الزوجة المتغطرسة المتعالية!
فاطمة المزروعي
هناك كثير من المشكلات البينية، أي خلافات تحدث بين اثنين قد يكونان زوجين أو صديقين أو أباً وابنه أو ابناً وأمه... إلخ، يكون سببها الفهم الخاطئ. والمعضلة العظمى الحقيقية أنه يحدث تطور في مثل سوء الفهم هذا الذي بدأ صغيراً جداً لينمو ويكبر، حتى يتمكن من التسبب في انهيار، سواء في العلاقة الزوجية بين زوجين أو الغضب وطرد للابن من قبل أبيه أو لغضب وحزن للأم ضد ابنتها أو ابنها.
لكن، ماذا لو كان هناك سبب آخر مختلف تماماً عن سوء الفهم؟ وأقصد تحديداً المرض النفسي، نعم أن تكون زوجتك أو ابنك مريضاً وأنت لا تعلم، وهذا واقع وحدث، لن أذهب بعيداً فقد وجدت كتاباً شائقاً وجميلاً في علم النفس السلوكي المعرفي، وكيف يكون الإنسان جريئاً ومعبراً عن نفسه روى المؤلف في كتابه ثلاث قصص مؤثرة وقوية تظهر لنا فداحة الجهل وأضراره، وأيضاً تكشف أنه قد يكون هناك ضحايا كثر بسبب هذا المرض من دون أن نشعر.
في إحدى تلك القصص، رُوي عن أحد الآباء غضبه من ابنه الأكبر والسبب هو تجاهل هذا الابن لكل مناسبة يقيمها الأب في منزله، فهو لا يحضر للجلوس مع الضيوف ولا يقدم لهم الشاي ولا القهوة وكأنه متعالٍ يتنكر للعادات والتقاليد، وهذا ما جعل الأب يقسو على ابنه ويطرده من المنزل، كاد الابن يفقد مستقبله ويتعرف إلى أصدقاء سوء، لكن بتدخل العلاج النفسي وبعد جلسات عدة، اكتشف الأب أن ابنه مريض بالرهاب الاجتماعي، وكان يعانيه في صمت وخوف وحده، نجح العلاج في إعادة إدماج الابن في مجتمعه وهو اليوم متخصص في الهندسة الميكانيكية.
وهنا أسأل، كم من ابن أو ابنة تعاني الأمراض النفسية وتقف جملة من الموانع في اكتشاف وعرض حالتها على متخصصين، فيذهب مستقبلها وزهرة شبابها سدى؟
قصة أخرى أوردها المؤلف، تحت عنوان: " الزوجة المتعالية "، وهي عن امرأة كانت ترفض دوماً وتتملص من المناسبات الاجتماعية التي تقيمها أسرة الزوج، ويكون هناك حضور كبير للنساء فيها، ما جعل الزوج وأهله يصفونها بالمتكبرة والمتغطرسة، بل وصل الأمر إلى رفضها الذهاب للتسوق خصوصاً عندما يكون السوق مزدحماً جداً، وهكذا باتت حياتها الزوجية مهددة بالطلاق، إلا أن فطنة الزوج وتعليمه جعلاه يعرضها على معالج نفسي، وبعد مضي بعض الوقت استجابت للعلاج وبدأت حياة اجتماعية مختلفة، في مكان آخر يمكن لمثل هذه الحالة أن تنتهي بالطلاق وهناك حالات كثيرة.
الذي أريد الوصول إليه هو أن هناك مبررات لدى الناس عندما يمارسون فعلاً نرفضه، فإما أن يكون الجهل أو عدم الرغبة بالمشاركة أو حتى وجود مرض تماماً مثل تلك القصص، لكن أن نقسو ونستعجل في أحكامنا ونجعل حداً فاصاً بين تحقيق رغبتنا أو العداء، فهذه ليست حياة متكافئة متوازنة بل هي أشبه بحرب، فلنحاول فهم الآخرين ولنتلمس لهم الأعذار، فقد يكون لديهم بدلاً من العذر الواحد مئات الأعذار والأسباب.
نصيحة لا تقسوا على من يختلف معكم وحاولوا تقدير ظروف الآخرين.
فاطمة المزروعي
هناك كثير من المشكلات البينية، أي خلافات تحدث بين اثنين قد يكونان زوجين أو صديقين أو أباً وابنه أو ابناً وأمه... إلخ، يكون سببها الفهم الخاطئ. والمعضلة العظمى الحقيقية أنه يحدث تطور في مثل سوء الفهم هذا الذي بدأ صغيراً جداً لينمو ويكبر، حتى يتمكن من التسبب في انهيار، سواء في العلاقة الزوجية بين زوجين أو الغضب وطرد للابن من قبل أبيه أو لغضب وحزن للأم ضد ابنتها أو ابنها.
لكن، ماذا لو كان هناك سبب آخر مختلف تماماً عن سوء الفهم؟ وأقصد تحديداً المرض النفسي، نعم أن تكون زوجتك أو ابنك مريضاً وأنت لا تعلم، وهذا واقع وحدث، لن أذهب بعيداً فقد وجدت كتاباً شائقاً وجميلاً في علم النفس السلوكي المعرفي، وكيف يكون الإنسان جريئاً ومعبراً عن نفسه روى المؤلف في كتابه ثلاث قصص مؤثرة وقوية تظهر لنا فداحة الجهل وأضراره، وأيضاً تكشف أنه قد يكون هناك ضحايا كثر بسبب هذا المرض من دون أن نشعر.
في إحدى تلك القصص، رُوي عن أحد الآباء غضبه من ابنه الأكبر والسبب هو تجاهل هذا الابن لكل مناسبة يقيمها الأب في منزله، فهو لا يحضر للجلوس مع الضيوف ولا يقدم لهم الشاي ولا القهوة وكأنه متعالٍ يتنكر للعادات والتقاليد، وهذا ما جعل الأب يقسو على ابنه ويطرده من المنزل، كاد الابن يفقد مستقبله ويتعرف إلى أصدقاء سوء، لكن بتدخل العلاج النفسي وبعد جلسات عدة، اكتشف الأب أن ابنه مريض بالرهاب الاجتماعي، وكان يعانيه في صمت وخوف وحده، نجح العلاج في إعادة إدماج الابن في مجتمعه وهو اليوم متخصص في الهندسة الميكانيكية.
وهنا أسأل، كم من ابن أو ابنة تعاني الأمراض النفسية وتقف جملة من الموانع في اكتشاف وعرض حالتها على متخصصين، فيذهب مستقبلها وزهرة شبابها سدى؟
قصة أخرى أوردها المؤلف، تحت عنوان: " الزوجة المتعالية "، وهي عن امرأة كانت ترفض دوماً وتتملص من المناسبات الاجتماعية التي تقيمها أسرة الزوج، ويكون هناك حضور كبير للنساء فيها، ما جعل الزوج وأهله يصفونها بالمتكبرة والمتغطرسة، بل وصل الأمر إلى رفضها الذهاب للتسوق خصوصاً عندما يكون السوق مزدحماً جداً، وهكذا باتت حياتها الزوجية مهددة بالطلاق، إلا أن فطنة الزوج وتعليمه جعلاه يعرضها على معالج نفسي، وبعد مضي بعض الوقت استجابت للعلاج وبدأت حياة اجتماعية مختلفة، في مكان آخر يمكن لمثل هذه الحالة أن تنتهي بالطلاق وهناك حالات كثيرة.
الذي أريد الوصول إليه هو أن هناك مبررات لدى الناس عندما يمارسون فعلاً نرفضه، فإما أن يكون الجهل أو عدم الرغبة بالمشاركة أو حتى وجود مرض تماماً مثل تلك القصص، لكن أن نقسو ونستعجل في أحكامنا ونجعل حداً فاصاً بين تحقيق رغبتنا أو العداء، فهذه ليست حياة متكافئة متوازنة بل هي أشبه بحرب، فلنحاول فهم الآخرين ولنتلمس لهم الأعذار، فقد يكون لديهم بدلاً من العذر الواحد مئات الأعذار والأسباب.
نصيحة لا تقسوا على من يختلف معكم وحاولوا تقدير ظروف الآخرين.