الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في قصة "ساحرة" للقاص موسى الزعيم بقلم: صلاح الدين سر الختم علي

تاريخ النشر : 2015-03-05
قراءة في قصة "ساحرة" للقاص موسى الزعيم بقلم: صلاح الدين سر الختم علي
قراءة في قصة (ساحرة) للقاص موسى الزعيم/ سوريا
بقلم: صلاح الدين سر الختم علي/ السودان
القصة:
ساحرة :
أمسكتْ يدي وقالت: تعالَ سأحكي لك حكاية.. أخذتني في طريقٍ تحفّ به الزهور.. تعزفُ فيه العصافيرُ ألحانَ الحياة.
أدهشني قِصَر الطريق, وكثافةُ الجمالِ على أطرافهِ, لوحاتٌ تمثّل.. تفاصيل الوجوه بأوجاعها وأفراحها.. مرسومةٌ بالحرف.
فجأةً تركتْ يدي, ألتفتُ إلى الوراء, كان الطريقُ مختلفاً تماماً.. عرّشت الأشواكُ على جانبيهِ وكأنّني ما مشيتُ بهِ منذُ قليل.
………………………….
نص نوستالجيا الحنين والهروب من الواقع
التحليل:
في هذا النص الساحر يقارب الكاتب موضوعه من زاوية حادة, يركز كل الضوء عليه ليسمع رسالته لمن به صمم، النص يشكل وثيقة إدانة لواقع مرير مظلم لا تلوح في الأفق بوادر خلاص منه، وحين يسود الظلام الواقع وينسد أفق الخلاص لا يبقي سوى الماضي والحلم به للهروب من كابوس الواقع، والهروب هنا هو فعل مقاومة وليس فعل إستسلام، وهذا ماعبر عنه الكاتب بتصويره للتحول الذي حدث في الطريق حين حضرت تلك القادمة من الماضي في الأحلام، فقد بات كل شيء جميلا، وحين تركت يده عادت الظلمة الى الكون، لم يعد الطريق المفروش بالازهار هو ذاته، بل بات دهليزا مظلما. الدلالة هنا هي أن الخلاص يكون بالرجوع الى الجذور، الى ينابيعنا الحضارية الأصيلة واستلهام كل ماهو جميل ونبيل منها لنخوض به معركتنا في الحاضر لصناعة المستقبل.
مفاتيح النص ومحطاته الرئيسة:
1- (أمسكتْ يدي وقالت) فهذا الاستهلال يشير الى المغزى اشارة طفيفة (فعل الأخذ باليد) فيه لطف من يهمه امر الماخوذ بيده، وفيه إشارة لكون من أخذ اليد قائد ومن اخذت يده خاضع لقيادته الروحية والفعلية، لكنه ليس مجرد جندي، بل فلذة كبد، فعل القول (قالت) يفيد اسداء النصح، وفي هذا تاكيد للسلطة الروحية للقائل.
2- (أخذتني في طريقٍ) هنا تاكيد لعملية النصح والإرشاد والهيمنة، ففعل الاخذ يعني عدم ترك الخيار للماخوذ بيده، بل تتم قيادته في مسار مرسوم يرد وصفه في النص مفيدا ان فيه اختصارا للوقت والنفقات وكل الخير. هنا تكون الهيمنة لقوة المثال التي تستقر في الذاكرة ومعها خريطة الطريق الممشي بالارشاد عمدا لأول مرة ليسهل تذكره لاحقا.
3- (فجأةً تركتْ يدي) هنا نقطة التحول في النص، وهنا مقارنة مقصودة بين حال الامة بلا قيادة روحية وبين حالها وهي تتمتع بتلك القيادة، فرغم وحدة الطريق فان الفوارق كبيرة بين الحالتين، عبر النص عن ذلك بلسان الراوي: (ألتفتُ إلى الوراء, كان الطريقُ مختلفاً تماماً.. عرّشت الأشواكُ على جانبيهِ وكأنّني ما مشيتُ بهِ منذُ قليل). المقارنة هنا مقصودة وليست تقريرية كما يبدو، بل هى مقدمة ليعمل القارئ فكره ويقارن ويدرك من خلال المقارنة مغزى النص البعيد ورسالته (أمة بلا قيادة تستلهم القيم الروحية والثقافية للامة لن تنتصر ولن تعرف الطريق للخلاص من التبعية والذل).
الروعة في النص انه قام بعملية تبديل ادوار، فجعل الواقع يوازي الكابوس، وجعل الحلم بديلا للواقع، وجعل الماضى طريقا للمستقبل ووليدا للحلم في الوقت نفسه، انه نص يزرع الأمل ويفيض بالحنين الى الماضي بشكل ايجابي يتجاوز مجرد النوستالجيا. هو نص وفرت فيه كل مقومات واركان القصة القصيرة جدا الجوهرية من حكائية وتكثيف وجملة فعلية ومفارقة وأضمار للمغزى. وجاء العنوان موحيا وليس كاشفا للمغزى.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف