الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصهيونية بعد مائة عام ،، إلى أين؟ بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2015-03-03
الصهيونية بعد مائة عام ،، إلى أين؟ بقلم:مروان صباح
الصهيونية بعد مائة عام ،، إلى أين
مروان صباح / ضمن الأخطار المحيطة بالمنطقة تنتقل الصهيونية إلى مرحلة ما بعد المائة عام بذات الالحاح والتدقيق والتفكيك والحفر وكثير من الريبة ، وبالرغم ، أنها تخطت سلسلة من الجدران ، بتقدير منتصر ، أهمها إقامة دولة إسرائيل على الجغرافيا ، وهي لا سواها ، تسير باتجاه شائك نحو مرحلة أشمل وأكثر خطورة ، وأيضاً ، أشد تعقيداً ، حيث ، تتطلب المرحلة القادمة استبدال الدولة بالإمبراطورية ، بطبيعتها ، لا تتحقق سوى بالدم ، وقد يكون التساؤل مشروع حول الهدف القادم التى تسعى إليه الحركة الصهيونية ومحاولة تحقيقه ، بعد ما أنهت المائة عام الأولى بجدارة ، كانت قد حولت الحلم إلى واقع ، بالطبع ، الإجابة غائبة بحكم قدرة الحركة على التحرك بين حقول من الأفخاخ دون الإفصاح عن حقيقة وأسباب ما يجري في المنطقة برمتها ، لكن ، الاستكمال والانتقال من الدولة إلى المملكة اليهودية جاري على قدم وساق وبصبر ملفت يرتكز على قسوة لا ترحم وولاءات وطاعات تستند على نصوص توراتية ، وبالتالي تقترب ، فكرة تهويد الدولة كبداية لفكرة المملكة اليهودية ، الموحدة ، ذات أبعاد تتجاوز جغرافية النبيين داوود وسليمان ، حسب المصدر التوراتي ، وبعيداً عن الخلاف التاريخي لموقع المملكة الموحدة والمقسمة معاً ، فأتباع الديانة اليهودية في العالم ، ومن خلال الحركة الصهيونية استطاعوا أن يحققوا نصف المشروع وهم عازمون دون أدنى شك على تحقيق الجزء الأخر .
بادئ ذي بدء ، تولت الحربين الأولى والثانية العالميتين ، اعادة ترتيب جغرافيا الشرق الأدنى كي تتمكن من استيعاب كيان جديد ، بالطبع ، هو الاسرائيلي ، دون ان يشكل المحيط لاحقاً أي تهديد جدي يؤدي إلى افشال ما ترتب على أرض الواقع ، وربما ، كان ومازال التخوف من اعادة الجغرافيا إلى ما كانت عليه ، تاريخياً ، مستمر ، رغم ، التفوق الدائم لدولة اسرائيل ، عسكرياً واقتصادياً وبالإضافة إلى الحياة المدنية ، يدرك المتفوق ، حقيقة لا يمكن تجاوزها ، اصطدام المشروعه على الدوام مع الدول المحورية ، رغم تأكيدنا ، أنها دول فاشلة ، هو لا سواه ، الاصطدام ، يعطل أي توسع تسعى إليه الحركة الصهيونية داخل العمق العربي ، يضاف إلى ذلك ، أيضاً أمر لا يقل أهمية ، هو ، تنامى في العقدين الأخيرين أدى في الواقع إلى ارتفاع الحس القلقي لدى الحركة الصهيونية ، عندما تشكلت حركات مثل الجهاد الإسلامي وحماس وحزب الله ، بطابع عربي ، وتحولت مع مرور الوقت قوة زئبقية ، قادرة على الافلات من جميع محاولات التدمير أو التدجين ، مما جعل المهمة تبدو أصعب ، وبالتالي ، يسهل للمرء استنباط نموذج أخر ، لعله أكثر طفواً على ظاهر الوقائع ، حيث ، اخترقت الصهيونية العالمية تضاريس الجغرافيا العربية وشكلت هيمنة وسيطرة من خلال عناصر تخضع بالأصل إلى معايير دولية ، السياحة والزراعة والبنوك والمراكز التجارية العملاقة ، ساهمت في تغيير ثقافة الإنسان العربي ، بل ، بالأحرى ، افرغته من محتواه التاريخي ، وكهذا ، كان الاستبداد ، الرديف المساعد للمشروع الصهيوني دون أدنى معرفة بذلك ، لكنه ، تواطأ في نهاية الأمر أمام أن يحافظ على البقاء ، ويبقى له اليد الطولى الذي مهد للجغرافيا أن تنتقل من فاشلة إلى رخوة بعد ما أصاب الفساد العافية العربية ، بمجالات شتى ، ثم سهل إلى استباحات بالقدر التى ترغب به الدول الكبرى .
المهم ، وعلى أي حال ، لم تكن للحركة الصهيونية امكانية تفكيك الدول المحورية بهذه السهولة ، إلا ، من خلال الحروب الأهلية ، وتشجيع الأقليات على التمرد والمطالبة بالحماية الدولية ، بل ، تجاوز الأمر الحماية ، حيث ، تحولت الحكاية إلى اعادة احياء لغات فرعية واجتزاء جغرافيات تهدف إلى أن تستقل عن مركزية اللغة العربية والدولة التقليدية ، بالتأكيد ، كان لا بد من البدء بدول أصغر حجماً وتأثيراً ، كالصومال ولبنان ، وكما هو معلوم تحول الصومال إلى مصطلح سياسي معمم ، الصوملة ، حيث ، يعود الصراع الصومالي الداخلي والحدودي مع الدول المجاورة نتيجة التركيبة الاستعمارية التى افتعلها عام 1885 م عندما قسمه إلى ثالثة أقاليم ، ووزع الاستعمار الأقاليم ، كالتالي ، الصومال جيبوتي لفرنسا ، حالياً ، والصومال الجنوبي لإيطاليا والصومال الغربي لبريطانيا ، حيث ، اسهموا في تثبيت النظام القبلي / العشائري من خلال استخدام شيوخ القبائل وزعماء العشائر وكان من الطبيعي أن تكون الولاءات ، لسلطة الاستعمار ، هو ، أحد المؤهلات البقاء ، خلاصة أخر تبدو بديهية ، مقابل الصومال في الجهة الأخرى ، وبعد سنوات قليلة تمكنت الدول الاستعمارية ، أيضاً ، نقل الحرب الكلامية بين الأطراف اللبنانية إلى حلقة من الاحتراب الأعمى ، حيث ، يعود جذور الصراع ، تماماً ، كما هو في الصومال ، إلى فترة الاستعمار الفرنسي على لبنان وسوريا ، الاستعمار لا سواه ، اسس إلى هذه التركيبة الطائفية ومن ثم باشر في دعمها من خلال مراكز ثقافية وغيرها من قنوات مازالت خارج مراقبة الدولة ، هنا ، لتذكير المفيد ، مجدداً ، دائماً ، أن الاقتتال الديني أو الطائفي يوضع دون ملابسات كأنه يعلو على أي مصلحة أو اعتبار ، لهذا ، نسوق بخطى ثابتة موقف قد سجله التاريخ ، في ذروة المواجهات الأهلية اللبنانية ، تم أسر ثلاث اقباط محاربين ضمن قوات حزب الكتائب ، حيث ، اشار للحدث بشكل علني السادات في خطابه أمام مجلس الشعب ، بالرغم ، أن المشاركة قد تكون عمل فردي ، إلا أنها قابلة إلى التطور والتوسع ، تماماً ، نغلق الملفين الصومالي واللبناني كونهما استهلكوا إلى القطرة الأخيرة ، لنفتح ملف حرب إيران والعراق التى سميت بالمجنونة ، صنفت بالمعايير الدولية ، بالمعقدة ، لأنها اقليمية ، وبذات الوقت حدودهما في التاريخ لهما صولات وجولات من الصراعات ، والمفيد ، أنها قامت بإهدار طاقات وثروات المنطقة على مدار سنوات الثمانية وأسست لأمر بالغ الأهمية ، يضاف إلى المهدور من طاقة بشرية وثروة نفطية ، القسمة الوطنية التى الحقت خلل بانتماء تلك التجمعات السكانية ، الشيعية والكردية وكثفت انبعاث الروحية وارتباطها في الخارج .
نظرة ثاقبة تتلاقى مع انعطافة نوعية مع المشروع الحركة الصهيونية ، وبالتالي ، تعلم ، هي ، أكثر من غيرها ، بأن تحقيق المملكة اليهودية على أرض الميعاد ، حسب ، الاعتقاد التوراتي لن يتحقق إلا إذا تحالفت مع الأقليات في الشرق الأوسط بالإضافة لشمال افريقيا الذي يطل على البحر المتوسط شمالاً والبحر الأحمر شرقاً والمحيط الأطلس غرباً ، ويشكل أيضاً ، ربط الصحراء الكبرى بإفريقيا جنوب الصحراء ، ومن جانب أخر ، تريد فرض سيطرتها على منابع النيل ، لهذا ، ليس صدفة عندما عزم شخص اسمه جون هانين سبيك الذي استعان بخريطة للراحل العربي الإدريسي في عام 1160 م لبحيرة جنجا ، مشهود للخريطة بدقتها ، بهدف الاستكشاف ودراسة أصول المنبع ، حيث ، يخرج منها فرع النيل الأبيض ، تماماً ، الوضع مشابه في اثيوبيا ، بواقع امتلاكها منبع النيل الأزرق ، وفي سياق أخر ، لا بد من الإشارة إلى أن المملكة اليهودية التاريخية بالإضافة إلى تلك المزعوم انشاءها لا تتعارض مع حدود إيران وتركيا التى رسمتهما الدول الاستعمارية ، فهي ، تسعى إلى اعادة اجزاء من بلاد الشام والعراق ومصر ، وليس الكل بالطبع ، ومن جانب أخر ، وما يثير الضحك حقاً ، بل القهقهة العالية وليس السخرية وحدها ، هو ما سمحت به الدول الكبرى من تطاول مشروط لأكراد العرب على الأنظمة العربية في حين قبلت وتواطأت على قمع الأكراد في كلا الجانبين التركي والإيراني ، وهذا بالفعل ، يقاس على جميع الأقليات في المنطقة العربية التى جميعها مهيأة إلى الاندفاع نحو ما ترتكبه كردستان العراق شريطة أن تتحالف مع اسرائيل ، دون ذلك ، وأي محاولة مصيرها الفشل حتى لو كانت وطنية ، وهناك دلالة ، ليست مفتوحة ، لكنها ، انحياز عن وسط ومحيط البيئة التى عهدناها ، وقد يقول قائل ، أن هذا سلوك فردي ، بالطبع ، لكنه ، ينطوي على أشكال وأنماط وأنساق ، على سبيل المثال ، مؤخراً يتكرر حدث ، التحاق بعض العرب المسحيين بالجيش الإسرائيلي ، ليس سراً ، بل ، أبدت بعضهن ، تصريح ، باعتزازها .
خلاصة أخيرة ، هي ، عندما قامت الجمهورية الإسلامية في ايران ، ظلت القومية الإيرانية تتفوق على المذهب ، وأيضاً ، هكذا ، يتفوق المذهب على باقي المذاهب الآخرى في الدولة ، ما يعني أن القومية الفارسية تأتي ، أولاً ، وبذات التقدير ، وليس اعتقاداً ، وعلى الجانب الأخر ، حزب العدالة والتنمية في تركيا ، رضخ إلى محددات وشروط الدول الكبرى ، مقابل ، توليه السلطة ، حيث ، قبل بالمنظومة القومية القائمة منذ عهد اتاتورك المؤسس ، وبالتالي ، ترتفع نبرة القومية تارة وينخفض الخطاب الإسلامي أمامها تارات ، الذي يعطي مساحة للحركة الصهيونية في المستقبل التفاوض مع دول مثل ايران وتركيا ، بالإضافة ، لأقليات مهترئة تقبل أن يكون دورها في الوقت الراهن كمبارس وبعد حين مصيرها مجهول .
وبما أن التاريخ عرف اشكاليات عجيبة ، كانت أشد وطأة على الجغرافيا العربية ، فالجغرافيا عندما تصبح رخوة مؤهلة للاستباحة ، كما هو الحال ، الآن ، وهنا ، التاريخ يخبرنا بحقيقة لا يمكن ادراجها في خانة السجال ، بل ، نستحضرها ، بالطبع ، كحقيقة مطلقة ينبغي التسليم بها ، حيث ، نوسع بيكار البحثي في التاريخ لنجد واقعة شديدة البلاغة ، عندما ظهر الفرس على المسرح الحوادث ودخل ملك كوروش مدينة بابل ، مباشرة ، اصدار مرسوم ملكي يسمح ليهود بابل بالعودة وساعدهم بإنشاء معبدهم ، لم يكن ذلك من باب التسامح ، بالمطلق ، بل ، كرد جميل عن دور الجالية اليهودية التى كان لها اليد في مساعد كوروش على اقتحام المدينة ، والحال هنا ، أن الشعر يظهر شد الروابط بين الواقعة والحنين ومحفورته السرية في باطن الوعي ، حيث ، قال احد شعراء اليهود وهو يقف على ضفاف الفرات ، على أنهار بابل هناك جلسنا / بكينا أيضاً ، عندما تذكرنا صهيون ..
والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف