الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نتنياهو وتوظيف فوبيا النووي الإيراني

تاريخ النشر : 2015-03-05
أطلس للدراسات

"إيران باتت دولة حافة نووية وهذا يشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل"؛ هذا المفهوم أصبح رائجاً ويشكل إجماعاً اسرائيلياً وإجماعاً على مستوى أصدقاء إسرائيل الكثر في الولايات المتحدة الامريكية، ولا سيما في مجلسي الشيوخ والنواب، وهي باتت جملة مفتاحية ومنطلقاً في خطابهم السياسي ولبنة أساس في رسم السياسات المتعلقة بإيران، هذه السياسات التي حاول جاهداً، أول أمس الثلاثاء، نتنياهو في خطابه أمام مجلسي الشيوخ والنواب أن يفرضها عنوة على إدارة البيت الأبيض عبر خلق إجماع كبير ضاغط على توجهات الإدارة للتوصل الى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي.

إسرائيل التي غرست مفهوم دولة الحافة والتهديد الوجودي في الوعي الجمعي الدولي العام، حتى دون ان تجتهد لإثبات ذلك، وقد نجحت في ذلك بشكل كبير عبر فرض العقوبات على إيران وتحويل ملف إيران النووي إلى تحدٍ عالمي، وهي اليوم تريد ان تكرس الفوبيا الدولية من نووي إيران للإبقاء على إيران محاصرة ومهددة، وللإبقاء على جبهة الصراع الدولي مع إيران مفتوحة الى أجل غير مسمى، فإسرائيل هنا توظف الفوبيا من إيران النووية للانتصار على التحديات والسياسات الإيرانية التقليدية، فهدف إسرائيل ليس وقف البرنامج النووي الإيراني؛ بل الإبقاء على إيران كدولة تهدد السلام الدولي والإبقاء عليها داخل ما يسمى "محور الشر" بكل ما ينطوي عليه ذلك من حصار وتهديد استقرار النظام والتهديد باستخدام الخيار العسكري؛ بل والتحريض على توجيه الضربات العسكرية لإيران مثلما فعلت سابقاً مع العراق، فإسرائيل تريد من العالم ان يحارب إيران بدلاً عنها تحت ذريعة ان "إيران تشكل تهديداً للسلام العالمي"، وقد أكد ذلك أوباما عندما صرح انه يعتقد ان نتنياهو لا يريد أي اتفاق مع إيران، حيث قال "ان نتنياهو يعلن رفضه للاتفاق حتى قبل ان يطلع على تفاصيله، ما يجعله يعتقد ان نتنياهو يرفض أي اتفاق مع إيران"، وهو ما جعل نتنياهو يرد عليه، أول أمس، في خطابه عندما استعرض شروطه للاتفاق الجيد مع إيران، وهي شروط تعجيزية تشبه شروطه لقيام الدولة الفلسطينية.

أوري سابير، مدير عام وزارة الخارجية سابقاً، يقول ان نتنياهو لا يؤمن باستراتيجية الاتفاقات التسووية مع العرب والمسلمين، وبالنسبة له فالقوة هي الوسيلة الأمثل، ويعتقد بوجوب إبقاء إيران كأصل للشر في المنطقة، فهو يفضل عدم التوصل لأي اتفاق من التوصل لاتفاق جيد، ويؤكد ان هنا يكمن أصل الخلاف بينه وبين أوباما.

في كتابه "أزمة مفتعلة" يصف الصحفي البريطاني غارت فورتر نشاط جهاز "الموساد" لوضع ما يوصف بالمسدس المدخن (أي دليل الجريمة)، حيث تم زرع وثائق مزيفة داخل جهاز محمول حول منشأة نتانز النووية، وقد شكلت أحد أهم مصادر تقرير مراقبي وكالة الطاقة الدولية التي اتهمت إيران بإخفاء معلومات عنها على مدار عقدين، لكن الموظفين اكتشفوا لاحقاً ان الوثائق تفتقر للأسانيد، لكن في غضون ذلك استطاع المحافظون الأمريكيون نشر التقرير المفبرك على وسائل الاعلام الدولية.

ويؤكد الكاتب الاسرائيلي عكيفا الدار ان وثائق تابعة لـ (C.I.A) كشفت في محكمة أمريكية، بالإضافة لما جاء في كتاب فورتر، بالإضافة لبعض أقوال رجال "الموساد"؛ تؤكد الاشتباه ان جهات في تل أبيب وواشنطن لا يتورعون ولا يعدمون عن اختلاق الوسائل والأساليب لكي يبقوا على إيران "كتهديد وجودي" على جدول الأعمال الدولي، وعلى جدول المشهد السياسي الإسرائيلي.

بروفيسور اسرائيلي في العلوم النووية يؤكد أيضاً ان المشروع النووي الإيراني الذي يقوم على تخصيب اليورانيوم بواسطة أجهزة الطرد المركزية لدرجة 3.5%-20% من الصعب ان يستخدم لأغراض عسكرية، حيث يقول ان اليورانيوم مادة غير فعالة لإنتاج قنبلة نووية، فيلزم لإنتاج قنبلة محدودة التأثير تخصيب أطنان من اليورانيوم الذي تم تخصيبه بدرجة 90% ووزنها وحجمها الكبير يجعلها غير قابلة للاستخدام، حيث لا يمكن تركيبها على رأس صاروخ، ولا بد من إلقائها مباشرة على المدينة الهدف بواسطة طائرة، وما الدفاعات الجوية الاسرائيلية المتطورة بما فيها قدرات الرادار وصواريخ أرض جو وأسراب الطائرات الهجومية والدفاعية تجعل مهمة إلقائها مستحيلة، لكنه يؤكد ان الخطر الحقيقي يكمن في منشأة اراك التي تعمل على المياه الثقيلة وقادرة مستقبلاً على إنتاج البلوتونيوم.

فهل حقاً إيران أصبحت دولة حافة نووية؟ ثمة شك كبير ان تكون كذلك؛ فإيران عبر مرشدها الأول تعلن رفضها لمبدأ اقتناء السلاح النووي، كما ان مشروعها الذي يعتمد بمعظمة على التخصيب المنخفض لليورانيوم لا يؤهلها لذلك قريبا، كما انها تنشد أي اتفاق يمنحها الحق في امتلاك الطاقة النووية ويفرض رقابة مشدده لسنوات مقابل رفع العقوبات.

ويبدو واضحاً اليوم ان الجمهورية الاسلامية تريد ان تحافظ على مكتسباتها الإقليمية ورفع العقوبات والانفتاح الدولي عليها في ظل الاعتراف بها كدولة إقليمية مؤسسة للاستقرار في المنطقة أكثر من أي هدف آخر، وهو الانجاز الأكبر لإيران.

بيد ان إسرائيل لا تريد ان تمنح إيران هذا الإنجاز، وتريد الابقاء عليها تحت تهديد العقوبات والحصار الدولي، وربما النجاح في جر العالم لضربها عسكرياً كما حدث مع العراق، العراق الذي نجحت إسرائيل في تحريض العالم على ضربه واحتلاله وتفكيكه تحت ذات الذريعة التي ثبت لاحقاً انها كانت محض اختلاق.

نتنياهو الذي لا يستطيع ان يعلن صراحة رفضه لكل اتفاق، أضاف في خطابه، أول أمس، ثلاثة شروط ليس لها علاقة بالملف النووي، وهي شروط تعجيزية لتطويق أوباما من التوصل لأي اتفاق يتيح رفع العقوبات، فقد طالب بإلزام إيران بوقف عدوانها ضد جيرانها في الشرق الأوسط، ووقف دعمها "للإرهاب" في المنطقة والعالم، والتوقف عن التهديد بإبادة إسرائيل، والتوقف عن تطوير سلاحها الصاروخي، والابقاء على العقوبات الى أن يتم التحقق من تنفيذ إيران لكل التزاماتها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف