بريشة واحدة ، خشى حسان على موته وأدرك أن لا مجال لحمله ووضعه في العش ، وكان يتخوف من عقاب إدارة السجون له في حال كشفه وفق التعليمات المشددة التى تمنع تربية الطيور ولو كان بحجم عصفور رحمة به .

كبر العصفور وتغطى بالريش وكان يخرج صباحا ويعود مساءاً في صندوق زينه له الأسير حسان ، وكان يقف على أكتاف الأسرى ويغنى لهم ، أحبهم أكثر من حريته ، كان يتحرر ولكنه يعود لزنزانة حسان حتى دخلت القوة الاسرائيلية الخاصة التى كشفت جريمة حسان لانقاذه العصفور المهدد بالفناء وعاقبته بمنع الزيارة لمرة واحدة ، ولكنها لم تستطع قتل إرادة الحياة وطار العصفور من فوهة الشباك .

عشقت مذكرات مانديلا وعشقت نضالاته ، وكل يوم تزداد قناعاتى بأن في فلسطين المئات من نيلسون مانديلا ، وأن فلسطين على موعد مع الحرية ، وأن ظروف سجون الاحتلال أقسى من ظروف سجون الابرتهايد .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف