الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من المشهد الداخلي الفلسطيني..بقلم:صلاح محمد

تاريخ النشر : 2015-03-06
من المشهد الداخلي الفلسطيني..بقلم:صلاح محمد
من المشهد الداخلي الفلسطيني..   بقلم: صلاح محمد


يواجه الوضع الفلسطيني بكل مكوناته الوطنية، مجموعة من التحديات التي لم تعد تقتصر على مختلف عناوينه الإسرائيلية المدعومة أمريكيا:-من الموجات المتتالية والمترابطة للتوسع الاستيطانيبالضفة الغربية، وتهويد القدس العربية، إلى تجميد تسليم عائدات الضرائب التي يدفعها التجار الفلسطينيين، وعدم تسليمها للسلطة الوطنية الفلسطينية..إلخ، بل لقد تخطى كل  ذلك، إلى تداعيات الأحداث والتطورات الجارية والتي باتت تعصف بالعديد من البلدان العربية الوطنية..إنها طالت القضية الفلسطينية ونضال شعبها بآثارها السلبية الحادة، وفي سياق متصل أصبحت الضغوطات الأمريكية السياسية الاقتصادية والأمنية المترافقة مع كافة مراحل المفاوضات الثنائية الفلسطينية الإسرائيلية التي رعتها الإدارة الامريكية "ولازالت" منذ عام 1993، كنتاج لاتفاقية أوسلو..وكأنها جزء من حياة الفلسطينيين. إن فشل المراهنة على المفاوضات كترجمة لخيار سياسي، في تحقيق المشروع الوطني، أو الدولة الفلسطينية المحتلة عام 1967، لأن دولة الاحتلال قد اتخذت من تلك المفاوضات مظلة لتكسير ركائز ومقومات الدولة.. هكذا تم الانتقال إلى هيئات الأمم المتحدة من أجل الحصول على قرارات يبنى عليها أساس تحقيق الدولة الفلسطينية، لكن الإدارة الأمريكية وكالعادة قد أفشلت هذا المنحى دعما لدولة الاحتلال وضغطا متزايدا على الحالة الفلسطينية للدفع بها نحو العودة للمفاوضات، بالتالي التفاوض مع  دولة الاحتلال حول أية خطوة جادة قد يتخذها الوضع الفلسطيني أي العودة إلى نقطة الصفر، بالتفاوض على كل القضايا التي جرى التفاوض عليها على مدار 22 سنة دون أية فائدة للجانب الفلسطيني. ضمن هذه الوجهة وجدنا أن الإدارة الأمريكية تحاول استخدام اللجنة الرباعية التي أرسلت مندوبها طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق، من أجل "تشجيع" القيادة الفلسطينية للعودة إلى تلك المفاوضات وسعيه أيضا لاستدراج حركة  حماس لدخول هذا الحقل، ومحاولته إثارة نقاش حول شروطه الخمسة المتعلقة بهذا الجانب، ندرك أن الإدارة الأمريكية لها أولويات برنامجية لن تكون القضية الفلسطينية أو أي من الحقوق الوطنية لهذا الشعب ضمنها، لكنها تحاول امتصاص النتائج غير المتناغمة مع رؤيتها ومخططها في المنطقة من هذه القضية التحررية العادلة، بالتالي فإنها لازالت تدير الأزمة عن بعد، حتى أن مجرد الحديث عن الدولة الفلسطينية بات في تراجع، إلا من زاوية الاستخدام التكتيكي: مثل طبخة الحصى أو سياسة العصى والجزرة، وحديث طوني بلير عن غزة وعن حماس في الأيام الأخيرة لن يخرج عن هذا النسق، فالأولوية لهؤلاء الاستعماريين تحددها بوصلة مصالحهم، من التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب حيث من أسسه هو من وضع حجر الأساس لظاهرة داعش الخطيرة وغيرها..ومع ذلك لم تتحرك الإدارة الأمريكية إلا بعدما وصلت داعش إلى المياه الإقليمية لآبار النفط، مع ملاحظة أن هذا التحرك وغالبية إن لم تكن كل الخطوات المرتبطة به تدر الربح الصافي على أمريكا وحلفائها من الدول الاستعمارية، من تجديد الحياة لصناعة أسلحة الموت والدمار، إلى التحكم بأسعار النفط وتمرير السعر المتناسب مع اقتصاديات الدول الغربية،  في إطاره غدت بعض الدول العربية التي أصبحت جزء من هذا التحالف مجرد صدى للسياسة النفطية الأمريكية وكذلك تحولت إلى بقرة حلوب لهذا التحالف ومتطلبات برنامجه في سبيل درء الخطر عن عروشهم، هكذا يتم تبديد ثروات شعوبنا وأجيالها القادمة، وقضية "مواجهة الإرهاب" بالنسبة للدول الغربية قضية طويلة، دون أن يكون هدفهم النهائي تدمير داعش بل إبعاد خطرها المباشر عن مصالحهم في سياق تقليم أظافر تلك الظاهرة، حتى يضمن التدمير التام لعدد أساسي من دولنا الوطنية وجيوشها، وأيضا لإبعاد أية  مخاطر مستقبلية قد تهدد الكيان الصهيوني، وصولا إلى محاولة إدارة أوباما وشركائها إنهاء الملف النووي الايراني، حيث فشلوا في إنهائه وفقا لرؤيتهم، لكنهم مستمرين في ذلك بالرغم من عناد وقوة الموقف الإيراني.

إن نضال شعب فلسطين ليس بعيدا عن تلك التطورات بل إنها تنعكس سلبا عليه في هذه الفترة، كما إن شعوبنا العربية تدفع الخسارة الكاملة من ثرواتها، من  دماء أبنائها وتدمير دولتها ومؤسساها العسكرية.. فهل تستطيع  شعوبنا وقواها الحية صناعة المفاجئة بعد هذا المخاض العسير بقلب الطاولة في وجه أعداء مصالحها، إن هذه الخارطة الجديدة وتحدياتها المتشعبة تتطلب من الوضع الداخلي الفلسطيني اتخاذ العديد من الخطوات بهدف تحصين الذات وتجميع كل الطاقات، لمواصلة المسيرة وصيانة حقوق وثوابت شعب فلسطين، لأن طبيعة الاشتباك المفتوح مع هذا الكيان الصهيوني تفرض ذلك، ولأنه لا يوجد فصيل أو تيار فلسطيني بعينه يستطيع القيام بكافة متطلباته فكيف يكون الحال وسط هذه المستجدات.



اللافت هنا: أن قيادة حركة حماس وبعد التداول الإعلامي لهذه القضية الاختلافية، بادرت وطالبت بأن تكون فصائل المنظمة ضمن الوفد، وهو على الأرجح موقف مبني على أسس تكتيكية، وليس تعبيرا عن تحول في هذه الوجهة. لكن لماذا هذا الموقف من فصائل منظمة التحرير:-إن هذا المسلك على صلة بالمنهج السياسي وخياره في محاولة تحقيق "المشروع الوطني" أو ما تبقى منه، من خلال المفاوضات الثنائية مع دولة الاحتلال تحت الرعاية الأمريكية، وفي سياق هذا الخيار يتم السعي لاستحضار العامل الخارجي الذي يدعم النضال الوطني، بأفق رؤية محددة تعتقد بإمكانية تعديل ميزان القوى المحلي عن طريق هذا الاستحضار، عبر الضغط على دولة الاحتلال، على طريق تحقيق الدولة الفلسطينية.. إنه خيار لم تزكيه تجربة الـ22 عام من المراهنة على المفاوضات أو الدوران حولها، فالنتيجة كانت أعقد بالمعنى العملي مما كانت عليه الأوضاع ما قبل المفاوضات بفعل الوقائع التي فرضها الاحتلال لإجهاض فكرة الدولة الفلسطينية.. لذا فإن أصحاب هذا الخيار السياسي لا يريدون مشاركة ذوي الخيار الكفاحي الذي يعمد كافة أشكال المقاومة، حتى لا يعكر ما يسعى إلى تحقيقه أو الوصول له من قبل خيار التسوية السياسية، تبعا للرؤية الأمريكية والتي تحاول الإدارة الامريكية التوصل لها من خلال المفاوضات.

ثانيا: الجنوح لتعميق التفرد أو الهيمنة وهنا نجد أن الظروف الموضوعية الي يعيشها الوضع الفلسطيني بصعوباتها وتعقيداتها المختلفة في ظل الاحتلال العنصري، تغذي هذا الجنوح، إضافة إلى أن الحياة الديمقراطية الداخلية تكون شبه مجمدة إلى إشعار آخر، فلا حراك داخلي، ولا تغيير في تشكيلة المؤسسات من الاتحادات الشعبية إلى المجلس الوطني والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكذلك الحال بالنسبة لمؤسسات السلطة الوطنية الرئاسية والتشريعية..الخ وعلى الرغم مما يقال عن الديمقراطية الفلسطينية في وضعها العادي إلا أن هذا التجميد قد نمّى أسلوب التفرد والهيمنة،  ولا يخرج موضوع رفض دخول فصائل المنظمة لوفد الحوار مع حماس في غزة عن هذا التوصيف، بالمناسبة لم يتم تشكيل الوفد ولم يتوجه إلى غزة حتى هذه اللحظة، هذه الحالة لا تعني أننا أمام تفرد تفردي، بل نحن أيضا أمام تفرد فئة أو مؤسسة أو هيئة محددة بالقرار وطريقة اتخذاها، قد يتجاوز هذا المسلك حدود الساحة الوطنية إلى حقل العلاقات العربية والخارجية، حيث يسار إلى تشجير نتائج تلك العلاقة لصالح ذات النهج وذات الأداة وصولا إلى أدق التفاصيل في بعض الأحيان، كالاستقواء بتلك النتائج على الآخرين في الإطار الوطني، دون الانتباه إلى أن حصيلة الدعم لقضيتنا الوطنية بكل أنواعه تكون على صلة بصمود الشعب الفلسطيني وتضحيات مختلف قواه، بطبيعة الحال فإن من حق هذا الفصيل أو ذاك أن ينسج علاقاته الخاصة دخل وخارج الساحة الوطنية وفقا لمعيار الموقف من القضية التحررية  العادلة على طريق تحقيق الأهداف الوطنية.

إن طبيعة الوضع الداخلي الفلسطيني  والعلاقات بين مختلف القوى تضعف بلا شك مواجهة التحديات، فبدلا من تجاوز الانقسام وتداعياته، وجدنا قطاع غزة يمر بأزمة عميقة وكأنه خارج الحسبة الوطنية، فالعلاقات بين القوى الفلسطينية تمر بمرحلة سيئة، مما يتوجب دعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية للاجتماع بحضور كافة القوى الوطنية والإسلامية من أجل رسم الإستراتيجية الجديدة للخروج من المأزق، ولتعزيز المسيرة الكفاحية التحررية، والتصدي للمخططات المعادية لمصالح وحقوق شعبنا وأمتنا العربية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف