الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العالمُ يفقدُ ذاكرتَه بقلم:فاطمة ناعوت

تاريخ النشر : 2015-03-03
العالمُ يفقدُ ذاكرتَه بقلم:فاطمة ناعوت
العالمُ يفقدُ ذاكرتَه

هل تتصّور أن تصحو يومًا على طرقاتِ معاولَ فولاذيةٍ ضخمة، في قبضة عُصبة من الأشقياء الجُهَّل، يحطّمون تمثال أبي الهول؟ أو تُفيق على صرير بولدورز هائل يقوده همجيٌّ يناطح سفح الهرم، كما تناطحُ نملةٌ أسدًا؟ نحن على مرمى حجر من هذا اليوم الأسود الأنكد. الذي يفصلنا عن مثل هذا اليوم الأبشع، لا سمح به اللهُ، هو جيشُنا العظيم الذي يتطاول عليه غافلون سطحيون لا يدرون ماذا يفعلون.

إنهم الدواعشُ مسوخُ آخر الزمان، حطّموا بالأمس "متحف نينوى" بما يضمُّ من تماثيلَ وآثارٍ حضارية ثمنها يكافئ حاضرةَ التاريخ الإنساني، وحرقوا آلاف المخطوطات التي لا قِبل للبشرية باستعادة حرف منها، وفجّروا مكتبة الموصل العراقية، المجتمع الدولي صامتٌ صمتَ القبور! أمريكا تدعم داعش في طمس الإرث الحضاري للبشرية، لأنها دولة طفلة بلا تاريخ (٣٠٠ سنة)، فلا عجب من حقدها على دول موغلة في عمق العراقة والحضارة مثل العراق ومصر والشام، لكن العجبَ كلَّ العجبِ من صمت أوروبا التي تحمل من العراقة والإرث الحضاري ما يجعلها حريصة على حفظ إرث البشرية القديم! العراق المنحورُ عنقُه يُعدُّ مهدَ حضارة العالم مثل مصرَ بلادنا.

اخترعوا الساعة والعجلة وفيها ابتكر الملكُ البابلي "نبوخذنصر"، في القرن الخامس قبل الميلاد، حدائقَ معلّقةً إرضاء لزوجته "أميتس" التي تاقت نفسُها لسكنى التلال وكراهتها الأراضي المسطحة، فشيّد لها جنائنَ مدرّجة فوق التلال. في القرن الثالث عشر دمّر هولاكو المغولي "بيت الحكمة" العراقي بما يحويه من وثائقَ تاريخيةٍ نفيسة ومخطوطات نادرة وسوّد نهر دجلة برماد محرقة الكتب، وها نحن في القرن الحادي والعشرين نسمحُ بمذبحة حضارية جديدة على مرأى صمت العالم وعجز اليونسكو! فهل نستحق إنسانيتنا؟!
مواجهة أولئك المسوخ لم يعد مطلبًا دينينًا لأنهم يشوهون الإسلام كما يهمسُ في حياء أئمةُ الدين والأزهر الذي رفض تكفير داعش، إنما أصبح مطلبًا إنسانيًّا قبل أن تفقد الإنسانيةٌ ذاكرتَها وإرثها الحضاريّ ونعود كما الهمجيّ الأول.
نبهتُ كثيرًا إلى خطورة تسمية داعش بـ ISIS لأن هذا هو اسم ربّة الميثولوچيا المصرية القديمة "إيزيس"، وفي تطابق الإسمين محاولةٌ لطمس جزء من حضارتنا المصرية كما يطمسون الحضارة العراقية الآن. لأنهم بدوٌ همجٌ بلا حضارة، تملأ صدورُهم الأحقادُ على أرباب الحضارة والتنوير، فكانوا صيدًا مناسبًا لأمريكا التي تكره أن تمتلك دولٌ ناميةٌ اقتصاديًّا، إرثًا معرفيًّا هائلا يذكّرها دومًا بأنها محضُ دولة قامت على أشلاء حضارة الهنود الحمر وصنعت مجدَها الراهنَ على أنقاض أمجاد دول أفريقية وأوروبية عريقة. لكنه صمت العالم يجنح بنا نحو النكوص إلى بداوة الإنسان الأول.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف