الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صدق أو لا تصدق الشهر في العراق 40 يوما بقلم:د. عمران الكبيسي

تاريخ النشر : 2015-03-04
صدق أو لا تصدق الشهر في العراق 40 يوما بقلم:د. عمران الكبيسي
صدق أو لا تصدق الشهر في العراق 40 يوما!
د. عمران الكبيسي

منذ رحيل القذافي لم نسمع نكت رئاسية طازجة كتلك التي كان يتحفنا بها المرحوم، إلا في العراق  فهناك من يريد المزايدة عليه، لقد سعى القذافي لتغيير سلسلة التاريخ في قفزة مفاجئة شاذة، استبدل فيها التقويم العربي الهجري بأخر يبدأ يوم وفاة الرسول الكريم. وجاء بأشهر غريبة ودخيلة على تاريخنا ما أنزل الله بها من سلطان، استوحاها من كل عصر ومصر، فصدم العالم الإسلامي بتغيير سنة صحابة رسول الله باعتبار سنة الهجرة للمسلمين انطلاقة نصر رباني، وفيصلا بين الهداية والضلالة، انتقلت فيها دعوة التوحيد من مرحلة الاضطهاد إلى مرحلة المجاهدة! والتحول من حالة  الحصار والتخفي والتكتم إلى حالة الجهر، واصدع بما تؤمر.. فهل أراد القذافي قلب المفاهيم وجعل المسلمين يحتفلون برأس السنة بوفاة الرسول الأكرم بدلا من الاحتفال بيوم هجرته؟ ولا غرابة إذا عرفنا انه لقب نفسه ب"رسول الصحراء، ونبي الجماهير، ومسيح العصر، وإمام المسلمين.

العجيب أن حكومة السيد العبادي التي كنا نتوسم بها الخير ونبني عليها أمالا عريضة، "صامت ثم أفطرت على بصلة"  ففي عصر السرعة الذي مهد لاختزال ما كان يمكن فعله في شهر صار يؤتى أكله بساعات بفضل التكنولوجيا الحديثة والاتصالات والمواصلات الفائقة السرعة التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، طلعت علينا الحكومة العراقية بفرمان شاهنشاهي فريد من نوعه، كوميديا سوداء نكتة وما هي بنكتة، جعلت فيه الشهر أربعين يوما بالكمال والتمام، "قسما عظما واقع صحيح لا علاقة له بكذبة نيسان" باعتبار العراق في طريق العودة إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث كان الإنسان يعمر ألف سنة في العصور الحجرية كما تروي الأساطير.

صحيح مكتب رئيس الوزراء نفى وضع الصيغة قيد التطبيق، ولكنها إحدى الصيغ المقترحة لمواجهة الأزمة المالية، وتراجع الحكومة جاء بعد أن جوبهت بردود فعل شعبية عارمة، كانوا يريدون جعل العام 485 يوما العام وليس 365  يوما، نظرة مادية مجردة لا تراعي قيم العقود الشرعية، والأعراف ولا حركة التاريخ، وتدخلنا في دوامة مضاربات وصراعات، تأثيرها اجتماعيا وحضاريا أسوء من تجاوز الأزمة الاقتصادية، وإن طرح المقترح نذير شؤم لمخالفته الفطرة التي جبل عليها بنو البشر على الأرض من القطب الشمالي حتى القطب الجنوبي، ومنذ بدء الخليقة حتى يومنا. ولا نريد الخوض في الإشكالات التي سيجرها هذا الإجراء على العراقيين لا سامح الله لو طبق فعلا، وهم في غنى عنه يكفي عليهم عناء التهجير والصراعات الطائفية والعنصرية. التي جلبت لهم الويلات والمآسي.

وما لم يكن في الحسبان ولم يتخيله احد أن العراقيين الذين قاموا سنوات الحصار العجاف وحظر كل صادرة وواردة لم يتخذوا مثل هذا الإجراء، فمن كان يصدق أنهم بعد فك الحصار والسماح بتصدير النفط بلا قيود ومن غير عدادات تعد وتحسب، ومر ما يربو على عشر سنوات مما يدعوه أزلام إيران وأمريكا معا التحرر،  صدر فيها العراق وباع من النفط بأسعار خيالية ما يوازي كل ما باعه العراق من يوم اكتشاف النفط حتى يوم الاحتلال الأسود. والسؤال أين ذهبت أموال العراق والأموال التي تدعي أمريكا وحلفاؤها أنهم صرفوها على  العراق، وأين المشاريع العملاقة التي يمكن القول إنها استنزفت ثروات العراق وميزانيته الضخمة؟ عشر سنوات لم نسمع ولم نر غير الوعود يؤملون ويضحكون بها على ذقون الشعب العراقي المغلوب على أمره، أموال العراقيين شطر سطت عليها القيادات العميلة الفاسدة،  وشطر عبر الحدود نحو إيران لإنقاذها من الإفلاس ولتتآمر على العرب، وما تبقى أجهزت عليه داعش ليعيش شعبنا بين إرهابين، إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية وإرهاب متطرفي الحشد الشعبي والمليشيات السائبة، فمن ينقذ الشعب المشرد الذي بات لا يجد لقمة خبز تسد الرمق، ولا بساطا يحميه من رطوبة الأرض وملح التراب، ولا سقفا يقيه من لفحة الشمس صيفا وزمهرير الشتاء.

تمضي الأيام وتمر الأشهر، وسيمر المزيد منها والسيد العبادي"البطة الضاحكة" لم يحاسب سارق، ولم يحقق مع مارق كما وعد وتعهد، والسيد المالكي الذي خرب العراق وسرق أمواله، وهو المسئول عما أحاق بالعراق من خراب ودمار، وضياع الثروات، لم يزل حرا طليقا لم يسأل عما ارتكب بحق شعبه ووطنه ولمصلحة من؟  ولا أين ذهبت أموال خزائنه؟ لقد صرفت في الفتنة وعلى السلاح ليقتل الأخ أخاه والشريك شريكه في الوطن، سواء في لبنان أو سوريا، وتدمير العراق واليمن، وللتآمر على دول الخليج الحزام العربي الواقي لامته وحامية العرب الشرقية، حسبنا الله في الغزاة البغاة، والعصبة التي حكمت العراق بتفويض منهم، وما زالت تحكم بالحيلة والقهر وإن تغيرت الوجوه"  فالطينة من الطينة والكعكة من العجينة".
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف