الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحضارة الاسلاميه - بقلم المهندس نواف الحاج علي

تاريخ النشر : 2015-03-05
الحضارة الاسلاميه - بقلم المهندس نواف الحاج علي
الحضارة الاسلاميه

حين اتحدث عن الحضارة الاسلاميه ، فانما اقصد بها الحضارة الأصيله النابعه من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، بعيدا عن الأزمنه التي تمت بها تشويه تلك الحضارة من قوى مشبوهه او جاهلة او قوى عدوانيه ؟؟ فالحضارة في الاصل هي روح امة من الامم ، وهي طريقة حياتها ومسلكها ، فالحضارة الاسلاميه تقوم على حرية الانسان من خلال عبوديته لاله واحد لا شريك له ، فهي بذلك تحرره من عبودية الاهواء والاشخاص مهما كانت صفاتهم ومواقعهم ---- كما انها تقوم على مبدأ ان الانسان مكرم من خالقه ، وقد اوجده على هذه الارض من أجل عمارتها بانتهاج السبل الذي رسمها له ، ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) – الاسراء - ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( 56 ) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ) – الذاريات
يمكن ان نؤرخ للحضارة الاسلامية منذ تأسيس الدولة الاسلامية الاولى في المدينة المنوره على يد النبي عليه السلام ، والذي اشتمل دستورها على مبادئ المواطنة الصالحه بين جميع فئات المجتمع ، بصرف النظر ديانتهم او اعراقهم , فالعدل والحق والمساواة والتراحم والتكافل والتسامح والسلام هي اهم عناصر تلك الحضاره .
فالعدوان لا يقع الا اذا اعتدي على الدولة الاسلاميه كرد على العدوان ، او على من يقف في وجه الدعوة ، ( في زمن الاتصالات الحاليه فلن يستطيع احد ان يقف في وجه الدعوه لان الوسائل ميسرة ) ، والدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنه لا بالاكراه : ( وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ) – البقره ، ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) – الممتحنه -- ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) – النحل ، بل ان الحوار مع اهل الكتاب لا يكون الا بالتي هي أحسن : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ) – العنكبوت –
لقد رفض الرسول صلى الله عليه وسلم معاقبة زعيم النفاق ( عبد الله بن ابي بن سلول ) ، والذي تنكر للاسلام بعد ان اسلم ظاهريا ، وحرض عليه ، ( لان ظهور الاسلام قد حرمه من ان يصبح ملكا على المدينة ) – رفض الرسول قتله قائلا : ( لا نريد ان يسمع العرب ان محمدا يقتل اصحابه ) ، وهذا هو الاعلام السليم المبني على الحكمة والعقلانيه والرحمه . فالرسول هو رسول الرحمه ، والاسلام هو دين الرحمه ، وقد رفض الاذى لمن ارسلوا سفهاءهم لملاحقته بالحجارة والبذاءه من اهل الطائف حينا ذهب يدعوهم للاسلام ، قائلا عليه الصلاة والسلام : ( اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ) – كما خاطب اهل مكة الذين تنكروا له ولدعوته وآذوه وازمعوا على قتله وطاردوه وهجروه نحو المدينه ، وعندما فتح مكة منتصرا قال لهم مقولته الشهيره : ( اذهبوا فانتم الطلقاء ) ،
لقد ساوى الاسلام بين بلال الحبشي وسلمان الفارسي وبين اي قرشي آخر ( لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى ) - ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) - الحجرات ؟؟ تَسابَقَ فتىً قِبْطِيٌّ معَ ابنِ والي مِصْرَ ، وفازَ في السِّباقِ ، فَغَضِبَ ابنُ الأميرِ وضَرَبَ الفتى القبطيَّ بسَوْطِهِ وهو يقولُ : خُذْها وأنا ابنُ الأكرمينَ . شكا القبطيُّ ابنَ الوالي ، وحَضَرَ الواليْ وابنُه مِنْ مصرَ إلى المدينةِ ، ووَقَفُوا جميعاً أمامَ أميرِ المؤمنينَ عُمَرَ ، فسألَ القبطيَّ : هل هذا الذي ضَرَبَكَ ؟ قال القبطيُّ : نَعَمْ يا أميرَ المؤمنينَ . أعطى عمرُ سَوْطاً إلى القبطيِّ وقالَ له : اِضْرِبْ ابنَ الأكرمين .وضَرَبَ القبطيُّ ابنَ الوالي ، وقال : لقدْ أخَذْتُ منه حَقِّي يا أميرَ المؤمنين . فصاحَ عمرُ بالوالي : يا عَمْرُو . متى اسْتَعْبَدْتُمُ النّاسَ ، وقدْ وَلَدَتْهُمْ أمّهاتُهُمْ أحراراً ؟
اختلف " بشر" وهو مسلم منافق ، مع " يهودي " في المدينة ، على قضية من القضايا ، فاقترح اليهودي ان يتحاكموا الى الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن بشر اقترح ان يتحاكموا الى " كعب بن الأشرف " ؟؟ اليهودي من بني النضير ، فاليهودي الخصم ، مؤمن بحقه وبعدل الرسول صلى الله عليه وسلم بالأساس ؟؟ اما بشر فهو منافق يعرف بان الحق لليهودي ، أخيرا احتكموا الى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فحكم الرسول بالعدل لليهودي ، بعد ان استمع للطرفين المتخاصمين . كل هذه نماذج حية تدل على عدل الاسلام ورحمته ----
الحضارة الاسلاميه حضارة عالميه ، انسانيه ، ليست عنصرية وليست منغلقة على نفسها بل هي واضحة منفتحه للجميع ، بل هي تدعو للمودة والتراحم ، وقد كان الرسول عليه السلام يتألم حين يرى ان البعض لا يستجيبون لدعوته ، لحرصه على دخولهم في رحمة الله ، ولكي يتجنبوا عقاب رب العالمين ، ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) ( ص ) ، ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون ) – ( الانبياء )
لقد انتشرت الدعوة الاسلاميه وما احتوته من حضارة انسانية راقيه ، خلال قرن من الزمن من الصين شرقا الى أجزاء من اوروبا غربا ، بسبب تلك المبادئ والقيم التي قامت عليها ، وقد دخلت تلك الاقوام في الاسلام بالدعوة الحكيمة والاخلاق الحسنة التي امتاز بها التجار المسلمون ، ولم تقم بحد السيف كما يدعي الاعداء .
لقد افرزت تلك الحضارة الكثير من الاكتشافات والاختراعات وانفتحت على الحضارات الاخرى ، وترجم المسلمون كتب روما واليونان اخذوا عنها المفيد واضافوا اليها ، وان الكتاب المحايدين يعترفون بفضل الحضارة الاسلاميه في نهضة اوروبا ، يقول الباحث الروسي " اليكسي جورافسكي" في كتابه الاسلام والمسيحيه : ( يدرك العالم كله اليوم ويعي بوضوح شديد ذلك الدور الفعال الذي لعبته شعوب الشرق الادنى وثقافاتها وتجاربها الروحيه في نشوء الحضارة الاوروبيه وتطورها ) ، ويقول : ( وبصورة عامه يمكن الجزم بان القرون الوسطى تدين للثقافة العربيه في معرفة كثير من مؤلفات الفيلسوف اليوناني ارسطو ) ، ويقول " انطوني بلاك " ، الاستاذ في جامعة دندي في اسكتلندا في كتابه الغرب والاسلام : ( شكلت الامبراطوريه البيزنطيه والغرب والعالم الاسلامي ثلاث مناطق ثقافيه منفصله لكنها متجاوره تتاخم كل منها الآخرين ، كان الاسلام هو الثورة التي نجحت ، واخر الحركات المحوريه ) ، وقد برزت اسماء العديد من العلماء المسلمين كان لهم الفضل في وضع اسس الكثير من العلوم ، منهم جابر بن حيان في الكيمياء ، والخوارزمي في الجبر والرياضيات وعلم الفلك والجغرافيا ، والكندي في الفلسفة والفيزياء وعلم البصريات والطب والرياضيات وعلم المعادن ، وعباس بن فرناس في تقنية الطيران وجهاز حركة الشمس ، وابن سينا في الطب والفلسفة والرياضيات وعلم الفلك ، وابن النفيس في الطب والفلسفة والفقه ، والحديث ، وأمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت في الهندسة والأدب والموسيقى ، والرازي في الطب وطب العيون والفلك والكيمياء ، والطبري في فن الخط والطب والأدب والرياضيات ، وابن الهيثم في الهندسه والبصريات والرياضيات ، وابن رشد في علم الفلك والطب والفلسفة ، والحساب ، والبيرونى في علم الطب ، وابن خلدون في التاريخ والفلسفة والقانون ، والمتنبي في الشعر والادب ---- ((( وغيرهم الكثير )))
وهناك العديد من المواقع الاثريه التي خلفتها الحضارة الاسلاميه في شتى اقطار العالم الاسلامي ، منها المسجد الاموي في دمشق وقصر عمره في الاردن والقلاع في مصر والمساجد والاثار العديده في ايران وفي الاندلس وتركيا والقوقاز وغيرها من الاماكن ، لا مجال لحصرها .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا يتنكر بعد الاقوام للاسلام ويعادونه ، وخاصة في الغرب ؟؟ لقد بدأت العداوة للاسلام منذ اول ظهور له في مكة ثم في المدينه ، من قبل المنافقين والكفار الذين رأوا فيه القضاء على امتيازاتهم ونفوذهم ، ورأوا في التكاليف التي جاء بها اثقالا لا تتفق مع نزواتهم واهوائهم ، واما اليهود فبالرغم من انهم كانوا يعرفون بقدوم نبي ويعرفون اوصافه ، ولما جاء النبي تنكروا له ، لانه ليس من جنسهم فهو عربي ، كما أنه رفض الاستسلام لأهوائهم ؟؟ واما الغرب فانه يعادي الاسلام اما لسوء فهم ، فان الكثير من المفكرين والمستشرقين قد شوهوا صورة الاسلام لدى العامه ، او لانه لا يتفق مع نزواتهم واهوائهم ، يقول " جورافسكي " : ( ولكن ما ان اقتربت الجيوش التركيه العثمانيه من فيينا في سنة 1529 ، حتى تغيرت تلك اللهجة واصبحت اكثر عدائيه مركزة على وصف الاسلام بانه دين العنف الذي يخدم المسيح الدجال ) ، وقد اسرف العديد من الكتاب الاوروبيين في رسم صورة الاسلام الارهابي المعادي للانسانيه ، وما خلفته الحروب الصليبيه من احقاد ، مع انها كانت في الاصل حروب اقتصاديه للنهب والسلب كما يجري حاليا ، كما يقول الاستاذ الامريكي في جامعة الينوي " فرانسيس بويل " ؟؟؟
لم تقتصر العداوة وسوء الفهم للاسلام على تلك الرسوم التي تسئ للرسول صلى الله عليه وسلم ، والتي ظهرت في بعض البلدان الاوروبيه مؤخرا ، ولكن ما يجري حاليا هو حرب على الاسلام بصور مختلفه ، منها العسكريه ومنها الاعلاميه وهي اشد خطورة من الحرب العسكريه ، حين تصور اولئك الذي يقومون بذبح الابرياء امام كمرات التصوير من العملاء الارهابيين او الجهلاء ، وباشكال تثير الرعب والقرف في النفوس ؟؟ مدعين ان ذلك هو الاسلام ؟؟ والصورة الاخرى هي التشكيك في تشريعات الاسلام من قبل الجهلاء او الحاقدين ، مثل الادعاء بان الخمرة غير محرمه ، لانه لا يوجد نص على تحرميها ، وهم لا يفهمون معنى ( فلا تقتربوه ) ، او من يتنكر للسنه من خلال التشكيك في صحيح البخاري او مسلم ؟؟؟
رغم كل هذه الافتراءات والعداوات على الاسلام ، فان الاسلام ينتشر بسرعة في كل اقطار المعموره ، لانه دين الحق والعدل والحرية الحقيقيه والانسانية ، والذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى للناس كافه ، ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ) - ( آل عمران ) ، ({ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون - (9) } ، ( الصف ) ، ان الحضارات قد تعمر فترة زمنيه قد تطول او تقصر ، ثم تموت ، ولكن الحضارة الاسلاميه باقية ما بقي الانسان فوق سطح الارض ، قد تخبو نارها ولكنها لن تنطفئ ، فلا تلبث ان تعود قوية مضيئه ، لانها مستمدة من عقيدة راسخه وايمان قوي . ﴿أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ) - [الرعد]
لكن كيف نرد على هذه الحرب العدوانيه التي تكيد للاسلام وتناصبه العداء ؟؟؟ الامر ببساطه هو ان نفهم ديننا على اصوله ، ثم نتمسك به ونطبقه في حياتنا ، ونربي ابنائنا على القيم الاسلاميه قولا وعملا ، ان نطبق الدين القويم في حياتنا ؟؟ ان ندافع عنه بالاقناع وبالقدوة الصالحه وبالحكمة والموعظة الحسنه ، وان نستلهم من حضارتنا وتراثنا وقيمنا الارادة والعزيمة لاعادة بعثها من جديد .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف